محمد بن محمد بن إبراهيم بن حزب الله البلفيقي أبي البركات
تاريخ الولادة | 680 هـ |
تاريخ الوفاة | 771 هـ |
العمر | 91 سنة |
مكان الوفاة | المرية - الأندلس |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
قاضي الجماعة أبو البركات عماد الدين محمد بن محمد بن إبراهيم بن حزب الله البلفيقي: المعروف بابن الحاج شيخ المحدثين والفقهاء والأدباء والصوفية والخطباء وسيد أهل العلم بالإطلاق المتفنن الحائز قصب السباق من بيت علم وجلالة وصلاح وعدالة، أخذ عن عمه أبي القاسم محمد وابن الزبير وابن رشيد وأبي الحسن الفيجاطي والقاضي أبي بكر بن أبي العاصي وأبي محمد بن سلمون وابن الكماد وابن الفخار وابن منظور وابن هانئ وابن البناء وأبي الحسن الصغير ومحمد بن عبد المنعم وأبي زيد الجزولي والقاضي المشذالي ومن لا يعد كثرة، وعنه جماعة منهم ابن خلدون والحضرمي وأبو زكرياء السراج ولسان الدين ابن الخطيب، له تآليف كثيرة بديعة منها: خطر فنظر على وثائق ابن فتوح، والإفصاح فيمن عرف بالأندلس بالصلاح وسلوة الخاطر فيما أشكل من نسبة الذكر إلى الذاكر، وتأليف في أسماء الكتب والتعريف بمؤلفيها، وكتاب فيما كثر دوره في مجالس القضاة، والمؤتمن على أبناء الزمن كتاب مفيد وغير ذلك، توفي في شوال سنة 771 هـ[1369م] انظر نفح الطيب.
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
الشيخ القاضي أبو البركات محمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم
ابن الحاج البلفيقي السلمي (توفي بالمرية سنة 773 (وفي النفح 771 والبلفيقي ضبطه ابن خلدون بفتح الباء وتشديد اللام) ، ومن مؤلفاته: " المؤتمن في أنباء من لقيه من أبناء الزمن " وهو من مشاهير الرجال في عصره.) شيخنا رحمه الله تعالى
واحد الفئة، وصدر صدور هذه المائة، ولعمري ان قوادم الاجتهاد لمقصوصة، وقواعد النصفة غير مرصوصة، لتعيين غاية مخصوصة، بل نقول وهو الوفاء، وفيه للصدر الشفاء، تحفة الدهر التي يقل لها الكفاء، وبقية السلف التي يقال عندها: " على آثار من ذهب العفاء " ، اما لفظ السيادة فهو مدلوله، وأما ربع المجادة فلولاه لا قوت طلوله، فما شئت من شرف زاحم الثريا بمناكبه، ومجد خفقت بنوده فوق مواكبه، وحسب ككعوب الرمح كابرا عن كابر، وأصالة تنتقل أسرارها إلى بطون المحارب من ظهور المنابر، تواضع عن علو الهمة، وتنازل مع الاستواء بأعلى القمة، وآثر الخمول مع جلالة القدر ووفور الذمة، واخذ عن الأصاغر مع كونه إمام الأئمة؛ كان رحمه الله ابعد خلق الله عن الحسد، وأشدهم إقداما على الاسد، ومتنفسا عن نفس لا نسبة بينها وبين الجسد؛ معروف الوفاء لمن عرفه، لا يساكنه الرياء في بقعه، ولا يساوقه الملق في رقعه، يرسل النادرة، ثم يتبعها الزفرة البادرة، والعبرة الهادرة، فمجالس العدل والأقساط، مشوبة بالانبساط، ودسوت الإثبات والمحو، متعاقبة الغيم والصحو، وسقائف الجعجاع، جامعة بين الاسترسال والاسترجاع، والتفكه بالاسجاع، والتزلف بتسكين الأوجاع؛ وأما الخطابة فهو زيد الخيل إذا منبر اخرج، ولموقف الفضل اسرج، يبتده الشوارد على ظهره، معفيا طبعه من قهره، مقتضيا منه في الساعة من دهره، خبيئة شهره، كلما فجر مذانب البيان من نهره، أتحفها عود المنبر بزهره.
وبالجملة فكان هذا الشيخ في سلف، واهتمام زكلف، وعدم خلف، بمنزلة أبي دلف، " ولت الدنيا على أثره "، وقل إن ترجع، والبرهان يفضح من يجعجع؛ وله في الأدب عليا الدرجات، والافواح المتأرجات، والبدائع التي سارت مسير الشمس في الأقطار، وتغنى بها راكب الفلك وحادي القطار؛ فمن ذلك قوله في الأغراض الواهيات والأذواق الشهيات:
يأبى شجون حديثي الإفصاح ... إذ لا تقوم يشرحه الألواح
قالت صفية عندما مرت بها ... ابلي أتنزل ساعة ترتاح
(38ب) فأجبتها لولا الرقيب لكان في ... ما تبتغي بعد الغدو رواح
قالت: وهل في الحي حي غيرنا ... فاسمح فديتك فالسماح رباح
فأجبتها: إن الرقيب هوالك ... بيديه منا هذه الأرواح
وهو الشهيد على موارد عبده ... سيان ما الإخفاء والإيضاح
قالت وأين يكون جود الله إذ ... يخشى ومنه هذه الأفراح
فافرح على اسم الله جل جلاله ... واشطح فنشوان الهوى شطاح
وارهج على ذمم الرجال ولا تخف ... فالحلم رحب والنوال مباح
وانزل على حكم السرور ولا تبل ... فالوقت صاف ما عليك جناح
واخلع عذارك في الخلاعة يا أخي ... باسم الذي دارت به الأقداح
وانظر إلى هذا النهار فسنه ... ضحكت ونور جبينه وضاح
أنواره نفحت واترع كأسه ... فقد استوى ريحانه والراح
وانظر إلى الدنيا بنظرة رحمة ... فجفاؤها بوفائها ينزاح
لا تعذل الدنيا على تلوينها ... فلليلها بعد المساء صباح
فأجبتها لو كنت عالمة الذي ... يبدو لتاركها وما يلتاح
من كل معنى غامض من أجله ... قد ساح قوم في الجبال وناحوا
حتى لقد سكروا من الأمر الذي ... هاموا به عند العيان فباحوا
لعذرتني وعلمت أنى طالب ... ما الزهد في الدنيا له مفتاح
فاترك صفيك قارعا باب الرضى ... والله جل جلاله فتاح
يا أخت حي على الفلاح وخلني ... فجماعتي حثوا المطيّ وراحوا ومن هذا النمط الغريب النزعة:
خذها على الرغم الفقيه سلافة ... تجلى بها الأقمار في شمس الضحى أبدى أطباء العقول لأهلها ... منها شرابا للنفوس مفرحا
وإذا المرائي قال في نشوانها ... قل أنت بالإخلاص فيمن قد صحا
يا قهوة دارت على أربابها ... فاهتزت الأقدام منها واللحى
مزجت فغار الشيخ من تركيبها ... فلذاك جردها وصاح وصرحا
وبدت فغار الشيخ من إظهارها ... فاشتد يبتدر الحجاب ملوحا
لا تعترض أبدا على مستهتر ... لم [يدر] ما الإيضاح لما أوضحا
سكران يعثر في ذيوله لسانه ... كفرا ويحسب انه قد سبحا كتم الهوى حرية بعض وبعض ضاق ذرعا بالغرام فبرحا ...
لا تحسبن على العدالة هاتفا ... نقد ارتياح العاشقين مبرحا
الحب خمر العاشقين وقد قضت ... حتما على من ذاقها أن يشطحا
فاشطح على هذا الوجود وأهله ... عجبا فليس براجح من رجحا
كبر عليهم انهم موتى على ... غير الشهادة ما اعر واقبحا
واهزأ بهم فمتى يقل نصحاؤهم ... افلح فقل حتى ألاقي مفلحا
وإذا رزينهم استخفك قل له ... بالله يا يحيى العامرية بن يحيى دع جحا
ابني سليمى قد محا مجنونكم ... مجنون ليلى العامرية قد محا
هل يستوي من لم يبح بحبيبه ... مع من بذكر حبيب قد صرحا
فافرح وطب وارهج وقل ما شئته ... ما املح الفقراء يا ما أملحا
ومن الأبيات المقطوعات قوله لمن استدبره بحلقة العلم بسبتة أيام رحلته أليها في طلب العلم الشريف يعتذر من فعله ذلك :
إن كنت أبصرتك لا أبصرت ... بصيرتي في الحق برهانها
لاغرو أني لم أشاهدكم ... فالعين لا تبصر إنسانها ومن ذلك قوله في غرض التورية وهو بديع:
يلومونني بعد العذار على الهوى ... ومثلي في حبي له لا يفند
يقولون: امسك عنه قد ذهب الصبا ... وكيف أرى الإمساك والخيط اسود ومن ذلك قوله في المجبنات وهو بديع جدا:
ومصفرة الخدين مطوية الحشا ... عن الجبن والمصفر يؤذن بالخوف
لها بهجة كالشمس عند طلوعها ... ولكنها في الحين تغرب في الجوف وقال في معتقل شفع فيه يقال له مرجى:
مرجى يرجي فضل أنعمك التي ... بكفيك مجراها ثناء وموحدا وقد جدت بالإحسان في حل قيده ... فصيره بالإحسان مقيدا ومن قوله في السر والمحافظة عليه:
إذا ما كتمت السر عمن أوده ... توهم أن الود غير حقيقي
ولم أخف عنه السر من ظنه به ... ولكنني أخشى صديق صديقي ومن قوله في شكوى البعاد:
قالوا:تغربت عن أهل وعن الوطن ... فقلت: لم يبق لي أهل ولا وطن
مضى الأحبة والأهلون كلهم ... وليس بعدهم سكنى ولا سكن
أفرغت حزني ودمعي بعدهم فأنا ... من بعد ذلك لا دمع ولا حزن ومن قوله في الحكم والأمثال:
ما رأيت الهموم تدخل إلا ... من ضروب العيون والآذان
غض طرفا وسد سمعا وإن ... أحسست هما فلا تثق بضماني وقال في زرقة عينيه وهو من الغريب في معناه:
حزنت عليك العين يا مغنى الهوى ... فالدمع منها بعد بعدك ما رقا ولذاك ما صبغت بلون ازرق ... أو ما ترى ثوب المآتم ازرقا ومن نفثاته الغريبة قوله:
تطالبني نفسي بما ليس لي به ... يدان وأعطيها الأماني فتقبل
عجبت لخصم لج في طلباته ... يصالح عنه بالمحال فيفصل وقال في ذم النساء:
ما رأيت النساء يصلحن إلا ... للذي يصلح الكنيف لأجله
فعلى هذه الشريطة فأصبحن ... لا تعد بامرئ عن محله وقال في المعنى المذكور:
قد هجوت النساء دهرا فلم ... أبلغ أداني صفاتهن الذميمه
ما عسى أن يقال في هجو من قد ... خصه المصطفى بأقبح شيمه
أو يبقى لناقص العقل والدين ... إذا عدت المثالب قيمه وقال وما أعرقه في الأصالة:
قد كنت مغرورا بوعظي وما ... أبث من علمي بين البشر
من حيث قد أملت إصلاحهم ... بالوعظ والعلم فخان النظر
فلم أجد أوعظ للناس من ... أصوات وعاظ جلود البقر ومما أنشدني وقد خرجت يوما لتوديعه:
يا من إذا ما رمت توديعه ... ودعت قلبي قبل ذاك الوداع
فأترك التوديع عمدا لكي ... أعلل النفس ببعض الخداع
يا محنة النفس بمألوفها ... من اجلها قد جاء هذا الصراع ولو لم يكن في هذه الطبقة الجليلة إلا هذا الرجل لكان كافيا، رحمه الله تعالى.
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.
محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحاج السّلمي البلفيقي. أبو البركات. من ذرية عباس بن مرداس السلمي:
قاض، مؤرخ، من أعلام الأندلس في الحديث والأدب. من أهل بلفيق (من أعمال المريّة) تعلم بها وفي بجاية ومراكش، واستقر بسبتة. ثم ولي القضاء بمالقة (سنة 735 هـ فالقضاء والخطابة بألمرية، ففي غرناطة، فألمرية ثانية، واستعمل في السفارة بين الملوك.
له (أسماء الكتب والتعريف بمؤلفيها) على حروف المعجم، و (الإفصاح فيمن عرف بالأندلس بالصلاح) و (مشتبهات مصطلحات العلوم) و (المؤتمن في أنباء من لقيته من أبناء الزمن) سير وتراجم، و (العذب الأجاج) ديوان شعره، و (قد يكبو الجواد، في غلطة أربعين من النقاد) و (تاريخ المريّة) لم يتمه، و (العلن في أنباء أبناء الزمن) و (سلوة الخاطر) و (شعر من لا شعر له) أي من لم يشتهر بالشعر، وغير ذلك .
-الاعلام للزركلي-
يوجد له ترجمة في: الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.