درويش بن ناصر الدين الحلواني
تاريخ الوفاة | 1107 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
درويش بن ناصر الدين المعروف بالحلواني الحنفي البعلي ثم الدمشقي الخلوتي الشيخ العالم العامل الامام التحرير الأوحد كان فقيهاً فاضلاً عارفاً متقناً في الحديث وعلم الكلام ديناً ناسكاً ليناً متواضعاً قرا على جماعة من الشيوخ وبهم أنتقع كالشيخ إبراهيم بن منصور الفتال الدمشقي ولازم الشيخ إسماعيل الحائك المفتي مدة من الزمان وأنتفع به حتى انه قال الحائك عنه وشهد بأنه مفرد عصره وأوانه بالفضل وقرأ على الشيخ محمد علاء الدين بن علي الحصكفي الدمشقي شارح الملتقى والتنوير وغيرهما وأنتفع به ورحل للرملة واجتمع بمغيبها فقيه الشام ومحدث عصره الشيخ خير الدين بن أحمد الرملي الحنفي وسمع الحديث عليه وأخذ عنه واجتمع بدمشق بمحدث العصر الشيخ محمد بن سليمان المغربي الفاسي نزيل الحرمين وطالع عليه وأخذ عنه وجمع منسكاً في حج بيت الله الحرام ولازم الافادة والتدريس بالجامع الأموي وأنتفع به جم غفير وروى عنه جماعة منهم الشيخ محمد بن إبراهيم التدمري الطرابلسي نزيل دمشق والمولى عبد الرحمن بن أحمد القاري المفتي بدمشق والشيخ محمد ابن زين الدين الكفيري الدمشقي وغيرهم ورأيت في بعض المجاميع فائدة منقولة عنه وهي ان من دخل إلى مقام سيدنا إبراهيم الخليل صلوات الله عليه وسلامه في قرية برزة بدمشق حرم الله جسده على النار ومن صلى فيه أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه أقول وفيه ورد أخبار وآثار منها ما ذكره ابن الجوزي في كتابه الاشارات إلى أماكن الزيارات أخباراً وآثاراً كثيرة تدل على فضله حيث قال وعن أحمد بن سليمان سمعت شيوخنا الدمشقيين يقولون قديماً يذكرون ان الآثار التي بدمشق في برزة عند المسجد الذي يقال له مسجد إبراهيم عليه السلام الذي في الجبل عند الشق انه مكان إبراهيم وان الآثار التي فوق الشق بالجبل هي موضع رؤية إبراهيم الكواكب الذي ذكره الله تعالى في كتابه العظيم فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي انه كان في ذلك الموضع وهو معروف فمن قصده وصلى فيه ودعا أجابه الله تعالى في دعائه فان ذلك الجبل كان فيه لوط وجماعة من الأنبياء وآثارهم في مواضع في الجبل بالقرب من مسجد إبراهيم وأدركت الشيوخ يقصدونه ويقيمون فيه ويدعون الله تعالى وهو نافع لقسوة القلب وكثرة الذنوب وقال ابن عساكر قال ابن عباس رضي الله عنه مقام إبراهيم بغوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل يقال له قاسيون لما جاء مغيثاً للوط عليه السلام أقام فيه وصلى وعن الأوزاعي ان الجليل في هذا المقام أي ببرزة اتخذه مسجداً وعن الزهري ان مسجد إبراهيم عليه السلام في قرية برزة من صلى فيه أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وان دعا استجيب له وفي رواية ويسأل الله تعالى ما شاء فانه لا يرده خائباً وهذه الرواية التي ذكرها صاحب الترجمة أقول وقد قال الحسن البصري في فضائل الشام قال شيخنا البرهان الناجي ان القاضي أبا بكر ابن العربي الشافعي ذكر في كتابه أخبار الأوائل انه شاهد صحة ذلك واستدل له بما وقع للسبكي مع تنكر نائب الشام فانه عزم على ضرب ولده القاضي حسين فتوجه السبكي إلى المقام بقرية برزة فأقام به يسأل الله تعالى أن يكفيه شره فما نزل حتى أخذ الله تنكز وامتدحه الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي بأبيات مطلعها
يا مقام الخليل إبراهيما ... زادك الله في الورى تعظيما
قد أتيناك بافتقار وذل ... نرتجي العفو والجناب الكريما
فعسى الله ان يمن بفضل ... وقبول يعمنا تعميما
ودواعي السرور قد شملتنا ... تممت ما نرومه تتميما
وللشيخ علاء الدين بن صدقة فيه قوله
لا تمل عن رياض برزة يوماً ... فهواها شفاء كل عليل
قل صبري عنها وكيف اصطباري ... عن رياض فيها مقام الخليل
أقول والناس عن هذا المقام غافلون وهو مقام شريف عظيم وناهيك بمقام إبراهيم وكأنت وفاة صاحب الترجمة في يوم الأربعاء وقت الضحى سادس جمادي الثانية سنة سبع ومائة وألف رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.