نور الدين علي بن عبد الله بن أحمد الحسيني السمهودي

الشريف السمهودي

تاريخ الولادة844 هـ
تاريخ الوفاة912 هـ
العمر68 سنة
مكان الولادةسمهود - مصر
مكان الوفاةالمدينة المنورة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • بيت المقدس - فلسطين
  • القاهرة - مصر
  • سمهود - مصر

نبذة

السَّيِّد علي بن عبد الله بن أَحْمد بن علي بن عِيسَى الحسيني الملقب نور الدَّين الْمَعْرُوف بالسمهودي ولد سنة 844 أَربع وَأَرْبَعين وثمان مائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم وَالِده وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَقدم الْقَاهِرَة وَقَرَأَ على جمَاعَة مِنْهُم الجوجري والمناوي وزين زَكَرِيَّا والبلقيني والمحلي ثمَّ حج وجاور وَسمع من السخاوي وَتردد مَا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَعمل للمدينة تَارِيخا وصنّف حَاشِيَة على إيضاح النووى لى الْمَنَاسِك

الترجمة

السَّيِّد علي بن عبد الله بن أَحْمد بن علي بن عِيسَى الحسيني الملقب نور الدَّين الْمَعْرُوف بالسمهودي
ولد سنة 844 أَربع وَأَرْبَعين وثمان مائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم وَالِده وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَقدم الْقَاهِرَة وَقَرَأَ على جمَاعَة مِنْهُم الجوجري والمناوي وزين زَكَرِيَّا والبلقيني والمحلي ثمَّ حج وجاور وَسمع من السخاوي وَتردد مَا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَعمل للمدينة تَارِيخا وصنّف حَاشِيَة على إيضاح النووى لى الْمَنَاسِك وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة ولقي السُّلْطَان فأحسن إليه وَجعل لَهُ جراية ووقف على الْمَدِينَة كتباً لأَجله ثمَّ سَافر لزيارة والدته وزار بَيت الْمُقَدّس وَعَاد إلى الْمَدِينَة ثمَّ إلى مَكَّة فحج وَرجع إلى الْمَدِينَة وَصَارَ شيخها غير مدافع وَله فَتَاوَى مجموعات ومؤلفات غير مَا ذكر وَمَوته تَقْرِيبًا سنة اثنتي عشر وَتِسْعمِائَة

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 

عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْجمال الحسني السمهودي القاهري الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف بالشريف السمهودي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم وَالِده حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا مَعَ شَرحه للمحلي وَشرح الْبَهْجَة لَكِن النّصْف الثَّانِي مِنْهُ سَمَاعا وَجمع الْجَوَامِع وغالب ألفية ابْن مَالك بل سمع عَلَيْهِ جلّ البُخَارِيّ ومختصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَغير ذَلِك، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَه وبمفرده غير مرّة أَولهَا سنة ثَمَان وَخمسين ولازم أَولا الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية فَكَانَ مِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام والخزرجية مَعَ الْحَوَاشِي الأبشيطية وَشَرحه للشذور وَالرّبع الأول من شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ وَشرح شَيْخه الْمحلي للمنهاج قِرَاءَة لأكثره وسماعا لسائره مَعَ سَماع غَالب شرح شَيْخه أَيْضا لجمع الْجَوَامِع بل قَرَأَ بعضهما على مؤلفهما مَعَ سَماع دروس من الرَّوْضَة عَلَيْهِ بالمؤيدية وَأكْثر من مُلَازمَة الْمَنَاوِيّ وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ تَقْسِيم الْمِنْهَاج مرَّتَيْنِ بفوت مجْلِس أَو مجلسين فِي كل مِنْهُمَا لكنه تلفق لَهُ مِنْهُمَا مَعًا والتنبيه وَالْحَاوِي والبهجة بفوت يسير فِي كل مِنْهُمَا وجانبا من شرح الْبَهْجَة وَمن شرح جمع الْجَوَامِع كِلَاهُمَا لشيخه وَقطعَة من حَاشِيَته على أَولهمَا، وَمِمَّا كتبه على مُخْتَصر الْمُزنِيّ فِي درس الشَّافِعِي وعَلى الْمِنْهَاج فِي درس الصالحية وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بحثا قِطْعَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَمن بُسْتَان العارفين للنووي وبجامع عمر وَجَمِيع الرسَالَة القشيرية وَسمع عَلَيْهِ المسلسل بِشَرْطِهِ وَالْبُخَارِيّ مرَارًا بأفوات وَقطعَة من مُسلم وَمن مُخْتَصر جَامع الْأُصُول للبارزي وَمن آخر تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَألبسهُ خرقَة التصوف وَقَرَأَ على النَّجْم بن قَاضِي عجلون بعض تَصْحِيحه للمنهاج وعَلى الشَّمْس البامي قِطْعَة من شرح الْبَهْجَة مَعَ حُضُور تقاسيمه فِي الْمِنْهَاج وعَلى الزين زَكَرِيَّا شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للأسنائي وغالب شَرحه على منظومة ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض وعَلى الشَّمْس الشرواني شرح عقائد النَّسَفِيّ للتفتازاني بل سَمعه عَلَيْهِ ثَانِيَة وغالب شرح الطوالع للأصفهاني وَسمع عَلَيْهِ الإلهيات بحثا بِمَكَّة وَقطعَة من الْكَشَّاف وغالب مُخْتَصر سعد الدّين على التَّلْخِيص وشيئا من المطول وَمن الْعَضُد شرح ابْن الْحَاجِب وَمن شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للسَّيِّد العبري وَغير ذَلِك وَحضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ من دروسه فِي قِطْعَة الأسنائي وَعند الْكَمَال إِمَام الكاملية دروسا وَألبسهُ الْخِرْقَة ولقنه الذّكر وَقَرَأَ عُمْدَة الْأَحْكَام بحثا على السعد بن الديري وَأذن لَهُ فِي التدريس هُوَ والبامي والجوجري وَفِيه وَفِي الْإِفْتَاء الشهَاب الشارمساحي بعد امتحانه لَهُ فِي مسَائِل ومذاكرته مَعَه وَفِيهِمَا أَيْضا زَكَرِيَّا وَكَذَا الْمحلي والمناوي وعظيم اخْتِصَاصه بهما وتزايد مَعَ ثَانِيهمَا بِحَيْثُ خطبه لتزويج سبطته وَقَررهُ معيدا فِي الحَدِيث بِجَامِع الولوي وَفِي الْفِقْه بالصالحية وَأَسْكَنَهُ قاعة الْقُضَاة بهَا وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فَأبى ثمَّ فوض إِلَيْهِ حِين رُجُوعه مرّة إِلَى بَلَده مَعَ الْقَضَاء حَيْثُ حل النّظر فِي أَمر نواب الصَّعِيد وَصرف غير المتأهل مِنْهُم فَمَا عمل بِجَمِيعِهِ، ثمَّ إِنَّه استوطن الْقَاهِرَة مَعَ توجهه لزيارة أَهله أَحْيَانًا إِلَى أَن حج وَمَعَهُ والدته فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين فِي الْبَحْر وَكَاد أَن يدْرك الْحَج فَلم يُمكن وجاور سنة إِحْدَى بكمالها وَكنت هُنَاكَ فَكثر اجتماعنا وَكتب بِخَطِّهِ مصنفي الابتهاج وسَمعه مني وَكَذَا سمع مني غَيره من تصانيفي وَكَانَ على خير كثير وفارقته بِمَكَّة بعد أَن حجَجنَا ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى طيبَة فقطنها من سنة ثَلَاث وَسبعين ولازم وَهُوَ فِيهَا الشهَاب الأبشيطي وَحضر دروسه فِي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَسمع جانبا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَمن شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ وَبحث عَلَيْهِ توضيح ابْن هِشَام بل قَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه شَرحه لخطبة الْمِنْهَاج وحاشيته على الخزرجية وَأذن لَهُ فِي التدريس وَأكْثر من السماع هُنَاكَ على أبي الْفرج المراغي بل قَرَأَ على الْعَفِيف عبد الله بن القَاضِي نَاصِر الدّين صَالح أَشْيَاء بالأجايز وَألبسهُ خرقَة التصوف بلباسه من عمر العرابي وَكَذَا كَانَ سمع بِمَكَّة على كمالية ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي وشقيقها الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد والنجم عمر بن فَهد فِي آخَرين وبالقاهرة على سوى من تقدم ختم البُخَارِيّ مَعَ ثلاثياته بِقِرَاءَة الديمي على من اجْتمع من الشُّيُوخ بالكاملية بل قَرَأَ على النَّجْم بن عبد الْوَارِث فِي منية ابْن خصيب شَيْئا من الْمُوَطَّأ وَمن الشفا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَلم يكثر من ذَلِك وصاهر فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بَيت الزرندي فَتزَوج أُخْت مُحَمَّد بن عمر بن الْمُحب وَلها محرمية بِالنَّجْمِ بن يَعْقُوب ابْن أخي زَوجهَا ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج أُخْت الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي ابْنة الشَّيْخ أبي الْفرج وفارقها بعد موت أَخِيهَا، وانتفع بِهِ جمَاعَة من الطّلبَة فِي الْحَرَمَيْنِ وصنف فِي مسئلة فرش الْبسط المنقوشة ردا على من نازعه وقرضه لَهُ أَئِمَّة الْقَاهِرَة وَكَذَا عمل للمدينة النَّبَوِيَّة تَارِيخا تَعب فِيهِ قرضه لَهُ كَاتبه والبرهان بن ظهيرة وَقُرِئَ عَلَيْهِ بعضه بِمَكَّة وَكَذَا ألف غير مَا ذكر وَمن ذَلِك الْكِتَابَة على إِيضَاح النَّوَوِيّ فِي الْمَنَاسِك، وَالْتمس من صاحبنا النَّجْم بن فَهد تَخْرِيج شَيْء مِمَّا تقدم لَهُ فَفعل وعظمه فِي الْخطْبَة وَزَاد وَمَات قبل إكماله فبيضه وَلَده متمما لما أمكنه فِيهِ وَقدم من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَفِيقًا لِابْنِ الْعِمَاد قبل وُقُوع الْحَرِيق بِالْمَدِينَةِ فَسلم من هَذِه الْحَادِثَة وَلَكِن احترقت جَمِيع كتبه وَهِي شَيْء كثير، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فِي موسمها رَفِيقًا للمذكور أَيْضا فدخلاها وَلَقي السُّلْطَان فَأحْسن إِلَيْهِ بمرتب على الذَّخِيرَة وَغَيره بل ووقف هُوَ وَغَيره على الْمَدِينَة كتبا من أَجله ورسم بسعايته بسد السرداب المواجه للحجرة الشَّرِيفَة والمتوصل مِنْهُ لدور الْعشْرَة لما كَانَ يحصل فِيهِ من الْفساد مَعَ معاكسة ابْن الزَّمن لَهُ فِيهِ وَكَانَت الْمصلحَة فِي سَده، وَشهد موت ابْن الْعِمَاد ثمَّ سَافر لزيارة أمه فَمَا كَانَ بأسرع من مَوته بعد لِقَائِه لَهَا ثمَّ توجه فزار بَيت الْمُقَدّس وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة مستوطنا مُقْتَصرا على إِمَاء وابتنى لَهُ بَيْتا ولقيته فِي كلا الْحَرَمَيْنِ غير مرّة وغبطته على استيطانه الْمَدِينَة وَصَارَ شيخها قل أَن لَا يكون أحد من أَهلهَا لم يقْرَأ عَلَيْهِ وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف بعناية البدري أبي الْبَقَاء فِي النّظر على الْمجمع بمدرسته وَمَا بِهِ من الْكتب الَّتِي أوقفها فِيهِ وَصَارَ الْمُتَكَلّم فِي مصارف الْمدرسَة المزهرية فِيهَا مَعَ الصّرْف لَهُ من الصَّدقَات الرومية كالقضاة وَذَلِكَ مائَة دِينَار وَرُبمَا تنقص وَمَا أضيف إِلَيْهِ من التدريس مِمَّا وَقفه ملك الرّوم وانقياد الْأَمِير دَاوُد بن عمر لَهُ فِي صدقاته لأهل الْحَرَمَيْنِ حِين حج بل وَاشْترى من أَجله كتبا وَقفهَا وَكَذَا انْقَادَ لَهُ ابْن جبر وَغَيره فِي أَشْيَاء هَذَا لما تقرر عِنْدهم من علمه وتدينه وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ يتكسب بِالْبيعِ وَالشِّرَاء بِنَفسِهِ وبمندوبه وَرُبمَا عَامل الشريف أَمِير الْمَدِينَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِنْسَان فَاضل متفنن متميز فِي الْفِقْه والأصلين مديم الْعَمَل وَالْجمع والتأليف مُتَوَجّه لِلْعِبَادَةِ وللمباحثة والمناظرة قوي الجلادة على ذَلِك طلق الْعبارَة فِيهِ مغرم بِهِ مَعَ قُوَّة نفس وتكلف خُصُوصا فِي مناقشات لشَيْخِنَا فِي الحَدِيث وَنَحْوه وَرُبمَا أَدَّاهُ الْبَحْث إِلَى مخاشنة مَعَ المبحوث مَعَه وَقد يَنْتَهِي فِي ذَلِك لما لَا يُطيق بجلالته ويتجرأ عَلَيْهِ من لم يرتق لوجاهته وَلَو أعرض عَن هَذَا كُله لَكَانَ مجمعا عَلَيْهِ وعَلى كل حَال فَهُوَ فريد فِي مَجْمُوعه وَلأَهل الْمَدِينَة بِهِ جمال والكمال لله. وَلَا زَالَت كتبه ترد عَليّ بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام.
وَفِي تَرْجَمته من تَارِيخ الْمَدِينَة والتاريخ الْكَبِير والمعجم زِيَادَة على مَا هُنَا من نظم وَغَيره، وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:
(أَلا إِن ديوَان الصبابة قد سبا ... بِمَا صب من حسن الصِّنَاعَة إِن سبا)

(نفوسا سكارى من رحيق شرابه ... وألحاظ صب من صبابته صبا)

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.

 

 

نور الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن القَاضِي عفيف الدّين عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن أبي الرّوح عِيسَى بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن جلال الدّين أبي العلياء بن أبي الْفضل جَعْفَر بن عَليّ بن أبي طَاهِر بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن الْحسن الْأَكْبَر بن عَليّ بن أبي طَالب الحسني وَيعرف بالسمهودي

وفيهَا فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر ذِي الْقعدَة توفّي عَالم الْمَدِينَة إِمَام الْقدْوَة والمتفنن الْحجَّة الشريف ذُو التصانيف الشهيرة نور الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن القَاضِي عفيف الدّين عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن أبي الرّوح عِيسَى بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن جلال الدّين أبي العلياء بن أبي الْفضل جَعْفَر بن عَليّ بن أبي طَاهِر بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن الْحسن الْأَكْبَر بن عَليّ بن أبي طَالب الحسني وَيعرف بالسمهودي نزيل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وعالمها ومفتيها ومدرسها ومؤرخها تَرْجَمَة الحافظان الْمعز ابْن فَهد وَالشَّمْس السخاوي
وسَاق أَولهمَا نسبه كَمَا ذكرته وَقَالا مَا مُخْتَصره انه ولد فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وكتباً ولازم وَالِده حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج بِجَامِع شَرحه للجلال الْمحلي وَشَرحه الْبَهْجَة نصفه سَمَاعا وَجمع الْجَوَامِع وغالب الفية ابْن مَالك وَسمع عَلَيْهِ بعض كتب الحَدِيث وَقدم الْقَاهِرَة مَعَه وبمفرده غير مرّة أَولهَا سنة ثَلَاث وَخمسين ولازم أَولا الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية قَرَأَ على الْجلَال الْمحلي بعض شرحيه على الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وَسَمَاع دروسه من الرَّوْضَة بالمؤيدية وَأكْثر من مُلَازمَة الشّرف الْمَنَاوِيّ وَقسم عَلَيْهِ الْمِنْهَاج مرَّتَيْنِ والتنبيه وَالْحَاوِي والبهجة وجانباً من شرحهما وَشرح الْجَوَامِع كِلَاهُمَا لشيخه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا من مؤلفاته وَجُمْلَة فِي فنون وَألبسهُ خرقَة التصوف وَقَرَأَ على النَّجْم ابْن قَاضِي عجلون تَصْحِيحه للمنهاج وعَلى الشَّمْس الباهي تقاسم الْمِنْهَاج وَغَيره وعَلى الشَّيْخ زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه والفرائض وعَلى الشَّمْس الشرواني فِي شرح عقائد النَّسَفِيّ وغالب الطوالع للاصبهاني وَسمع عَلَيْهِ الآلهيات وَقطعَة من الْكَشَّاف وَمن الْمُخْتَصر والمطول وللعضدي وَشرح الْمِنْهَاج اللأصلي للعزى وَغير ذَلِك
وَحضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَكَذَا الْكَمَال إِمَام الكمالية وَألبسهُ الْخِرْقَة ولقنه الذّكر وَقَرَأَ عُمْدَة الْأَحْكَام بحثا على الديري وَأذن لَهُ فِي التدريس والبامي والجوجري فِيهِ وَفِي الْإِفْتَاء الشهَاب السارحي بعد امتحانه بمسائل وَفِيه أَيْضا زَكَرِيَّا والمحلي والمناوي وَعظم اخْتِصَاصه بالاخيرين وتزايد مَعَ الْمَنَاوِيّ وَقَررهُ فِي عدَّة وظائف وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فاباها مَعَ قَضَاء بَلَده وَأمر نوابها وَكَانَ يتَوَجَّه لزيارة أَهله أَحْيَانًا.

