أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله: يعرف بابن سيد الناس الإشبيلي الإِمام الفقيه الأديب المحدّث الراوية الحافظ الخطيب. يذكر أنه كان استظهر ستة آلاف حديث بأسانيدها، أخذ عن والده أبي العباس أحمد وأبي الحسن بن خروف وأبي الحسن بن جبير وغيرهم وأجازه أعلام من أهل المشرق والمغرب؛ وعنه أخذ أعلام منهم أخوه أبو الحسن وأبو جعفر بن الزبير والقاضي المعروف بابن بكر أطال الثناء عليه أبو العباس الغبريني في عنوان الدراية. توفي بتونس سنة سبع أو تسع وخمسين وستمائة [1260م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف.
ابْن سيد النَّاس الْحَافِظ الإِمَام الْعَلامَة الْخَطِيب أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي الأندلسي الإشبيلي
خطيب تونس وعالم الْمغرب ولد سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
سمع صَحِيح البُخَارِيّ من أبي مُحَمَّد الزُّهْرِيّ صَاحب شُرَيْح وَأَجَازَ لَهُ أهل الشَّام وَالْعراق أَكثر من أجَاز لَهُ القَاضِي جمال الدّين أَبُو الْقَاسِم بن الحرستاني وثابت بن مشرف وَجمع
وَكَانَ أحد الْحفاظ الْمَشْهُورين وفضلائهم الْمَذْكُورين وَبِه ختم هَذَا الشَّأْن بالمغرب وَكَانَ ظاهرياً عَلامَة
ألف مجلداً فِي بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد وَمَات فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
ابن سيد الناس (597 - 659 هـ) (1201 - 1261 م)
محمد بن أحمد بن عبد الله بن سيد الناس اليعمري الاشبيلي، أبو بكر، المقرئ المحدث الحافظ الفقيه، اللغوي، المؤرخ، نزيل تونس، والمتوفى بها.
أصله من أبّدة من عمل جيّان، وهي وما أولاها دار اليعمريين بالاندلس، مولده بقرية من قرى أشبيلية عمل حصن القصر بالشرف تسمى الحجيرة (بالتصغير) عند خروج أبويه إليها في غلة الزيتون لضم فائدة أملاكهم قبل السيل الكبير بأشبيلية بأشهر.
في مشايخه كثرة منهم والده، وجدته أم أبيه أم العفاف نزهة بنت أبي الحسن سليمان بن أحمد بن سليمان اللخمي، وابن جبير، وابن خروف وأحمد بن محمد بن حسين بن علي اللواتي ابن تامتيت (بفتح الميم وكسر التاء المثناة من فوق) الفاسي نزيل أشبيلية روى عنه، وأجازه أعلام من المشرق والمغرب. أخذ عنه أخوه أبو الحسن، وأبو جعفر بن الزبير، وصهره محمد بن محمد بن كبير، وأبو عبد الله محمد بن صالح الكناني نزيل بجاية، سمع منه بها، وأبو العباس بن عثمان بن عجلان، وغيرهم. أقرأ القرآن بحصن القصر من نظر أشبيلية مدة، قال ابن عبد الملك المراكشي: «وفي الاكتاب ذهب معظم عمره بالاندلس «ثم انتقل مباشرا الصناعة بقرية خاملة من قرى شيريش تسمى بونينة (بفتح الباء الموحدة وسكون الواو وكسر النون الأولى وفتح الثانية) ثم انفصل إلى سبتة، ثم إلى بجاية بعد الأربعين وستمائة 640، وتولى الامامة والخطابة بجامعها، ودرس بها مدة «وكثر الآخذون عنه والسامعون منه والمعتقدون. قال ابن عبد الملك المراكشي: «ثم استدعي متوها به في حدود أربعة وخمسين وستمائة إلى تونس، وقدم للخطابة بجامعها الجديد والصلاة بها، وتصدى لاسماع الحديث وغيره متظاهرا بسعة الرواية، والاكثار من الشيوخ - حسبما تقدمت الاشارة إليه في سرد شيوخه - فأنكر كثير من الناس عليه ونسبوه إلى ادعاء ما لم يروه، ولقاء من لم يلقه على الوجه الذي زعمه. وعلى الجملة كان قاصرا عن ما يتعاطاه من ذلك، شديد التجاسر عليه تأييدا لما ناله من الجاه والحظوة عند الامير بتونس الذي ولاه الخطبة والامامة بجامعه وألحق وراء ذلك».
وهذا تحامل من ابن عبد الملك المراكشي لان الغبريني أطال في الثناء عليه من حفظ الأحاديث، ومعرفة الرجال، والغريب واللغة، قال في حقه:
«كان راوية حافظا للحديث، عارفا برجاله واسمائهم وتاريخ وفاتهم ومبلغ أعمارهم، وكان يقوم على البخاري قياما حسنا، وكان إذا قرأ الحديث يسنده إلى أن ينتهي إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، ثم إذا انتهى الاسناد رجع إلى ذكر رجاله فيبدأ من الصحابي - رضي الله عنه - فيذكر اسمه ونسبه وصفته وتاريخ ولادته ووفاته وحكاية أن عرفت له، ثم يتلوه بالتابعي كذلك، ولا يزال يتبعهم واحدا واحدا إلى أن ينتهي إلى شيخه فيقول ويذكر ما ذكر فيمن تقدم، ويزيد على ذلك بأنه لقيه وقرأ عليه كذا، وسمع منه كذا، وبعد الفراغ من ذلك يذكر لغة الحديث وعربيته، ويتعرض لما فيه من الفقه والخلاف العالي ودقائقه ورقائقه المستفادات منه، كل ذلك بفصاحة لسان، وجودة بيان».
وقال تلميذه أبو جعفر بن الزبير: «أجاز له نحوا من أربعمائة، ثم انتقل إلى حصن القصر، ثم إلى طنجة، واقرأ بجامعها وام وخطب، ثم انتقل إلى بجاية فخطب بجامعها، ثم طولب إلى تونس فدرس بها وكان ظاهري المذهب على طريقة أبي العباس النباتي إلا أن النباتي اشتهر بالورع والفضل التام» (تذكرة الحفاظ 4/ 234) هل في خاتمة كلام ابن الزبير غمز خفيف لشيخه؟
وقال القطب اليونيني في «ذيل مرآة الزمان»: «سمع الكثير وحصّل جملة من الكتب، وصنّف وجمع، وكان أحد حفاظ المحدثين المشهورين، وفضلائهم المذكورين، وبه ختم هذا الشأن بالمغرب»، والملاحظ أن عبد الملك المراكشي لم يأت بدليل واحد على صحة ما قال، وهو شبيبه بالجرح غير المفسر، وهو غير مقبول عند المحدثين.
ولما خاطب المستنصر الحفصي مالك أفريقية صاحب الترجمة بقوله:
وليس لي حيلة غير الدعاء فيا … رب براوي الصحيحين حنانيكا
أجابه الحافظ أبو المطرّف بن عميرة المخزومي عن صاحب الترجمة:
مولاي حالها - والله - صالحة … لما سألت فأعلى الله حاليكا
ما كان من سفر أو كان من حضر … حتى تكون الثريا دون نعليكا
توفي في 24 رجب سنة 659/ 1261.
قال الذهبي: «وقد كان شيخنا أبو محمد بن هارون مسند المغرب لازم مجلس أبي بكر الخطيب للفقه والنظر. وسمع من لفظه صحيح البخاري وتفسير أحاديث أملاها من حفظه وكان ظاهريا علامة.
آثاره:
برنامج.
كتاب بيع أمهات الأولاد، مجلد قال الذهبي «يدل على سيلان ذهنه، وسعة حفظه وسعة إمامته»
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - صفحة 112 - للكاتب محمد محفوظ