سعيد بن محمد بن إسماعيل الجعفري

تاريخ الولادة1131 هـ
تاريخ الوفاة1183 هـ
العمر52 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

سعيد بن محمد بن إسماعيل بن زين الدين بن بهاء الدين المعروف بالجعفري الشافعي الدمشقي العالم العامل الفاضل المتفوق كان من أفاضل دمشق شيخاً أديباً بارعاً حافظاً لكتاب الله تعالى مواظباً على الطاعة والعبادة مستقياً على وتيرة التقشف ولد بدمشق سنة احدى وثلاثين ومائة وألف

الترجمة

سعيد بن محمد بن إسماعيل بن زين الدين بن بهاء الدين المعروف بالجعفري الشافعي الدمشقي العالم العامل الفاضل المتفوق كان من أفاضل دمشق شيخاً أديباً بارعاً حافظاً لكتاب الله تعالى مواظباً على الطاعة والعبادة مستقياً على وتيرة التقشف ولد بدمشق سنة احدى وثلاثين ومائة وألف وقرأ على مشايخ اجلاء كالشيخ إسماعيل العجلوني والشيخ علي كزبر والشيخ محمد الديري نزيل دمشق وغيرهم وتمكن من العلم والأدب وحصل فضلاً لا نكر فيه ودرس مدة بالجامع الأموي ثم ترك ذلك وحصل له في عقله خلل وأخبرني بعض الأصحاب أن أصل ذلك جذبة آلهية حصلت له بعد وفاة الأستاذ الشيخ أحمد النحلاوي لأنه كان ملازماً له هو ووالده الفاضل محمد الجعفري ثم ترك الأقراء والاشتغال بالعلم ولازم منازل طوائف العرب وصار يجلب السمن إلى دمشق ويبيعه ولم يزل على حالته إلى أن مات وكان من أحباب والدي وأصدقائه وكان الوالد يبره ويحفل به وامتدح الوالد بقوله تلك الظباء التي قد زانها الحور إلى آخر القصيدة ومن شعره قوله
سل من لحظه الحسام وسنه ... رشأ قتله الأحبة سنه
وتبدي لهن يوسف حسن ... فلهذا قطعن أيديهنه
وانثنى يعطف الدلال قواماً ... وهو فرد الجمال يأسرهنه
تفضح الغصن منه بانة قد ... في اعتدال القنا وهز الأسنه
ناظراً لي بطرف ريم كناس ... أحور الطرف مالك للأجنه
دب ماء الحياة في وجنتيه ... حين حلت حشاشتي نارهنه
صاد كل القلوب في لحظات ... منذ أمست لعمدهن أكنه
وعجيب ذا الفتك من أين للال ... حاظ والسقم لاح في جفنهنه
الأمان الآمان بالله رفقاً ... ياعبون المها بمغرمكنه
أسرتني وأوات صدغيه لما ... كلمتني لذعاً عقاربهنه
وانطوت في مطوى كشحيه منا ... أعين طالما تمنطقهنه
يا غزالاً إذا رنا أسكرتنا ... حان ألحاظه بخمر تهنه
وهلا لا إذا بدا بدياجي الشعر فيه انطوت بدور الدجنه
عمرك الله يا نشجي ترفق ... وتعطف علي المتيم منه
وامنح الصب فيك لحظة وصل ... منك آماله تحققهنه
وقد نسجها على منوال قصيدة الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي التي مطلعها
جذبتنا إلى الملاح أعنه ... وسقتنا الردى لواحظهنه
ورأينا بالغمز ضرب سيوف ... وبتلك الجفون وخزا سنة
ولصاحب الترجمة من قصيدة مطلعها

تكامل حسناً مفي نضارته الخد ... على حين أذكى جمر وجنته الوقد
فكان مليك الحسن في شرعة الهوى ... وكل فتى يهوي الجمال له عبد
وكنت وشأني في الصبابة مطلق ... فأوثقني عشقاً ولج بي الوجد
فعدت وليلي ليل صب لقد قضى ... من الهجر إذا مسى بواصله السهد
أسامر زهر الأفق على أن أرى ... به طالعي للوصل قارنه السعد
بروحي رشا كالبدر طلعة وجهه ... بعيد مناط القرط ليس له وعد

تملك منا اللب مياس قده ... وأسلمي العدال ذيالك العد
ومالي عنه في الصبابة منزع ... وما في الهوى اللوام عني لهم صد
يفتك في العشاق صارم لحظه ... كما لضعاف القلب تفترس الاسد
فحيث رنا يستل صلت مهند ... يقول لقلب الصب أنت لي الغمد
ويلعب بالألباب سحر جفونه ... وليس لها عن صبح غرته بد
وقد شاقني الورد النصيبي بخده ... وتيمني في الثغر ذيالك الشهد
فمن لي به والشوق أن يخب زنده ... تهيج به الذكرى فيستقدح الزند
أحبة قلب المستهام متى اللقا ... وفيه بجمع الشمل ينتظم العقد
وله
عن الدمع أن تسأل مدمعي صيب ... يترجم عن حال المشوق ويعرب
فلا العين من بعد التنابي قريرة ... ولا القلب الا بالعنا يتقلب
ومنذ بنا شط المزار تكدرت ... مشار بناهل يصفو بالعبد مشرب
وطيب الكرى قد طلق الجفن وانطوت ... بوارقه فالجفن للنجم يرقب
ولي كيد قد ناهبتها يد الأسى ... أكان لها عند المسهد مطلب
وجسم من الأشواق نضو تركته ... خيالاً به نار الجوى تتلهب

وعندي لطيف الحب شوق وكيف لي ... به والكرى هيهات جفني يطلب
وصبري عنه موجز بل عدمته ... وحزني على طول التواصل مسهب
أهيم إذا هبت نسائم حيه ... ممسكة من عرفه تتطيب
وأغدو من الأشواق حيران ان بدت ... بوارق ذاك الحي أو لاح كوكب
أبى الحب الا أن مدنف زينب ... يهيم من الذكرى إذا قيل زينب
أخلاي لا أقذي التباعد مقلة ... المحب ولا شطت بمهواه سبسب
سلوا نسمات الصبح عن حال مغرم ... تنبئكم اني المشوق المعذب
ودونكم ورق الحمام فانها ... كحالي لفقد الألف تبكي وتندب
لها حسن ودماً تناهت عهوده ... وأنا تناسي الود للورق ينسب
معاذ الهوى ما ذاك عنها روى ولا ... إذا فقدت الفاتهش وتطرب
فآخيتها طوعاً كما حكم الهوى ... ويا ليت اني لست عن ذاك أرغب
وله أيضاً
اليك بالباب صب شفه الوصب ... يشكو فؤاداً من الأهوال يضطرب
ومهجة لعبت أبدى المنون بها ... فصيرته بفرط الضر ينتحب

بلى وقلباً قسا من فرط جفوته ... كأنه من صفا الجلمود مكتسب
وأعيناً لم تفض يوماً مدامعها ... من خشية الله الا أن دهت كرب
وليس الاك يا غوث الورى سنداً ... في النائيات أرى أن نابني نصب
من فيض جودك كل يستمد ومن ... علاك كل فتى تعلو به الرتب
ومن عطاياك تفتي الوافدون ومن ... ريا سجاياك زاكي الوصف يكتسب
أنت الملاذ وهل في الخلق ينجدنا ... سواك يا من إليه ينتهي الطلب
مولاي يا سيد الرسل الكرام ومن ... به الآله على طول المدا يهب
أغث أغث فحسام الذنب صال وما ... سوى جنابك خير الخلق لي طلب
وها عبيدك يا خير الأنام لدى ... باب الرجا واقف للفيض يرتقب
حاشاك يا قبضة النور التي بسطت ... في الخافقين على الأملاك تنسحب
أن يحرم القاصد الراجي نوالك من ... جدواك فالأصل زاك منك والنسب
فألمحه في نظرة تمنحه كل منى ... وأنفحه يا من هو التسال والأرب
ففي حمى حرم الا من استجرت ولم ... أقصد سوى من به قد عزت العرب
صلى الآله على علياك تكرمة ... طبول المدا ابدا ما سارت النجب
والآل من هم مصابيح الوجود وهم ... مفاتح الجود للعلياء قد خطبوا
والصحب لا سيما الصديق أفضلهم ... ما حن ذو شجن أو هزه الطرب
وله
ان أولى الأنام في ود طه ... من عليه غدا كثير الصلاة
وبها للهدى دلائل خير ... يالها من دلائل الخيرات
ويقرب منه قول الشيخ أحمد المنيني
ان حب الرسول في الحشر ذخري ... واعتصامي به دليل نجاتي
وصلاتي عليه في كل وقت ... هي أرجى دلائل الخيرات
والأصل فيه قول الأديب إبراهيم السفرجلاني
يتلقون من يؤم حماهم ... بوجوه من التقى نيرات
يالها أوجها يلوح عليها ... كل وقت دلائل الخيرات
وللمترجم
من لقلب المتيم الملتاح ... أثخنته كلما عيون الملاح
لم يمله التأنيب في الحب للس ... لوان كلا ولا اطمأن للاحي

ألف العشق والصبابة طفلاً ... وبه لذفي الغرام افتضاحي
يالقومي وفي البرية اني ... مفرد الحب مفرد الأتراح

قد ألح العذول في حب من هم ... حبهم للفؤاد نشأة راح
ما الذي يستفيد من لوم صب ... عن هوى الغيد ما له من براح
وعهودي من الحبيب موفا ... ة بها في الهوى نمت أفراحي
ولقلبي به سرادق حفظ ... عن عذولي المونب الملحاح
ولقد صم مسمعي عنه حتى ... لست أدري هاجى من مداحي
ويحه لو هو استقال من اللو ... م وعنه استقى مياه ارتياح
وعجيب إذا رأى الحب باد ... منه يبدو تملق الانطراح
هكذا دأبه فدعه لأني ... ليس لي في ملامه من جناح
وله مضمناً
لقد قيل لي رعي لذمة أحمق ... لدى الخلق طرا بالمهذب يقبح
وما بال ذي حمق أذاع خبائثاً ... وأنت بثوب العفو ما زلت تمرح
فقلت لهم رعي الذمام خليقتي ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك قول الأستاذ المربي الشيخ عبد الغني النابلسي
وبدر تمام حسنه وجماله ... إذا ما بدا شمس الظهيرة يفضح
لقد نضحت حسناً على العين ذاته ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك قول قطب الدين المكي النهرواني
بدا عرق في خده فسألته ... بماذا تندى قال لي وهو يمرح
الا ان ماء الورد خدي اناؤه ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك قول الفاضل أحمد الصفدي

وخال كمسك فاح نشر عبيره ... على خده الوردي واللحظ يجرح
فأخجلته حتى غدت وجناته ... تقطر ماء الورد والمسك ينفح
وقد رشحت من مقلتي دماؤها ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك قول مجير الدين ابن تميم
سقى الله روضاً قد تبدى لناظري ... به رشأ كالغصن يلهو ويمرح
وقد نضحت خداه من ماء ورده ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك أيضاً قول كشاجم
ومستهجن مدحي له ان تأكدت ... لنا عقد الأخلاص والحر يمدح
ويأبى الذي في القلب الا تبينا ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك قول الأديب عبد الرحمن الموصلي الدمشقي
مليح يريك الشمس والبدر وجهه ... وغرته الغرا من الصبح أوضح

يفوح نشر المسك والند خاله ... وعارضه والثغر للدر يفضح
يضرج خديه الحياء إذا بدا ... فيقطر ماء الورد منه ويرشح
تراه أواني الجمال جميعه ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك تضمين بعضهم
كأن فؤادي مجمر فيه عنبر ... على نار فكري واللسان يروح
يترجم عما في الفؤاد اشارة ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك قول الشيخ محيي الدين السلطي
عفا الله عمن ساءني بلسانه ... فأنا بما نحوي من الفضل نفصح
وشيمتنا المعروف والحلم والرضى ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ومن ذلك ما ينسب للامام الشافعي

خليلي اني كاتم سر صاحبي ... ولو كان في عرضي يخوض ويشطح
سيظهر بين الناس فعلي وفعله ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
وما ينضح القطران الا سواده ... وما ينضح الما ورد الا التفوح
ولو شئت جازيت المسئ بفعله ... ولكنني أبقيت للصلح مطرح
ومن ذلك قول العلامة الخفاجي
فتى كان من قبل الشباب مؤاجراً ... وقد لاط كهلاً وهو تيس سينطح
يبع برأس المال بالسوق ما اشترى ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
فعلى صحة نسبتهما إليه انظر إلى هذه الهفوة من هذا الحاذق العلامة رحمه الله تعالى وقد قال في ريحانته انه نقل الشيخ نصر الله بن محلى انه رأى في المنام سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال له يا أمير المؤمنين تفتحون مكة وتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن وقد تم على ولدك الحسين منهم ما تم فقال أما سمعت أبيات ابن الصيفي يعني به الحيص بيص فقلت لا فقال أسمعها منه فلما انتبهت ذهبت إلى داره وذكرت له ما رأيت في منامي فبكى وحلف انه نظمها في هذه الليلة ولم يقف عليها سواه وهي هذه وأنشدها
ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما ... غدونا على الأسرى نمن ونصفح
وحسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل اناء بالذي فيه ينضح
ثم قال وهذا المثل لم أر من شرح مورده ومن ضربه وهو يحتمل معنيين أحدهما وهو الظاهر المتبادر ان كل أحد يلوح على ظاهره ما في باطنه وان أخفاه كما قيل من أسر سريرة أردأه الله بردائها والثاني ان كل أحد يجازي من جنس عمله

وهو الذي قصده الحيص بيص انتهى رجع إلى صاحب الترجمة فمن شعره قوله من قصيدة مطلعها
هل لوصل إلى ظباء زرود ... وزمان الأحباب من تجديد
يا سقي الله معهداً جمع الشم ... ل على الحب في النهار السعيد
وأويقات لهونا باغن ... ناعس الطرف أهيف أملود
قمر فوق بانة يتجلى ... سالب العقل في قوام وجيد
ان تثنى فعطفه غصن بان ... يثمر الورد في رياض الخدود
وإذا ما رنا بطرف غزال ... فهو يثني لا شك عزم الاسود
حيث كأس السرور تجلى علينا ... بيد الأمن في رياض الورود
كلما نحتسي الشراب تقول ... النفس يا قومنا وهل مزيد
وقوله من قصيدة مطلعها
في العشق كم ينمو غرامه ... صب أضر به هيامه
علقت به نار الهوى ... ونما به وقد اضرامه
ألف السهاد وما عليه ... أو تاحاه منامه
ومبرح التبريح لو ... ابنا بخطاه احتكامه
يا من على وادي الغضا ... من أضلعي ضربت خيامه
رفقاً بقلب متيم ... فيكم تناهيه سقامه
ما حال عن عهد الهوى ... كلا وان وافى حمامه
فمتى بطيب وصالكم ... يطفي من المضني أو أمه
والهجر في كبد المتيم ... والنوى أودى انتقامه
والجسم منتحل وشو ... قي في الهوى عز اكتتامه
ومعنفي في حبه ... ما زال يتبعه ملامه
أيظن زخرف قوله ... يجدي فيعجبني كلامه
أو أن قلب الصب يسلو ... عن هوى عظم اصطلامه
هيهات لو أن الغرا ... م به تغمدني حسامه
ما حلت عن عهد الهوى ... فأنا المتيم مستهامه
وقوله مذيلاً على البيت الأول
قال لي كيف أنت قلت عليل ... سهر دائم وحزن طويل

وعيون تسح صيب دمع ... كالدما في الخدود أضحى يسيل
ما الذي يصنع المتيم والشو ... ق به الجسم والغرام نحيل

آه والوعتي وفرط التصابي ... وعنائي به الذي لا يزول
كان لي في الهوى بقية صبر ... واضمحلت فازداد جسمي نحول
كيفما رمت حيلة لخلاصي ... قال لي الحب ما لذاك سبيل
عجباً كيف تدعي الحب فينا ... وإلى ساحة الخلاص تميل
وقوله من قصيدة مطلعها
تلك الظباء التي في طرفها الحور ... ما عن لقاها لقلب الصب مصطبر
نعم وتلك لليالي حيث يجمعنا ... برد العفاف جميعاً كله غرر
سقى المهيمن أيام التوصل اذ ... غاب الرقيب ووافت نحونا البشر
رنت أمانينا بالأنس حين نأى ... بيني وبين الظبا البعد الذي نشروا
وضم جمع اشتمالي فيهم رشأ ... أغن عذب اللمى قد زانه الخفر
ان ماس دلا فما لين الاراكة ما ... الأفنان اذ بصبا الأسحار تنهصر
وان تلفت ما للريم لفتته ... كلا ولا للظبا من عينه الحور
ولا البدور لها من جنس طلعته ... سوى اشتراك بمحض الأسم اذ ذكروا
ممنطق بعيون المغرمين به ... من كل ذي شجن في كشحه بصر
إذا تبسم خلت الدرر في فمه ... منضداً يا قاح حوله الزهر
معقرب الصدغ ان شاهدت غرته ... علمت ان الذي في العقرب القمر
تبارك الله ما هذا الغزال فقد ... حوى من الحسن ما لم يحوه بشر
قوله معقرب الصدغ إلى آخره أقول رأيت في كتاب مطالع البدور للأديب الأريب الشيخ علاء الدين البهائي الغزولي حكاية تذكرتها بمناسبة البيت المذكور والشيء بالشيء يذكر وهي ان الملك المعظم عزم على الصيد فقال بعض الجماعة يا مولانا القمر في العقرب والسفر فيه مذموم والمصلحة الصبر إلى أن ينزل القمر القوس فعزم على الصبر فبينما هو مفكر اذ دخل مملوك كان له من أحسن الناس وجهاً يقال له آي دوغدى ومعناه بالعربية هل القمر فوقف قدامه وقد توشح بقوس فقال له بعض الحاضرين يا مولانا اركب الساعة فهذا القمر في القوس حقيقة فقام لوقته وركب استبشاراً فلم يرا طيب من تلك السفرة ولا أكثر من صيدها انتهى وللمترجم مضمناً سلواً أم عمرو البيت والذي بعده

رويداً فدتك الروح فالدمع مطلق ... وباب اصطباري عنك والله مغلق
أمن مبلغ أشواق صب من النوى ... له كبد حراً وقلب ممزق
ففرط أساء البين لم يبق مهجة ... لذي شجن الا وبالوجد تحرق
وكم ضاريات الوجد تنتابه وهل ... لمنتاب ناب اللهو حال مونق

وليس لمخمور الصبابة حالة ... سوى مقل من شدة الشوق تدفق
سلوا أم عمرو كيف بات أسيرها ... تفك الأسارى دونه وهو موثق
فلا هو مقتول ففي القتل راحة ... ولا هو ممنون عليه فيطلق
أحباي بالعهد القديم وودنا ... وأيام برق الأنس بالأمن يبرق
وحقكما عوجا على من بحبه ... ولعت ولى قلب للقياء شيق
وقولا فؤاد الصب ما حال عن هوى ... عهدت ولو حال الجفا والتفرق
إذا العين عنها الحب قد غاب بدره ... فشمس محياه لدى القلب تشرق
وان عنه أخبار الحبيب تقاعست ... فعن وده في القلب منب محقق
فهل تطمع الواشون منه بسلوة ... واني لهم ذابل يزيد التعلق
وكانت وفاة صاحب الترجمة في رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف ودفن بتربة باب الصغير رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.