محمد بن حمزة بن محمد الفناري شمس الدين

تاريخ الولادة751 هـ
تاريخ الوفاة834 هـ
العمر83 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • بروسة - تركيا
  • القدس - فلسطين
  • مصر - مصر

نبذة

شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد الفناري قدس الله روحه الْعَزِيز: الْمولى الفناري عَارِفًا بالعلوم الْعَرَبيَّة وَعلمِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعلم القراآت كثير الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون ولد رَحمَه الله فِي صفر سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن الْعَلامَة عَلَاء الدّين الاسود شَارِح الْمُغنِي

الترجمة

ؤقَالَ السُّيُوطِيّ سَمِعت من شَيخنَا الْعَلامَة محيي الدّين الكافيجي ان نِسْبَة الفناري الى صَنْعَة الفنار قلت سَمِعت من وَالِدي رَحمَه الله يَحْكِي عَن جدي ان نسبته الى قَرْيَة مُسَمَّاة بفنار وَالله أعلم قَالَ السُّيُوطِيّ لَازمه شَيخنَا الْعَلامَة محيي الدّين الكافيجي وَكَانَ يُبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا وَقَالَ ابْن حجر كَانَ الْمولى الفناري عَارِفًا بالعلوم الْعَرَبيَّة وَعلمِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعلم القراآت كثير الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون ولد رَحمَه الله فِي صفر سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن الْعَلامَة عَلَاء الدّين الاسود شَارِح الْمُغنِي والوقاية وَأخذ ببلاده عَن الْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الاقسرائي ولازم الِاشْتِغَال ورحل الى مصر لاجل الِاشْتِغَال واخذ عَن الشَّيْخ أكمل الدّين وَغَيره ثمَّ رَجَعَ الى الرّوم فولي قَضَاء بروسا وارتفع قدره عِنْد ابْن عُثْمَان جدا وَحل عِنْده الْمحل الاعلى وَصَارَ فِي معنى الْوَزير واشتهر ذكره وشاع فَضله وَكَانَ حسن السمت كثير الْفضل والافضال وَلما دخل الْقَاهِرَة يُرِيد الْحَج اجْتمع بِهِ فضلاء الْعَصْر وذاكروه وباحثوه وشهدوا لَهُ بالفضيلة ثمَّ رَجَعَ وَكَانَ قد أثرى الى الْغَايَة حَتَّى يُقَال ان عِنْده من النَّقْد خَاصَّة بِمِائَة وَخمسين الف دِينَار وَحج سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَلَمَّا رَجَعَ طلبه الْمُؤَيد فَدخل الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بفضلائها ثمَّ رَجَعَ الى الْقُدس فزار ثمَّ رَجَعَ الى بِلَاده ثمَّ حج سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ على طَرِيق انطاكية وَرجع فَمَاتَ ببلاده فِي شهر رَجَب وَكَانَ قد اصابه رمد وأشرف على الْعَمى بل يُقَال انه عمي ثمَّ رد الله تَعَالَى اليه بَصَره فحج فِي هَذِه الْحجَّة الاخيرة شكرا لله تَعَالَى على ذَلِك وَله مُصَنف فِي أصُول الْفِقْه سَمَّاهُ فُصُول الْبَدَائِع فِي أصُول الشَّرَائِع جمع فِيهِ الْمنَار والبزدوي ومحصول الامام الرَّازِيّ ومختصر ابْن الْحَاجِب وَغير ذَلِك واقام فِي عمله ثَلَاثِينَ سنة وَله تَفْسِير الْفَاتِحَة ورسالة اتى فِيهَا بمسائل من مائَة فن وَأورد عَلَيْهَا اشكالات وسماها انموذج الْعُلُوم قَالَ ابْن حجر كتب لي بِخَطِّهِ بالاجازة لما قدم الْقَاهِرَة مَاتَ فِي رَجَب سنة ارْبَعْ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة هَذَا مَا ذكره ابْن حجر وَلَقَد سَمِعت من بعض احفاده ان الرسَالَة الَّتِي اتى فِيهَا بمسائل من مئة فن إِنَّمَا هِيَ لِابْنِهِ مُحَمَّد شاه وَرَأَيْت للْمولى الفناري عشْرين قِطْعَة منظومة كل قِطْعَة مِنْهَا مسئلة من فن مُسْتَقل وَغير أَسمَاء تِلْكَ الْفُنُون بطرِيق الالغاز امتحانا لفضلاء دهره وَلم يقدروا على تعْيين فنونها فضلا عَن حل مسائلها على انه قَالَ فِي خطْبَة تِلْكَ الرسَالَة وَذَلِكَ عجالة يَوْم مِمَّا تبصرون وَشرح هَذِه الرسَالَة ابْنه مُحَمَّد شاه الْمَذْكُور وَعين اسامي الْفُنُون وَبَين الْمُنَاسبَة فِيمَا ذكره من الالغازات وَحل مشكلات مسائلها ونظم عقيب كل قِطْعَة مِنْهَا قِطْعَة اخرى قَالَ فِي بَعْضهَا قلت مؤكدا وَفِي بَعْضهَا قلت مجيبا وأتى بِأَحْسَن الاجوبة وَشرح الْمولى الفناري الرسَالَة الاثيرية فِي الْمِيزَان شرحا لطيفا حسنا وَقَالَ فِي خطبَته شرعت فِيهِ غدْوَة يَوْم من اقصر الايام وختمت مَعَ اذان مغربه بعون الْملك العلام وَشرح الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة أَيْضا شرحا لطيفا وهومن احسن شروحها وَلما رأى شرح المواقف للسَّيِّد الشريف علق عَلَيْهِ تعليقات متضمنة لمؤاخذات لَطِيفَة على السَّيِّد الشريف وَله كثير من الرسائل والحواشي لَكِنَّهَا بقيت فِي المسودة وَمنع الافتاء والتدريس وَالْقَضَاء من تبييضها وَسمعت من بعض الثِّقَات ان مَوْلَانَا حَمْزَة وَالِد الْمولى الفناري كَانَ من تلامذة الشَّيْخ صدر الدّين القونوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه مِفْتَاح الْغَيْب واقرأه على وَلَده الْمولى الفناري ثمَّ ان الْمولى الْمَذْكُور شَرحه شرحا وافيا وَضَمنَهُ من معارف الصُّوفِيَّة مالم تسمعه الاذان وتقصر عَن فهمه الاذهان وَسمعت من وَالِدي رَحمَه الله يَحْكِي عَن جدي ان الْمولى الفناري كَانَ مدرسا بِمَدِينَة بروسا فِي مدرسة مناستر وَكَانَ قَاضِيا بهَا ومفتيا فِي المملكة العثمانية وَكَانَ صَاحب ثروة عَظِيمَة وجاه وَاسع وَصَاحب ابهة وشوكة وَكَانَ إِذا خرج الى الْجَامِع يَوْم الْجُمُعَة يزدحم النَّاس على بَابه بِحَيْثُ يمتلىء من النَّاس مَا بَين بَيته وَبَين الْجَامِع الشريف وَكَانَ لَهُ عبيد لَا يُحصونَ كَثْرَة حُكيَ ان الْمولى خطيب زَاده قَالَ للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان ان الْمولى الفناري من احسن مصنفاته فُصُول الْبَدَائِع وَأَنا ازيفه بادنى مطالعة وَكَانَ لَهُ مَعَ ذَلِك اثْنَا عشر من العبيد يلبسُونَ الثِّيَاب الفاخرة وَالْفراء النفيسة وَكَانَ لَهُ فِي بَيته جوَار لَا يحصين كَثْرَة اربعون مِنْهُنَّ يلبسن القلانس الذهبية وَحكي ايضا انه مَعَ هَذِه الابهة وَالْجَلالَة كَانَ يلبس نَفسه النفيسة ثيابًا دنيئة وَكَانَ على ر أسه عِمَامَة صَغِيرَة على زِيّ مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وَكَانَ يتعلل فِي ذَلِك وَيَقُول ان ثِيَابِي وطعامي من كسب يَدي وَلَا يَفِي كسبي بِأَحْسَن من ذَلِك وَكَانَ يعْمل صَنْعَة القزازية وَكَانَ بَيته بَين الْمدرسَة وَبَين قصر السُّلْطَان بايزيدخان الْمَذْكُور وَله مدرسة وجامع بِمَدِينَة بروسا ومرقده الشريف قُدَّام الْجَامِع يحْكى انه خلف عشرَة آلَاف مُجَلد من الْكتب يرْوى انه شهد السُّلْطَان الْمَذْكُور عِنْده يَوْمًا بقضية فَرد شَهَادَته فَسَأَلَهُ عَن سَبَب رده فَقَالَ انك تَارِك للْجَمَاعَة فَبنى السُّلْطَان قُدَّام قصره جَامعا وَعين لنَفسِهِ فِيهِ موضعا وَلم يتْرك الْجَمَاعَة بعد ذَلِك ثمَّ انه وَقع بَينهمَا خلاف فَترك الْمولى الفناري مناصبه ورحل الى بِلَاد قرامان وَعين لَهُ صَاحب قرامان كل يَوْم الف دِرْهَم ولطلبته كل يَوْم خَمْسمِائَة دِرْهَم وقرا عَلَيْهِ هُنَاكَ الْمولى يَعْقُوب الاصفر وَالْمولى يَعْقُوب الاسود وَكَانَ الْمولى الفناري يفتخر بذلك وَيَقُول ان يعقوبين قرآ عَليّ ثمَّ ان السُّلْطَان الْمَذْكُور نَدم على مَا فعله فِي حق الْمولى الفناري فارسل الى صَاحب قرامان يَسْتَدْعِي الْمولى الْمَذْكُور فَأجَاب اليه وَعَاد الى مَا كَانَ عَلَيْهِ من المناصب وَحكي انه صحب الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ حميد شيخ الْحَاج بيرام واخذ مِنْهُ التصوف ورايت لَهُ نظما ارسله الى الشَّيْخ عبد اللَّطِيف بن غَانِم الْقُدسِي خَليفَة الشَّيْخ زين الدّين الخافي قدس الله سره الْعَزِيز ... قدمت بِلَاد الرّوم يَا خير قادم ... بِخَير طَرِيق جلّ عَن كل نَائِم
فمنذ فتوح الرّوم لم يَأْتِ مثله ... الى ملكه يهدي بِهِ كل عَالم
على مَسْلَك الْمُخْتَار من سَائِر الورى ... الى حَضْرَة الْغفار من كل عَالم
يلقب زين الدّين قد صَحَّ كَامِلا ... وَيُسمى اذا عبد اللَّطِيف بن غَانِم
لعمرك ان ابْن الفناري طَالب ... وَلَكِن تقصيري لملزوم لَازم
وَقد حثني شوق شَدِيد لارضه ... لاقضي بقايا الْعُمر هذي عزائمي
وانتظر المخدوم فِي الْقُدس راجيا ... لجمع بِجمع السِّرّ عَن كل هائم
فَقُمْ واستلم حبرًا يعز بعصرنا ... وَسلم لَهُ مَا دمت حَيا بقائم
ورض واغتنم واخدم سَبِيلا لعارف ... تنَلْ بغية تعلو على كل خَادِم ...

وارسل اليه الشَّيْخ عبد اللطيف الْقُدسِي نظما جَوَابا لنظمه وَهُوَ هَذَا ... الا يَا امام الْعَصْر يَا خير قَائِم ... بشرع رَسُول الله يَا خير حَاكم
لانت فريد الْعَصْر فِي الْعلم والنهى ... وانت وحيد الدَّهْر اكرم حَازِم
وانت ضِيَاء الدّين بل انت شمسه ... بعلمك سَاد النَّاس يَا خير عَالم
ركبت مُحِيط الْعلم فِي سفن التقى ... ففقت على الاقران حَادث وقادم
فَأَنت اذا مَا كنت فِي بَلْدَة صبَّتْ ... وايقظ يقظان بهَا كل نَائِم
فان غبت لَا يخفى ضياك وايما ... حضرت فانت الشَّمْس فِي أفق عَالم
سَأَلت الهي ان يديم بقاءكم ... تقيض على الطلاب جن وآدمي
لعمرك شعري فِي جوابك عَاجز ... كنظم لحسان وكف لحاتم
قريضي اذا مَا فَازَ مِنْك بنظرة ... فَلَا بُد ان تُخْفُوهُ عَن كل ناظم
فَانِي لاستحيي اذا قيل انه ... اجاب مديح ابْن الفناري ابْن غَانِم ...
وَمن جملَة اخباره ان الطّلبَة الى زَمَانه يعطلون يَوْم الْجُمُعَة وَيَوْم الثُّلَاثَاء فأضاف الْمولى الْمَذْكُور اليهما يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالسَّبَب فِي ذَلِك انه اشْتهر فِي زَمَانه تصانيف الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ وَرغب الطّلبَة فِي قرَاءَتهَا وَلم تُوجد تِلْكَ الْكتب بِالشِّرَاءِ لعدم انتشار نسخهَا فاحتاجوا الى كتَابَتهَا وَلما ضَاقَ وقتهم عَن كتَابَتهَا اضاف الْمولى الْمَذْكُور يَوْم الِاثْنَيْنِ الى يَوْم العطلة وَمن جملَة اخباره ايضا انه كَانَ للسُّلْطَان الْمَذْكُور وَزِير مُسَمّى بعوض باشا وَكَانَ يبغض الْمولى الفناري وَلما عمي الْمولى الْمَذْكُور فِي أَوَاخِر عمره قَالَ الْوَزير الْمَذْكُور يَوْمًا ارجو من الله تَعَالَى ان اصلي على هَذَا الشَّيْخ الاعمى فَسَمعهُ الْمولى الفناري وَقَالَ انه جَاهِل لَا يحسن الصَّلَاة على الْمَيِّت وَأَرْجُو من الله تَعَالَى ان يشفيني ويعميه وأصلي عَلَيْهِ فشفى الله تَعَالَى الْمولى الفناري وكحل السُّلْطَان عين الْوَزير بحديدة محماة فَعميَ ثمَّ مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ الْمولى الفناري رُوِيَ انه كَانَ سَبَب عماه انه لما سمع ان الارض لَا تَأْكُل لُحُوم الْعلمَاء العاملين نبش قبر استاذه الْمولى عَلَاء الدّين الاسود ليتَحَقَّق عِنْده الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة فَوَجَدَهُ كَمَا وضع مَعَ انه مر عَلَيْهِ زمَان مديد فَعِنْدَ ذَلِك سمع صَوتا من هَاتِف والتفت اليه فاذا هُوَ يَقُول هَل صدقت اعمى الله بَصرك وَمن جملَة اخباره ان الْمولى الْمَذْكُور ومولانا احمدي ناظم تَارِيخ اسكندر وَالْمولى حاجي باشا مُصَنف كتاب الشِّفَاء فِي الطِّبّ كَانُوا شُرَكَاء الدَّرْس عِنْد الشَّيْخ أكمل الدّين فزاروا يَوْمًا رجلا من اولياء الله تَعَالَى فَنظر اليهم ذَلِك الرجل فَقَالَ لمولانا احمدي انك ستضيع وقتك فِي الشّعْر وَقَالَ للْمولى حاجي باشا انك ستضيع عمرك فِي الطِّبّ وَقَالَ للْمولى الفناري انك ستجمع بَين رياستي الدّين وَالدُّنْيَا وَالْعلم وَالتَّقوى وَكَانَ كَمَا قَالَ لِأَن الموَالِي احمدي صحب الامير ابْن كرميان واشتغل لاجله بالنظم وَالْمولى حاجي باشا عرض لَهُ مرض فاضطره الى الِاشْتِغَال بالطب
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.

 

 

محمد بن حمزة بن محمد شمس الدين الفناري

إمام كبير علامة تحرير أوحد زمانه في العلوم النقلية وأغلب أقرانه في العلوم العقلية شيخ دهره في العلم والأدب ومجتهد عصره في الخلاف والمذهب وهو أحد الرؤساء الذين أفرد كل منهم على رأس القرن الثامن وهم الشيخ سراج الدين ابن الملقن في كثرة التصانيف في الفقه والحديث ومجد الدين الشيرازي صاحب القاموس في اللغة وزين الدين العراقي في الحديث وشمس الدين الفناري في الاطلاع على كل العلوم العقلية والنقلية أخذ عن علاء الدين الأسود شارح الوقاية وعن جمال الدين محمد بن محمد الاقسرائي وعن أكمل الدين محمد البارتي صاحب العناية وأخذ علم التصوف عن أبيه أبى محمد حمزة من تلاميذه الشيخ صدر الدين القونوي وقرأ عليه من تصانيفه مفتاح الغيب وشرحه شرحًا وافيًا وولى في بروسا من بلاد الروم القضاء وارتفع قدره عند السلطان بايزيد خان فاشتهر فضله وطار صيته صنف فصول البدائع في أصول الشرائع وشرح ايساغوجي أتمه في اليوم الذي افتتحه وتفسير الفاتحة ورسالة فيها مسائل من مائة فن سماها نموذج العلوم وشرح الفرائض السراجية وهو من أحسن شروحها وتعليقات على شرح المواقف وغير ذلك وحج سنة ثلاث وثلاثين على طريق انطاكية ودمشق ودخل القاهرة وباحث مع علمائها ومات فى بلاده فى رجب سنة أربع وثلاثين وثمانمائة وكان قد عمى في آخر عمره وكان سببه أنه لما سمع أن الأرض لا تأكل لحوم العلماء نبش قبر أستاذة الأسود فوجده كما وضعه على سريره مع أنه مر عليه زمان مديد فسمع هاتفا يقول هل صدقت أعمى الله بصرك.
(قال الجامع) طالعت من تصانيفه شرح ايساغوجي أوله حمدًا لك اللهم على ما لخصت لى منمنح عوارف الأفاضل وخلصتني عن محن عواصف الفضائل الخ وذكر بعد الحمد والصلاة أنه شرع فيه غدوة يوم من أقصر الأيام وختمه مع آذان مغرب وهو المعروف فى بلادنا بيكروزي شرح ايساغوجي وعليه حواش لقل أحمد وبرهان الدين وغيرها طالعتها وأما انتسابه إلى سعد الدين التفتازانى هو المشهور في ديارنا فغير مقبول لا يوافقه منقول. وقد ذكر السيوطي في البغية صاحب الترجمة وقال محمد بن حمزة ابن محمد بن محمد الرومي العلامة شمس الدين الفنري بفتح الفاء والنون وبالراء المهملة نسبة إلى صنعة الفنار سمعته من شيخنا العلامة محيي الدين الكافيجي قال ابن حجر كان عارفا بالعربية والمعانى والبيان والقراآت كثير المشاركة ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وأخذ عن العلامة علاء الدين الأسود شارح المغنى والجمال محمد بن محمد الاقسرائي ولازم الاشتغال ورحل إلى مصر وأخذ عن أكمل الدين البابرتي وغيره ثم رجع إلى الروم فولى القضاء وارتفع قدره واشتهر ذكره وشاع فضله وكان حسن السمت كثير الفضل ولما دخل القاهرة اجتمع به فضلاء الدهر وذاكروه وباحثوه وشهدوا له بالفضيلة وصنف في الأصول كتابا أقام في عمله ثلاثين سنة وأقرأ شرح المختصر للعضد نحو عشرين مرة

الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.

 

 

محمد بن حمزة بن محمد، شمس الدين الفناري (أو الفَنَري) الرومي:
عالم بالمنطق والأصول. ولي قضاء بروسة. وارتفع قدره عند السلطان (بايزيد خان) وحج مرتين، زار في الأولى مصر (سنة 822) واجتمع بعلمائها، والثانية (سنة 833) شكرا للَّه على إعادة بصره إليه، وكان قد أشرف على العمى، أو عمي، وشفي. ومات بعد عودته من الحج. قال السيوطي: كان يعاب بنحلة ابن العربيّ وبإقراء الفصوص.

من كتبه (شرح إيساغوجي - ط) في المنطق، و (عويصات الأفكار - خ) رسالة في العلوم العقلية، و (فصول البدائع في أصول الشرائع - ط) و (أنموذج العلوم) و (شرح الفرائض السراجية - خ) و (تفسير الفاتحة - ط) .

-الاعلام للزركلي-

 

 

قال في "البدر الطالع" في ترجمة الفناري محمد بن محمد، أو محمد بن حمزة بن محمد.
ولد في صفر سنة 751، وهو مصنف "فصول البدائع في أصول الشرائع"، جمع فيه "المنار"، و"اليزدوي"، و"محصل الإمام الرازي"، و"مختصر ابن الحاجب"، وغير ذلك، وأقام في عمله ثلاثين سنة، وهو من أجلِّ الكتب الأصولية، وأنفعِها، وأكثرِها فوائد، وله رسالة أتى فيها بمسائل من مئة فن، وتكلم فيها على مسائل مشكلة، وسماها: "أنموذج العلوم (لمؤلف "التاج المكلل" كتاب سماه: "أبجد العلوم" هو في علوم شتى يحتوي على أربع مئة وستة عشر علمًا.) " انتهى. قال: وقد انتفع بعلمه الطلبة في بلاد الروم، مع اشتغاله بالقضاء، وكان له جلالة وأبهة؛ بحيث إن عبيده لا يكادون يحصون، منهم اثنا عشر، يلبسون الثياب الفاخرة النفيسة، وله جوارٍ عدة، منهن أربعون يلبسن القلانس الذهبية، ومع ذلك كان متزهدًا في ملبوسه على زي الصوفية، وكان يقول إذا عوتب في ذلك: إن ثيابي وطعامي من كسب يدي، ولا يفي كسبي بأحسن من ذلك، وخلَّفَ ثروة عظيمة فيها من الكتب نحو عشرة آلاف، ومن تصلُّبه في الدين وتثبته في القضاء: أنه رد شهادة سلطان الروم في قضية، فسأله السلطان عن سبب ذلك، فقال: إنك تارك للجماعة، فبنى السلطان قدام قصره جامعًا، وعين لنفسه فيه موضعًا، ولم يترك الجماعة بعد ذلك، فلله درُّ هذا العالم الصادع بالحق، مع ما هو فيه من التقلب في نعمة سلطانه، وربَّ عالمٍ لا يقدر على الكلمة الواحدة في الحق لمن عليه أدنى نعمة مخافة من زوالها، بل ربَّ عالمٍ يمنعه رجاءُ العطية ونيل الرتبة السنية عن تكلم بالحق، ولم يكن بيده إلا مجرد الأماني الأشعبية، ورحم الله هذا السلطان! الذي سمع الحق، فاتبع، ولم تصده سَوْرَة الملك، وما هو فيه من السلطان الذي كاد يطبق الأرض، وهذا السلطان المرحوم هو: السلطان با يزيد بن مراد. وقد كان ضعف بصره - يعني: بصر الفناري -، فشفي، فحج شكرًا لله - الحجة الأخرى - ويروى في سبب عمى المترجَم له: أنه لما سمع أن الأرض لا تأكل لحوم العلماء العاملين، نبش قبر أستاذه علاء الدين الأسود؛ ليتحقق ذلك، فوجده كما وضع، مع أنه قد مر عليه زمان طويل، فسمع عند ذلك صوتًا يقول: هل صدقتَ أعمى الله بصرك؟ وقد ترجمه السخاوي ترجمة مختصرة، وكان يستحق التطويل، ولعل عذره في ذلك بعد الديار - والله أعلم - انتهى. توفي في سنة 822.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

محمد بن حمزة بن محمد الرومى.
العلامة شمس الدين. كان عارفا بالمعانى، والعربية، والقراءات، كثير المشاركة فى الفنون.
ولد فى صفر سنة 751.
القاضى. صنّف فى الأصول كتابا أقام فى عمله ثلاثين سنة.
توفى فى رجب سنة 834.
وشرح «إيساغوجى» وحشّى على «القطب».
كان حسن السمت، كثير الفضل ولم يعب إلا بنحلة ابن عربى وبإقراء الفصوص، ولما دخل القاهرة لم يتظاهر بشئ من ذلك. شرح كذلك «المواقف» فى علم الكلام، وله: عين الأعيان فى تفسير القرآن، وفصول البدائع فى أصول الشرائع، وأنموذج العلوم مائة مسألة فى مائة فن، وحاشية على شرحى السيد والسعد للمفتاح. . الخ راجع ترجمته ومؤلفاته فى البغية 29، والهدية 2/ 188، وشذرات الذهب 7/ 209.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)

 


مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وَقيل مُحَمَّد بن حَمْزَة الفنادي
وَيُقَال الفناري بالراء مَكَان الدَّال الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى قَرْيَة مُسَمَّاة كفساد كَمَا قَالَ الأسيوطي حاكيا لذَلِك عَن جد صَاحب التَّرْجَمَة ولد فِي صفر سنة 751 إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن عَلَاء الدَّين الْأسود وشارح المغني والوقاية وَعَن مُحَمَّد الأقسرائي ببلاده وارتحل إِلَى مصر وَأخذ عَن الشَّيْخ أكمل الدَّين وَغَيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى الروم فولي قَضَاء بروسا وارتفع قدره عِنْد ابْن عُثْمَان جدا وَحل عِنْده الْمحل الْأَعْلَى فَصَارَ فِي معنى الْوَزير واشتهر ذكره وشاع فَضله
قَالَ ابْن حجر كَانَ عَارِفًا بِعلم الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والقراآت كثير الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون وَكَانَ حسن السمت كثير الْفضل والإفضال وَلما دخل الْقَاهِرَة يُرِيد الْحَج اجْتمع بِهِ فضلاء الْعَصْر وذاكروه وباحثوا وشهدوا لَهُ بالفضيلة ثمَّ رَجَعَ وَكَانَ قد أثرى إِلَى الْغَايَة حَتَّى يُقَال إن عِنْده من النَّقْد خَاصَّة مائَة وَخمسين ألف دِينَار وَحج سنة 823 فَلَمَّا رَجَعَ طلبه الْمُؤَيد فَدخل الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بفضلائها ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس فزار ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده ثمَّ حج فِي سنة 833 وَرجع إِلَى بِلَاده وَمَات بِشَهْر رَجَب من هَذِه السّنة وَقيل فِي الَّتِي بعْدهَا وَهُوَ مُصَنف فُصُول الْبَدَائِع فِي أصُول الشَّرَائِع جمع فِيهِ الْمنَار والبزدوى ومحصول الإِمَام الرازى ومختصر ابْن الحاحب وَغير ذَلِك وَأقَام فِي عمله ثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ من أجل الْكتب الْأُصُولِيَّة وأنفعها وأكثرها فَوَائِد وَله تَفْسِير للفاتحة ورسالة أَتَى فِيهَا بمسائل من مائَة فن وَتكلم فِيهَا على مسَائِل مشكلة وسماها نموذج الْعُلُوم وَله منظومة فِي عشْرين فَنًّا أَتَى فِي كل فن بمسئلة وَغير أَسمَاء تِلْكَ الْفُنُون بطرق الألغاز امتحانا لفضلاء دهره وَلم يقدروا على تعْيين فنونها فضلا عَن حل مسائلها مَعَ إنه قَالَ إنه عمل ذَلِك فِي يَوْم وَقد حلهَا ابْنه مُحَمَّد وَكتب منظومة يتَضَمَّن الْجَواب على منظومة وَالِده وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة شرح على الرسَالَة الأثيرية فِي الْمنطق وَذكر أنه عمل ذَلِك فِي يَوْم وَشرح الفرايض السِّرَاجِيَّة وَله تعليقة على شرح المواقف للسَّيِّد شرِيف الجرجاني وَأَخذه مؤاخذات لَطِيفَة وَقد انْتفع بِعِلْمِهِ الطّلبَة فِي بِلَاد الروم مَعَ اشْتِغَاله بِالْقضَاءِ وَكَانَ لَهُ جلالة وأبهة بِحَيْثُ ان عبيده لَا يكَاد يُحصونَ مِنْهُم اثْنَا عشر مُلْبسُونَ الثِّيَاب الفاخرة النفيسة وَله جوَار عدَّة مِنْهُنَّ أربعون تلبس القلانس الذهبية وَمَعَ ذَلِك كَانَ متزهدا فِي ملبوسه على زي الصُّوفِيَّة وَكَانَ يَقُول إِذا عوتب فِي ذَلِك إن ثيابي وطعامي من كسب يدي وَلَا يفي كسبي بِأَحْسَن من ذَلِك وَخلف ثروة عَظِيمَة فِيهَا من الْكتب نَحْو عشرَة آلَاف وَمن تصلبه فِي الدَّين وتثبته فِي الْقَضَاء أَنه رد شَهَادَة سُلْطَان الروم فِي قَضِيَّة فَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَن سَبَب ذَلِك فَقَالَ إنك تَارِك للْجَمَاعَة فَبنى السُّلْطَان قُدَّام قصره جَامعا وَعين لنَفسِهِ فِيهِ موضعا وَلم يتْرك الْجَمَاعَة بعد ذَلِك فَللَّه در هَذَا الْعَالم الصادع بِالْحَقِّ مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من التقلب فِي نعْمَة سُلْطَانه الَّتِى سَمِعت بعض وصفهَا وَرب عَالم لَا يقدر على الْكَلِمَة الْوَاحِدَة فِي الْحق لمن لَهُ عَلَيْهِ أدنى نعْمَة مَخَافَة من زَوَالهَا بل رب عَالم يمنعهُ رَجَاء الْعَطِيَّة ونيل الرُّتْبَة السّنيَّة عَن التَّكَلُّم بِالْحَقِّ وَلم يكن بِيَدِهِ إلا مُجَرّد الأماني الأشعبية ورحم الله هَذَا السُّلْطَان الذي سمع الْحق فَاتبع وَلم تصده سُورَة الْملك وَمَا هُوَ فِيهِ من سُلْطَان الذي كَاد يطبق الأَرْض عَن قبُول ذَلِك وَهَذَا السُّلْطَان المرحوم هُوَ السُّلْطَان بايزيد ابْن مُرَاد الْمُتَقَدّم ذكره
ثمَّ إنه جرى بَين صَاحب التَّرْجَمَة وَبَين السُّلْطَان الْمَذْكُور بعض الْمُخَالفَة فارتحل إِلَى بِلَاد قرمان وَترك مناصبه قَالَ صَاحب الشقايق النعمانية وَعين لَهُ صَاحب قرمان فِي كل يَوْم ألف دِرْهَم ولطلبته كل يَوْم خَمْسمِائَة دِرْهَم ثمَّ إن السُّلْطَان الْمَذْكُور نَدم على مَا فعل فِي حق صَاحب التَّرْجَمَة فَأرْسل إِلَى صَاحب قرمان يستدعيه مِنْهُ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَقد كَانَ ضعف بَصَره ثمَّ شفي فحج شكرا لله الْحجَّة الْآخِرَة الْمُتَقَدّم ذكرهَا
ويروي أَن وَزِير السُّلْطَان قَالَ فِي بعض الْأَيَّام أَرْجُو الله أَن أصلي على هَذَا الشَّيْخ الْأَعْمَى يعْنى صَاحب التَّرْجَمَة فَسَمعهُ فَقَالَ إنه جَاهِل لَا يحسن الصَّلَاة على الْمَيِّت وَأَرْجُو الله أَن يشفيني ويعميه واصلي عَلَيْهِ فشفاه الله وكحل السُّلْطَان الْوَزير بحديدة محماة فَعمى ثمَّ مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ صَاحب التَّرْجَمَة
ويروي فِي سَبَب عمى المترجم لَهُ انه لما سمع أَن الأَرْض لَا تَأْكُل لُحُوم الْعلمَاء العاملين نبش قبر أستاذه عَلَاء الدَّين الْأسود ليتَحَقَّق ذَلِك فَوَجَدَهُ كَمَا وضع مَعَ أَنه قد مر عَلَيْهِ زمَان طَوِيل فَسمع عِنْد ذَلِك صَوتا يَقُول هَل صدقت أعمى الله بَصرك وَقد تَرْجمهُ السخاوي فِي الضَّوْء اللامع تَرْجَمَة مختصرة فَقَالَ مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد العثماني الشهير بِابْن الفناري كتب على استدعاء فِي ثاني عشر ذي الْحجَّة سنة 822 حِين حج بِمَكَّة ومولده فِي منتصف سنة 751 وَلَقَد لقِيت بعض أَصْحَابه فَكتبت عَنهُ من نظم صَاحب التَّرْجَمَة انْتهى وَكَانَ يسْتَحق التَّطْوِيل فَإِن السخاوي يُطِيل تراجم من لَا يبلغ إِلَى بعض رتبته وَلَعَلَّ عذره فِي ذَلِك بعد الديار

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني