يوسف بن خضر بيك بن جلال الدين الرومي

سنان الدين باشا

تاريخ الولادة844 هـ
تاريخ الوفاة891 هـ
العمر47 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةاستانبول - تركيا
أماكن الإقامة
  • أدرنة - تركيا
  • استانبول - تركيا

نبذة

يوسف بن خضر بيك الرومي الشهير بسنان باشا كان عالمًا فاضلًا كثير الاطلاع على العلوم العقلية والشرعية فارسًا في البحث مفرطًا في الذكاء أعطاه السلطان محمد خان إحدى المدارس الثمان بقسطنطينية سنة 871 ثم جعله معلمًا لنفسه ثم جعله وزيرًا سنة 875 .

الترجمة

يوسف بن خضر بيك الرومي الشهير بسنان باشا كان عالمًا فاضلًا كثير الاطلاع على العلوم العقلية والشرعية فارسًا في البحث مفرطًا في الذكاء أعطاه السلطان محمد خان إحدى المدارس الثمان بقسطنطينية سنة 871 ثم جعله معلمًا لنفسه ثم جعله وزيرًا سنة 875 ثم وقع بينه وبينه أمر كان سببًا لعزله وحبسه فاجتمع علماء البلد في الديوان وقالوا لابد من إطلاقه وإلا نحرق كتبنا في الديوان فأخرجه وسلمه إليهم فخرج إلى سفري حصار وأقام إلى أن مات محمد خان وأعطاه ابنه بايزيد خان مدرسة دار الحديث بأدرنة وكتب هناك حواشي على مباحث الجواهر من شرح المواقف وله كتاب بالتركي في مناجات الحق تعالى وكتاب آخر فى مباحث الأولياء وحكى أنه لما دخل المولى عليّ القوشجي في بلاد الروم حرض السلطان محمد خان سنان باشا على تعلم العلوم الرياضية فأرسل تلميذه المولى لطفي التوقانى إلى عليّ القوشجي فقرأ عليه العلوم الرياضية وأخبر بكل ما سمع لسنان باشا حتى أكمل وكتب حواشي على شرح الجغميني لقاضي زاده الرومي وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين وثمانمائة ومن تلامذته نور الدين القره صوي ومحمود بن محمد بن قاضى زاده الرومى وأخوه يعقوب باشا بن خضر بيك كان محققًا مدققًا أفقه أهل زمانه فارس ميدانه أخذ عن أبيه ومات وهو قاض ببروسا سنة إحدى وتسعين وثمانمائة وله حواشي شرح الوقاية أورد فيها دقائق وأسئلة عجيبة.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.

 

 

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى سِنَان الدّين يُوسُف بن الْمولى حضر بك ابْن جلال الدّين رَحِمهم الله تَعَالَى
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما فَاضلا كثير الِاطِّلَاع على الْعُلُوم عقلياتها وشرعياتها وَكَانَ ذكيا فِي الْغَايَة يتوقد ذكاء وفطنة وَكَانَ لحدة ذهنه وَقُوَّة فطنته يغلب على طبعه الشريف ايراد الشكوك والشبهات وقلما يلْتَفت الى تَحْقِيق الْمسَائِل وَلِهَذَا كَانَ يلومه وَالِده عَلَيْهِ يرْوى انه كَانَ يَأْكُل مَعَه اللَّحْم يَوْمًا فِي طبق فلامه على ميله الى الشكوك وَقَالَ بلغ بك الشكوك الى مرتبَة يُمكن ان تشك فِي ان هَذَا الظّرْف من نُحَاس قَالَ يُمكن ذَلِك لَان للحواس اغاليط فَغَضب وَالِده عَلَيْهِ وَضرب بالطبق على رَأسه وَلما مَاتَ وَالِده كَانَ هُوَ فِي جوَار الْعشْرين من سنه فَأعْطَاهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان مدرسة بأدرنه ثمَّ اعطاه مدرسة دَار الحَدِيث بأدرنه ثمَّ جعله معلما لنَفسِهِ وَمَال الى صحبته وَكَانَ لَا يُفَارِقهُ وَلما جَاءَ الْمولى عَليّ القوشجي الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان حرض السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمولى سِنَان باشا على تعلم الْعُلُوم الرياضية مِنْهُ فَأرْسل هُوَ الْمولى لطفي وَكَانَ من تلامذته فِي ذَلِك الْوَقْت الى الْمولى عَليّ القوشجي فَقَرَأَ هُوَ على الْمولى عَليّ القوشجي الرياضية وَأخْبر كل مَا سمع مِنْهُ للْمولى سِنَان باشا حَتَّى أكمل الْعُلُوم الرياضية كلهَا وَكتب بِأَمْر السُّلْطَان مُحَمَّد خَان حَوَاشِي على شرح الجغميني لقَاضِي زَاده الرُّومِي ثمَّ جعل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمولى الْمَذْكُور وزيرا وتقرب عِنْده غَايَة التَّقَرُّب فَطلب السُّلْطَان مُحَمَّد خَان يَوْمًا رجلا من الْعلمَاء يكون امينا على خَزَنَة كتبه فَذكر عِنْده الْمولى لطفي فَجعله امينا على تِلْكَ الخزانة ووقف هُوَ بواسطته على لطائف الْكتب وغرائب الْعُلُوم مَعَ انه وَقع بَينه وَبَين السُّلْطَان مُحَمَّد خَان امْر كَانَ سَببا لعزله وحبسه لما سَمعه عُلَمَاء الْبَلدة اجْتَمعُوا فِي الدِّيوَان العالي وَقَالُوا لَا بُد من اطلاقه من الْحَبْس والا نحرق كتبنَا فِي الدِّيوَان العالي ونترك مملكتك فَأخْرجهُ وَسلمهُ اليهم وَلما سكنوا اعطاه قَضَاء سفر يحصار مَعَ مدرسته وَأخرجه فِي ذَلِك الْيَوْم من قسطنطينية فَخرج وَلما وصل الى ازنيق ارسل خَلفه طَبِيبا ووقال عالجه لقدا ختل عقله فَأعْطَاهُ الطَّبِيب الْمَذْكُور شربة وَضرب كل يَوْم خمسين عَصا فَلَمَّا سَمعه الْمولى ابْن حسام الدّين ارسل كتابا الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَقَالَ لَهُ اما ان ترفع هَذَا الظُّلم واما ان اخْرُج من مملكتك فَرفع عَنهُ الظُّلم الْمَذْكُور وَذهب هُوَ الى سفريحصار وَأقَام هُنَاكَ بِمَا لَا يُمكن شَرحه من الكآبة والحزن وَمَات السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَهُوَ فِيهَا وَلما جلس السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة أعطَاهُ مدرسته دَار الحَدِيث بأدرنه وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم وَكتب هُنَاكَ حَوَاشِي على مبَاحث الْجَوَاهِر من شرح المواقف وَأورد اسئلة كَثِيرَة على السَّيِّد الشريف حَتَّى انه يُورد سؤالين اَوْ ثَلَاثَة فِي سطر وَاحِد فنصحه بعض اصحابه وَقَالَ لَا بُد من انتخاب تِلْكَ الاسئلة لَان السَّيِّد رفيع الشَّأْن فَأذن للطلبة ان يطالعوا تِلْكَ الاسئلة فأسقط مِنْهَا مَا اجابوا عَنهُ ثمَّ تقاعد عَن المناصب فِي شهر رَمَضَان الْمُبَارك فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم عَن محصول سرخانه ثمَّ اعطاه فِي شهر ذِي الْقعدَة فِي السّنة الْمَذْكُورَة تيمارا على وَجه الضميمة ثمَّ صَار فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة امير كليبولي وَله كتاب بالتركية فِي مُنَاجَاة الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وانه انشاء لطيف اظهر فِيهِ شوقه الْعَظِيم الى جَانب الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَكتاب آخر بالتركية ايضا فِي مَنَاقِب الاولياء ثمَّ انه مَاتَ بقسطنطينة وَدفن بجوار ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي فِي سنة احدى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَلم يُوجد لَهُ فِي بَيته حطب يسخن بِهِ المَاء وَذَلِكَ لافراطه فِي السخاء ووصوله الى حد السَّرف وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى محبا للمشايخ يلازمهم ويستمد مِنْهُم سِيمَا الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء قدس سره الْعَزِيز وَحكي ان الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء كَانَ يجْهر بالبسملة وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب فَجمع الْمولى الكوراني عُلَمَاء قسطنطينية فِي الْجَامِع وَهُوَ مفت بهَا ليحضروا الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء ويمنعوه عَن الْعَمَل بِخِلَاف الْمَذْهَب فَاجْتمعُوا وَكَانُوا ينتظرون الْمولى سِنَان باشا فَلَمَّا حضر هُوَ قَالَ مَا الدَّاعِي الى هَذَا الِاجْتِمَاع فَبين الْمولى الكوراني سَببه فَقَالَ هُوَ إِذا حضر الرجل وَقل اني اجتهدت فِي هَذِه المسئلة فَأدى اجتهادي الى الْجَهْر بالبسملة احضروا لَهُ الْجَواب قَالَ لَهُ الْمولى الكوراني امجتهد هُوَ قَالَ نعم انه يعلم التَّفْسِير بالبطون السَّبْعَة ويحفظ من السّنة الصِّحَاح السِّتَّة وَهُوَ عَارِف بشرائط الِاجْتِهَاد وَالْقَوَاعِد الاصولية قَالَ الْمولى الكوراني انت تشهد بِهَذَا قَالَ نعم قَالَ للحاضرين قومُوا فَمن كَانَ لَهُ مثل هَذَا الشَّاهِد لَا يَنْبَغِي ان يُعَارض فَتَفَرَّقُوا عَن الْمجْلس
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.

 

 

سِنَان الدِّين
(844 - 891 هـ = 1440 - 1486 م)
يوسف (سنان الدين) بن خضر (خير الدين) بن جَلَال الدِّين الرُّومي:
فقيه حنفي، غزير الاطلاع على العلوم العقلية. من أهل الآستانة. كان معلما ونديما للسلطان " محمد خان " العثماني. واستوزره السلطان (سنة 875) ثم غضب عليه وعزله وحبسه. واحتج العلماء، وهددوا بإحراق كتبهم، فأطلقه. ثم عينه في مدرسة بسفري حصار، وأرسل خلفه " طبيبا " أفهمه أن عقل الشيخ قد اختل! فكان الطبيب يعطيه كل يوم شربة ويضربه خمسين عصا! وضج العلماء، فكفاه شر " الطبيب ".ومات السلطان محمد، وجلس بعده " بايزيد خان " فأعطاه مدرسة " دار الحديث " بأدرنة. وتوفي بالآستانة.
من كتبه العربية: " حاشية على شرح المواقف " في علم الكلام، و " حاشية على شرح الجغميني لقاضي زاده " فى الهيأة .
-الاعلام للزركلي-

 

 

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى سِنَان الدّين يُوسُف بن الْمولى حضر بك ابْن جلال الدّين رَحِمهم الله تَعَالَى
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما فَاضلا كثير الِاطِّلَاع على الْعُلُوم عقلياتها وشرعياتها وَكَانَ ذكيا فِي الْغَايَة يتوقد ذكاء وفطنة وَكَانَ لحدة ذهنه وَقُوَّة فطنته يغلب على طبعه الشريف ايراد الشكوك والشبهات وقلما يلْتَفت الى تَحْقِيق الْمسَائِل وَلِهَذَا
كَانَ يلومه وَالِده عَلَيْهِ يرْوى انه كَانَ يَأْكُل مَعَه اللَّحْم يَوْمًا فِي طبق فلامه على ميله الى الشكوك وَقَالَ بلغ بك الشكوك الى مرتبَة يُمكن ان تشك فِي ان هَذَا الظّرْف من نُحَاس قَالَ يُمكن ذَلِك لَان للحواس اغاليط فَغَضب وَالِده عَلَيْهِ وَضرب بالطبق على رَأسه وَلما مَاتَ وَالِده كَانَ هُوَ فِي جوَار الْعشْرين من سنه فَأعْطَاهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان مدرسة بأدرنه ثمَّ اعطاه مدرسة دَار الحَدِيث بأدرنه ثمَّ جعله معلما لنَفسِهِ وَمَال الى صحبته وَكَانَ لَا يُفَارِقهُ وَلما جَاءَ الْمولى عَليّ القوشجي الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان حرض السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمولى سِنَان باشا على تعلم الْعُلُوم الرياضية مِنْهُ فَأرْسل هُوَ الْمولى لطفي وَكَانَ من تلامذته فِي ذَلِك الْوَقْت الى الْمولى عَليّ القوشجي فَقَرَأَ هُوَ على الْمولى عَليّ القوشجي الرياضية وَأخْبر كل مَا سمع مِنْهُ للْمولى سِنَان باشا حَتَّى أكمل الْعُلُوم الرياضية كلهَا وَكتب بِأَمْر السُّلْطَان مُحَمَّد خَان حَوَاشِي على شرح الجغميني لقَاضِي زَاده الرُّومِي ثمَّ جعل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمولى الْمَذْكُور وزيرا وتقرب عِنْده غَايَة التَّقَرُّب فَطلب السُّلْطَان مُحَمَّد خَان يَوْمًا رجلا من الْعلمَاء يكون امينا على خَزَنَة كتبه فَذكر عِنْده الْمولى لطفي فَجعله امينا على تِلْكَ الخزانة ووقف هُوَ بواسطته على لطائف الْكتب وغرائب الْعُلُوم مَعَ انه وَقع بَينه وَبَين السُّلْطَان مُحَمَّد خَان امْر كَانَ سَببا لعزله وحبسه لما سَمعه عُلَمَاء الْبَلدة اجْتَمعُوا فِي الدِّيوَان العالي وَقَالُوا لَا بُد من اطلاقه من الْحَبْس والا نحرق كتبنَا فِي الدِّيوَان العالي ونترك مملكتك فَأخْرجهُ وَسلمهُ اليهم وَلما سكنوا اعطاه قَضَاء سفر يحصار مَعَ مدرسته وَأخرجه فِي ذَلِك الْيَوْم من قسطنطينية فَخرج وَلما وصل الى ازنيق ارسل خَلفه طَبِيبا ووقال عالجه لقدا ختل عقله فَأعْطَاهُ الطَّبِيب الْمَذْكُور شربة وَضرب كل يَوْم خمسين عَصا فَلَمَّا سَمعه الْمولى ابْن حسام الدّين ارسل كتابا الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَقَالَ لَهُ اما ان ترفع هَذَا الظُّلم واما ان اخْرُج من مملكتك فَرفع عَنهُ الظُّلم الْمَذْكُور وَذهب هُوَ الى سفريحصار وَأقَام هُنَاكَ بِمَا لَا يُمكن شَرحه من الكآبة والحزن وَمَات السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَهُوَ فِيهَا وَلما جلس السُّلْطَان بايزيد خَان على سَرِير السلطنة أعطَاهُ مدرسته دَار الحَدِيث بأدرنه وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم وَكتب هُنَاكَ حَوَاشِي على مبَاحث الْجَوَاهِر من شرح المواقف وَأورد اسئلة كَثِيرَة على السَّيِّد الشريف حَتَّى انه يُورد سؤالين اَوْ ثَلَاثَة فِي سطر وَاحِد فنصحه بعض اصحابه وَقَالَ لَا بُد من انتخاب تِلْكَ الاسئلة لَان السَّيِّد رفيع الشَّأْن فَأذن للطلبة ان يطالعوا تِلْكَ الاسئلة فأسقط مِنْهَا مَا اجابوا عَنهُ ثمَّ تقاعد عَن المناصب فِي شهر رَمَضَان الْمُبَارك فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم عَن محصول سرخانه ثمَّ اعطاه فِي شهر ذِي الْقعدَة فِي السّنة الْمَذْكُورَة تيمارا على وَجه الضميمة ثمَّ صَار فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة امير كليبولي وَله كتاب بالتركية فِي مُنَاجَاة الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وانه انشاء لطيف اظهر فِيهِ شوقه الْعَظِيم الى جَانب الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَكتاب آخر بالتركية ايضا فِي مَنَاقِب الاولياء ثمَّ انه مَاتَ بقسطنطينة وَدفن بجوار ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي فِي سنة احدى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَلم يُوجد لَهُ فِي بَيته حطب يسخن بِهِ المَاء وَذَلِكَ لافراطه فِي السخاء ووصوله الى حد السَّرف وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى محبا للمشايخ يلازمهم ويستمد مِنْهُم سِيمَا الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء قدس سره الْعَزِيز وَحكي ان الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء كَانَ يجْهر بالبسملة وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب فَجمع الْمولى الكوراني عُلَمَاء قسطنطينية فِي الْجَامِع وَهُوَ مفت بهَا ليحضروا الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء ويمنعوه عَن الْعَمَل بِخِلَاف الْمَذْهَب فَاجْتمعُوا وَكَانُوا ينتظرون الْمولى سِنَان باشا فَلَمَّا حضر هُوَ قَالَ مَا الدَّاعِي الى هَذَا الِاجْتِمَاع فَبين الْمولى الكوراني سَببه فَقَالَ هُوَ إِذا حضر الرجل وَقل اني اجتهدت فِي هَذِه المسئلة فَأدى اجتهادي الى الْجَهْر بالبسملة احضروا لَهُ الْجَواب قَالَ لَهُ الْمولى الكوراني امجتهد هُوَ قَالَ نعم انه يعلم التَّفْسِير بالبطون السَّبْعَة ويحفظ من السّنة الصِّحَاح السِّتَّة وَهُوَ عَارِف بشرائط الِاجْتِهَاد وَالْقَوَاعِد الاصولية قَالَ الْمولى الكوراني انت تشهد بِهَذَا قَالَ نعم قَالَ للحاضرين قومُوا فَمن كَانَ لَهُ مثل هَذَا الشَّاهِد لَا يَنْبَغِي ان يُعَارض فَتَفَرَّقُوا عَن الْمجْلس
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.