أحمد بن مراد بن أحمد النحلاوي الأحمدي
تاريخ الوفاة | 1157 هـ |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أحمد بن مراد بن أحمد الشهير بالنحلأوي الأحمدي الدمشقي المولى المشهور العارف الخاشع الناسك المستغرق في أبحر المشاهدة والعرفان كأنت له مكاشفات خارقة وكرامات ظاهرة وللناس فيه اعتقاد وافر عظيم وهو بركة الشام وأحواله وأطواره غريبة مع التغفل الالهي والجذب وترددت إليه الناس من الخاص والعام يتبركون به وعلى كل حال فقد كان بركة الشام وخلاصة الأولياء الكرام أظهره الله بدراً كاملاً بالولاية وشمساً منيرة بالدراية والهداية نفعنا الله به وببركاته وأعاد علينا من نفحات نفحاته وكان مستقيماً في المدرسة النورية عند محكمة الباب ويقيم الذكر في مدرسة الخاتونية عند المحكة أيضاً وله حفدة ومريدون وتلاميذ وإلى الآن يقام الذكر هناك ورأيت للفاضل السيد محمد الجعفري تلميذه كتاباً ألفه في أحواله ورتبه على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة فالمقدمة في ذكر مولده ومنشأه وتنقلاته وسلوكه وبمدائه والفصل الأول في تجنبه عن الدنيا وزهده فيها وملبوسه وقنعه بالقليل منها والفصل الثاني في حسن مودته وسيرته واقبال الناس عليه ورأفته بهم وشفقته والفصل الثالث في تربيته للمريدين وكلامه حال الشطح والتنبه على انه مع حزب معينين والفصل الرابع في زياراته وبعض كرماته والفصل الخامس في ذكر نبذة تتعلق بفضائل دمشق الشام ذات الثغر البسام والخاتمة في ذكر طائفة ممن لهم في السلوك قدم راسخ ونسب رفيع باذخ شامخ وسماه الجعفري المذكور بالطبيب المدأوي بمناقب الشيخ أحمد النحلأوي وللماهر الشيخ عبد الله الطرابلسي نزيل دمشق رسالة فيه أيضاً وذكره الاستاذ العارف السيد مصطفى الصديقي الحسيني في كتابه الذي ترجم به من اجتمع معه من الأولياء وأثنى عليه وذكر من مكاشفاته اللامعة فمما اتفق لابن عمته قال أتيته بعد المغرب مرة في جامع في القرب من الشاغور البراني فقال لي أجلس إلى أن آتيك فذهب إلى الطهارة قال فرأيت الحائط قد انشق وظهر لي رأس كبير له عيون تقدح جمراً فخفت منه خوفاً شديداً ولم أستطع الفرار ولا القرار وكلما لمحت له بطرفي رأيته يرمقني فلما خرج غاب الرأس فوجدني مذعوراً خائفاً فقال جاؤا يجربونك فلم تثبت قال فقلت له أقسمت عليك بسيد المرسلين من هذا الذي رأيته قال السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ومنها ما نقله الاستاذ في ترجمته قال ذهب بعض الاخوان إلى زيارة الشيخ مصطفى بن عمرو فجاء مع الشيخ عبد الرحمن السمان ومعهما غيرهما فقال له الشيخ مصطفى غنى لنا مطا وعيا فتوقف عادته ثم غنى فلقت له أعمل عشرة فأخذ ينشد فأعددت ما يقوله فلم يزد عليها ثم ذكرنا زيارة أبا يزيد البسطامي قدس سره فقال الشيخ عبد الرحمن هيا بنا الساعة فقلت هيا فسرت والمذكور صحبتنا يعني عن النحلأوي فلما وصلنا إلى زيارة سيدي أبا يزيد البسطامي رضي الله عنه توقف ولم يسر فسألناه عن توقفه فقيل له يقول الاخوان تتعب ويشير للفقير فألحينا عليه فسار فلم يزل سائر فلم أصل إلى قرية ببيلا الا بجهد شديد ويتنابها فقام أهلها باكرامنا أتم قيام وحملونا على دوابهم إلى الزيارة وسرنا بعد زيارة سيدي عقيل المنبجي ومنه إلى الشيخ حياه بن عيسى الحراني وهو معنا وكان يوم الأربعاء فبتنا عنده وأقمنا يوم الخميس وليلة الجمعة وأقامنا الشيخ عبد الرحمن غلساً وقال صلوا الصبح فإن الفجر خرج فلما رآنا أردنا القيام للصلاة رفع رأسه من النوم وقال ايش هذه الصلاة الفجر ما طلع فعجبت من كلامه ثم صلينا وركبنا الطريق على ظهور الدواب فلم يخرج الفجر الا بعد ساعتين فنزلنا عند نهر بردا وأعدنا الصلاة وأخبرني الشيخ عبد الرحمن أنه بعد ذلك قال ومقصودي أن نصل قبل أن يحمي الحر أنتهى ثم قال ولقد عاينا للشيخ أحمد المذكور كرامات كثيرة وقال لنا مرة وكان معنا الشيخ أحمد بن سراج أنا متصرف في ثلثي الأرض وقال ابن سراج قبله أنا متصرف في نصف الأرض فقلت كأن كلام كل واحد منهما بحسب ما يظهر له ثم قال الأستاذ الصديقي وفي خطرتي الأولى للبيت المقدس سنة اثنين وعشرين بعد المائة والألف خرجت ملتحفاً بشال لئلا يعرفني أحد فعارضني عند باب الله وقال لي مصادف العون فعجبت من معرفته لي وحصل لنا لطف في تلك الخطرة وعناية وقال وأخبرت أنه في مبدأ أمره كان يلازم جامع أهل البلوى الملاح فخرج إلى المنارة وألقى نفسه منها إلى الأرض وبدت عليه طوالع الفلاح ووقع له مثل هذا في جامع القرب كما حكى عنه ذلك بعض من إليه تقرب وحدثني عنه بعض الملازمين لصحبته الهائمين بمحبته ما لو أخذنا في سرد ذلك لأدى إلى الاتساع في تلك المسالك والقصد من ذكرهم التنبيه لا الاستيفاء فإن الأولى حظ النبيه أنتهى ما قاله الصديقي وذكر الجعفري المقدم ذكره ان مولده كان سنة احدى وثمانين بعد الألف وتوفي والده وكان سنه اذ ذاك شهرين فنشأ في حجر جدته لأمه رحمهما الله تعالى وربته هو وأخاه الشيخ محمد ثم أنه تعلم القرأن العظيم وهو وأخوه المذكور وفاق الشيخ سائر أقرانه وكان شأنه في صغره أنه يجلس مطرقاً رأسه ناصتاً وأنه كان طلب العلم مدة وقرأ الغاية في فقه السادة الشافعية على العالم الشيخ أحمد الدسوقي ثم لما بلغ تعاطي ضمان الثمار مدة هو وأخوه ومع ذلك كان يدأب نفسه في العبادات وبدهنه بواده التجليات وهو راق على السلم ليجني الزيتون ولاحت له بارقة الجذب وسمع هواتف الأحوال تناديه بدخول ديوان الرجال فنزل عن السلم وفرق جميع ما كان عليه من الملابس والثيابوأتلف جميع ما عنده من متاع ونحاس وغيره ثم أنه خرج في ساعته هائماً إلى الجبانة المعروفة بباب الصغير وصعد إلى محل عال هناك شاخصاً ببصره إلى السماء واستمر مدة على ذلك قال الجعفري قال أخوه فجئت إلى البيت فسألت عنه فلم أره وكان الشيخ توجه من ساعته إلى الصالحية قال فخرجت أطلب أثره فلم أجده إلى سبعة أيام وفي اليوم الثامن جاءني رجل وأخبرني أنه في الصالحية فخرجت من ساعتي مسرعاً فوجدته واقفاً في السفح خأوي الجوف من الجوع مرخى الزنار ثم قال له أخوه أين كنت يا أحمد فقال أخذوني السادات إلى بغداد ووضعوني في مغارة وشرعوا يذكرون الله تعالى علي ثم جاءني رجل أشعث أغبر وأعطاني غليون وقال أشرب فأخذته وشربت ثم قال له أخوه قم بنا واركب معي حتى نذهب إلى البيت فأبى فألحيت عليه واستنجدت بعض الناس حتى الجأناه إلى الركوب فأركبوه وراء في وسرت حتى وصلنا من سيدي خليل عند باب السرايا فجذبني فسقطت أنا واياه إلى الأرض ثم ألحيت عليه في الرواح معي فأبى وتركني ومضى في سبيله وفي اليوم الثاني وجدته في البيت وشاع خبره واشتهر بين الناس ذكره وصدرت عنه أحوال عجيبة وأخبار غريبة حتى كان الناس يظنون أن حالته هذه حالة جنون وحاشاه انما هي فنون بعدها حركة وسكون واستمر الشيخ على هذا المنوال مدة حتى جئ له برجل من أشياخ طريقة سيدي أحمد الرفاعي قدس سره فكبسه وجاء له بسعوط وسعطه في أنفه فأنتفخ حالاً وجعل يقول قتلتني يا شيخ أحمد يا سيدي العفو فنظر إليه فانطلق معافى لساعته وتاب لوقته فشفى واستمر الشيخ المذكور على منوال ما ذكر مدة طويلة يتطور في تطورات الأحوال إلى سنة عشرين ومائة وألف وفي العام الحادي والعشرين أطلق أمره في التصرف وترقى من ذرى الأحوال إلى ذرى أهل المقامات على ما حدث به بعض أهالي الكشف وقد أخبر بعض الناس أن رجلاً من أهل الله تعالى يقال له الشيخ أسعد الجبأوي حصل له في السنة المذكورة حالة غطوس استغرق فيها معظم النهار فلما أفاق من غيبته سأله ولده الشيخ أحمد عن سبب ما حصل له من هذا الحال فقال ان السادات أهل الباطن اجتمعوا وألبسوا الشيخ أحمد النحلأوي التاج وأخبر بعض الناس أيضاً عن الشيخ إبراهيم الرفاعي أنه قصد زيارة جده وكان مدفوناً في قرية براق فذهب لزيارته فحصل له وارد وحال عظيم فنادى يا رجال الشام فجاء الشيخ أحمد النحلأوي وأنا أقول وبالله التوفيق قد ذكر الجعفري للأستاذ المترجم مقامات كثيرة وغالبها شاهدها في العيان فمنها ما ذكره قال ومن كراماته ما اتفق له وقد كنا عند بعض الاخوان فسقط صبي من أعلى سطح عال ولم يبق به رمق فحملوه ودخلوا به إلى الشيخ فوضعوه بين يديه فمسكه وهزه فعادت روحه إليه بعدما أيست منه حياته ومنها وكان دخل إلى محله الآن ونصب السلم وصعد إلى السطح ولم يدر أحد ما السبب ثم نزل وبعد حصة من الزمان خرج إلى الشجرة ولد لأهل المحل وتعلق بغصن منها فسقط على السلم ومنها إلى المسطبة فغشى عليه فحمل إليه ووضع بين يديه فأمر يده عليه وهزه فشفى لوقته مما به ومنها ما أخبرني به بعض محبيه قال خرجت إلى الحج فجئت المدينة ليلاً فرأيت صبياناً تجاه شباك الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأون الموالد فقلت لهم قرأو لي أربعين مولداً فصرت أقول هذا المولد على اسم فلان وهذا لصديقي فلان فخطر في خلدي جناب الشيخ حفظه الله تعالى فقلت لهم اقرأو لي مولداً يكون مقدار الجميع ختاماً لهذه الموالد على اسم الشيخ أحمد النحلأوي فقرأوه وختموه وأهدوه للشيخ حفظه الله تعالى فلما ذكروا اسمه مدت يدمن الشباك وبدرت عليهم المصاري فأردت أن آخذ منهم شيأ فلم يمكنوني وقالوا يا سيدنا ان صاحب هذا المولد أعطانا فنظرت إلى الشباك فرأيت رجلاً بصفة جندي واقفاً والشعرية لا يمكن مد اليد منها فعلمت أن الشيخ حضر هنا ومنها وقد اجتمع عنده صبيحة يوم الثلاثاء أشخاص أحدهم من الميدان وآخر من الصالحية والثالث من باب توما فقال أحدهم كان الشيخ نائماً عندي بالأمس فقال له الآخر لا فإنه كان عندي فقال الثالث كل منكما لم يصدق كان بالأمس عندي فحلف كل بالطلاق على ما ادعاه مع أنه كان نائماً في محله تلك الليلة ومنها ما شاهده الوزير سليمان باشا العظم والي دمشق وأمير الحج قال دخلت الحرم في مكة ليلاً فوجدت الشيخ وجماعته يذكرون الله تعالى فيه ومنها ما أخبرته بعض تلامذته أن الشيخ في الحج يرى عياناً في الطريق وأنه شاهده مراراً ومنها ما أخبر به أنه لما ذهب الوزير سليمان باشا المذكور إلى الدورة جاء إلى عنده الشيخ هو وفقراؤه فلما بلغه زيارة الشيخ قام ولاقاه وانسر غاية السرور فجلس الشيخ والفقراء عنده فطلب من الشيخ الاذن إلى طبريا فقال له ايش لك عندهم فقال له يا سيدي ان حضرة السلطان أرسل جنجانه وفرمان ان أركب عليهم فأجابه بقوله تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت فتروع الباشا من هذا الكلام ثم ان الشيخ عاد إلى زأويته وبعد خمسة عشر يوم جاء الخبر بأن سليمان باشا توفي وجئ به محمولاً بتخت إلى دمشق ودفن بمقبرة باب الصغير ومنها انقلاب الحجر ذهباً حين نظر إليه قال الجعفري كنا في زيارة سيدي أبي يزيد البسطامي رضي الله عنه صحبة الشيخ والاخوان وكان الشيخ جالساً بقرب الضريح فجاء رجل من الاخوان بحجر مستدير مقدار خمسة أرطال ووضعه بين يديه وقال له يا سيدي لو كان هذا ذهباً كنا تججنا به وانبسطنا فقال له وقد نظر إلى الحجران لله رجالاً إذا نظروا إلى الحجر يصير ذهباً ثم أمره بحمله فلم يقدر يزعزعه من محله فقال له يا سيدي ما قدرت على رفعه وقد صار ذهباً فنظر إليه ثانياً وقال رده إلى محله فاقتلعه كما جاء به أولاً على هيئة الحجرية ومنها ما حكاه الجعفري المذكور قال كنا ذهبنا لزيارة السيدة زينب بصحبته فجلسنا في أثناء الطريق وأوقدنا ناراً فقال بعض الحاضرين لما أردنا المسير يا سيدي ضع لي راحتين من هذه النار في ذيلي فغرفها براحتيه ووضعها في ذيله وسرنا إلى أن قطعنا الطريق فرماها وهي متوقدة ولم يتأثر ذيل جوخته بها أصلاً وكان جديداً فكأنه لم يوضع فيه شيء أصلاً وقد ذكر الجعفري له كرامات غير الذي ذكرناها ولكن نحن أردنا الاقتصار ولو أردنا التطويل في بعض ما ذكر من مزاياه لأعيي الأوراق نشره وتحريره والقول الصحيح المجمع عليه أنه فرد وقته وولي عصره وكأنت وفاته في سبع عشر جمادي الثانية سنة سبع وخمسين ومائة وألف ودفن بالمدرسة الخاتونية التي كان يقيم بها الذكر عند المحكمة وإلى الآن يتبرك به ويزار ورثاه الأديب عبد الرحمن البهلول بهذه القصيدة مؤخراً وفاته بقولهفلان وهذا لصديقي فلان فخطر في خلدي جناب الشيخ حفظه الله تعالى فقلت لهم اقرأو لي مولداً يكون مقدار الجميع ختاماً لهذه الموالد على اسم الشيخ أحمد النحلأوي فقرأوه وختموه وأهدوه للشيخ حفظه الله تعالى فلما ذكروا اسمه مدت يدمن الشباك وبدرت عليهم المصاري فأردت أن آخذ منهم شيأ فلم يمكنوني وقالوا يا سيدنا ان صاحب هذا المولد أعطانا فنظرت إلى الشباك فرأيت رجلاً بصفة جندي واقفاً والشعرية لا يمكن مد اليد منها فعلمت أن الشيخ حضر هنا ومنها وقد اجتمع عنده صبيحة يوم الثلاثاء أشخاص أحدهم من الميدان وآخر من الصالحية والثالث من باب توما فقال أحدهم كان الشيخ نائماً عندي بالأمس فقال له الآخر لا فإنه كان عندي فقال الثالث كل منكما لم يصدق كان بالأمس عندي فحلف كل بالطلاق على ما ادعاه مع أنه كان نائماً في محله تلك الليلة ومنها ما شاهده الوزير سليمان باشا العظم والي دمشق وأمير الحج قال دخلت الحرم في مكة ليلاً فوجدت الشيخ وجماعته يذكرون الله تعالى فيه ومنها ما أخبرته بعض تلامذته أن الشيخ في الحج يرى عياناً في الطريق وأنه شاهده مراراً ومنها ما أخبر به أنه لما ذهب الوزير سليمان باشا المذكور إلى الدورة جاء إلى عنده الشيخ هو وفقراؤه فلما بلغه زيارة الشيخ قام ولاقاه وانسر غاية السرور فجلس الشيخ والفقراء عنده فطلب من الشيخ الاذن إلى طبريا فقال له ايش لك عندهم فقال له يا سيدي ان حضرة السلطان أرسل جنجانه وفرمان ان أركب عليهم فأجابه بقوله تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت فتروع الباشا من هذا الكلام ثم ان الشيخ عاد إلى زأويته وبعد خمسة عشر يوم جاء الخبر بأن سليمان باشا توفي وجئ به محمولاً بتخت إلى دمشق ودفن بمقبرة باب الصغير ومنها انقلاب الحجر ذهباً حين نظر إليه قال الجعفري كنا في زيارة سيدي أبي يزيد البسطامي رضي الله عنه صحبة الشيخ والاخوان وكان الشيخ جالساً بقرب الضريح فجاء رجلمن الاخوان بحجر مستدير مقدار خمسة أرطال ووضعه بين يديه وقال له يا سيدي لو كان هذا ذهباً كنا تججنا به وانبسطنا فقال له وقد نظر إلى الحجران لله رجالاً إذا نظروا إلى الحجر يصير ذهباً ثم أمره بحمله فلم يقدر يزعزعه من محله فقال له يا سيدي ما قدرت على رفعه وقد صار ذهباً فنظر إليه ثانياً وقال رده إلى محله فاقتلعه كما جاء به أولاً على هيئة الحجرية ومنها ما حكاه الجعفري المذكور قال كنا ذهبنا لزيارة السيدة زينب بصحبته فجلسنا في أثناء الطريق وأوقدنا ناراً فقال بعض الحاضرين لما أردنا المسير يا سيدي ضع لي راحتين من هذه النار في ذيلي فغرفها براحتيه ووضعها في ذيله وسرنا إلى أن قطعنا الطريق فرماها وهي متوقدة ولم يتأثر ذيل جوخته بها أصلاً وكان جديداً فكأنه لم يوضع فيه شيء أصلاً وقد ذكر الجعفري له كرامات غير الذي ذكرناها ولكن نحن أردنا الاقتصار ولو أردنا التطويل في بعض ما ذكر من مزاياه لأعيي الأوراق نشره وتحريره والقول الصحيح المجمع عليه أنه فرد وقته وولي عصره وكأنت وفاته في سبع عشر جمادي الثانية سنة سبع وخمسين ومائة وألف ودفن بالمدرسة الخاتونية التي كان يقيم بها الذكر عند المحكمة وإلى الآن يتبرك به ويزار ورثاه الأديب عبد الرحمن البهلول بهذه القصيدة مؤخراً وفاته بقوله
زر مقاماً مباركاً بمزايا ... حضرة الشيخ أحمد النحلأوي
وتوسل إلى الاله بصدق ... فيه يظفر بكل ما أنت نأوي
كان في أهل جلق الشام قطباً ... واضح السر للكمالات حأوي
وهو مستغرق بمولاه حقاً ... كشحه عن سواه بالصد طأوي
قد أصبنا به فصبر جميل ... عظم الأمر حيث عز التدأوي
ولئن غاب شخصه ان فينا ... منه سراً يرجى الدفع البلأوي
ان لله في البرايا خواصاً ... ساريات في كل رطب وذأوي
أيها الخل خل عنك أنتقاداً ... فهو يغضي إلى ارتكاب المسأوي
انما الاعتقاق أسلم قطعاً ... عن ذي العلم ثابت بالفتأوي
أمة الدين أجمعت ان ذا من ... سادة صالحين لأوتك غأوي
قد حباه الا له رتبة قدس ... وهي علياء لم تنل بالدعأوي
دام روح الرضى وريحان فضل ... في ضريح أمسى له متنأوي
قد قضى يوم جمعة في جمادي ... آخر في النعيم لا زال ثأوي
جاء تاريخه ببيت فريد ... راق معنى لسامع ولرأوي
قدس الحي سر قطب سني ... صادق الحال أحمد النحلأوي
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل