أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الحلبي

المهمنداري

تاريخ الولادة1024 هـ
تاريخ الوفاة1105 هـ
العمر81 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الحلبي نزيل دمشق والمفني الحنفي بها المعروف بالمهمنداري العالم الجليل العلامة المحقق المدقق البارع كان من أفاضل الأجلاء عالماً ماهراً متضلعاً من علوم شتى حسن الخلق متودداً مع الخلق عفيفاً.

الترجمة

أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الحلبي نزيل دمشق والمفني الحنفي بها المعروف بالمهمنداري العالم الجليل العلامة المحقق المدقق البارع كان من أفاضل الأجلاء عالماً ماهراً متضلعاً من علوم شتى حسن الخلق متودداً مع الخلق عفيفاً ولد في سنةأربع وعشرين بعد الألف كما نقلته من خط الفاضل الشيخ إبراهيم الجينيني وذكر انه استملاه من لفظه وطلب العلم على جماعة منهم والده العلامة المولى محمد أحد الموالي الرومية المتوفي عن قضاء أيوب بدار السلطنة قسطنطينية في سنة ستين بعد الألف والعالم المحقق الشيخ محمد نجم الدين الحلفأوي الحلبي وغيرهما واتقن كثيراً من العلوم وصار علماً لا يحتاج إلى اشارة وظهر علمه وفضله وقدره وقدم إلى دمشق الشام واستوطنها وألقى بها عصا التسيار وحل بها محل الندى في عيون الأزهار وتصدر للأفادة والتدريس وتولى الافتاء بها في رمضان سنة ست وسبعين بعد الألف وباشرها وفتأويه متدأولة بين الناس وتولى نيابة الباب بدمشق وتدريس السليمانية ولم يعهد منه انه شتم أحداً وذكره العلامة الشيخ إبراهيم الخياري المدني في رحلته الرومية واثنى عليه وقال انه أسمعه بعض مباحث في التفسير له وعلى كل حال فإنه ممن ازدان به الزمان وتباهى وترجمه الأديب السيد محمد الأمين المحبي في نفحته وأثنى عليه وقال في وصفه اتخذ الثريا مصعداً وورد المجرة مقعداً ثم طلع شنباً فكان في ثغر الشام وهب نسيماً فحرك طرباً أغصان البشام واستقر روضها الزاهر استقرار الغمض في الجفن الساهر فقيد الأعين بصفاته كما عقل الأفكار بلحظه والتفاته وهو نسيج وحده استيلاء على الفضل واشتمالاً ووحيد نسجه ابداعاً لتحالف المقول واعتمالاً يتحلى بخلق لو كان للروض ما ذبل في الشتاء نوره وفكر يدرك غور البحر ولا يدرك غوره وحلم ما شيب بوهن وتثبت لم يخف له وزن يصعب أغضابه ويسهل ارضاؤه ويفيض اقباله ولا يتوقع اغضاؤه ويقرب الزمن في عطفه ولا يتراخى المدى إلى لطفه وهناك أدب بسلسل الرقة يتدفق وطبع عن زهر الرياض يتفتق فإذا تفوه بسطت الحجور لالتقاط لآليه وإذا املأ ترك الملأ املأ أماليه وهو أحد من حضرت عنده واقتدحت في الافادة زنده وكان هو وأبي عقيدي صحبه وأليفي مودة ومحبه وبينهما لحمة ليست سداً واتفاق ليس الا ببر فضل وندا وكان أبي يقول فيه لم أر مثله كثرة اناءه وتجنب بذاءة واساءة وتناسب ذات ونعت وتوافق سجية وسمت تروق أنوار خلاله وأدبه تنفس الرياض في خلاله وقد أوردت له من شعره الرقيق ما هو أعذب من ريق الندى في ثغور الشقيق أنتهى ما قاله ومن شعره قوله من قصيدة
دون رشف اللمى وضم النهود ... طعنات المثقف الاملود
واقتحام المنون اجدران ... اعقب وصلاً بحال كل عميدمهج العاشقين منذ قديم ... خلصت للبلاء والتنكيد
من لقلبي باغيد قسم القل ... ب بعضب من اللحاظ حديد
ألف النفرة التي تعقل العق ... ل وتذري الدموع فوق الخدود
قال الامين وكتب إلى والدي
حيتك فصل الله ديمة سؤدد نشأت بمجدكوعلتك أنواع السعا
دة فاغتنم أشراق سعدكوكذا الفضائل والفواضل والمكارم حشو بردك
أما القريض ونسجهفلأنت فيه نسيج وحدكبك جلق فخرت كما
بأبيك قد فخرت وجدكمولاي فكري قاصرعن ان يحيط بكنه حدك
فاعذر ودم بمسرة ... تبقى على الدنيا بودك
فراجعه بقوله
هل زهر روض أم زواهرا نجم أم در عقدكأم روضة قد فاح من
ريا رباها عرف ندكأم ذي بدور أشرقتفي حينا من أفق سعدك
يا مفرد العصر الذيلم تسمح الشهبا بندكأنت الذي افتخرت بفض
لك أهلها من عصر مهدكولك المعارف والعوارف واللطائف قدح زندك
أرسلت نحوي غادةألفاظها شهدت بشهدكحيت فأحيت مغرما
قد كان منتظراً لوعدكواليك مني روضةبالود زاكية بحمدك
وافت علي ظماء بهاتبغي الورود لعذب وردكفأقبل بفضلك عذر من
يرعى الوفا بوثيق عهدك
ودعاه الخطيب المحاسني إلى داره وقمر سعده اذ ذاك في ابداره فلما طابق خير المجلس مخبره وأطلق فيه عوده وعنبر أنشد بدبها
قد حللتا بمنزل راق حسناً ... وبهاء وحاز لطفاً عجيبا
ضاع مسكاً وكيف ينكر هذا ... منذ ضم الخطيب ضمخ طيبا

وقد تنأول هذا الجناس من قولهم بعضهم
ملئ المنبر مسكاًمذ به قمت خطيباًأترى ضم خطيباًأم ترى ضمخ طيباً
قال الأمين وأنشدني من لفظه لنفسه معنى ما زلت أحمق به فكري وأتمنى لو كان لي بكل شعري وهو هذا
مذ رأى الورد على أغصانه ... خد من أهواه في الروض الأنيق
صار مفمي فلطيف الطل قد ... رش في جنته كي يستفيق
ولصاحب الترجمة مؤرخاً عام اتمام بناء قاعة صدر دمشق حسين باشا المعروف

بابن قرنق في سنة سبع وسبعين وألف الكائنة في صالحية دمشق
لقد شيد الشهم الحسين الذي له ... مآثر مجد لا يحيط بها عد
بناء إلى أعلى السماكين أرخوا ... هي القاعة الحسنا لطالعها السعد
وله في القرنفل قوله
قرنفل في الرياض هيئته ... تحكي وقد مد للسحاب يدا
فوارة من زبرجد فنقت ... ففار منها العقيق وانجمدا
وله فيه أيضاً
هذا القرنفل قد بدافي لونه القاني يحمدفكأن مرآه الأنيق
لدى الرياض إذا تبددقطع العقيق تناثرتفتخطفته يد الزبرجد
ومن ذلك للأديب مصطفى ابن بيري الحلبي فيه
الا حبذا في الروض زهر قرنفل ... ذكي الشذا قاني الأديم مورد
إذا ما بدا للناظرين حسبته ... مجن عقيق فوق رمح زبرجد
وقوله فيه
قرنفلنا يحكي وقد ضاع نشره ... ولاح لنا في ثوبه المتوقد
صحافاً من الياقوت قد نصبت لها ... سواعد الا انها من زجرجد

ومن ذلك قول البارع المجيد السيد عبد الرحمن ابن حمزة الدمشقي
أهدى لنا الروض من قرنفلة ... عبير مسك لديه مفتوت
كأنما سوقه وما حملت ... من حسن زهر بالطيب منعوت
صوالج من زبرجد خرطت ... لها الغوالي كرات ياقوت
وقوله
وجنى من القرنفل يبدو ... لك عرف من نشره بابتسام
فوق سوقي كأنها من أباري ... ق الحميا مساكب للمدام
وسدت فوقها السقاة خدوداً ... داميات منها مكان الفدام
وقوله
قم بنا قرنفل يا نديم فالطير غرد ... لمدام كؤسه تتوقد
فلدينا قرنفل قد نماه ... جبل الفتح نشره قد تصعد
بين سوق عوج الرقاب لطاف ... شعرات من لينها تتجعد
وقوله

أرى زهر القرنفل قد علته ... قدود ترجحن به قيام
أخال لو أنها أعناق طير ... نهض به لقلت هي النعام
توقد زهره جمراً لدينا ... وتلك لها من الجمر التقام
وقوله في الأبيض
ما ترى ناصع القرنفل وافى ... بتحايا الشميم بين الزهور
قضب من زبرجد حاملات ... قطعاً فككت من الكافور
وللأديب الامير منجك المنجكي
قرنفلنا العطري لوناً كأنه ... رؤس العذارى ضمخت بعبير

مداهن ياقوت بأعلى زبرجد ... لقد أحكمت صنعاً بأمر قدير
ومن ذلك قول الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي
كأن قرنفلاً في الروض يسبي ... شذا رياه منتشق الانوف
سواعد من زبرجد قائمات ... بلا بدن مخضبة الكفوف
وقوله
قم يا نديمي لداعي اللهو منشرحاً ... فقد ترنمت الورقاء في الورق
وانظر إلى حسن ياقات القرنفل ما ... بين الربا نفخت كالمندل العبق
أطفى النسيم لهيباً من مشاعلها ... في ظلمة الروض حتى حمرهن بقي
وقوله
هيا بنا فالطير صاح مغرداً ... ما ان يقاس لدى الورى بمغرد
والروض مدمن القرنفل للندى ... كاسات در في زنود زبرجد
وقوله في المشرب بحمرة
وزهر قرنفل في الروض يحكي ... قطور دم على صفحات ماء
رأى وجنات من أهوى فأغضى ... فبان بوجهه أثر الحياء
ومن ذلك قول العلامة السيد الأمين المحبي الدمشقي
وافى القرنفل معجباً فينا بمنظره الانيق ... يبدي زنود زبرجد حملت تروساً من عقيق
ومن ذلك قول الكاتب الاريب السيد سليمان الحموي وكان محمر القرنفل اذ بدا عطر ندى أفلاذ ياقوت جمعن برستبان زبرجد وفي ذلك للشعراء مقولات كثيرة ومقاطيع شهيرة فلنمسك عنان القلم عن تحريره وللمترجم غير ذلك من الشعر وكان جدي والد والدي اتصل بابنة ابنه المولى الفاضل عبد الرحمن المهمنداري المتوفي في سنة ثمان عشرة ومائة وألف وتوفت قبله بسنة وكأنت وفاة المترجم في ليلة الاثنين ثالث عشر جمادي الثانية سنة خمس ومائة وألف ودفن بتربة الشيخ أرسلان رضي الله عنه وكان يوم موته مطر غزير والمهمنداري نسبة إلى جامع المهمندار بحلب لكون جده كان اماماً به رحمه الله.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.