علي العربي المولى علاء الدين

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة901 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةاستانبول - تركيا
أماكن الإقامة
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • استانبول - تركيا
  • بروسة - تركيا
  • مغنيسا - تركيا
  • حلب - سوريا

نبذة

الْعَالم الْعَامِل الْكَامِل الْفَاضِل الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الْعَرَبِيّ طيب الله مضجعه وَنور مهجعه كَانَ اصله من نواحي حلب قَرَأَ اولا على عُلَمَاء حلب ثمَّ قدم بِلَاد الرّوم وَقَرَأَ على الْمولى الكوراني وَهُوَ مدرس بمدرسة السُّلْطَان بايزيد خَان ابْن السُّلْطَان مرادخان الْغَازِي بِمَدِينَة بروسه حكى الْمولى الْوَالِد عَنهُ انه قَالَ قَالَ لي الْمولى الكوراني يَوْمًا انت عِنْدِي بِمَنْزِلَة السَّيِّد الشريف عِنْد مباركشاه المنطقي.

الترجمة

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل الْكَامِل الْفَاضِل الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ الْعَرَبِيّ طيب الله مضجعه وَنور مهجعه كَانَ اصله من نواحي حلب قَرَأَ اولا على عُلَمَاء حلب ثمَّ قدم بِلَاد الرّوم وَقَرَأَ على الْمولى الكوراني وَهُوَ مدرس بمدرسة السُّلْطَان بايزيد خَان ابْن السُّلْطَان مرادخان الْغَازِي بِمَدِينَة بروسه حكى الْمولى الْوَالِد عَنهُ انه قَالَ قَالَ لي الْمولى الكوراني يَوْمًا انت عِنْدِي بِمَنْزِلَة السَّيِّد الشريف عِنْد مباركشاه المنطقي وقص عَلَيْهِ قصتهما وَهِي على مَا نَقله الْمولى الْوَالِد عَنهُ ان السَّيِّد الشريف بعد مَا قَرَأَ شرح الْمطَالع سِتّ عشرَة مرّة قَالَ فِي نَفسه لَا بُد لي من ان اقْرَأ على مُصَنفه فَذهب اليه وَهُوَ بهراة وَالْتمس مِنْهُ ان يقرا عَلَيْهِ شرح الْمطَالع وَكَانَ الشَّارِح عِنْد ذَلِك شَيخا هرما وَقد بلغ من الْعُمر مائَة وَعشْرين وَقد سقط حاجباه على عَيْنَيْهِ من الْكبر فَرفع حاجبيه بِيَدِهِ عَن عَيْنَيْهِ فَنظر الى السَّيِّد الشريف فَإِذا هُوَ فِي سنّ الشَّبَاب فَقَالَ انت رجل شَاب وانا شيخ ضَعِيف لَا اقدر الدَّرْس لَك فان اردت ان تسمع شرح الْمطَالع مني فَاذْهَبْ الى مباركشاه وَهُوَ يُقْرِئك كَمَا سمع مني وَكَانَ الْمولى مباركشاه وقتئذ مدرسا بِمصْر الْقَاهِرَة وَكَانَ هُوَ غُلَام الشَّارِح رباه وَهُوَ صَغِير فِي حجره وَعلمه جَمِيع مَا علمه فَذهب السَّيِّد الشريف من هراة الى مصر وَمَعَهُ كتاب الشَّارِح الى مباركشاه فَلَمَّا قَرَأَ هُوَ كتاب الشَّارِح قبله وَقَالَ نعم الا انه لَيْسَ لَك درس مُسْتَقل وَلَيْسَ لَك قِرَاءَة اصلا وَلَا اذن لَك فِي التَّكَلُّم بل تقنع بِمُجَرَّد السماع فَرضِي السَّيِّد الشريف جَمِيع مَا ذكره وَقد ابْتَدَأَ الشَّرْح الْمَذْكُور رجل من اولاد الاكابر بِمصْر فَحَضَرَ السَّيِّد الشريف الدَّرْس مَعَه وَكَانَ بَيت مباركشاه مُتَّصِلا بِالْمَدْرَسَةِ وَله بَاب اليها فَخرج لَيْلَة الى صحن الْمدرسَة يَدُور فِيهَا اذ سمع فِي حجرَة ذَلِك الرجل فاستمع فَإِذا السَّيِّد الشريف يَقُول قَالَ الشَّارِح كَذَا وَقَالَ الاستاذ كَذَا وَأَنا اقول كَذَا وَقرر كَلِمَات لَطِيفَة اعْجَبْ بهَا مباركشاه حَتَّى رقص من شدَّة طربه فَأذن للسَّيِّد للشريف ان يقرا وَيتَكَلَّم وَيفْعل مَا يُرِيد وسود الشريف حَاشِيَة شرح الْمطَالع هُنَاكَ وَبعد مَا قصّ الْمولى الكوراني هَذِه الْقِصَّة قَالَ للْمولى الْعَرَبِيّ انا فِي شدَّة طرب مِنْك وافتخار بك مثل طرب مباركشاه