يوسف بن حسين بن درويش الحسيني النقيب أبي المحاسن جمال الدين

تاريخ الولادة1073 هـ
تاريخ الوفاة1153 هـ
العمر80 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا

نبذة

يوسف النقيب الحلبي ابن حسين بن السيد الشريف الحنفي الدمشقي نزيل حلب المفتي والنقيب بها الامام العالم العلامة الفقيه الأديب الفاضل المتفوق المحدث البارع المسند الناظم الناثر أبو المحاسن جمال الدين

الترجمة

يوسف النقيب الحلبي ابن حسين بن السيد الشريف الحنفي الدمشقي نزيل حلب المفتي والنقيب بها الامام العالم العلامة الفقيه الأديب الفاضل المتفوق المحدث البارع المسند الناظم الناثر أبو المحاسن جمال الدين ولد بدمشق سنة ثلاث وسبعين وألف ونشأ بها وقرأ على جماعة من أفاضلها وأخذ عنهم كالشهاب أحمد بن محمد الصفدي امام جامع درويش باشا والشيخ عبد القادر العمري وأبي المواهب الحنبلي وإبراهيم بن منصور الفتال وعبد الرحيم الكابلي والشيخ إسمعيل الحائك والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشهاب أحمد المهمنداري والشيخ عثمان بن محمود القطان وعبد الجليل العمري وغيرهم وارتحل للروم وإلى حلب مرات وأخذ بها عن الشيخ موسى الرامحداني وعن زين الدين بن عبد اللطيف أمين الفتوي وغيرهما وترجمه الأمين المحبي في ذيل نفحته فقال في وصفه نبيه فاق من مهده وأعهده يتزايد نبلاً وأنا الآن على عهده فحبى جميعه على حسن أدبه مقصور وبقلبي منه شغل شاغل عن قاصرات القصور وهو أخ جمعت فيه المروءة والنخوه وأراه أحسن من آخيت ولا بع فيوسف أحسن الأخوه وقد مضت لي معه أوقات وقيت كل صرف وكأنها خطوة طيف أو لمحة طرف وقد أمتعني من بنات فكره بذخائر توجب في الطروس تخليد ذكره أتيتك منها بما يقضي له بلطف البداهة ويحكم له بالبراعة المتمكنة من مفاصل النباهة فمن ذلك قوله في العذار
كأنما نار خدّ زان رونقه ... لا ما عاد أرجنيّ قد جنى حيني
لاحت فأنسها في ليل عارضه ... موسى فخط بماء المسك خطين
وحين ظن أبو العباس مبسمه ... ماء الحياة أتى يسعى بلامين
وقوله مخاطباً بعض الموالي في مجلسه

بابي من ضمنا مجلسه ... فاجتنينا منه أنواع التحف
فاضل صيغ من التوفيق إذ ... صيغت الناس جميعاً من نطف
وقوله في تشبيه الجلنار
باكر لروضة أنس ... من حولها الماء يجري
والجلنار تبدّي ... على معاصم خضر
كأكؤس من عقيق ... فيها قراضة تبر
وقوله
وحديقة ينساب فيها جدول ... من حوله تختال غزلان النقا
من كل أهيف إن رمتك لحاظه ... بسهامها إياك تطمع في البقا
ومعذر ما أظلمت في وجهه ... شعرات ذاك الصدغ إلا أشراق
خالسته نظراً فقطب مغضباً ... وغدا يرنح منه عطفاً مورقا
فكان نبت عذاره في خدّه ... شحرور ورد في الرياض إذا رقا

وقوله في فوارة
لله ما أبصرت فوّارة ... أعيذها من نظرة صائبه
كأنها في الروض لما جرت ... سبيكة من فضة ذائبه
وقوله من نبوية مطلعها
جاء فصل الربيع والصيف داني ... حيث بتنا من الجفا في أمان
في رياض إذا بكى الغيث فيها ... قهقهت بالمدام منه القناني
وثغور الأقاح تبسم عجباً ... حيث يشدو في الروض عزف القيان
حيث سجع الطيور سجع خطيب ... قد رقى معلناً على الأغصان
وكأن الغصون قامات غيد ... حين ماست حور لدى الولدان
فأدرها في جامد من لجين ... حيث أضحت كذائب العقيان
من يدي شادن أغن ربيب ... ناعس الطرف فاتر الأجفان
ناعم الخدّ أهيف القدّ أحوى ... ذي قوام كأنه غصن بان
نرجسي اللحاظ وردي خدّ ... جوهري الألفاظ ذي تبيان
فتمتع من حسنه بمعان ... مطربات تنسيك جور الزمان
وتأمل إلى صحيفة خدّي ... هـ بعين الانصاف والعرفان
منها
يا شفيع الأنام كن لي شفيعاً ... يوم نصب الصراط والميزان

إنني أشتكي إليك ذنوباً ... مثقلات وحملها قد دهاني
من لمثلي عاص كثير الخطايا ... زاده الفقر عاجز متواني
فعليك الصلاة في كل وقت ... مع سلام يفوق عرف الجنان
وقوله من قصيدة
لي فؤاد في الحب أمسى مشوقاً ... لم يزل في هوى الحسان ملوقا
خافق تستفزه لحظات ... مزقته بسحرها تمزيقا
راشقات من هدبها بسهام ... صائبات لم تخط قلباً حريقا
لست أنسى حين الوداع عناء ... حيث جدّ الرحيل والركب سيقا
إذ بكى للفراق خلى فأضحى ... ناظر اللحظ بالدموع غريقا
ورمى لؤلؤاً على الخدّ رطباً ... فاستحال الياقوت منه عقيقا
وانثنى للعناق يعطف قدّاً ... هل رأيتم غصن الرياض عنيقا
رشق القلب وانثنى بقوام ... لا عدمنا ذاك القوام الرشيقا
بابي ثم بي غزالاً ربيباً ... فوّق اللحظ للحشا تفويقا
ماس غصناً لدناً وهز قواماً ... وتبدّى ظبياً وأسكر ريقا
ورنا ساحراً وصال مليكاً ... وحوى مبسماً يقل بريقا
يالقومي ويالقومي أما آ ... ن صريع اللحاظ أن يستفيقا
صاح شمر عن ساعد الجدّ واسمع ... وأدر منكؤس نصحي رحيقا
واطرح ذكر زينب ورباب ... واخلعن للوقار ثوباً خليقا
لا تؤمل من جاله بك نفعاً ... تلق ضدّ الذي تروم حقيقا
قد خبرنا الجهول فيما علمنا ... فرأيناه قد أضل الطريقا
رام نفعاً فضر من غير قصد ... ومن البر ما يكون عقوقا
وله من أخرى مستهلها
أقضيب بان حركته شمول ... أم قدّك المعشوق راح يميل
وشقيق روض قد علاه سوسن ... أم خدك المتورد المصقول
ودخان ند قد أحاط بوجنة ... أم ذاك مسك في الخدود يسيل
وشبا سيوف أم عيون جآذر ... رمقت تحاول فتكنا وتصول

وعبير طيب فاح ينفح طيبه ... أم ثغرك المتبلج المعسول
وسقيط طل أم لآل نظمت ... فتخاله عرق الجبين يجول
وعقارب بزبانها تومي لنا ... أم ذاك خال الخدّ أم تخييل

وظلام ليل ما ترى أم طرّة ... هل لي إلى إدراك ذاك سبيل
قد خلت مذ ليل الغدائر قد بدا ... أن ليس للصبح المنير وصول
لكن بلال الخال أشعر أنه ... ضوء الجبين على الصباح دليل
فانهض إلى حثو الكؤس أخا الهوى ... في روض أنس والنسيم عليل
وافتض بكر مدامة واستجلها ... فلها إذا افتضت دم مطلول
كمذاب ياقوت بجامد فضة ... في لحظ ساقيها الصبيح ذبول
حمراً إذا ما قام يترع كأسها ... عنج اللواحظ طرفه مكحول
خلت المدام ووجهه لما بدا ... شمساً وبدراً ما اعتراه أفول
وظننت كأس الراح في يده غدا ... كهلال يوم الشك وهو ضئيل
لم أدر هل خضبت بأحمر خدّه ... أم خدّه من كأسها مطلول
فاشربهما صرفاً فذلك شربه ... رشف وهذا شربه التقبيل
واغنم فدتك الروح أيام الضبا ... واللهو إنّ زمانهن قليل
وتلاف أيام الربيع وورده ... فعليه من در الندى اكليل
فالروض معطار الأزاهر يانع ... والغصن يرقص والهزار يقول
والدف يعزف والنسيم مشبب ... والعود يشدو والسحاب مطول
وله غير ذلك من الأشعار والنظام والنثار وألف ثبتاً حافلاً جامعاً لشيوخه واجازاته وصار له جاه واشتهار ودلة وصار نقيباً ومفتياً بحلب ودرس بالحجازية والأسدية بها واشتهر بالفضل والذكاء والنبل وأخذ عنه جماعة من الفضلاء وكانت وفاته بحلب سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف ودفن بها عن ثمانين سنة رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل

 

 

النَّقِيب
(1073 - 1153 هـ = 1662 - 1740 م)
يوسف بن حسين بن درويش الحسيني، أبو المحاسن جمال الدين، النقيب:
فاضل، دمشقي المولد. استقر في حلب، فكان نقيب الأشراف ومفتي الحنفية فيها. وتوفي بها.
له " ثبت - خ " ترجم فيه لجماعة، و " كفاية الراويّ والسامع - خ " في خزانة الرباط (1200 ك) و (كناش - خ " بخطه، و " شرح القصيدة الدمياطية - خ " في الأسماء الحسنى. وله نظم حسن في " ديوان " .

-الاعلام للزركلي-