عبد الله بن سهل بن يوسف أبي محمد المرسي الأنصاري

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة480 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • مرسية - الأندلس

نبذة

هو: عبد الله بن سهل بن يوسف أبي محمد الأنصاري الأندلسي المرسي: بضم الميم، وسكون الراء، وهي نسبة إلى «مرسية»، وهي بلدة من بلاد المغرب، وقد نسب إليها جماعة من العلماء. وهو من خيرة القراء المشهورين، المشهود لهم بالثقة والأمانة، قال عنه «ابن الجزري»: «عبد الله بن سهل مقرئ الأندلس، استاذ، ماهر، محقق، مصدّر، ثقة».

الترجمة

عبد الله بن سهل- ت 480
هو: عبد الله بن سهل بن يوسف أبي محمد الأنصاري الأندلسي المرسي:
بضم الميم، وسكون الراء، وهي نسبة إلى «مرسية»، وهي بلدة من بلاد المغرب، وقد نسب إليها جماعة من العلماء.
وهو من خيرة القراء المشهورين، المشهود لهم بالثقة والأمانة، قال عنه «ابن الجزري»: «عبد الله بن سهل مقرئ الأندلس، استاذ، ماهر، محقق، مصدّر، ثقة».
وقال «أبي الأصبغ بن سهل»: «أشكلت عليّ مسائل من علم القرآن، لم أجد من يشفيني فيها حتى لقيت «أبا محمد بن سهل».
أخذ «عبد الله بن سهل» القراءة عن مشاهير العلماء وفي مقدمتهم: «أحمد ابن محمد بن عبد الله، أبي عمر الطلمنكي»، الأندلسي، نزيل قرطبة. وهو من القراء المشهود لهم بالثقة وصحة الإسناد. ولد سنة أربعين وثلاثمائة، ورحل إلى المشرق فقرأ على الكثيرين، وفي مقدمتهم: «عمر بن عراك، وعبد المنعم بن غلبون».
وبعد أن اكتملت مواهبه، تصدر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «عبد الله بن سهل».
توفي «أبي عمر الطلمنكي» في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: «مكي بن أبي طالب بن حموش أبي محمد القيسي»، القيرواني، الأندلسي، وهو من مشاهير القراء المحققين، ومن الثقات المجوّدين، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بالقيروان، ورحل إلى كثير من المدن من أجل العلم وللأخذ عن الشيوخ، ومن المدن التي رحل إليها: «مكة المكرمة، مصر، وبيت المقدس».
ألّف: «مكي بن أبي طالب» الكثير من الكتب بلغت أكثر من ثمانين كتابا، قال رحمه الله تعالى: «ألفت كتابي «الموجز في القراءات» بقرطبة، سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وألفت كتاب «التبصرة» بالقيروان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وألفت «مشكل الإعراب» في الشام ببيت المقدس سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وألفت باقي تواليفي بقرطبة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
احتلّ «مكيّ بن أبي طالب» منزلة رفيعة بين الناس مما جعل العلماء يثنون عليه، وفي هذا يقول صاحبه «أحمد بن مهدي المقري»: «كان مكي بن أبي طالب من أهل التبحّر في علوم القرآن، والعربية، حسن الفهم والخلق، جيّد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسنا، مجوّدا، عالما بمعاني القراءات».
أخذ «مكي بن أبي طالب» القراءات عن مشاهير علماء عصره، وفي
مقدمتهم: «أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون» فقد أخذ عنه القراءات بمصر.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، وينهلون من علمه، ومن الذين قرءوا عليه: «عبد الله بن سهل».
توفي «مكي بن أبي طالب» في المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: «عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد أبي عمرو الداني الأمويّ مولاهم القرطبي، المعروف في زمانه بابن الصيرفي»، ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وهو من أشهر العلماء في علوم القرآن الكريم، وأعلاهم إسنادا.
قال رحمه الله تعالى: «وابتدأت بطلب العلم في سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة، ورحلت إلى المشرق في سنة سبع وتسعين، ودخلت مصر في شوّال فمكثت بها سنة،
وحججت، ودخلت الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وخرجت إلى «الثغر» سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت «سرقسطة» سبعة أعوام ثم رجعت إلى «قرطبة» قال: وقدمت «دانية» سنة سبع عشر وأربعمائة».
فاستوطنها حتى توفاه الله تعالى.
احتلّ «أبي عمرو الداني» مكانة سامية، ومنزلة رفيعة بين الجميع، ولا زالت ذكراه عطرة حتى الآن، ومصنفاته انتفع بها آلاف طلاب العلم، والعلماء، ولو كتبت مؤلفات عن «أبي عمرو الداني» فلن توفيه حقه، في هذا المقام يقول «ابن بشكوال»:
كان «أبي عمرو الداني» أحد الأئمة في علم القرآن، ورواياته، وتفسيره، ومعانيه، وطرقه، وإعرابه، وجمع في ذلك تواليف حسانا يطول تعدادها، وله معرفة بالحديث، وطرقه، وأسماء رجاله، ونقلته، وكان حسن الخط، جيّد الضبط من أهل الحفظ، والذكاء، والتفنن، ديّنا، فاضلا، ورعا، سنيّا.
وقال «المغامي»: كان «أبي عمرو الداني» مجاب الدعوة، مالكيّ المذهب، قرأت بخط شيخنا «الحافظ عبد الله بن محمد بن خليل» رحمه الله، قال بعض الشيوخ، لم يكن في عصره، ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه، وتحقيقه، وكان يقول: «ما رأيت شيئا إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته، ولا حفظته فنسيته. وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار، وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها» .
وقال «الإمام ابن الجزري»: سمع «أبي عمرو الداني» الحديث من جماعة، وبرّز فيه، وفي أسماء رجاله، وفي القراءات علما وعملا، وفي الفقه، والتفسير، وسائر أنواع العلوم. ثم يقول «ابن الجزري»:
ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل، وما وهبه الله تعالى فيه، فسبحان الفتّاح العليم».
ترك «أبي عمرو الداني» الكثير من المصنفات النافعة المفيدة، من هذه المصنفات كتابه «جامع البيان» فيما رواه في القراءات السبع، وكتاب «التيسير» في القراءات السبع، وهو مشهور لدى علماء القراءات، وأقول: قد قرأت بمضمّن هذا الكتاب، والحمد لله رب العالمين، وأقرأت به تلاميذي.
ومن مصنفاته «كتاب المقنع في رسم المصاحف، وكتاب المحكم في نقط المصاحف»، وأقول: هذان الكتابان يعتبران من المراجع الأصيلة في رسم
المصاحف ونقطها، يرجع إليها كل من له معرفة ودراية برسم المصحف وضبطه. وهناك الكثير من المؤلفات يطول ذكرها.
أخذ «أبي عمرو الداني» القراءة عن مشاهير علماء عصره، وفي مقدمتهم:
«خلف بن إبراهيم بن خاقان، وأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون» وغيرهما كثير.
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، وذاع صيته بين الناس، وتزاحم الناس على الأخذ عنه، ومن الذين قرءوا عليه:
«عبد الله بن سهل».
توفي «أبي عمرو الداني» بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: عبد الجبّار بن أحمد بن عمر ابن الحسن، أبي القاسم الطرسوسي؛ بفتح الطاء والراء المهملتين، نسبة إلى «طرسوس» وهي من بلاد «الثغر» بالشام، يقول «السمعاني»: وكان يضرب بعيدها المثل، إذ كان أهلها يتزينون ويخرجون بالأسلحة الكثيرة المليحة، والخيل الحسان، ليصل الخبر إلى الكفار فلا يرغبون في قتالهم، وقد كان هذا قبل أيامنا، والساعة صار هذا البلد في ايدي الفرنج.
وكان استيلاؤهم عليها سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وهو تاريخ «محنة طرسوس».
ولد «عبد الجبار بن أحمد» سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وكان من مشاهير القراء المشهود لهم بالثقة، والأمانة، وجودة القراءة، وصحة الإسناد يقول عنه «أبي عمرو الداني»:
«كان شيخا فاضلا، ضابطا، ذا عفاف، ونسك، رأيته وشاهدته، وكان كثيرا ما يقصد شيخنا «فارس بن أحمد» يذاكره في مجلسه».
أخذ «عبد الجبار بن أحمد» القراءة عن مشاهير العلماء، وفي مقدمتهم:
«أبي أحمد السامري» عرض عليه حروف القراءات كلها بمصر، بعد أن رحل إليها، كما أخذ القراءات أيضا عن «أبي بكر الأذفوي».
وبعد أن اكتملت مواهبه، صنف كتاب «المجتبى الجامع في القراءات» وأصبح شيخا لقراء مصر، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان يأخذون عنه، ويتلقون عليه القراءات، ومن الذين أخذوا عنه القراءة: «عبد الله بن سهل» وأبي الطاهر إسماعيل بن خلف» صاحب «كتاب العنوان» في القراءات.
توفي «عبد الجبار بن أحمد» بمصر في آخر شهر ربيع الأول أو أول ربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: «خلف بن غصن أبي سعيد الطائي، القرطبي». وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة، والضبط والعدل.
أخذ القراءة عن مشاهير القراء وفي مقدمتهم: «أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون، وعمر بن عراك» وغيرهما كثير. ثم تصدّر «خلف بن غصن» لتعليم القرآن، وقراءاته، وذاع صيته بين الناس، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه «عبد الله بن سهل».
توفي «خلف بن غصن» في المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: «عبد الباقي بن فارس بن أحمد، أبي الحسن الحمصي، ثم المصري». وهو مقرئ ثقة، متصدر، مجوّد، صحيح السند، عمّر دهرا، أخذ «عبد الباقي بن فارس» القراءة وحروف القرآن عن عدد من القرّاء، وفي مقدّمتهم «والده» رحمهما الله تعالى، إذ نشأ في بيت عامر بقراءة القرآن، وتعليم القراءات.
وقرأ «لورش» على «عمر بن عراك، وقسيم الظهراوي».
وبعد أن وجد نفسه أهلا للتدريس جلس لذلك، واشتهر بين الناس بالثقة، وحسن الأداء، ومن الذين قرءوا عليه: «عبد الله بن سهل، وأبي القاسم ابن الفحام».توفي «عبد الباقي بن فارس» في حدود الخمسين وأربعمائة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: «عبد الرحمن الحسن بن سعيد، أبي القاسم الخزرجي، القرطبي»، من أهل الأندلس، رحل إلى المشرق سنة ثمانين وثلاثمائة، فحج أربع مرّات، وأخذ العلم والقراءات عن الكبار، وألف كتاب «المقاصد».
كان «عبد الرحمن بن الحسن» من مشاهير القراء، ومن الثقات المعروفين، أخذ القراءة عن عدد من خيرة العلماء، وفي مقدّمتهم: «أبي أحمد السامري، وأبي الطيب بن غلبون».وقرأ بالأندلس على «أبي الحسن الأنطاكي».
ثم تصدر «عبد الرحمن بن الحسن» لتعليم القرآن، وذاع صيته بين الناس، فأقبلوا يأخذون عنه، فقرأ عليه «خلف بن إبراهيم» خطيب قرطبة، وعبد الله ابن سهل» وغيرهما كثير.
توفي «عبد الرحمن بن الحسن» سنة ست وأربعين وأربعمائة. رحمه الله رحمة واسعة.
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: «محمد بن سليمان بن محمود أبي سالم أو أبي عبد الله الأبيّ الأندلسي»، دخل الأندلس في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وهو من خيرة القراء، المشهود لهم بالثقة، والأمانة، وصحة الإسناد، قال عنه «الإمام الذهبي»: وكان ذكيّا، حافظا.
أخذ «محمد بن سليمان» القراءة عن عدد من العلماء، وفي مقدمتهم: «أبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري».
وبعد أن أصبح أهلا للتدريس، وتعليم كتاب الله تعالى، جلس لذلك، واشتهر بالثقة، وجودة القراءة، وأقبل عليه الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «عبد الله بن سهل».
لم يذكر المؤرخون تاريخ وفاة «محمد بن سليمان».
ومن شيوخ «عبد الله بن سهل» في القراءة: «محمد بن سفيان أبي عبد الله القيرواني المالكي»، وهو من مشاهير القراء، ومن العلماء المؤلفين، وهو صاحب كتاب «الهادي» في القراءات، وهو من المشهود لهم بالثقة، وصحة الإسناد، رحل إلى «مصر» من أجل الأخذ عن شيوخها، فقرأ على «إسماعيل ابن محمد المهري» برواية «ورش» عن نافع. وعرض الروايات على «أبي الطيب ابن غلبون» رحل إليه قبل سنة ثمانين وثلاثمائة، ثم عاد من «مصر».
احتلّ «محمد بن سفيان» مكانة سامية، مما جعل العلماء يثنون عليه، يقول «الحافظ الذهبي»: سمع معنا «محمد بن سفيان» على الشيخ «أبي الحسن عليّ ابن محمد بن خلف الفقيه، القابسي».
وكان ذا فهم، وحفظ، وستر، وعفاف، خرج من «القيروان» لأداء فريضة الحج سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، فحج، وجاور بمكة، ثم أتى المدينة المنورة، فمرض وتوفي بها.
تصدّر «محمد بن سفيان» لتعليم القرآن، وحروف القراءات، ومن الذين قرءوا عليه: «عبد الله بن سهل».
توفي «محمد بن سفيان» بالمدينة المنورة سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وبعد أن اكتملت مواهب «عبد الله بن سهل» والأخذ عن مشاهير القراء، تصدّر لتعليم القرآن، وحروف القراءات، واشتهر بالثقة، وجودة القراءة، وأقبل الطلاب يأخذون عنه، ومن الذين قرءوا عليه: «عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع، أبي الحسن الأندلسي، وهو من خيرة القراء المشهود لهم بالثقة، وحسن الأداء. ولد قبل الثلاثين وأربعمائة.
وكانت له مكانة سامية بين العلماء، وفي هذا يقول «ابن بشكوال»: كان شيخا صالحا، مجوّدا، حسن الصوت بالقرآن.
أخذ «عبد العزيز بن عبد الملك» القراءة عن خيرة القراء، وفي مقدّمتهم «عبد الله بن سهل».
وبعد أن اكتملت مواهبه تصدر لتعليم القرآن، ومن الذين قرءوا عليه:
«أبي عبد الله محمد بن الحسن بن غلام الفرس».
وبعد حياة حافلة بالعلم، توفي «عبد الله بن سهل» سنة ثمانين وأربعمائة رحمه الله رحمة واسعة.

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ.