أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي أبو بكر

البرقاني

تاريخ الولادة336 هـ
تاريخ الوفاة425 هـ
العمر89 سنة
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • هراة - أفغانستان
  • خوارزم - أوزبكستان
  • إسفرايين - إيران
  • جرجان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • بغداد - العراق
  • مرو - تركمانستان

نبذة

أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، أبو بكر المعروف بالبرقاني: تفقه في حداثته وصنف في الفقه ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماماً، من أهل خوارزم، استوطن بغداد ومات فيها. له (مسند) ضمنه ما اشتمل عليه البخاري ومسلم. وجمع حديث سفيان الثوريّ وشعبة وأيوب وآخرين.

الترجمة

أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، أبو بكر المعروف بالبرقاني: عالم بالحديث، من أهل خوارزم، استوطن بغداد ومات فيها. له (مسند) ضمنه ما اشتمل عليه البخاري ومسلم. وجمع حديث سفيان الثوريّ وشعبة وأيوب وآخرين. وله (التخريج لصحيح الحديث - خ) في شستربتي (3890) ولم ينقطع عن التصنيف إلى أن مات. وكانت عنده مجموعة من الكتب عُبئت مرَّة في 63 سفطا وصندوقين .

-الاعلام للزركلي-

 

 

أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي ,أبي بكر القاضي المعروف بالبرقاني:  ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وسكن بغداد ومات بها في أول يوم من رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة. تفقه في حداثته وصنف في الفقه ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماماً.

- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.

 

 

أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب
أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ الْحَافِظ الْكَبِير الْمَعْرُوف بالبرقاني بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا
كَانَ إِمَامًا حَافِظًا ذَا عبَادَة وفضائل جمة
قَالَ الشَّيْخ تفقه فِي حداثته وصنف فِي الْفِقْه ثمَّ اشْتغل بِعلم الحَدِيث فَصَارَ فِيهِ إِمَامًا
سمع من أبي عَليّ بن الصَّواف وَأبي بكر بن مَالك الْقطيعِي وَأبي مُحَمَّد بن ماسي وَأبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي عَمْرو بن حمدَان وَأبي أَحْمد الْحَافِظ وَأبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي وخلائق لَا يُحصونَ بِبِلَاد عديدة
قَالَ الْخَطِيب واستوطن بَغْدَاد وَحدث فكتبنا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة ورعا متقنا متثبتا فهما لم نر فِي شُيُوخنَا أثبت مِنْهُ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ عَارِفًا بالفقه لَهُ حَظّ من علم الْعَرَبيَّة كثير الحَدِيث حسن الْفَهم لَهُ والبصيرة فِيهِ وصنف مُسْندًا ضمنه مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الصحيحان
قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي البرقاني إِمَام وَإِذا مَاتَ ذهب هَذَا الشَّأْن يَعْنِي الحَدِيث
قَالَه فِي حَيَاته
وَقَالَ مَا رَأَيْت فِي الشُّيُوخ أتقن مِنْهُ

وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الْخلال البرقاني نَسِيج وَحده
وَقَالَ مُحَمَّد بن يحيى الْكرْمَانِي الْفَقِيه مَا رَأَيْت فِي أَصْحَاب الحَدِيث أَكثر عبَادَة من البرقاني
ولد فِي آخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
وَمَات فِي أول يَوْم من رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَاد
دخل إِلَيْهِ مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي قبل وَفَاته بأَرْبعَة أَيَّام فَقَالَ لَهُ هَذَا الْيَوْم السَّادِس وَالْعشْرُونَ من جُمَادَى الْآخِرَة وَقد سَأَلت الله أَن يُؤَخر وفاتي حَتَّى يهل رَجَب فقد رُوِيَ أَن لله فِيهِ عُتَقَاء من النَّار عَسى أَن أكون مِنْهُم فاستجيب لَهُ

طبقات الشافعية الكبرى للإمام تاج الدين السبكي

 

الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البَرقاني الخوارزمي الفقيه الشافعي، المتوفى في رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة عن تسع وثمانين سنة.
تفقه في حداثته، ثم اشتغل بعلم الحديث وسمع من أبي العباس بن حمدان بخوارزم ومحمد بن جعفر البندار وأبي علي بن الصوَّاف وأبي بكر القطيعي ببغداد وأبي بكر الإسمعيلي بجرجان، ثم عاد إلى بغداد واستوطنها وحدَّث بها وكان ثقة ورعاً عارفاً بالفقه والأدب. صنَّف كتباً في الحديث، منها "المسند الكبير" و"كتاب المصافحة" للبخاري ضمن ما يشتمل عليه الصحيحان وجمع حديث الثوري وحديث شعبة وطائفة، وكان حريصاً على العلم، وله أشعار لطيفة. ذكره ابن الأثير.

سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

البرقاني الإِمَام الْحَافِظ شيخ الْفُقَهَاء والمحدثين أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب الْخَوَارِزْمِيّ الشَّافِعِي
شيخ بَغْدَاد
سمع أَبَا عَليّ بن الصَّواف والإسماعيلي
وصنف وَخرج على الصَّحِيحَيْنِ
روى عَنهُ الْبَيْهَقِيّ والخطيب وَالشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ
قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ورعاً ثبتاً لم نر فِي شُيُوخنَا أثبت مِنْهُ عَارِفًا بالفقه كثير الحَدِيث حَرِيصًا على الْعلم لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة

ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَمَات فِي رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

أَحْمد بن مُحَمَّد [336 - 425] )
ابْن أَحْمد بن غَالب، أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ الْحَافِظ الْفَقِيه، الْمَعْرُوف ب: البرقاني، وَهُوَ مولع بِكَسْر الْبَاء من البرقاني. كَذَا بِخَط ابْن مَرْزُوق ضبط خوارزم نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من قرى خوارزم على مَا تناهى إِلَيّ من جِهَات مُعْتَمدَة، وَفتحهَا ابْن السَّمْعَانِيّ فِي " أنسابه ".
كَانَ إِمَامًا، حَافِظًا، ذَا عبَادَة، وفضائل جمة.
سمع بِبَلَدِهِ وبلاد عدَّة، واستوطن بَغْدَاد، وَحدث بهَا.

روى عَنهُ الْأَئِمَّة المصنفون: أَبُو عبد الله الصُّورِي، وَأَبُو بكر أَحْمد الْبَيْهَقِيّ، وَأحمد الْخَطِيب، وَأَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ، وَغَيرهم.
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ ثِقَة، ورعا، متقنا، متثبتا، فهما، لم نر فِي شُيُوخنَا أثبت مِنْهُ، حَافِظًا لِلْقُرْآنِ، عَارِفًا بالفقه، لَهُ حَظّ من علم الْعَرَبيَّة، كثير الحَدِيث، حسن الْفَهم لَهُ والبصيرة فِيهِ، وصنف " مُسْندًا " ضمنه مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ " صَحِيح " البُخَارِيّ وَمُسلم، وَذكر لَهُ غير ذَلِك.
قَالَ: وَلم يقطع التصنيف إِلَى حِين وَفَاته قَالَ: وَكَانَ حَرِيصًا على الْعلم، منصرف الهمة إِلَيْهِ.

وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي " طَبَقَات الْفُقَهَاء ": تفقه فِي حداثته، وصنف فِي الْفِقْه، ثمَّ اشْتغل بِعلم الحَدِيث، فَصَارَ فِيهِ إِمَامًا.
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي: البرقاني إِمَام، وَإِذا مَاتَ ذهب هَذَا الشَّأْن. يَعْنِي: الحَدِيث.
وَقَالَ الْخَطِيب عَن البرقاني قَالَ: كَانَ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ يقْرَأ لكل وَاحِد مِمَّن يحضرهُ ورقة بِلَفْظِهِ، ثمَّ يقْرَأ عَلَيْهِ، وَكَانَ يقْرَأ لي ورقتين، وَيَقُول للحاضرين: إِنَّمَا أفضله عَلَيْكُم لِأَنَّهُ فَقِيه.
وَقَالَ الْخَطِيب: سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الْخلال ذكر البرقاني قَالَ: دخلت إسفرايين، وَمَعِي ثَلَاثَة دَنَانِير، وَدِرْهَم وَاحِد، فَضَاعَت الدَّنَانِير مني، وَبَقِي معي الدِّرْهَم حسب، فَدَفَعته إِلَى بقال، وَكنت آخذ مِنْهُ فِي كل يَوْم رغيفين، وآخذ من بشر بن أَحْمد جُزْءا من حَدِيثه، وَأدْخل مَسْجِد الْجَامِع فأكتبه، وأنصرف الْعشي وَقد فرغت مِنْهُ، فَكتبت فِي مُدَّة شهر ثَلَاثِينَ جُزْءا، ثمَّ نفد مَا كَانَ لي عِنْد الْبَقَّال، فَخرجت عَن الْبَلَد.
وَقَالَ الْخَطِيب: أنشدنا البرقاني لنَفسِهِ:
(أعلل نَفسِي بكتب الحَدِيث ... وأحمل فِيهِ لَهَا الْمَوْعِدَا)

(وأشغل نَفسِي بتصنيفه ... وتخريجه دَائِما سرمدا)
(فطورا أصنفه فِي الشُّيُوخ ... وطورا أصنفه مُسْندًا)
(وأقفوا البُخَارِيّ فِيمَا نحاه ... وصنفه جاهدا مجهدا)
(وَمُسلم إِذْ كَانَ زين الْأَنَام ... بتصنيفه مُسلما مرشدا)
(وَمَالِي فِيهِ سوى أنني ... أرَاهُ هوى صَادف المقصدا)
(وَأَرْجُو الثَّوَاب بكتب الصَّلَاة ... على السَّيِّد الْمُصْطَفى أحمدا)
(وأسأل رَبِّي إِلَه الْعباد ... جَريا على مَا لَهُ عودا)
ولد فِي آخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مئة، وَمَات بِبَغْدَاد مستهل رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع مئة، وعاده الصُّورِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة، فَقَالَ لَهُ: قد سَأَلت الله عز وَجل أَن يُؤَخر وفاتي حَتَّى يهل رَجَب، فقد رُوِيَ فِيهِ أَن لله فِيهِ عُتَقَاء من النَّار، عَسى أَن أكون مِنْهُم، فاستجيب لَهُ رَحمَه الله.

-طبقات الفقهاء الشافعية - لابن الصلاح-

 