قَالَ السخاوي وَسمع مني مصنفي الابتهاج وَغَيره وَكَانَ على خير كثير وقطن بِالْمَدِينَةِ من سنة ثَلَاث وَسبعين ولازم فِيهَا الشهَاب الابشيطي وَحضر درسه فِي الْمِنْهَاج وجانبا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَشرح الْبَهْجَة للعراقي والتوشيح لِابْنِ هِشَام بل قَرَأَ عَلَيْهِ تصانيفه وَأذن لَهُ فِي التدريس وَأكْثر من السماع هُنَاكَ على أبي الْفرج المراغي وَقَرَأَ على عبد الله بن صَالح وَألبسهُ خرقَة التصوف بلباسه من عمر العرابي وَكَانَ سمع بِمَكَّة على كمالية بنت النَّجْم الْمرْجَانِي وشقيقها الْكَمَال أبي الْفضل والنجم عمر بن فَهد فِي آخَرين وبالقاهرة على جمَاعَة سوى من تقدم.
وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَالْتمس من النَّجْم عمر بن فَهد تَخْرِيج مشيخة لَهُ ففعلها وعظمه فِي خطبتها وَمَات قبل اكمالها فتممها وَلَده الْعِزّ عبد الْعَزِيز وبيضها لَهُ وَحدث بِمَا فِيهَا وانتفع بِهِ جمَاعَة من الطّلبَة فِي الْحَرَمَيْنِ وَألف عدَّة تآليف مِنْهَا جَوَاهِر الْعقْدَيْنِ فِي فضل الشريفين وأقتفاء الوفا بأخباردَارالْمُصْطَفى احْتَرَقَ قبل اكماله ومختصر خُلَاصَة الوفا لما يجب لحضرة الْمُصْطَفى فِي تنظيف الْحُجْرَة من الْحَرِيق وَغَيرهَا فِي مسَائِل وَاقعَة فِيهَا وحاشية على الايضاح فِي مَنَاسِك الْحَج للامام النَّوَوِيّ وسماها الافصاح وَكَذَا على الرَّوْضَة أَيْضا سَمَّاهَا امنية المقتنين بروضة الطالبين وصل فِيهَا إِلَى بَاب الرِّبَا وَجمع فَتَاوِيهِ فِي مُجَلد وَهِي مفيدة جدا وَحصل كتبا نفيسة احترقت جَمِيعهَا وَهُوَ بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ
وسافر فِي موسمها بِالْقَاهِرَةِ فلقي سلطانها الْأَشْرَف قايتباي فَأحْسن إِلَيْهِ بمرتب على الذَّخِيرَة وَغَيره واوقف كتبا بِالْمَدِينَةِ وَجعله ناظرها وزار بَيت الْمُقَدّس وَعَاد للمدينة مستوطناً وَتزَوج بهَا عدَّة زَوْجَات ثمَّ اقْتصر على السراري وَملك الدّور وعمرها
قَالَ السخاوي قل أَن يكون أحد من أَهلهَا لم يقْرَأ عَلَيْهِ وَاسْتقر فِي النّظرعلى الْجمع بمدرسة الْأَشْرَف وَمَا بِهِ من الْكتب فِي مصارف الْمدرسَة المزهرية مَعَ الصّرْف من الصَّدقَات كالقضاة وتقرر فِي التدريس مَعَ مَا رتبه لَهُ ملك الرّوم وانقاد لَهُ أَمِير دَاوُد بن عمر فِي صدقاته حِين حج وَبعدهَا وَكَذَا ابْن خير وَغَيرهَا لما تقرر عِنْدهم من علمه وتدينه مَعَ التكسب بِالْبيعِ وَالشِّرَاء والمعاملة وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ فَاضل متفنن متميز فِي الْأَصْلَيْنِ وَالْفِقْه مديم الْعلم وَالْجمع والتأليف مُتَوَجّه للعباد بالمباحثة والمناظرة قوي الجلادة طلق الْعبارَة مَعَ قُوَّة تفنن وَرُبمَا أَدَّاهُ الْبَحْث إِلَى محاسنة مَعَ المبحوث مَعَه وعَلى كل حَال فَهُوَ فريد فِي مَجْمُوعه وَمن شعره ... تحكم الْحبّ مني كَيفَ أكتمه ... أم كَيفَ أُخْفِي الْهوى والدمع يظهره
أَهْوى لقاؤه ويهوى سَيِّدي تلفي ... مَا كل مَا يتَمَنَّى الْمَرْء يُدْرِكهُ ...
-النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.

