أبي يحيى زكرياء بن الحداد المهدوي

تاريخ الوفاة570 هـ
أماكن الإقامة
  • المهدية - تونس

نبذة

أبي يحيى زكرياء بن الحداد المهدوي، عني به المازري عناية خاصة، ورشحه للمناصب الشرعية التي اعتذر عن قبولها لنفسه، وقد تحقق عنده دينه وعلمه وفضله، فأشار على الأمير الصنهاحي يحيى بن تميم بن المعز باختياره لمنصب القضاء بالمهدية فسار فيها سيرة أهل العدل والصلاح،

الترجمة

أبي يحيى زكرياء بن الحداد المهدوي، عني به المازري عناية خاصة، ورشحه للمناصب الشرعية التي اعتذر عن قبولها لنفسه، وقد تحقق عنده دينه وعلمه وفضله، فأشار على الأمير الصنهاحي يحيى بن تميم بن المعز باختياره لمنصب القضاء بالمهدية فسار فيها سيرة أهل العدل والصلاح، وقد خلف شيخه المازري في الرياسة الدينية، إلى أن توفي في حدود سنة 570 هـ، وتخرج عليه كثير من الفقهاء، منهم:

- عبد السلام البُرْجِينِيُّ، نسبة إلى البرجين، إحدى قرى الساحل، أقام في فترة صغيرة بالمهدية في صحبة ابن الحداد وروى عنه ما يحمل من علوم الشريعة، وانتفع به كثيرًا، ثم تحول إلى سكنى مدينة تونس بعد استيلاء الأمراء الموحدين عليها، واتصل بأعيان الدولة، ولا سيما الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص ممهد المملكة الحفصية، وتولى القضاء والإفتاء في مدة ولايته، وتصدى مع ذلك لنشر التعاليم الدينية بين شباب الطلاب التونسيين، إذ لم يكن في عصره من هو قائم بها مثله، وكانت العاصمة الجديدة - مدينة تونس - في أشد الحاجة إلى معلمين مرشدين لخلو البلاد من حملة العلم بعد خراب القيروان واستيلاء نصارى النُّرْمَانِ على ساحل البلاد، فظهر البرجيني كالعلم المفرد في الاستمساك بالرواية الفقهية والسند العلمي المأثور من لدن الفتح في طبقة بعد طبقة.

وقد وهم المؤرخون وأصحاب الطبقات الذين تحدثوا عن ذلك العصر، إذ جعلوا البرجيني من تلاميذ المازري، وأنه روى عنه أصالة، على حين أن المازري مات سنة 536 هـ والبرجيني ولد بعد ذلك، وَعَمَّرَ حتى مات سنة 630 هـ، فلا يصح في العقل أن يكون قد أخذ عنه، والذي تحقق لنا بعد المراجعة والتمحيص أن البرجيني قرأ على الشيخ أبي يحيى بن الحداد المهدوي، فبذلك تصح الرواية ويتسق التاريخ.
وكان البرجيني على جانب من التقوى، وهو الذي لحد صديقه الشيخ خلف بن يحيى التميمي المشهور بأبي سعيد الباجي دفين جبل المنار المتسمى اليوم باسمه، وذلك سنة 628 هـ.

ولا بد من التنبيه إلى أنه في العهد الذي انتقلت فيه دراسة العلوم الشرعية من القيروان إلى المهدية، ومنها إلى تونس، كانت كتب الدراسة للعقائد وللفقه المالكي إنما هي أمهات من المؤلفات وضعها علماء القيروان، مثل " الرسالة " لابن أبي زيد - وهي للمبتدئين - و" تهذيب المدونة " للبراذعي القيرواني، و" التعليقة " وهي شرح " المدونة " لأبي إسحاق إبراهيم التونسي القيرواني، و" التبصرة " لأبي الحسن اللخمي، إلى كثير من المؤلفات يعيى بها صاحبها الحصر والإحصاء.

الكتاب: الإمام المازري - حَسن حُسني بن صالح الصُّمادحي التجيبي. -بتصرف-

 

 


أبو يحيى زكريا بن الحداد المهدوي: قاضيها الفقيه العالم الإِمام المحدث الشيخ الصالح، روى عن الإِمام المازري وهو آخر من قرأ عليه المعلم وغيره، وكان من أكابر تلامذته، وعنه أخذ أبو عبد الله محمَّد الرعيني السوسي المولود سنة 567 هـ الآتي ذكره، وعنه روى أبو زكريا البرقي والقاسم بن حماد اللبيدي وأبو عبد الله المعروف بابن اليتيم لقيه بالمهدية سنة 566 هـ وأخذ عنه. لم أقف على وفاته وله فتاوى محررة.

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف