أحمد بن عمرو بن النبيل أبي عاصم الضحاك ابن مخلد الشيباني

أبي بكر ابن أبي عاصم

تاريخ الولادة206 هـ
تاريخ الوفاة287 هـ
العمر81 سنة
أماكن الإقامة
  • أصبهان - إيران
  • البصرة - العراق
  • الكوفة - العراق

نبذة

أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن مخلد الشَّيْبَاني، أبو بكر بن أبي عاصم، ويقال له ابن النَّبِيل: عالم بالحديث، زاهد رحالة، من أهل البصرة. ولي قضاء أصبهان سنة 269 - 282 هـ له نحو 300 مصنف، منها (المسند الكبير) نحو 50 ألف حديث،

الترجمة

أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن مخلد الشَّيْبَاني، أبو بكر بن أبي عاصم، ويقال له ابن النَّبِيل: عالم بالحديث، زاهد رحالة، من أهل البصرة. ولي قضاء أصبهان سنة 269 - 282 هـ له نحو 300 مصنف، منها (المسند الكبير) نحو 50 ألف حديث، و (الآحاد والمثاني) نحو 20 ألف حديث، وكتاب (السنّة) و (الديات - ط) و (الأوائل - خ) قيل: (ذهبت كتبه بالبصرة في فتنة الزنج فأعاد من حفظه خمسين ألف حديث! وقال الذهبي: وقع لنا جملة من كتبه  .

-الاعلام للزركلي-

 

 

ابْن أبي عَاصِم
الْحَافِظ الْكَبِير الإِمَام أَبُو بكر أَحْمد بن عَمْرو بن النَّبِيل أبي عَاصِم الشَّيْبَانِيّ الزَّاهِد
قَاضِي أَصْبَهَان
لَهُ الرحلة الواسعة والتصانيف النافعة قَالَ ابْن أبي حَاتِم ذهب كتبه بِالْبَصْرَةِ فِي فتْنَة الزنج فَأَعَادَ من حفظه خمسين ألف حَدِيث
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي كَانَ من حفاظ الحَدِيث وَالْفِقْه ظاهري الْمَذْهَب
مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

 

 

ابن أبي عاصم:
حَافظٌ كَبِيْرٌ إِمَامٌ بارعٌ، مُتَّبعٌ للآثَار كَثِيْرُ التَّصَانِيْف.
قَدِمَ أَصْبَهَان عَلَى قَضَائِهَا، وَنَشَرَ بِهَا عِلمه.
قَالَ أبي الشَّيْخِ: كَانَ مِنَ الصِّيَانَة وَالعِفَّة بِمَحَلٍّ عَجِيْب.
وَقَالَ أبي بَكْرٍ بنُ مروديه: حَافظٌ كَثِيْرُ الحَدِيْثِ صَنَّفَ المُسْنَد، وَالكُتُب.
وَقَالَ أبي العَبَّاسِ النَّسَوِي: أبي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ وَهُوَ: أَحْمَد بن عَمْرِو بنِ الضَّحَّاكِ بن مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيّ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ مِنْ صُوفيَة المَسْجَد مِنْ أَهْلِ السُّنَّة، وَالحَدِيْث وَالنُّسك وَالأَمْر بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَر صَحِبَ النُّسَّاك مِنْهُم: أبي تُرَاب وَسَافَرَ مَعَهُ، وَكَانَ مَذْهَبَه القول بالظاهر، وكان ثقة نبيلًا معمرًا.
وَقَالَ الحَافِظُ أبي نُعَيْمٍ: كَانَ فَقِيْهاً ظَاهِرِي المذهب.
في هَذَا نَظَرَ، فَإِنَّهُ صَنَّفَ كِتَاباً عَلَى دَاوُدَ الظَّاهِرِي أَرْبَعِيْنَ خبراً ثَابِتَة، مِمَّا نفَى دَاوُد صحتها.
قالت بنته عاتكة: ولد أبي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا كَتَبْتُ الحَدِيْثَ حَتَّى صَارَ لَى سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَذَلِكَ أَنِّي تعبَّدْتُ، وَأَنَا صَبِيّ فسأَلنِي إِنسَان عَنْ حَدِيْثٍ فَلَمْ أَحفظه فَقَالَ لِي: ابْن أَبِي عَاصِمٍ لاَ تحفظ حَدِيْثاً فَاسْتَأَذنتُ أَبِي فَأَذِن لِي فَارتحلتُ.
قُلْتُ: كَانَ يُمكنُه أَنْ يحفَظَ أَحَادِيْث يَسيرةً مِنْ جدِّه أَبِي عَاصِمٍ.
وَأُمُّهُ هِيَ: أَسْمَاء بِنْتُ الحَافِظ مُوْسَى بن إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوْذَكِيّ فسَمِعَ: مِنْ جدِّه التَّبُوْذَكِيّ، وَمَاتَ وَالده بحِمْص عَلَى قضَائِهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.
وَكَانَ وَأَخُوْهُ عُثْمَان بن عَمْرِو بنِ أَبِي عاصم من كبار العلماء.
قال ابن عبد كويه: سَمِعْتُ عَاتِكَة بِنْتَ أَحْمَد تَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: جَاءَ أَخِي عُثْمَان عهدُه بِالقَضَاء عَلَى سَامَرَّاء فَقَالَ: أَقْعُدُ بَيْنَ يَدَي الله تَعَالَى قاضيًا فانشقت مرارته فمات.
قال ابن عبد كويه: أَخْبَرَتْنَا عَاتِكَة: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: خَرَجتُ إِلَى مَكَّةَ مِنَ الكُوْفَةِ فَأَكَلتُ أَكْلَةً بِالكُوْفَةِ، وَالثَّانِيَة بِمَكَّةَ.
قُلْتُ: إِسنَادُهَا صَحِيْح.
قَالَ أبي الشَّيْخِ: سَمِعْتُ ابْني عَبْد الرَّزَّاقِ يحكِي عَنْ أَبِي عبد الله الكِسَائِيّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ -يَعْنِي ابْن أَبِي عَاصِمٍ- فَقَالَ وَاحِدٌ: أَيُّهَا القَاضِي بَلَغنَا أَن ثلاثة نفر كانوا بالبادية، وهم يقبلون الرَّمل فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُم: اللَّهُمَّ إِنَّك قَادِرٌ عَلَى أَنْ تطمعنَا خبيصاً عَلَى لُوْنَ هَذَا الرَّمل فَإِذَا هُم بِأَعْرَابِيّ بِيَدِهِ طَبَقٌ فَوَضَعَه بينهُم خبيصٌ حَارٌّ فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قَدْ كَانَ ذَاكَ.
قَالَ أبي عَبْدِ اللهِ: كَانَ الثَّلاَثَة: عُثْمَان بن صَخْر الزَّاهِد، وَأبي تُرَاب وَابْن أَبِي عَاصِمٍ، وَكَانَ هُوَ الَّذِي دَعَا.
عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: صحبتُ أَبَا تُرَاب فَقَطَعُوا البَادِيَة فَلَمْ يَكُنْ زَادٌ إلَّا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ:

رُوَيْدَكَ جَانِبْ رُكُوْبَ الهَوَى ... فَبِئْسَ المَطِيَّة للرَّاكِبِ
وَحَسْبُكَ بِاللهِ مِنْ مُؤْنِسٍ ... وَحَسْبُكَ بِاللهِ مِنْ صَاحِبِ
وَكَانَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ مُجَوِّداً للقرَاءة، وَكَانَ يَقُوْلُ: أَنَا أُقَدِّمُ نَافعاً فِي القِرَاءةِ، وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ قرأَ عَلَى رَوْحِ بنِ عَبْدِ المُؤْمِنِ غَيْرِي -يَعْنِي: صَاحِب يَعْقُوْب.
ابْن مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ مُحَمَّد بن عِيْسَى سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ المَدِيْنِيّ البَزَّاز يَقُوْلُ: قَدمْتُ البَصْرَة وَأَحْمَد بن حَنْبَلٍ حَيّ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفقهِهِم فَقَالُوا: لَيْسَ بِالبَصْرَةِ أَفقهُ مِنْ أَحْمَد بن عمرو بن أبي عاصم.
أبي الشَّيْخِ: سَمِعْتُ ابْني عَبْد الرَّزَّاقِ يحكِي عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ يَقُوْلُ: وَصَلَ إِلَيَّ مُنْذُ دَخَلْتُ إِلَى أَصْبَهَانَ مِنْ دَرَاهم القَضَاء زِيَادَة على أربع مئة أَلْف دِرْهَم لاَ يُحَاسبنِي الله يَوْمَ القِيَامَةِ أَنِّي شَرِبتُ مِنْهَا شربَة مَاء أَوْ أَكَلتُ مِنْهَا أَوْ لَبست.
وَأَورد هَذِهِ الحِكَايَة ابْن مَرْدَوَيْه فَقَالَ: أُرَى أَنِّي سَمِعتُهَا مِنْ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ.
أبي الشَّيْخِ: وَسَمِعْتُ ابني يحكي عن أبي عبد الله الكِسَائِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ يَقُوْلُ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمر العَلَوِيّ بِالبَصْرَةِ مَا كَانَ ذَهَبَتْ كُتُبِي فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ فَأَعدتُ عَنْ ظهر قلبِي خَمْسِيْنَ أَلف حَدِيْث كُنْت أَمُرُّ إِلَى دُكَّانَ البَقَّال فكُنْتُ أَكتبُ بضوءِ سِرَاجِه ثُمَّ تَفَكَّرْت أَنِّي لَمْ أَستَأَذن صَاحِب السِّرَاج فَذَهَبتُ إِلَى البَحْر فَغَسَلْتُه ثُمَّ أَعدتُه ثَانياً.
قَالَ أبي الشَّيْخِ: فولِي القَضَاء بِأَصْبَهَانَ مُدَّة لإِبْرَاهِيْم بن أَحْمَدَ الخَطَّابِي ثُمَّ وَلِي القَضَاء بَعْد مَوْتِ صَالِح بن أَحْمَدَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ ثُمَّ بَقِيَ يُحَدِّث وَيُسْمَع: مِنْهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، وَكَانَ قَاضِياً ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكثرتِ الشُّهُود فِي أَيَّامِهِ.
قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: عُزل سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ.
قَالَ أبي عَبْدِ اللهِ بنُ خَفِيف: قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: صحبتُ أَبَا تُرَاب فَكَانَ يَقُوْلُ: كم تَشْقَى لاَ يَجِيْءُ مِنْكَ إلَّا قَاضِي، وَكَانَ بَعْدمَا دَخَلَ فِي القَضَاءِ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةِ الصُّوْفِيَّة يَقُوْلُ: القَضَاء، وَالدَّنيَة والكلام في علم الصوفية محال.
قَالَ أبي الشَّيْخِ: كثرت الشُّهُود فِي أَيَّامِهِ، واستقام أمره إلى أن وقع بينه وبين عَلِيّ بن مَتَّويه وَكَانَ صديقه طول أَيَّامه فَاتَّفَقَ أَنَّهُ صَارَ إِلَى ابْنِ مَتَّويه قَوْمٌ مِنَ المرَابطين فَشَكَوا إِلَيْهِ خَرَاب الرِّباطَات، وَتَأَخر الإِجرَاء عَنْهُم فَاحتدَّ عَلِيُّ بنُ مَتَّويه فَذَكَرَ ابْن أَبِي عَاصِمٍ حَتَّى قَالَ: إِنَّهُ لاَ يحسن يُقَوِّم سُوْرَة {الْحَمْد} . فَبلغ الخَبَر ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ فَتَغَافَل عَنْهُ إِلَى أَنْ حَضَر الشُّهُود عِنْدَهُ فَاسْتدرَجَهم، وَقرأَ عَلَيْهِم سُوْرَة {الْحَمْد} ، فَقَوَّمهَا ثُمَّ ذكر مَا فِيْهَا مِنَ التَّفْسِيْر، وَالمعَانِي ثُمَّ أَقبل عَلَيْهِم فَقَالَ: هَلْ ارتضيْتُم؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: فَمَنْ زَعَمَ أَنِّي لاَ أَحسن تَقْوِيم سُوْرَة {الْحَمْد} كَيْفَ هُوَ عندكُم؟ قَالُوا: كَذَّاب، وَلَمْ يَعْرِفُوا قَصْدَهُ فَحَجَر ابْن أَبِي عَاصِمٍ عَلَى عَلِيّ بن مَتَّويه لِهَذَا السَّبَب فَمَاجَ النَّاسُ، وَاجتَمَعُوا عَلَى بَاب أبي ليلى -يعني الحارث بن عبد العزيز- وكان خليفة أخيه عمر بن عبد العزيز عَلَى الْبَلَد، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ فَأَكرهَه أبي لَيْلَى عَلَى فَسْخِهِ فَفَسَخَهُ ثُمَّ ضَعُفَ بَصَرُه فَوَرَدَ صرفُه.
قَالَ أبي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ: سَمِعْتُ بَعْضَ مَشَايِخنَا يحكُون أَنَّهُ حكم بِحَجْرِهِ، وَوَضَعَه فِي جُوْنَتِه فَأَنفذَ إِلَيْهِ السُّلْطَان يُكْرهونه عَلَى فَسخه فَامْتَنَعَ حَتَّى مُنع مِنَ الخُرُوج إِلَى المَسْجَد أَيَّاماً فَصَبَرَ، وَكَانَتِ الرُّسُل تختَلِفُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ فَيَقُوْلُ: قَدْ حكمتُ بحكمٍ، وَهُوَ فِي جُوْنتِي مَخْتوم فَمَنْ أَحَبَّ إِخرَاجَ ذَلِكَ مِنْهَا فَلْيَفْعَل مِنْ دُوْنَ أَمرِي فَلَمْ يَقْدرُوا إِلَى أَنْ طُيِّب قلبُه فَأَخرَجَه، وَفسخه.
قَالَ أبي مُوْسَى المَدِيْنِيّ: وَجَدْتُ بِخَط بَعْضِ قُدمَاءِ عُلَمَاء أَصْبَهَان فِيمَا جَمع مِنْ قُضَاتهَا قَالَ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الخَطَّابِي، وَافَى أصبهان من قِبَل المُعْتَزّ، وَكَانَ مِنْ أَهْل الأَدب وَالنَّظَر فَلَمَّا قَدِمَهَا صَادَفَ بِهَا ابْن أَبِي عَاصِمٍ فَجَعَلَه كَاتِبَه، وَعَلَيْهِ كَانَ يُعَوِّل ثُمَّ، وَافَى صَالِح بن أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ مِنْ قَبْل المُعْتَمِد، وَانقَطَعَ القُضَاة عَنْ أَصْبَهَان مُدَّة إِلَى أَنْ، وَرَدَ كِتَاب المُعْتَمِد عَلَى ابْن أَبِي عَاصِمٍ بِتَوليتِه القَضَاء، وَكَانَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تسع وستين ومئتين فَبقي عَلَيْهَا ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَاسْتقَام أَمره إِلَى أَنْ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيّ بن مَتَّويه زَاهِد البَلد قَالَ، وَولِي بَعْدَهُ القَضَاء الوليد بن أبي دواد.
أبي العَبَّاسِ النَّسَوِي: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بن مسلم سمعت محمد ابن خَفيف يَقُوْلُ: سَمِعْتُ الحَكيمِي يَقُوْلُ: ذَكرُوا عِنْد لَيْلَى الدَّيْلَمِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ أَبِي عَاصِمٍ نَاصِبِي فَبَعَثَ غُلاَماً لَهُ، وَمخلاَةً وَسَيفاً وَأَمره أَنْ يَأْتيه بِرَأْسِهِ فَجَاءَ الغُلاَم، وَأبي بَكْرٍ يقرأُ الحَدِيْث وَالكِتَابُ فِي يَده فَقَالَ أَمرنِي أَنْ أَحمل إِلَيْهِ رَأْسك فنَام عَلَى قَفَاهُ، وَوَضَعَ الكِتَاب الَّذِي كَانَ فِي يَده عَلَى، وَجهِه وَقَالَ: افْعَل مَا شِئْتَ فَلحقه إِنسَانٌ وَقَالَ: لاَ تَفْعل فَإِنَّ الأَمِيْرَ قَدْ نهَاكَ فقَام أبي بَكْرٍ، وَأَخَذَ الجُزْءَ، وَرَجَعَ إِلَى الحَدِيْث الَّذِي قَطَعَه فَتَعَجَّبَ النَّاسُ.
قَالَ أبي بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ إسحاق يقول: مات أحمد ابن عَمْرو سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ لَيْلَة الثُّلاَثَاء لخمسٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الآخِرِ.
وَذكر عَنْ أَبِي الشَّيْخ قَالَ: حَضَرْتُ جِنَازَة أَبِي بَكْرٍ، وَشهدهَا مئتا أَلفٍ مِنْ بَيْنِ رَاكبٍ وَرَاجلٍ مَا عدَا رَجُلاً كَانَ يتولَّى القَضَاء فَحُرِمَ شُهُوْد جِنَازَته وَكَانَ يرَى رَأْي جَهْم.

قَالَ أبي الشَّيْخِ: سَمِعْتُ ابْني عَبْد الرَّزَّاقِ يحكِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الكِسَائِيّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْن عَاصِم فِيمَا يرَى النَّائِم، كَأَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِي مَسْجِد الجَامع، وَهُوَ يُصَلِّي كم قُعُود فَسَلَّمتُ عَلَيْهِ فردَّ عَلِيَّ، وَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَحْمَد بن أَبِي عَاصِمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: يُؤنسنِي رَبِّي. قُلْتُ: يُؤنسك رَبُّكَ قَالَ: نَعَمْ فشَهقْتُ شَهْقَةً، وَانتبهتُ.
ذِكْرُ تَصَانِيْفه: جُمع جزءٌ فِيْهَا زيادة على ثلاث مئة مُصَنَّف رَوَاهَا عَنْهُ أبي بَكْرٍ القَبَّاب مِنْ ذَلِكَ: "المُسْنَد الكَبِيْر" نَحْو خَمْسِيْنَ أَلف حَدِيْث، وَ"الآحَاد وَالمثَانِي" نَحْو عِشْرِيْنَ أَلْف حَدِيْث فِي الأَصنَاف "الْمُخْتَصر مِنَ المُسْنَد" نَيِّف وَعِشْرُوْنَ أَلْفاً فَذَكَرَ نَحْواً مِنْ هَذَا إِلَى أَنْ عد مائَة وَأَرْبَعِيْنَ أَلفاً وَنيفاً.
شُيوخُه: أبي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيّ وَعَمْرو بن مَرْزُوْقٍ، وَأبي عُمَرَ الحَوْضِي، وَمُحَمَّد بن كَثِيْر، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيّ، وَشَيْبَان بن فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بنِ نُمَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيّ، وَيَعْقُوْب بن حُمَيْد بن كَاسِبٍ، وَإِبْرَاهِيْم بن الحَجَّاجِ السَّامِي، وَالحَوْطِي عَبْد الوهَّاب بن نَجْدَة، وَدُحَيْم، وَهِشَام بن عَمَّارٍ، وَأبي بَكْرٍ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْد الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَكَامِل بنِ طَلْحَةَ الجحدري، وأبي كامل الجَحْدَرِي، وَعَبْد اللهِ بن مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ وَطَبَقَتهُم، وَيَنْزِلُ إِلَى طبقَة أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَالبُخَارِيّ، وَيكثر عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنِ كَاسِبٍ، وَهِشَام.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنتُه أُمّ الضَّحَّاك عَاتِكَة، وَأَحْمَد بن جَعْفَرِ بنِ معبد، وَالقَاضِي أبي أَحْمَدَ العَسَّال، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ بنِ أيوب، وعبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بنِ سِيَاهُ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشَّعَّار، وَمُحَمَّد بن مَعْمَر بن نَاصِح، وَأبي الشَّيْخِ، وَأبي بَكْرٍ القَبَّاب -وَهُوَ آخر أَصْحَابه- وَفَاةً وَأبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكِسَائِيّ.
قَالَ أبي سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ فِي كِتَاب "طَبَقَات النساك" له: فأما أبي بكر بن أَبِي عَاصِمٍ فَسَمِعْتُ مَنْ يذكر أَنَّهُ كَانَ يحفظ لِشقيقٍ البَلْخِيّ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ، وَكَانَ مِنْ حُفَّاظ الحَدِيْث، وَالفِقْه وَكَانَ مذْهبه القَوْلُ بِالظَّاهِر، وَنفِي القِيَاس.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّشتِي: أَخبركُم يُوْسُف الحَافِظ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الجَمَّال، "ح". وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنِ الجَمَّال قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أبي نُعَيْمٍ الحَافِظُ قَالَ: أَحْمَدُ بنُ عَمْرِو بنِ الضَّحَّاكِ بن مَخْلَدٍ بن مُسْلِمِ بنِ رَافِع بن رَفِيْع بن ذهل بن شَيْبَان أبي بَكْرٍ كَانَ فَقِيْهاً: ظَاهِرِيَّ المذْهب وَلِي القَضَاء بِأَصْبَهَانَ ثلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً بَعْد صَالِح بن أَحْمَدَ تُوُفِّيَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الحَكَم ... ، سَمِعَ: مِنْ جدّه لأُمِّهِ مُوْسَى بن إِسْمَاعِيْلَ كتب حَمَّاد بن سَلَمَةَ، وَمن أبي الوليد وعمرو بن مرزوق والحوضي.

وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا القَاضِي أبي أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرو بنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الأَزْرَق بن عَلِيّ أبي الجَهْمِ، حَدَّثَنَا حَسَّان بن إِبْرَاهِيْمَ الكَرْمَانِيّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ المَدَنِيّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ سَنَاماً وَسَنَامُ القُرْآنِ البَقَرَةُ مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلاً لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلاَثَ لَيَالٍ وَمَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ نَهَاراً لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَان بَيْتَهُ ثَلاَثَة أَيَّامٍ".
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حدثنا عبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بنِ سِيَاهُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هُدْبَة، حَدَّثَنَا أَبَان، عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْر قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ القُرْآن يُرْفَع يَوْم القِيَامَةِ غَيْر سُوْرَة يُوْسُف، وَسورَة مَرْيَم يَتَكَلَّم بِهَا أَهْل الجَنَّة.
أَخْبَرَنَا بلاَل الحَبَشِيّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رَوَاج، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَد؛ ابْنا أَبِي القَاسِمِ السُّوْذَرْجَانِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مَيلَة الفَرَضي إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أبي عَلِيٍّ أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أبي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا المُقَدَّمِيّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبّهُ الحَنَفِيّ، حَدَّثَنَا سِمَاك الحَنَفِيّ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةُ! مَنْ كَانَ لَهُ فَرَطَان مِنْ أُمَّتِي دَخَلَ الجَنَّةَ" قَالَتْ: يَا نَبِيّ الله! فَمَنْ كَانَ لَهُ فرط قال: "وَمَنْ كَانَ لَهُ فَرْط يَا مُوَفَّقَةُ".
قَالَتْ: يَا نَبِيّ الله! فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَط مِنْ أُمَّتِك قَالَ: "أَنَا فَرَط أُمَّتِي لَمْ يُصَأبيا بِمِثْلِي".
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ مُحَسِّناً مُغرِباً لَهُ عَنْ نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ، وَزِيَاد بن يَحْيَى وَعَنْ أَحْمَدَ بنِ سَعِيْدٍ المُرَابطي عَنْ حَبَّان جَمعياً عَنْ عبْدِ رَبِّهُ عَنْ سِمَاك بن الوَلِيْدِ أَبِي زُمَيْل الحَنَفِيّ.
وَعبد رَبِّهُ هَذَا: ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِيْنٍ، وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْس.
أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا نَاصر بن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا أبي طَاهِرٍ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ الكَاتِب، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ أبي الشَّيْخِ بقرَاءة أَبِي، حَدَّثَنَا أبي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ، عَنْ عِمْرَانَ القَطَّان، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَة، عَنْ سَعْدِ بنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذُكر عِنْد رَسُوْل اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ يُقَال لَهُ شِهَاب، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنت هشام". إسناده جيد.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي