محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي أبي عبد الله

ابن زمرك

تاريخ الولادة733 هـ
تاريخ الوفاة793 هـ
العمر60 سنة
مكان الولادةغرناطة - الأندلس
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • غرناطة - الأندلس

نبذة

أبو عبد الله محمد بن يوسف ويعرف بابن زمرك: الوزير الخطير العلامة التحرير الخطيب البليغ الكاتب الماهر الأديب الشاعر الراوية المحدّث المتفنن المحقق المتقن. أخذ عن لسان الدين ابن الخطيب وبه تأدب وتخرج وورث خطته بعد ما أظلم الجو بينهما وابن الفخار والشريف السبتي.

الترجمة

أبو عبد الله محمد بن يوسف ويعرف بابن زمرك: الوزير الخطير العلامة التحرير الخطيب البليغ الكاتب الماهر الأديب الشاعر الراوية المحدّث المتفنن المحقق المتقن. أخذ عن لسان الدين ابن الخطيب وبه تأدب وتخرج وورث خطته بعد ما أظلم الجو بينهما وابن الفخار والشريف السبتي والشريف التلمساني وابن لب واختص به وابن مرزوق الجد وروى عنه والحافظ المقرئ وأبي علي الزواوي وأبي البركات ابن الحاج أطال الثناء عليه في الإحاطة. له شعر جيد رائق ونثر عذب فائق نقل الكثير منه في نفح الطيب وأزهار الرياض وفيه حكايته صفة قتله بين عشيرته وأهله وكان ذلك بعد سنة 795 هـ مولده في شوال سنة 733 هـ.
 شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف

 

 

الكاتب أبو عبد الله محمد بن يوسف بن زمرك من أهل رياض البيان ومن غرناطة:
هذا الرجيل والتصغير على اصله، وان لم يعب السهم صغر نصله، مخلوق من مكيدة وحذر، ومفطور اللسان على هذيان وهذر، خبيث إن شكر، خدع ومكر، ودس في الصفو العكر، وان رمى واقصد، فالله اعلم بما قصد، إلا انه ثان في البخت لبختنصر، عند من اعتبر وتبصر، بينما هو في المطبخ يعمل البرم، ويشعل الضرم، إذا به يفترش السندس، ويفتح بسيفه القدس، فيذبح الجزر السدس، ولا يساوي في الإبقاء السدس، كأن الفلك بأطوار هذه الناشئة تطور، أو الزمان أكل المسح فتهور، فعدي به يرشح أبناءه ويدرج، وعلى الرسم المعتاد يعرج، فوثب على الفور، من النجد إلى الغور، مما يهو تمام الدور وانقضاء الطور، إلى الاستحداد، برئاسة القلم والمداد، وان نفذ القدر والمكتوب، فأنا المعتوب، إذا اصطنعته وروجته، ولغيري ما احوجته، فاتبع الطريقة، وغاص بلجتها فاستخرج الدرر الغريقة، وانفرد بخفة الروح، مع دماثة اليبروح، فهو اليوم لولا النشأة الشائنة، والذمامة البائنة، صدر العصبة، ونير تلك النصبة، وآدابه مستميلة، ومحاضرته خميلة، وخلقه لولا الخبث والغدر جميلة، ينظم وينثر، وعلى القيود يعثر، واكثر إجادته في القصائد التي تطول، ويلوي بدينها الطبع المطول، وبينه وبين معاصريه مداعبات في غلام له غريب، جعله مرمى غزل ونسيب، وصرف إلى ذكره ذكرى جنيب، تشعشع كئوس الأنيس كلما جليت، وتقلد ليالي الفكاهة بلآليها إذا حليت. وفيه يقول:
يا فرجا عللت نفسي به ... والفال محبوب لتعليله
حرمت احليلك هذا علي ... نفسي وأفتيت بتحليله 
وجمجمت الأقوال في هذا الميدان، فجمعت بين الندس والهدان، والقاصي والدان، إلى أن فارق عادة الاحتمال والاعتدال، ورجع إلى الجلاد من الجدال، فلقد عاده الكتاب وقد اشتكى، واضطجع واتكا، والطبيب بين يديه يتخذ له شرابا، والنحل تغطيه أسرابا، وتشوس اقترابا، وقد ألحت منهن واحدة أظنها لغلامه ضرة، فتنزل على وجهه مرة، وعلى آونة الكتابة مرة، فقال بعضهم اجز يا فقيه:
يا حسنها إذا أتت مغردة ... على القضيب النجيب من قلمك
فقال الآخر:
قد نالت اللون من دواتك ... والشهد الشهي المذاق من شيمك 
وقال الثالث:
كأنها في اقترابها فرج ... يهدي إليك الشفاء من ألمك 
فغضب وقال: اخرجوا يا أبناء الفاعلة جئتم تعودوني وتهجوني وتحرفون مزاجي، والله ان زادتني زيادة لأدمين عليكم. فانصرفوا ضاحكين متملحين. من شعره يخاطبني عند انقطاعه في الصغر لبابي، وتمسكه بأسبابي، قوله من قصيدة أولها:
أما وانصداع النور من مطلع الفجر ...
لك الله من فذ الجلالة أوحد ... تطاوعه الآمال في النهي والأمر
لك القلم الأعلى الذي طال فخره ... على المرهفات البيض والأسل السمر
تقلد أجياد الطروس تمائما ... بصنف لآل من نظام ونثر
تهيبك القرطاس فاحمر إذا غدا ... يقل بحورا من أناملك العشر
كأن رياض الطرس خد مورد ... يطرزه وشى العذار من الحبر
فشارة هذا الملك رائقة الحلى ... من ألوية حمر ومن صحف حمر
فما روضة غناء عاهدها الحيا ... تحوك بها وشي الربيع يد القطر
تغني قيان الطير في جنباتها ... فيرقص غصن البان في حلل خضر
تمد لأكواس العرار أناملا ... من السوسن الغض المختم بالتبر
ويحرس خد الورد صارم نهرها ... ويمنع ثغر النور بالذابل النور
يفاخر مرآها السماء محاسنا ... فتزري نجوم الزهر منها على الزهر
إذا مسحت كف الصبا وجه نورها ... تنفس ثغر الزهر عن عنبر الشحر
بأعطر من ريا ثنائك في الشذا ... وأبهر حسنا من شمائلك الغر
عجبت له يحكي خلال خميلة ... وتفرق من الأسد في موقف الذعر
إذا أضرمت من بأسها الحرب جاحما ... تأجج منه العضب في لجة البحر
وان كلح الأبطال في حومة الوغى ... ترقرق ماء البشر في صفحة الغدر
لك الحسب الوضاح والسؤدد الذي ... يضيق نطاق الوصف فيه عن الحصر
تشرف أفق أنت بدر كماله ... فغرناطة تختال تيها على مصر
تكلل تاج الملك منك محاسن ... وفاخرت الأملاك منك بنو نصر
وعزمك مضمون السعادة واحد ... وعزك وضاح المكارم والنجر
طوى الخيف منشور اللواء مؤيدا ... فعز به الإسلام بالطي والنشر
ومد ظلال العدل إذ قصر العدا ... فيتلى ثناء الملك بالمد والقصر
إذا احتفل الإيوان يوم مشورة ... وتضطرب الآراء من كل ذي حجر
صدعت بفصل القول غير منازع ... وأطلعت آراء قبسن من الفجر
فان تظفر الخيل المغيرة بالضحى ... فعن رأيك الميمون تظفر بالنصر
فلا زلت للعلياء تحمي ذمارها ... وتسحب أذيال الفخار على النسر
وللعلم فخر الدين والفتك للعدا ... بأوت به يا ابن الخطيب على الفخر
يهنيك عيد الفطر من أنت عيده ... ويثني بما أوليت من نعم غر
جبرت مهيضا من جناحي ورشته ... وسهلت لي من جانب الزمن الوعر
وبوأتني من ذروة العز معتلى ... وشرفتني من حيث أدري ولا أدري
وسوغتني الآمال عذبا مسلسلا ... وأسميت من ذكري ورفعت من قدري
فدهري عيد بالسرور وبالمنى ... وكل ليالي العمر لي ليلة القدر
فأصبحت مغبوطا على خير نعمة ... يقل لأدناها الكثير من الشكر 
ومما خاطبني به وقد برع، وفرع من هضاب العربي ما فرع، قوله:
ذروني فإني بالعلاء خبير ... أسير فان النيرات تسير
فكم بت أطوي الليل في طلب العلا ... كأني إلى نجم السماء سمير 
بعزم إذا ما الليل مد رواقه ... بكر على ظلمائه فتنير
أخو كلف بالمجد لا يستفزه ... مهاده إذا جن الظلام وثير
إذا ما طوى يوماً على السر كشحه ... فليس له حتى الممات نشور
وإني وان كنت الممنع جاره ... لتسبي فؤادي أعين وثغور
ومتا تعتريني فترة في مدى العلا ... إلى أن أرى لحظا عليه فتور
وفي السرب من نجد تعلقت ظبية ... تصول على ألبابنا ونغير
وتمنع ميسور الكلام أخا الهوى ... وتبخل حتى بالخيال يزور
أساكن نجد جادها واكف الحيا ... هواكم بقلبي منجد ومغير
ويا سكنا بالاجرع الفرد من منى ... وأيسر حظ من رضاك كثير
ذكرتك فوق البحر والبعد بيننا ... فمدته من فيض الدموع بحور
وأومض خفاق الذؤابة بارق ... فطارت بقلبي أنه وزفير
ويهفو فؤادي كلما هبت الصبا ... أما لفؤادي في هواك نصير
ووالله ما أدري أذكرك هزني ... أم الكأس ما بين الخيام تدور
فمن مبلغ عنا النوى ما يسوءها ... وللبين حكم يعتدي ويجور
بانا غدا من بعده سوف نلتقي ... ونمسي ومنا زائر ومزور
إلى كم أرى أكني ووجدي مصرح ... وأخفي أسم من أهواه وهو شهير
أمنجد آمالي ومنفق كاسدي ... ومصدر جاهي والحديث كثير
أأنسى ولا أنسى مجالسك التي ... بها تلتقيني نضرة وسرور
نزورك في جنح الظلام ونلتقي ... وبين يديك من حديثك نور
على أنني إن غبت عنك فلم تغب ... لطائف لم يحجب لهن سفور
فظلك فوقي حيثما كنت وارف ... ومورد آمالي لديك نمير
وعذرا فإني إن أطلت فإنما ... قصاراي من بعد البيان قصور 
وكتب إلي في مثل هذه الأغراض، صدر رسالة:
يكلفني مولاي رجع جوابه ... وما لتعاطي المعجزات وما ليا
أجيبك للفضل الذي أنت أهله ... واكتب مما قد أفدت الأماليا
فأنت الذي طوقتني كل منة ... وصيرت أحرار الكلام مواليا
فلا زلت للفعل الجميل مواصلا ... ولا زلت للشكر الجزيل مواليا 
ومن شعره في هذه الأغراض قوله:
قيادي قد تملكه الغرام ... ووجدي لا يطاق ولا يرام
ودمعي دونه صوب الغوادي ... وشوقي فوق ما يشكي الحمام
إذا ما الوجد لم يبرح فؤادي ... على الدنيا وساكنها السلام
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.

 

 

محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصّريحي، أبو عبد الله، المعروف بابن زمرك:
وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس. أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره، وترقي في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني باللَّه) كاتم سره، سنة 773 هـ ثم المتصرف برسالته وحجابته. ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف. وقتل من وجد معه من خدامه وبنيه. وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين ابن الخطيب حتى قتل خنقا، فلقي جزاء عمله. وقد إجمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيرا منه في نفح الطيب وأزهار الرياض. وقال ابن القاضي: كان حيا سنة 792 ذكر في الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد .
-الاعلام للزركلي-

 

 

يوجد له ترجمة في: الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.