وافتخاره بالسيد الشريف ثمَّ ان الْمولى الْعَرَبِيّ وصل الى خدمَة الْمولى حضر بك ابْن جلال الدّين وَحصل عِنْده علوما كَثِيرَة ثمَّ انه صَار معيدا لَهُ بأدرنه بمدرسة دَار الحَدِيث وصنف هُنَاكَ حَوَاشِي شرح العقائد ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان مرادخان ابْن ادرخان الْغَازِي بِمَدِينَة بروسه وَاتفقَ ان جَاءَ الشَّيْخ عَلَاء الدّين من رُؤَسَاء الطَّائِفَة الخلوتية فَذهب يَوْمًا الى دَار الْمولى الْعَرَبِيّ ودق بَابه فَخرج وَسلم هُوَ عَلَيْهِ ثمَّ ادخله بَيت مطالعته وأحضر لَهُ الطَّعَام وتحدث مَعَه فِي فن التصوف فانجذب اليه الْمولى الْعَرَبِيّ انجذابا شَدِيدا حَتَّى اخْتَار صحبته على التدريس وأكمل عِنْده الطَّرِيقَة الصُّوفِيَّة حَتَّى أجَازه فِي الارشاد وَلما اجْتمع النَّاس على الشَّيْخ عَلَاء الدّين الْمَذْكُور لقُوَّة جذبته حصل مِنْهُ الْخَوْف للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان فنفاه من الْبَلَد واراد الْمولى عَلَاء الدّين ان يُجَادِل عَنهُ ويجيب لخصمائه فنفوه مَعَه فَذهب مَعَه الى بَلْدَة مغنيسا وَكَانَ اميرها وقتئذ السُّلْطَان مصطفى ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فَصَاحب هُوَ مَعَ الْمولى عَلَاء الدّين الْمَزْبُور الْعَرَبِيّ وأحبه محبَّة عَظِيمَة فشفع لَهُ الى ابيه فَأعْطَاهُ ابوه مدرسة ببلدة مغنيسا فاشتغل هُنَاكَ بِالْعلمِ غَايَة الِاشْتِغَال واشتغل ايضا بطريقة التصوف فَجمع بَين رياستي الْعلم وَالْعَمَل يحْكى عَنهُ انه سكن فَوق جبل هُنَاكَ فِي أَيَّام الصَّيف فزاره يَوْمًا وَاحِد من ائمة بعض الْقرى فَقَالَ الْمولى الْمَذْكُور اني اجد مثلك رَائِحَة النَّجَاسَة ففتش الامام ثِيَابه وَلم يجد شَيْئا فَلَمَّا أَرَادَ ان يجلس سقط من حضنه رِسَالَة وَهِي واردات الشَّيْخ بدر الدّين ابْن قَاضِي سمادنه فَنظر فِيهَا الْمولى الْمَذْكُور فَوجدَ فِيهَا مَا يُخَالف الاجماع وَقَالَ الْمولى كَانَ الرّيح الْمَذْكُور لهَذِهِ الرسَالَة فَأمره باحراقها فخالفه الامام وَلم يرض بذلك وَقَالَ لَهُ الْمولى الْمَذْكُور عَلَيْك باحراقها وَلَا يحصل لَك مِنْهَا الْخَيْر وَبينا هما فِي ذَلِك الْكَلَام ظهر من بعيد اثر النَّار فَنظر الامام وَقَالَ انها فِي قريتي ثمَّ نظر بعد ذَلِكوَتَأمل وَقَالَ اوه انها فِي بَيْتِي فَتوجه الامام الى بَيته نَادِما على مُخَالفَته وَرُوِيَ أَنه كَانَ لبَعض ابنائه ولد فَمَرض فِي بعض الايام مَرضا شَدِيدا حَتَّى قرب من الْمَوْت فَذهب وَالِده الى بَيت الْمولى الْمَذْكُور وَهُوَ فِي الْخلْوَة الاربعينية فتضرع اليه بِأَن يذهب الى الْمَرِيض وَيَدْعُو لَهُ فَلم يرض بذلك ثمَّ ابرم عَلَيْهِ غَايَة الابرام فَخرج من الْخلْوَة وَدخل على الْمَرِيض وَهُوَ فِي آخر رَمق من الْحَيَاة فَمَكثَ سَاعَة مراقبا ثمَّ دَعَا لَهُ بالشفاء فَاسْتَجَاب الله تَعَالَى دَعوته حَتَّى قَامَ الْمَرِيض من فرَاشه فَأخذ الْمولى الْمَذْكُور بِيَدِهِ فَأخْرجهُ من الْبَيْت كَأَن لم يمسهُ مرض اصلا وعاش ذَلِك الْوَلَد بعد وَفَاة الْمولى الْمَذْكُور مُدَّة كَبِيرَة ثمَّ صَار الْمولى الْعَرَبِيّ مدرسا باحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنه ثمَّ باحدى الْمدَارِس الثمان وَكَانَ فِي كل جُمُعَة يقْعد فِي الْجَامِع مجْلِس الذّكر مَعَ المريدين لَهُ وَكَثِيرًا مَا يغلب عَلَيْهِ الْحَال فِي ذَلِك الْمجْلس ويغيب عَن نَفسه وَلِهَذَا كَانَ لَا يقدر على الدَّرْس يَوْم السبت ويدرس بدله يَوْم الِاثْنَيْنِ ثمَّ عين لَهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فِي آخر سلطنته كل يَوْم ثَمَانِينَ درهما فَلَمَّا جلس السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة غير ذَلِك وَعين لَهُ خمسين درهما وَكَانَ ذَلِك رغما من جَانب بعض الوزراء فتردد فِي الْقبُول فنصحوا لَهُ فَقبل ثمَّ جعلُوا لَهُ ثَمَانِينَ درهما ثمَّ صَار مفتيا بقسطنطينية وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم مَاتَ وَهُوَ مفت بهَا سنة احدى وَتِسْعمِائَة كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما بالعلوم الْعَقْلِيَّة والشرعية سِيمَا الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَعلم اصول الْفِقْه وَكَانَ كتاب التَّلْوِيح فِي حفظه ويدرس مِنْهُ كل يَوْم ورقتين قَالَ الْمولى الْوَالِد كنت فِي خدمته مِقْدَار سنتَيْن وقرأت عَلَيْهِ كتاب التَّلْوِيح من الرُّكْن الاول الى آخر الْكتاب وَكَانَ يمْتَحن الطلاب فِي الْمَوَاضِع المشكلة وَيُصَرح بالاستحسان لمن اصاب قَالَ وَكَانَ رجلا طَويلا عَظِيم اللِّحْيَة قوي المزاج جدا حَتَّى انه كَانَ يجلس عِنْد الدَّرْس مَكْشُوف الرَّأْس فِي أَيَّام الشتَاء وَكَانَ لَهُ ذكر قلبِي كُنَّا نَسْمَعهُ من بعيد وَرُبمَا يغلب صَوت الذّكر من قلبه على صَوته فِي أثْنَاء تَقْرِير المسئلة وَيمْكث سَاعَة حَتَّى يدْفع صَوت قلبه ثمَّ يشرع فِي تَقْرِير كَلَامه وَكَانَ يُجَامع كل لَيْلَة مَعَ جواريه ويغتسل فِي بَيته فِي أَيَّام الشتَاء ثمَّ يُصَلِّي مائَة رَكْعَة ثمَّ ينَام سَاعَة ثمَّ يقوم للتهجد ثمَّ يطالع الى الصُّبْح وَقد ولد من صلبه سبع وَسِتُّونَ نفسا وَخلف مِنْهُم خَمْسَة عشر اَوْ نَحْو ذَلِك وَكَانَ لَا يدْخل الْحمام اصلا استحياء من ذَلِك وَلما مرض مرض الْمَوْت عَاده الوزراء الاربعة وَمَعَهُمْ طَبِيب فامر لَهُ الطَّبِيب بالاستحمام فَلم يرض بذلك فأجلسه الوزراء جبرا على سَرِير فَقبض كل وَاحِد مِنْهُم طرفا مِنْهُ وذهبوا بِهِ الى الْحمام وَله حواش على الْمُقدمَات الاربع قَرَأَهَا وَالِدي عَلَيْهِ غير بَعْضًا من الْمَوَاضِع مِنْهَا ونسختها مَضْرُوبَة فِي بعض الْمَوَاضِع وَهِي الان عِنْدِي وَكتب الْوَالِد فِي مَوَاضِع الضَّرْب ضرب بأَمْره سلمه الله وَكَانَ هُوَ اول من كتب حَاشِيَة على الْمُقدمَات الاربع ثمَّ كتب عَلَيْهِ الْمولى الْقُسْطَلَانِيّ حَاشِيَة ورد عَلَيْهِ فِي بعض الْمَوَاضِع ثمَّ كتب الْمولى حسن الساميسوني ثمَّ كتب الْمولى ابْن الْخَطِيب ثمَّ كتب الْمولى ابْن الْحَاج حسن رَحمَه الله تَعَالَى

الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.

 

 

علي علاء الدين العربي أصله من حلب ونشأ بها وحصل العلوم ثم رحل إلى خدمة إسماعيل الكورانى ببروسا فقرأ عليه مدة ثم وصل إلى خضر بيك بن جلال الدين الرومي فقرأ عليه وحاز قطب السبق وكان جامعًا للعلوم الشرعية والعقلية متبحرًا ماهرًا في التفسير والأصول والحديث وكان التلويح في حفظه ودرس بمدارس بروسا ومغنيسا وقسطنطينية ومات وهو مفت بها سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة وله كرامات كثيرة ومن تلامذته مصطفى بن خليل والد صاحب الشقائق وعبد الحليم بن علي القسطمونى وغيرهما ومن تصانيفه حواشي شرح العقائد وحواش على المقدمات الأربعة في التوضيح وهو أول من علق على المقدمات.
(قال الجامع) أرخ صاحب الكشف وفاته سنة إحدى وتسعمائة وكذا ذكره صاحب الشقائق أحمد بن مصطفى.

 الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.