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن غالب، أَبُو بَكْر الخوارزمي، المعروف بالبرقاني:
سمع ببلده من أبي العبّاس بن حمّاد النيسابوري، ومحمد بْن علي الحساني، وأَحْمَد بْن إبراهيم بْن حباب الخوارزميين.
ثم ورد بغداد فسمع من مُحَمَّد بْن جعفر بْن هيثم البندار، وأبي علي بن الصواف، وأبي بحر بْن كوثر البربهاري، وأبي بكر بن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأَحْمَد بْن جعفر بْن سلم، ومن بعدهم.
ثم خرج إلى جرجان فسمع من أبي بكر الإسماعيلي ونحوه، وكتب بأسفرايين عَن بشر بْن أَحْمَد وعدة سواه، وكتب بنيسابور، عَن أَبِي عمرو بْن حَمدان، وأبي أحمد الحافظ، وجماعة غيرهما.
وكتب بهراة عَن أَبِي الفضل بْن خميرويه، وأبي حاتم محمد بن يعقوب، وأبي منصور الأزهري. وكتب بمرو عَن عَبْد اللَّه بْن عمر بْن عليك، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن الصديق، وأبي صخر مُحَمَّد بْن مالك السعدي وسمع في بلاد أخرى من خلق يطول ذكرهم.
ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها وحدث بها. فكتبنا عنه وكَانَ ثقة ورعا، متقنا متثبتا فهما، لم ير في شيوخنا أثبت منه، حافظا للقرآن، عارفا بالفقه، له حظ من علم العربية. كثير الحديث، حسن الفهم له، وَالبصيرة فِيهِ، وصنف مسندا ضمنه ما اشتمل عَلَيْهِ صحيح البخاري ومسلم، وجمع حديث سفيان الثوري، وشعبة، وأيّوب، وعبيد الله بن عمرو، وعبد الملك بْن عمير، وبيان بْن بشر، ومطر الوراق، وغيرهم من الشيوخ. ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مسعر.
وكَانَ حريصا عَلَى العلم منصرف الهمة إليه، وسمعته يوما يقول لرجل من الفقهاء- معروف بالصلاح وقد حضر عنده- ادع اللَّه أن ينزع شهوة الحديث من قلبي. فإن حبه قد غلب علي فليس لي اهتمام بالليل وَالنهار إلا بِهِ، أو نحو هذا من القول. وكنت كثيرا أذاكره بالأحاديث فيكتبها عنى ويضمنها مجموعه.
ولقد حَدَّثَنِي أَبُو الفضل عيسى بْن أَحْمَد الهمذاني، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غالب الخوارزميّ- في سنة عشرين وأربعمائة- قال: حدّثني أحمد بن علي ابن ثابت الخطيب، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْن مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ- بِنَيْسَابُورَ- حدّثنا محمّد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا أبو يزيد الهرويّ، حَدَّثَنَا شعبة، عَن مُحَمَّد بْن أَبِي النوار قال: سمعت رجلا من بني سليم يقال له خفاف قَالَ: سألت ابْن عمر عَن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم. قَالَ:
إذا رجعت إلى أهلك. قَالَ أَبُو بَكْر- يعني الصاغاني- لم يرو هذا الحديث إلا أَبُو زيد الهروي.
ثم سمعت أَنَا أبا بكر البرقاني يرويه عنى بعد أن حَدَّثَنِيهِ عيسى عنه، وكَانَ أَبُو بَكْر قد كتبه عنى في سنة تسع عشرة وأربعمائة، وَقَالَ لي: لم أكتب هذا الحديث إلا عنك. وكتب عنى بعد ذلك شيئا كثيرا من حديث التوزي ومسعر وغيرهما، مما كنت أذاكره بِهِ.
سمعت أبا القاسم الأزهري يقول: البرقاني إمام، وإذا مات ذهب هذا الشأن- يَعْنِي الحديث-.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن غانم الحمامي- وكَانَ شيخا صالحا يديم الحضور معنا في مجالس الحديث-. قَالَ: انتقل أَبُو بَكْر البرقاني من الكرخ إلى قرب باب الشعير فسألني أن أشرف عَلَى حمالي كتبه وَقَالَ: إن سئلت عنها في الكرخ فعرفهم أنها دفاتر لئلا يظن أنها إبريسم، وكَانَت ثلاثة وستين سفطا وصندوقين، كل ذلك مملوء كتبا! وَقَالَ لي عيسى بْن أَحْمَد الهمذاني: لم ينظر في كتب البرقاني كلها من أصحاب الحديث غير أَبِي الحسن النعيمي، فإنه نظر في جميعها وعلق منها.
سألت الأزهري فقلت: هل رأيت في الشيوخ أتقن من البرقاني؟ فقال: لا.
سمعت أبا مُحَمَّد الخلال ذكر البرقاني فقال: كَانَ نسيج وحده.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن يحيى الكرماني الفقيه. قَالَ: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر البرقاني. قَالَ: دخلت إسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم واحد فضاعت الدنانير مني وبقي معي الدرهم حسب، فدفعته إلى بقال، وكنت آخذ منه في كل يوم رغيفين، وآخذ من بشر بْن أَحْمَد جزءا من حديثه، وأدخل مسجد الجامع فأكتبه وأنصرف بالعشي وقد فرغت منه، فكتبت في مدة شهر ثلاثين جزءا، ثم نفد ما كَانَ لي عند البقال فخرجت عَنِ البلد.
وَقَالَ لنا أيضا: كَانَ أَبُو بَكْر الإسماعيلي يقرأ لكل واحد ممن يحضره ورقة بلفظه، ثم يقرأ عَلَيْهِ، وكَانَ يقرأ لي ورقتين ويقول للحاضرين: إنما أفضله عليكم لأنه فقيه.
أنشدنا البرقاني لنفسه:
أعلل نفسي بكتب الحدي ... ث وأحمل فيه لها الموعدا
وأشغل نفسي بتصنيفه ... وتدبيجه دائما سرمدا
فطورا أصنفه في الشيو ... خ وطورا أصنفه مسندا
وأقفو البخاريّ فيما نحا ... وصنفه جاهدا مجهدا
ومسلم إذ كَانَ زين الأنا ... م بتصنيفه مسلما مرشدا
ومالي فِيهِ سوى أنني ... أراه هوى صادف المقصدا
وأرجو الثواب بكتب الصلا ... ة عَلَى السيد المصطفى أحمدا
وأسال ربي إله العبا ... د جريا على ما به عودا
سمعت البرقاني يقول: ولدت في آخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
ومات رحمه اللَّه في يوم الأربعاء أول يوم من رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن في بكرة غد وهو يوم الخميس، وصلى عَلَيْهِ في جامع المنصور، وحضرت الصلاة عليه، وكان الإمام القاضي أبا علي بْن أَبِي موسى الهاشمي، ودفن في مقبرة الجامع مما يلي باب سكة الخرقي.

