أحمد بن علي أبي سهل الأبيوردي

تاريخ الوفاة385 هـ
أماكن الإقامة
  • أبيورد - تركمانستان
  • مرو - تركمانستان

نبذة

أَحْمد بن عَليّ أَبُو سهل الأبيوردي أحد أَئِمَّة الدُّنْيَا علما وَعَملا وحَدثني أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الحديثي وَكَانَ من أَصْحَابه المبرزين فِي الْفِقْه أَنه سَمعه يَقُول كنت أتبزز فِي عنفوان شَبَابِي فَبينا أَنا فِي سوق البزازين بمرو رَأَيْت شيخين لَا أَعْرفهُمَا فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه لَو اشْتغل هَذَا بالفقه لَكَانَ إِمَامًا للْمُسلمين فاشتغلت حَتَّى بلغت فِيهِ مَا ترى

الترجمة

أَحْمد بن عَليّ أَبُو سهل الأبيوردي
أحد أَئِمَّة الدُّنْيَا علما وَعَملا
ذكره الأديب أَبُو المظفر مُحَمَّد بن أَحْمد الأبيوردي فِي مُخْتَصر لطيف سَمَّاهُ نهزة الْحفاظ ذكر فِيهِ أَنه عزم على أَن يضع تَارِيخا لابيورد ونسا وكوفن وجيران وَغَيرهَا من أُمَّهَات الْقرى بِتِلْكَ النواحي وَأَنه سُئِلَ فِي عمل هَذَا الْمُخْتَصر ليفرد فِيهِ ذكر الْأَئِمَّة الْأَعْلَام مِمَّن كَانَ فِي الْعلم مفزوعا إِلَيْهِ وَفِي الرِّوَايَة موثوقا بِهِ وَقد طَنَّتْ بِذكرِهِ الْبلدَانِ وغنت بمدحه الركْبَان كفضيل بن عِيَاض وَمَنْصُور بن عمار وَزُهَيْر بن حَرْب وَذكر فِيهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وَأورد شَيْئا من حَدِيثهمْ
وَقَالَ فِي الشَّيْخ أبي سهل إِذْ ذكره كَانَ من أَئِمَّة الْفُقَهَاء سَمِعت جمَاعَة من أَصْحَابه يَقُولُونَ كَانَ أَبُو زيد الدبوسي يَقُول لَوْلَا أَبُو سهل الأبيوردي لما تركت للشَّافِعِيَّة بِمَا وَرَاء النَّهر مكشف رَأس
وحَدثني أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الحديثي وَكَانَ من أَصْحَابه المبرزين فِي الْفِقْه أَنه سَمعه يَقُول كنت أتبزز فِي عنفوان شَبَابِي فَبينا أَنا فِي سوق البزازين بمرو رَأَيْت شيخين لَا أَعْرفهُمَا فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه لَو اشْتغل هَذَا بالفقه لَكَانَ إِمَامًا للْمُسلمين
فاشتغلت حَتَّى بلغت فِيهِ مَا ترى
وروى الحَدِيث عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله الأودني وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن الْحسن الْحَلِيمِيّ وَأبي الْفضل السُّلَيْمَانِي الْحَافِظ وَغَيرهم
هَذَا كَلَام أبي المظفر الأبيوردي ثمَّ سَاق لَهُ حَدِيثا عَن الأودني وحديثا عَن السُّلَيْمَانِي
وَذكر ابْن الصّلاح فِي تَرْجَمَة الأودني أَنا أَبَا سهل قَالَ سمعته يَقُول سَمِعت شُيُوخنَا رَحِمهم الله تَعَالَى يَقُولُونَ دَلِيل طول عمر الرجل اشْتِغَاله بِأَحَادِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو سعد رَحمَه الله فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن ثَابت الخجندي إِنَّه تفقه على أبي سهل أَحْمد بن عَليّ الأبيوردي وَيُوَافِقهُ مَا ذكره الذاكرون فِي تَرْجَمَة صَاحب التَّتِمَّة أَنه تفقه ببخارى على أبي سهل أَحْمد بن عَليّ الأبيوردي
قَالَه ابْن النجار وَغَيره
وَاعْلَم أَن الأودني مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَمُحَمّد بن ثَابت الخجندي مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة فَكَأَن الأبيوردي عمر دهرا طَويلا
وَهَذِه التَّرْجَمَة الَّتِي لأبي سهل لَا أَرَاك بعد شدَّة الفحص تجدها فِي غير كتَابنَا وَانْظُر كَيفَ جمعناها من أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة وأبرزناها من مُصَنف غَرِيب وَهُوَ نهزة الْحفاظ التلوط بالغلام الْمَمْلُوك
ذكر القَاضِي الْحُسَيْن فِي التعليقة أَنه حُكيَ عَن الشَّيْخ ابْن سهل وَهُوَ الأبيوردي كَمَا هُوَ مُصَرح بِهِ فِي بعض نسخ التعليقة وَصرح بِهِ ابْن الرّفْعَة فِي الْكِفَايَة أَن الْحَد لَا يلْزم من يلوط بِغُلَام مَمْلُوك لَهُ بِخِلَاف مَمْلُوك الْغَيْر
قَالَ القَاضِي وَرُبمَا قاسه على وَطْء أمته الْمَجُوسِيَّة أوأخته من الرَّضَاع وَفِيه قَولَانِ
انْتهى
وَهَذَا الْوَجْه محكي فِي الْبَحْر والذخائر وَغَيرهمَا من كتب الْأَصْحَاب لَكِن غير مُضَاف إِلَى قَائِل معِين وَعلله صَاحب الْبَحْر بِأَن ملكه فِيهِ يصير شُبْهَة فِي سُقُوط الْحَد
وَالَّذِي جزم بِهِ الرَّافِعِيّ تبعا لأكْثر الْأَصْحَاب أَنه لَا فرق بَين مَمْلُوكه وَغَيره نعم فِي اللواط من أَصله قَول أَن مُوجبه التَّعْزِير
قَالَ الرَّافِعِيّ إِنَّه مخرج من القَوْل بنظيره فِي إتْيَان الْبَهِيمَة
قَالَ وَمِنْهُم من لم يُثبتهُ
قلت وَقد أسقط النَّوَوِيّ فِي الرَّوْضَة حِكَايَة هَذَا القَوْل بِالْكُلِّيَّةِ

طبقات الشافعية الكبرى للإمام تاج الدين السبكي.