 

 

(844 - 911 هـ = 1440 - 1506 م) علي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعيّ، نور الدين أبو الحسن:
مؤرخ المدينة المنورة ومفتيها. ولد في سمهود (بصعيد مصر) ونشأ في القاهرة. واستوطن المدينة سنة 873 هـ وتوفي بها.
من كتبه " وفاء ألوفا بأخبار دار المصطفى - ط " في مجلدين، و " خلاصة ألوفا - ط " اختصر به الأول، و " جواهر العقدين - خ " في فضل العلم والنسب، رأيت نسخة منه في مغنيسا (الرق 284) كتبت سنة 930 ومنه نسخ كثيرة متفرقة، و " الفتاوى " مجموع فتاواه، و " الغماز على اللماز - خ " رسالة في الحديث، و " در السموط - " رسالة في شروط الوضوء، و " الأنوار السنية في أجوبة الأسئلة اليمنية - خ " في الرباط المجموعة " د 301 " و " العقد الفريد في أحكام التقليد - خ " جزء صغير، في الرباط (2810 كتاني) ومنه نسخ متعددة متفرقة .

-الاعلام للزركلي-

 

 

عليّ بن عبد الله- ت 912
هو: علي بن عبد الله بن أحمد بن علي بن عيسى الحسيني الملقب نور الدين السمهودي، القاهري، الشافعي، نزيل الحرمين الشريفين، ويعرف بالشريف السمهودي.
ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن، والمنهاج في الفقه، ولازم والده حتى قرأ عليه بحثا مع شرحه للمحلى وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعا، وجمع الجوامع في أصول الفقه، وغالب ألفية ابن مالك، وقدم القاهرة مع والده، وبمفرده غير مرة.
أولها سنة ثمان وخمسين، ولازم اولا «الشمس الجوهري» في الفقه وأصوله، والعربية. وأكثر من ملازمة «الشيخ المناوي» وأخذ عنه الكثير من العلوم. وقرأ على «النجم بن قاضي عجلون» بعض تصحيحه للمنهاج.
وقرأ على «الشمس الشرواني» شرح عقائد النسفي، للتفتازاني، وغير ذلك من العلوم.
ثم استوطن القاهرة إلى أن خرج إلى أداء فريضة الحج سنة سبعين وثمانمائة في البحر، إلا أنه لم يتمكن من الحج في ذلك العام، فجاور بمكة سنة إحدى وسبعين إلى أن أدى فريضة الحج.
ثم توجّه إلى المدينة المنورة فقطنها، ولازم وهو فيها «الشهاب الأبشيطي» وحضر دروسه في «المنهاج» وغيره. وأذن له في التدريس. وأكثر «علي بن عبد الله» من السماع بالمدينة المنورة على شيوخها، وأخذ عنهم العلم الكثير.
ثم جلس للتدريس وانتفع به الكثيرون من الطلبة في الحرمين الشريفين، وعمل للمدينة المنورة تاريخا، وصنف حاشية على إيضاح النووي في المناسك.
ثم توجه فزار بيت المقدس، وعاد إلى القاهرة، ثم رجع إلى المدينة المنورة، فاستوطنها، وصار شيخها غير منازع.
احتلّ «علي بن عبد الله» مكانة سامية ومنزلة رفيعة، مما جعل الكثيرين يثنون عليه، وفي هذا يقول «شمس الدين السخاوي»: «هو إنسان فاضل متفنن، متميز في الفقه، والأصلين، مديم للعمل، والجمع والتأليف، متوجه للعبادة، وللمباحثة، والمناظرة قويّ الجلادة على ذلك، طلق العبارة، وهو فريد في مجموعه، ولأهل المدينة به جمال».
ظلّ «عليّ بن عبد الله» في عمل متصل بين التصنيف، والتدريس، والتنقل من مكان إلى مكان حتى توفاه الله تعالى قريبا من سنة اثنتي عشرة وتسعمائة.
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