مسدد بن مسرهد بن مسربل أبي الحسن الأسدي

تاريخ الولادة150 هـ
تاريخ الوفاة228 هـ
العمر78 سنة
أماكن الإقامة
  • البصرة - العراق

نبذة

مُسَدَّد بن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أبي الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، البَصْرِيُّ، أَحَدُ أَعْلاَمِ الحَدِيْثِ

الترجمة

مُسَدَّد بن مُسَرْهَد بن مُسَرْبَل، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الحُجَّةُ، أبي الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، البَصْرِيُّ، أَحَدُ أَعْلاَمِ الحَدِيْثِ.
وُلِدَ: فِي حُدُوْدِ الخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: جُوَيْرِيَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَمَهْدِيِّ بنِ مَيْمُوْنٍ، وَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَأَبِي الأَحْوَصِ، وَالحَارِثِ بنِ عُبَيْدٍ، وَخَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَهُشَيْمٍ، وَعَبْدِ الوَارِثِ, وَسَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بنِ المُخْتَارِ, وَيَزِيْدَ بنِ زُرَيْعٍ، وَمُلاَزِمِ بنِ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدِ بنِ جَابِرٍ السُّحَيْمِيِّ, وَمُعْتَمِرٍ, وَمَرْحُوْمٍ, وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ, وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ، وَوَكِيْعٍ, وَأَبِيْهِ؛ الجَرَّاحِ، وَعَدَدٍ كَثِيْرٍ، وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَثْبَاتِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: البُخَارِيُّ, وَأبي دَاوُدَ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، وَوَلَدُه؛ يَحْيَى, وَأبي زُرْعَةَ, وَأبي حَاتِمٍ, وَيَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ, وَيَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ, وَمُعَاذُ بنُ المُثَنَّى, وَأبي إِسْحَاقَ الجَوْزَجَانِيُّ, وَإِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وأخوه؛ حَمَّادُ بنُ إِسْحَاقَ, وَابْنُ عَمِّهِ؛ يُوْسُفُ القَاضِي, وَأبي خَلِيْفَةَ الجُمَحِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
وَوَقَعَ لِي جُزْءٌ مِنْ "مُسْنَدِهِ".
رَوَى يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ, عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ القَطَّانِ, قَالَ: لَوْ أَتَيتُ مُسَدَّداً, فَحَدَّثْتُه فِي بَيتِهِ, لَكَانَ يَسْتَأْهِلُ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: مُسَدَّدٌ صَدُوْقٌ، فَمَا كَتَبْتَ عَنْهُ فَلاَ تَعْدُ.
وَقَالَ أبي الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الكِتَابَ لِي إِلَى مُسَدَّدٍ، فَكَتَبَ لِي إِلَيْهِ وَقَالَ: نِعْمَ الشَّيْخُ! عَافَاهُ اللهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ هَارُوْنَ الفَلاَّسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ عَنْ مُسَدَّدٍ، فَقَالَ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ أَبِي عُثْمَانَ: قُلْتُ لابْنِ مَعِيْنٍ: عَمَّنْ أَكْتُبُ بِالبَصْرَةِ؟ قَالَ: اكتُبْ عَنْ مُسَدَّدٍ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: مُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدِ بنِ مُسَرْبَلِ بنِ مُسْتَوْرِدٍ الأَسَدِيُّ: بَصْرِيٌّ, ثِقَةٌ، كَانَ يُمْلِي عَلَيَّ حَتَّى أَضْجَرَ، فَيَقُوْلُ لِي: يَا أَبَا الحَسَنِ اكتُبْ، هَذَا الحَدِيْثَ. فَيُمْلِي عَلَيَّ بَعْدَ ضَجَرِي خَمْسِيْنَ، سِتِّيْنَ حَدِيْثاً، فَأَتَيْتُهُ فِي رِحْلَتِي الثَّانِيَةِ، فَأَصَبْتُ عَلَيْهِ زِحَاماً كَثِيْراً, فَقُلْتُ قَدْ أَخَذْتُ بِحَظِّي مِنْكَ. وَكَانَ أبي نُعَيْمٍ يَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيْهِ، فَأُخْبِرُهُ، فَيَقُوْلُ: يَا أَحْمَدُ، هَذِهِ رُقْيَةُ العَقْرَبِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سُئِلَ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً.
وَقَالَ أبي عَمْرٍو بنُ حَكِيْمٍ: قَالَ أبي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فِي حَدِيْثِ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كَأَنَّهَا الدَّنَانِيْرُ. ثُمَّ قَالَ: كَأَنَّكَ تَسْمَعُهَا مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ البُخَارِيُّ: مُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدِ بنِ مُسَرْبَلِ بنِ مُرَعْبَلٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ. وَكَذَا وَرَّخَهُ: ابْنُ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ، وَمَا عَيَّنُوا شَهْراً.
رَوَى لَهُ الجَمَاعَةُ، سِوَى مُسْلِمٍ وَابْنِ مَاجَهْ.
أَخْبَرَنَا أبي القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ الحَلِيْمِ المَالِكِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَخْبَرَنَا أبي طَاهِرٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الصُّوْفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أبي بَكْرٍ النَّجَّادُ, حَدَّثَنَا أبي دَاوُدَ قِرَاءةً عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ عَنْ شُعْبَةَ, حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، سَمِعْتُ جابر بن زيد يحدث عن ابن عباس -رفعه شعبة- قال: "يقطع الصلاة المرأة الحائض وَالكَلْبُ". قَالَ أبي دَاوُدَ: وَرَوَاهُ: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ, وَهَمَّامٌ, وَهِشَامٌ, عَنْ قَتَادَةَ, أَوقَفُوهُ علَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
قُلْتُ: أَخْرَجَه هَكَذَا: أبي دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ" وَالنَّسَائِيُّ، وَالقَزْوِيْنِيُّ، جَمِيْعاً مِنْ طَرِيْقِ يَحْيَى القَطَّانِ. وَوَقْفُهُ أَشبَهُ.

أَخْبَرَنَا بِلاَلٌ المُغِيْثِيُّ، أَخْبَرْنَا ابْنُ روَاجٍ, أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بنُ بُنْدَارَ, أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ جَعْفَرٍ السَّلَمَاسِيُّ، أَخْبَرَنَا أبي العَبَّاسِ الوَلِيْدُ بنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَالِدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُسَدَّدِ بنِ مُسَرْهَدِ بنِ مُسَرْبَلِ بنِ مُغَرْبَلِ بنِ مُرَعْبَلِ بنِ أَرَنْدَلَ بنِ سَرَنْدَلَ بنِ غَرَنْدَلَ بنِ مَاسَكِ بنِ المُسْتَوْرِدِ الأَسَدِيُّ, حَدَّثَنِي أَبِي مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، عَنْ هِشَامٍ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ, وَيُثِيْبُ عَلَيْهَا.
هَذَا سِيَاقٌ عَجِيْبٌ مُنْكَرٌ فِي نَسَبِ مُسَدَّدٍ، أَظُنُّه مُفْتَعَلاً، وَمَنْصُوْرٌ لَيْسَ بِمُعْتَمَدٍ.
وَلِمُسَدَّدٍ "مُسْنَدٌ" فِي مُجَلَّدٍ، رَوَاهُ عَنْهُ مُعَاذُ بنُ المُثَنَّى، وَ"مُسْنَدٌ" آخَرُ صَغِيْرٌ، يَرْوِيْهِ عَنْهُ أبي خَلِيْفَةَ.
وَمَا زَادَ البُخَارِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" عَلَى ذِكْرِ مُرَعْبَلٍ بَعْدَ ذِكْرِ جَدِّهِ مُسَرْبَلٍ. وَكَذَا مُسْلِمٌ فِي "الكُنَى", لَكِنْ قَالَ: مُغَرْبِلٌ بَدَلَ مُرَعْبَلٍ.
وَقَالَ أبي نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيُّ فِي "الإِرْشَادِ" لَهُ: مسدد بن مسرهد ابن مُغَرْبَلِ بنِ أَرْمَكَ بنِ مَاهَكَ.
وَقَالَ جَعْفَرٌ المُسْتَغْفِرِيُّ: مُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدِ بنِ شَرِيْكٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: قَالَ الشَّرِيْفُ النَّسَّابَةُ: ابْنُ مُسَرْهَدِ بن مسربل ابن مَاسِكِ بنِ جَرْوِ بنِ يَزِيْدَ بنِ شَبِيْبِ بنِ الصَّلْتِ بنِ أَسَدٍ.
قَالَ مَازِحٌ: لَوْ كُتِبَ أَمَامَ نَسَبِهِ "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ" كَانَ رُقْيَةً لِلْعَقْرَبِ

سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايماز الذهبي

 

 

 

مُسَدّد بن مسرهد بن مسربل الْأَسدي أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ الْحَافِظ
روى عَن ابْن عُيَيْنَة وفضيل بن عِيَاض وَيحيى الْقطَّان وَخلق
وَعنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد والجوزجاني وَيَعْقُوب بن شيبَة وَآخَرُونَ
وصنف الْمسند مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

مُسَدّد بن مسرهد بن مسربل الأسدى البصرى الْحَافِظ أبي الْحسن
سمع جوَيْرِية بن أَسمَاء وَحَمَّاد بن زيد وَأَبا عوَانَة وَعنهُ البخارى وَأبي دَاوُد وَأبي حَاتِم
وَمَات سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ
وَلما أشكل على مُسَدّد أَمر الْفِتْنَة وَمَا وَقع النَّاس فِيهِ من الِاخْتِلَاف فى الْقدر والرفض والاعتزال وَخلق الْقرَان والإرجاء
كتب إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل اكْتُبْ إِلَى بِسنة رَسُول الله
فَلَمَّا ورد كِتَابه

وَقَالَ (إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون) يزْعم هَذَا البصرى أَنه قد أنْفق على الْعلم مَالا عَظِيما وَهُوَ لَا يهتدى إِلَى سنة رَسُول الله
فَكتب إِلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله الذى جعل فى كل زمَان بقايا من أهل الْعلم يدعونَ من ضل إِلَى الْهدى وينهونه عَن الردى يحيون بِكِتَاب الله الْمَوْتَى وبسنة رَسُول الله أهل الْجَهَالَة والردى فكم من قَتِيل لإبليس قد أحيوه وَكم من ضال تائه قد هدوه فَمَا أحسن اثارهم على النَّاس ينفون عَن كتاب الله عز وَجل تَحْرِيف الغالين وانتحال المبطلين وَتَأْويل الضَّالّين الَّذين عقدوا ألوية الْبدع وأطلقوا عنان الْفِتْنَة يَقُولُونَ على الله وفى الله تَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا فى كِتَابه بِغَيْر علم فنعوذ بِاللَّه من كل فتْنَة مضلة وَصلى الله على مُحَمَّد أما بعد
وفقنا الله وَإِيَّاكُم لما فِيهِ طَاعَته وجنبنا وَإِيَّاكُم مَا فِيهِ سخطه واستعملنا وَإِيَّاكُم عمل العارفين بِهِ الْخَائِفِينَ مِنْهُ إِنَّه الْمَسْئُول ذَلِك أوصيكم ونفسى بتقوى الله الْعَظِيم وَلُزُوم السّنة فقد علمْتُم بِمَا حل بِمن خالفها وَمَا جَاءَ فِيمَن اتبعها
فَإِنَّهُ بلغنَا عَن النبى أَنه قَالَ إِن الله ليدْخل العَبْد الْجنَّة بِالسنةِ يتَمَسَّك بهَا فامركم أَن لَا تؤثروا على الْقرَان شَيْئا فَإِنَّهُ كَلَام الله وَمَا تكلم الله بِهِ فَلَيْسَ بمخلوق وَمَا أخْبركُم بِهِ عَن الْقُرُون الْمَاضِيَة فَغير مَخْلُوق وَمَا فى اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَمَا فى الْمُصحف وتلاوة النَّاس وكيفما قرىء وكيفما وصف فَهُوَ كَلَام الله غير مَخْلُوق
فَمن قَالَ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر بِاللَّه الْعَظِيم وَمن لم يكفره فَهُوَ كَافِر
وَبعد كتاب الله سنة النبى فَالْحَدِيث عَنهُ وَعَن المهديين أَصْحَاب النبى والتصديق بِمَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل وَاتِّبَاع سنة النجَاة وهى الَّتِى نقلهَا أهل الْعلم كَابر عَن كَابر واحذروا رأى جهم فَإِنَّهُ صَاحب رأى وَكَلَام وخصومات
فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَن الْجَهْمِية افْتَرَقت ثَلَاث فرق فَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم الْقرَان كَلَام مَخْلُوق وَقَالَت طَائِفَة الْقرَان كَلَام الله وسكتت وهى الواقفة الملعونة
وَقَالَ بَعضهم ألفاظنا بالقران مخلوقة
فَكل هَؤُلَاءِ جهمية كفار يستتأبين فَإِن تَأبيا وَإِلَّا قتلوا
وَأجْمع من أدركنا من أهل الْعلم أَن من هَذِه مقَالَته إِن لم يتب لم يناكح وَلَا يجوز قَضَاؤُهُ وَلَا تُؤْكَل ذَبِيحَته
وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص زِيَادَته إِذا أَحْسَنت ونقصانه إِذا أَسَأْت وَيخرج الرجل من الْإِيمَان إِلَى الْإِسْلَام وَلَا يُخرجهُ من الْإِسْلَام شىء إِلَّا الشّرك بِاللَّه الْعَظِيم أَو برد فَرِيضَة من فَرَائض الله تَعَالَى جاحدا بهَا فَإِن تَركهَا كسلا أَو تهاونا كَانَ فى مَشِيئَة الله إِن شَاءَ عذبه وَإِن شَاءَ عَفا عَنهُ
وَأما الْمُعْتَزلَة الملعونة فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَنهم يكفرون بالذنب وَمن كَانَ مِنْهُم كَذَلِك فقد زعم أَن ادم عَلَيْهِ السَّلَام كَافِر وَأَن إخْوَة يُوسُف حِين كذبُوا أباهم يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام كَانُوا كفَّارًا
وأجمعت الْمُعْتَزلَة أَن من سرق حَبَّة فَهُوَ كَافِر تبين مِنْهُ إمرأته ويستأنف الْحَج إِن كَانَ حج فَهَؤُلَاءِ الَّذين يَقُولُونَ بِهَذِهِ الْمقَالة كفار لَا يناكحون وَلَا تقبل شَهَادَتهم
وَأما الرافضة فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَنهم قَالُوا إِن على بن أَبى طَالب أفضل من أَبى بكر فقد رد الْكتاب وَالسّنة لقَوْل الله تَعَالَى (مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه) فَقدم الله أَبَا بكر بعد النبى وَقَالَ النبى لَو كنت متخذا خَلِيلًا لَا تخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلَكِن الله اتخذ صَاحبكُم خَلِيلًا وَلَا نبى بعدى فَمن زعم أَن إِسْلَام على أقدم من إِسْلَام أَبى بكر فقد كذب لِأَنَّهُ أول من أسلم عبد الله بن عُثْمَان عَتيق بن أَبى قُحَافَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن خمس وَثَلَاثِينَ سنة وعَلى ابْن سبع سِنِين لم تجر عَلَيْهِ الْأَحْكَام والفرائض وَالْحُدُود
ونؤمن بِالْقضَاءِ وَالْقدر خَيره وشره حلوه ومره وَأَن الله خلق الْجنَّة قبل خلق الْخلق وَخلق لَهَا أَهلا وَنَعِيمهَا دَائِم وَمن زعم أَنه يبيد من الْجنَّة شىء فَهُوَ كَافِر وَخلق النَّار قبل خلق الْخلق وَخلق لَهَا أَهلا وعذابها دَائِم
وَأَن أهل الْجنَّة يرَوْنَ رَبهم لَا محَالة وَأَن الله يخرج أَقْوَامًا من النَّار بشفاعة مُحَمَّد وَأَن الله كلم مُوسَى تكليما وَاتخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا
والصراط حق وَالْمِيزَان حق والأنبياء حق وَعِيسَى بن مَرْيَم رَسُول الله وكلمته وَالْإِيمَان بالحوض والشفاعة وَالْإِيمَان بمنكر وَنَكِير وَعَذَاب الْقَبْر وَالْإِيمَان بِملك الْمَوْت أَنه يقبض الْأَرْوَاح ثمَّ ترد فى الْأَجْسَام فى الْقُبُور فَيسْأَلُونَ عَن الْإِيمَان والتوحيد وَالْإِيمَان بالنفخ فى الصُّور والصور قرن ينْفخ فِيهِ اسرافيل وَأَن الْقَبْر الذى بِالْمَدِينَةِ قبر مُحَمَّد مَعَه أبي بكر وَعمر
وَقُلُوب الْعباد بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن عز وَجل
والدجال خَارج فى هَذِه الْأمة لَا محَالة وَينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم فيقتله بِبَاب لد
وَمَا أنْكرت الْعلمَاء من الشُّبْهَة فَهُوَ مُنكر واحذروا الْبدع كلهَا وَلَا عين تطرف بعد النبى خير من أَبى بكر الصّديق وَلَا بعد أَبى بكر عين تطرف خير من عمر وَلَا بعد عمر عين تطرف خير من عُثْمَان وَلَا بعد عُثْمَان بن عَفَّان عين تطرف خير من على بن أَبى طَالب رضى الله عَنْهُم
قَالَ أَحْمد هم وَالله الْخُلَفَاء الراشدون المهديون وَأَن نشْهد للعشرة بِالْجنَّةِ وهم أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَسَعِيد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزهرى وَأبي عُبَيْدَة بن الْجراح وَمن شهد لَهُ النبى بِالْجنَّةِ شَهِدنَا لَهُ بِالْجنَّةِ
وَرفع الْيَدَيْنِ فى الصَّلَاة زِيَادَة فى الْحَسَنَات
والجهر بآمين عِنْد قَول الإِمَام (وَلَا الضَّالّين) وَالصَّلَاة على من مَاتَ من أهل هَذِه الْقبْلَة وحسابهم على الله عز وَجل
وَالْخُرُوج مَعَ كل إِمَام فى غَزْوَة وَحجَّة وَالصَّلَاة خَلفهم صَلَاة الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ
والكف عَن مساوىء أَصْحَاب رَسُول الله تحدثُوا بفضائلهم وأمسكوا عَمَّا شجر بَينهم
وَلَا تشَاور أحدا من أهل الْبدع فى دينك وَلَا ترافقه فى سفرك
وَلَا نِكَاح إِلَّا بولى وخاطب وشاهدى عدل
والمتعة حرَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
وَمن طلق ثَلَاثًا فى لفظ وَاحِد فقد جهل وَحرمت عَلَيْهِ زَوجته وَلَا تحل لَهُ أبدا حَتَّى تنْكح زوجا غَيره
وَالتَّكْبِير على الْجَنَائِز أَربع فَإِن كبر خمْسا فَكبر مَعَه
قَالَ ابْن مَسْعُود كبر مَا كبر إمامك
قَالَ أَحْمد خالفنى الشافعى وَقَالَ إِن زَاد على أَربع تَكْبِيرَات أعَاد الصَّلَاة وَاحْتج على بِأَن النبى صلى على النجاشى فَكبر عَلَيْهِ أَربع تَكْبِيرَات
الْمسْح على الْخُفَّيْنِ للْمُسَافِر ثَلَاثَة أَيَّام وليالهن وللمقيم يَوْمًا وَلَيْلَة
وَإِذا دخلت الْمَسْجِد فَلَا تجْلِس حَتَّى تركع رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّة الْمَسْجِد وَالْوتر رَكْعَة وَالْإِقَامَة فُرَادَى
أَحبُّوا أهل السّنة على مَا كَانَ مِنْهُم أماتنا الله وَإِيَّاكُم على السّنة وَالْجَمَاعَة ورزقنا وَإِيَّاكُم إتباع الْعلم ووفقنا وَإِيَّاكُم لما يُحِبهُ ويرضاه

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

 

 

مسدد بن مسرهد بن مسربل الأسدي البصري، أبو الحسن:
محدّث. هو أول من صنف (المسند) بالبصرة، قال ابن ناصر الدين: كان حافظا حجة من الأئمة المصنفين الأثبات. كتب إلى الإمام أحمد بن حنبل، يسأله عما وقع الناس فيه من الفتنة في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء، فأجابه ابن حنبل برسالة في نحو أربع صفحات. جمعت وأوعت .

-الاعلام للزركلي-