إبراهيم بن محمد بن جابر الجذامي الوادي آشي

أبي إسحاق

تاريخ الوفاة741 هـ
أماكن الإقامة
  • غرناطة - الأندلس

نبذة

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جَابر الجذامي الْوَادي آشي نزيل غرناطة كَانَ كَاتبا بليغاً مشاركاً فِي الْعلم ولي الْقَضَاء إِلَى حِين وَفَاته سنة 741

الترجمة

إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جَابر الجذامي الْوَادي آشي نزيل غرناطة كَانَ كَاتبا بليغاً مشاركاً فِي الْعلم أَخذ عَن أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَأبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهم وخدم بِالْكِتَابَةِ ثمَّ ولي الْقَضَاء إِلَى حِين وَفَاته فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة 741 عَن 62 سنة ذكره لِسَان الدّين

-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-

 

 

 

الشيخ الكاتب أبو اسحق إبراهيم بن محمد بن جابر القيسي رحمه الله تعالى:
فحل هادر، وبليغ على الكلام قادر، اهتز له العصر على رجاحة أطواده، وحذره ميدان البيان على كثرة سواده، وتعدد جواده، وطولب لما جلا على منصة الإبداع بنت فكره، وجاس خلال ذلك الحي الحلال ببكره، ان يثبت النسب، ويستظهر بعقد ما كسب، فاظهر الحق، وتمم فاستحق، ولم تزل بدائعه في اشتهار، وروضة آدابه ذات أزهار، وكانت له نفس إلى العلوم مرتاحة، وعناية بها متاحة، فهام بكل مستحيل وجائز، حتى بعلوم العجائز. وشعره جزل الأسلوب، وعذب في الأفواه وجليل في القلوب؛ فمنه قصيدته التي كثر بسببها القال والقيل، فنبا بالظنة المقيل، وسل عليه للنصفة العضب الصقيل، وهي هذه:
صدور القوافي والركاب تميل ... إلى حيث تروى والزمان محيل
وتنتجع الغر البهاليل نزعا ... عن الحي يلفى في حماه بخيل
وتنزل أعطان المعالي فان نأت ... رمتها إليها هزة وذميل
واكثر ما حطمت بلخم رحالها ... إذا عز مطلوب واخفق سول
فتقصد بحر الجود هب عبابه ... كما هاج من حيث الخميس صهيل
وتلقى وجوها كالبدور مضيئة ... عليها لمأمول النوال دليل
وتأتي بيوتا كالهضاب منيعة ... أباة الدنايا بينهن حلول
فمن أروع هز الشباب قناته ... يناضل عن دين الهدى ويصول
ومن أشيب يرضى الإله مقامه ... إذا سترته للظلام سدول
أولئك قوم ابن الحكيم أبوا له ... سوى عزة قعساء ليس تزول
وحازت له تلك المعالي مزية ... يفوت الورى إدراكها ويطول
وهمة فضفاض المكارم اروع ... يجر رداء الحمد وهو طويل
ويزأر دون الملك زأرة ضيغم ... تحف به وسط العرين شبول
فتخشى الليالي ان تطول جنابه ... وتزور عنه جانبا وتميل
وهيهات خطب ان يلم وراءه ... على صدر أحداث الزمان ثقيل
بلى انه عز تبلج وجهه ... واشرق منه معطس وتليل
وملك يراع الدهر من فتكاته ... شروب لأرواح الطغاة أكول

ومنها في التوسل قوله:
ببابك مملوك يناجيك ضارعا ... ويرغب أن يلقاه منك قبول
وقد ضاع منه ناصح الجيب مخلص ... قئول لما شاءت علاك فعول
طوى لك أحناء الضلوع وفاؤه ... على صدق حب ليس عنه يحول
وجال بوادي الشعر حيث أضله ... دليل ولم يبعث إليه رسول
فجاء بأمداح تدين بشكرها ... تبابعة من يعرب وقيول
أما لي في هذا إليك وسيلة ... أعرس في أكنافها وأقيل
وكيف ضياعي لا لغيرك مفزعي ... ولا لي عن ذاك الجناب عدول
أأصدى ودوني منك بحر مكارم ... تفيض سماحا كفه وتسيل
وأصدع أحشاء الهواجر ضاحيا ... وظلك خفاق الرواق ظليل
ألم يأن ان تروى بسحبك ساحتي ... وينفح روضي من رضاك قبول
فأغدو ولا خطوي قصير إذا خطا ... ولا ناظر مهما نظرت كليل
ولا مقولي يوم الحجاج ملجلج ... ولا منصلي يوم الهياج فليل
ولا جانبي سهل على نيل حادث ... يعفى اهتضاما رسمه ويحيل وكان من تذليله لهذه القصيدة لما اكذب في ادعائها، واتهم في ادعائها، اختبارا لمدارك سنه، واستقصارا لمطارح انسه أو جنه، قوله:
ولو لاحظتني من لدنك عناية ... لما كانت الدنيا علي تصول
ولم تزعم الأقوام أن مدائحي ... تراغت بها أولى الزمان فحول
وما كنت أرضى أن أنال ذريعة ... يهد اختبارا ركنها ويميل
ولولا الذي اوليتني من نوافل ... يقل لديها الشكر وهو جزيل

لما قدحت زند القوافي قريحتي ... ولا قدت منها الصعب وهو ذلول
وبان لي الإعراض عنها فأصبحت ... لها من فراقي أنة وعويل
وربتما عاج الرجاء ركابها ... علي فلم يمكن لدي نزول
فقد دلفت منها إلي نوائب ... يروع جناني ذكرها ويهول
وحطم أثلي قاصف من رياحها ... تكاد له شم الجبال تزول
وما ضر ان أرمى لديك بتهمة ... وفكري مزيح للشكوك مزيل
وعندي لذاك المجد شتى مدائح ... شوارد في عرض البلاد تجول
فلا تنس لي هذا الذمام فإنه ... كبير إذا عد الذمام جليل

الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.