وَقَالَ لي مُحَمَّد بْن علي الصوري: دخلت عَلَى البرقاني قبل وفاته بأربعة أيام أعوده فقال لي: هذا اليوم السادس وَالعشرون من جمادى الآخرة، وقد سألت اللَّه تعالى أن يؤخر وفاتي حتى يهل رجب، فقد روى أن لله فِيهِ عتقاء من النار. عسى أن أكون منهم.
قَالَ الصوري: وكَانَ هذا القول يوم السبت، فتوفي صبيحة يوم الأربعاء مستهل رجب

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

الإِمَامُ العَلاَّمَةُ الفَقِيْهُ، الحَافِظُ الثَّبْتُ، شَيْخُ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ، أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ غَالِبٍ، الخُوَارَزْميُّ، ثُمَّ البَرْقَانِيُّ الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
سَمِعَ: فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بخُوَارزْم مِن: أَبِي العَبَّاسِ بنِ حَمْدَانَ الحِيْرِيِّ النَّيْسَابُوْرِيِّ أَخِي أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ الضُّرَيْس، وَالكِبَارِ، وَسَمِعَ: بِهَا مِنْ مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ الحَسَّانِيّ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَنَابٍ الخُوَارزْميَّين. وَسَمِعَ: بِهَرَاة مِنْ أَبِي الفَضْلِ بن خَمِيْرُوَيْه. وَبِجُرْجَانَ مِنَ الإِمَام أَبِي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد بن الغطريف. وبِبَغْدَادَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف، وَمُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ البُنْدَار، وَأَبِي بَحْر بنِ كَوْثَر، وَأَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الخُتُّلِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ مَاسِي، وَابنِ كَيْسَان، وَخَلْق، وَبِنَيْسَابُوْرَ مِنْ أَبِي عَمْرٍو بنِ حَمْدَانَ، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَعِدَّة. وَبِدِمَشْقَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي الحَدِيد. وَبِمِصْرَ مِنَ الحَافِظ عَبْدِ الغَنِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عُمَرَ المَالِكِيّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَالفَقِيْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيْرَازِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظُ، وَأَبُو القَاسِمِ علي بن أبي العلاء المصيصي، وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الكَرَجِي، وَأَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، وَيَحْيَى بن بُنْدَار البَقَّال، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ أَحْمَدَ الكَتَّانِيّ، وَعَدَدٌ كَثِيْرٌ. وَاسْتوطن بَغْدَاد دَهْراً.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ البَرْقَانِيُّ ثِقَةً وَرِعاً ثَبْتاً فَهماً، لَمْ نَرَ فِي شُيُوْخنَا أَثبتَ مِنْهُ، عَارِفاً بِالفِقْه، لَهُ حظٌّ مِنْ علمِ العَرَبِيَّة، كَثِيْرُ الحَدِيْثِ، صَنَّفَ مُسْنَداً ضمَّنَهُ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ صَحِيْحُ البُخَارِيِّ وَمُسْلِم، وَجمع حَدِيْثَ سُفْيَان الثَّوْرِيِّ، وَأَيُّوْب، وَشُعْبَة، وَعُبَيْد اللهِ بنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ المَلِكِ بن عُمَيْر، وَبَيَان بنِ بِشْر، وَمَطَرٍ الوَرَّاق، وَغَيْرِهِم، وَلَمْ يقطع التَّصْنِيْفَ إِلَى حِيْنَ وَفَاتِهِ، وَمَاتَ وَهُوَ يَجْمَعُ حَدِيْث مِسْعَر، وَكَانَ حَرِيْصاً عَلَى العِلْم، مُنْصَرِفَ الهِمَّة إِلَيْهِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ يَوْماً لِرَجُلٍ مِنَ الفُقَهَاء مَعْرُوفٍ بِالصَّلاَحِ: ادْعُ اللهَ تَعَالَى أَنْ ينْزع شَهْوَةَ الحَدِيْثِ مِنْ قَلبِي، فَإِنَّ حُبَّه قَدْ غَلَبَ عَلَيَّ، فلَيْسَ لِي اهتمَامٌ إلَّا بِهِ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ: البَرْقَانِيُّ إِمَامٌ، إِذَا مَاتَ ذهبَ هَذَا الشَّأْن.
قَالَ الخَطِيْبُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الكَرْمَانِيَّ الفَقِيْهَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِ الحَدِيْث أَكْثَرَ عبَادَةً مِنَ البَرْقَانِيّ. وَسَأَلتُ الأَزْهَرِيَّ: هَلْ رَأَيْتَ شَيْخاً أَتْقَنَ مِنَ البَرْقَانِيّ؟ قَالَ: لاَ. وَذكره أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَلاَّل، فَقَالَ: هُوَ نسيجُ وَحدِه.
قَالَ الخَطِيْبُ: أَنَا مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَثبتَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: البَرْقَانِيُّ ثِقَةٌ حَافِظٌ.
وَذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي طبقَات الشَّافِعِيَّة، فَقَالَ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَسَكَنَ بَغْدَادَ، وَبِهَا مَاتَ فِي أَوَّلِ رَجَب سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
ثُمَّ قَالَ: تَفَقَّهَ فِي حدَاثتِهِ، وَصَنَّفَ فِي الفقه، وثم اشْتغل بعلمِ الحَدِيْثِ، فَصَارَ فِيْهِ إِمَاماً.
قَالَ البَرْقَانِيُّ: دَخَلتُ إِسْفَرَايِيْن وَمعِي ثَلاَثَةُ دَنَانِيْر وَدِرْهَم، فضَاعت الدَّنَانِيْرُ، وَبَقِيَ الدِرْهَم، فدفعْتُه إِلَى خبَّاز، فكُنْتُ آخُذ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيْفَيْنِ، وآخُذُ مِنْ بِشْرِ بن أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِيْنِيّ جُزءاً فَأَكتُبُهُ، وأفرغه بِالعشِي، فكتبتُ ثَلاَثِيْنَ جُزءاً، وَنَفِدَ مَا عِنْد الخَبَّاز، فسَافرتُ.
قُلْتُ: كَانَ الخبزُ رَخِيْصاً إِلَى الغَايَة.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ غَانِم -وَكَانَ صَالِحاً- قَالَ: نقَلْتُ البَرْقَانِيَّ مِنْ بَيْته، فَكَانَ مَعَهُ ثَلاَثَة وَسِتُّوْنَ سَفَطاً وَصندوقَان، كُلُّ ذَلِكَ مملوءٌ كتباً.

قُلْتُ: وَمن هِمَّتِهِ أَنَّهُ سَمِعَ: مِنْ تلمِيذِهِ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ فِي حيَاتِهِ، وقد سمع: نا المُصَافَحَة لَهُ فِي مُجَلَّد بِإِسْنَادٍ عَالٍ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كُنْتُ أُذَاكِرُهُ الأَحَادِيْثَ، فيكتُبهَا عَنِّي، وَيُضَمِّنُهَا جُمُوعه، وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كَانَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيّ يقرأُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِمَّنْ يحضُرُه وَرقَةً بلفظِه، ثُمَّ يقرأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ يقرأُ لِي وَرقتين، وَيَقُوْلُ للحَاضِرين: إِنَّمَا أُفَضِّلُهُ عليكُم لأَنَّه فَقِيْه.
قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَنِ الإِسْمَاعِيْلِيِّ "صَحِيْحَه".
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَتْحِ بنُ البَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ بنُ خَيْرُوْنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بنِ يَعْقُوْبَ، أَخبركُم مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِي، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ خَارِجَةَ بن زَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَتَعَلَّمَ كِتَابَ يَهُوْدٍ، فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللهِ إِنِّيْ لاَ آمَنُ اليَهُوْدَ عَلَى كِتَابِي". قَالَ: فَلَمَّا تَعَلَّمْتُ كُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِلَى يَهُوْدٍ إِذَا كَتَبَ إِلَيْهِم، فَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ، قَرَأْتُ كِتَابَهُم لَهُ1.
ذكره البُخَارِيُّ تَعليقاً، فَقَالَ: وقَالَ خَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ، لأَنّ ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ لَيْسَ مِنْ شَرْطه، وَمَعَ هَذَا فَذَكَره بصيغَة جزمٍ لصدقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ومعرفته بعلم أبيه.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.

 

 أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب

أَبُي بكر الْخَوَارِزْمِيّ الْحَافِظ الْكَبِير الْمَعْرُوف بالبرقاني بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا
كَانَ إِمَامًا حَافِظًا ذَا عبَادَة وفضائل جمة
قَالَ الشَّيْخ تفقه فِي حداثته وصنف فِي الْفِقْه ثمَّ اشْتغل بِعلم الحَدِيث فَصَارَ فِيهِ إِمَامًا
سمع من أبي عَليّ بن الصَّواف وَأبي بكر بن مَالك الْقطيعِي وَأبي مُحَمَّد بن ماسي وَأبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي عَمْرو بن حمدَان وَأبي أَحْمد الْحَافِظ وَأبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي وخلائق لَا يُحصونَ بِبِلَاد عديدة
قَالَ الْخَطِيب واستوطن بَغْدَاد وَحدث فكتبنا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة ورعا متقنا متثبتا فهما لم نر فِي شُيُوخنَا أثبت مِنْهُ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ عَارِفًا بالفقه لَهُ حَظّ من علم الْعَرَبيَّة كثير الحَدِيث حسن الْفَهم لَهُ والبصيرة فِيهِ وصنف مُسْندًا ضمنه مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ الصحيحان
قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي البرقاني إِمَام وَإِذا مَاتَ ذهب هَذَا الشَّأْن يَعْنِي الحَدِيث
قَالَه فِي حَيَاته
وَقَالَ مَا رَأَيْت فِي الشُّيُوخ أتقن مِنْهُ

وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الْخلال البرقاني نَسِيج وَحده
وَقَالَ مُحَمَّد بن يحيى الْكرْمَانِي الْفَقِيه مَا رَأَيْت فِي أَصْحَاب الحَدِيث أَكثر عبَادَة من البرقاني
ولد فِي آخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
وَمَات فِي أول يَوْم من رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَاد
دخل إِلَيْهِ مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي قبل وَفَاته بأَرْبعَة أَيَّام فَقَالَ لَهُ هَذَا الْيَوْم السَّادِس وَالْعشْرُونَ من جُمَادَى الْآخِرَة وَقد سَأَلت الله أَن يُؤَخر وفاتي حَتَّى يهل رَجَب فقد رُوِيَ أَن لله فِيهِ عُتَقَاء من النَّار عَسى أَن أكون مِنْهُم فاستجيب لَهُ

طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي