إبراهيم بن منصور الدمشقي

الفتال

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1098 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

الشيخ إبراهيم بن منصور المعروف بالفتال الدمشقي شيخنا العالم العلم الباهر الماهر المحقق المدقق هو كما قلته في وصفه أستاذ الأساتذة ومعترفهم وبحر العلماء ومغترفهم أما العلم فمنه وإليه ومعول أرباب الصنعة عليه وأما الأدب فنقطة من حوضه وزهرة من زهرات روضه.

الترجمة

الشيخ إبراهيم بن منصور المعروف بالفتال الدمشقي شيخنا العالم العلم الباهر الماهر المحقق المدقق هو كما قلته في وصفه أستاذ الأساتذة ومعترفهم وبحر العلماء ومغترفهم أما العلم فمنه وإليه ومعول أرباب الصنعة عليه وأما الأدب فنقطة من حوضه وزهرة من زهرات روضه وله المنطق الذي يقوم شاهدا بفضل لسان العرب ويفتح على البلغاء أبواب العجز ويسد عليهم صدور الخطب فإن أوجز أعجز وإن أطال كاثر الغيث الهطال مع مطارحة تذهب الاستفادة مذهب الحكم وأخلاق تحدث عن لطف الزهر غب الديم وما أنا في ترنمي بذكره وتعطري بنشر حمده وشكره إلا النسيم نم بمسراه على الحدائق والصبح بشر بنور الشمس الشارق
(ولي فيه ما لم يقل شاعر ... وما لم يسر قمر حيث سارا)
(وهن إذا سرن من مقولي ... وثبت الجبال وخضن البحارا)
على أن ذلك دون استحقاقه بالنسبة لما منحني به من كرم أخلاقه فإنه الذي روج بضاعتي المزجاه وشملني بالحب والأناة ونوه بي وأشاع أدبي وكان لي مكان أبي ولم أترو من زلال المعرفة إلا بر شحات أقلامه ولم أملأ سمعي در الأصداف إلا بتقرطي ببدائع كلامه وكان يتحفني ببعض أقواله ويشنف سمعي بمجرباته وأحوال فيغنيني بحلاوة تقريره عن المشاهدة والعيان وتنتهي عندي منه دقائق المعاني والبيان وكان رحمه الله من الفضل في محل ذروته ومن الحلم في مرتبة سنامه وكان وقورا حسن الهيئة مطبوع العشرة لطيف النادرة وله حذق وفراسة يقضي منها بالعجب وكان في أول أمره فقثرا ثم أثرى ونشأ في جد واجتهاد وقرأ على علماء عصره منهم الملا محمود الكردي وأخذ عن عبد الوهاب الفرفوري وأحمد بن محمد القلعي وحضر دروس النجم الغزي وتصدر اللاقراء في ابتداء أمره واشتهر بحسن التأدية والتفهم فأكبت عليه الطلبة ولزمته وانتفع به من الفضلاء مالا يحصى وجميع من نعرفه الآن بدمشق المتعينين بالفضل المشار إليهم من الجلة تلاميذه يباهون به ويشكرون صنيعه وما أظن أحد اتلمذ له إلا أحبه محبة أب لابنه وأمثل من أخذ عنه وتفوق وبرع مولانا أبو الصفاء وأخوه أبو الأسعاد ابنا أيوب والمرحوم فضل الله العمادي وابن عمه سيدنا علي وأخوه محمد والمرحوم الشيخ عبد القادر بن عبد الهادي وشيخنا عثمان المعيد وشيخنا اسماعيل بن الحائك وشيخنا وقريبنا وبركتنا الشيخ عبد الغني النابلسي وأخوه الشيخ يوسف والشيخ أبو المواهب الحنبلي والشيخ درويش الحلواني والمرحوم الشيخ أبو السعود بن تاج الدين وغيرهم ممن يطول سردهم وأنا ممن تشرفت بالتلمذة له وقد لزمته من سنة ثلاث وسبعين وألف إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى وغفرانه فقرأت عليه مواطن من التفسير وأخذت عنه الحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والمنطق والأصلين وشيئا من التصوف والأدب وأول ما أدركته يعقد حلقة التديس بين المقصورة وباب الخطابة من الجامع الأموي ثم تحول إلى دار الحديث الأحمدية بالمشهد الشرقي وكان أيام الصيف يدرس في الرواق الشرقي مما يلي باب جيرون ثم لزم داره بالكلاسة غالبا ودرس من الدروس في مغني اللبيب وتفسير البيضاوي والبخاري والهداية وشرح الأربعين لابن حجر وشرح الطوالع للأصبهاني ودرس بالمدرسة الإقبالية تدريس وظيفة وكان عليه وظائف قليلة جدا فلهذا كان يقتصر على بعض تجارة واشتهر في آخر أمره وطئت حصاة فضله وأقبلت عليه الناس وكان يحب العزلة إلا أنه لا يتمكن منها وله تعليقات تشهد بدقة نظره منها حاشية على شرح القطر للفاكهي وله تحريرات على مواطن من التفسير وكان ينظم الشعر فما رويت له قوله يتوسل بصاحب الشفاعة محمد ويمدحه
(كلنا سيدي إليك نؤوب ... ما لنا لا نعي اللقا ونتوب)
(إن عمر الشباب ولى وأبقى ... ما جناه فيه وذاك ذنوب)
(فإلى كم هذا التواني وقد جاء ... نذير الحمام وهو المشيب)
(ندعي الحب فرية إنما الحب ... حرى بأن يطاع الحبيب)
(ليس هذا دأب المحبين لكن ... قد نحاه مشتت محجوب)
(إن أعداءنا توالت علينا ... نفسنا والهوى وعقل مريب)
(كيف يرجو الخلاص منهم معنى ... في عماه مكبل مجبوب)
(من يرجى لدفع داء عضال ... غير خير الورى وذاك الطبيب)
(سيد المرسلين خيرني ... شافع الخلق يوم تتلى العيوب)
(مبدأ الكون ختم كل نبي ... قد حباه الحيا قريب مجيب)
(عله أن يقول في الحشر عني ... إن هذا لجاهنا منسوب)
(وله عندنا وداد قديم ... وعلينا يوم الندا محسوب)
(من لهذا الحقير غيري نصير ... أو شفيع دعاءه يستجيب)
(أنا عون له ويكفيه عونا ... من سواي ولي فناء رحيب)
(يلبي الهدى وغوث البرايا ... ووحيدا وليس في ذا عجيب)
(خصك الله بالمراحم جمعا ... ويعي ذاك عاقل ولبيب)
(كل فضل مصباحه أنت حقا ... إن هذا في المكرمات غريب)
(كل من لم ير اقتراض هواكم ... فهو في النار حقه التعذيب)
ومن مقاطيعه قوله
(ما نلت شيئا إذا كنت المقصر في ... تحصيل أسباب توفيقي وإسعادي)
(إلا ضياع نجاتي وهي نافعتي ... يا رب هل لي يوم الحشر إنجادي)
وله
(إن كان ذنبي في الشدائد موقعي ... وبه لقد لاقيت ما أنا فيه)
(فالعفو منك يزيل ذاك تكرما ... كالشمس إن أتت الدجى تجليه)
وله غير ذلك وكانت وفاته نهار السبت سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وتسعين وألف وقد ناهز السبعين ودفن بمقبرة الفراديس رحمه الله تعالى
- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.