الزركشي (حوالي 820 - 883 هـ) (1418 - 1478 م)
محمد بن أحمد بن اللؤلؤ الزركشي، كذا نسب نفسه في فاتحة شرحه على الدمامينية، المؤرخ.
ونسب نفسه في عنوان تاريخه «اللؤلؤي» نسبة إلى جده اللؤلؤ، وهو - فيما يبدو - مملوك.
وحفيده المترجم له ولد بتونس، ونشأ فيها حرا، وفي «المؤنس» لابن أبي دينار من موالي الحفصيين، ولعله ولاء عتق.
وتولى خطة عدل خاص بالدولة يشهد على رجالها، كما كان في الآن نفسه كاتبا بديوان الانشاء في الدولة الحفصية.
ومن شيوخه أحمد القلشاني، وحفيده محمد بن عمر، وأحمد القسنطيني، ومحمد البيدموري التريكي، وأبو البركات محمد بن عصفور، أما الأول فنقل عنه في التاريخ غير مرة واصفا له بشيخنا ويظهر أن هذا الشيخ كان معتنيا برواية الأخبار، أما الثاني فنعته بشيخنا وبركتنا وعمدتنا «في شرح الدمامينية»، أما الأخير وهو أبو البركات بن عصفور فقد ذكره في الشرح بلفظ شيخنا الفقيه المحدّث المكثر، الورع الزاهد، وأسند روايته للقصيدة المشروحة عن الحافظ ابن الجزري عن ناظمها البدر الدماميني، ويظهر في تآليفه أنه لم يكن ضليعا من العلوم.
وهو آخر مؤرخ ظهر في دولة الحفصيين.
مؤلفاته:
بلوغ الأماني. يرى ابن أبي دينار في «المؤنس» أنه هو شرح الدمامينية، وذهب الباحث الشيخ محمد ماضور أنه ترجم فيه لشعراء عصره، توجد منه نسخة مخطوطة بالمكتبة الوطنية بالجزائر ومنه نسختان بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة الأحمدية الزيتونية).
تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، ولعله أخذ هذه التسمية من الكاتب المؤرخ ابن نخيل (ت 618/ 1222) فإن له تاريخا باسم تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، كما في دليل مؤرخ المغرب للشيخ عبد السلام بن سودة (تطوان 1369/ 1950) ص 162 فالزركشي متأخر زمنا عنه، وهو قد نقل عنه في تاريخه، وإذن فاللاحق قد أخذ اسم كتابه من السابق، وليس اسم الكتاب مأخوذا من تاريخ الدولتين، لأبي شامة المقدسي كما ظنه شيخنا الأستاذ محمد الشاذلي النيفر.
وهو ينقل في تاريخه عن ابن خلدون، وابن قنفذ القسنطيني في الفارسية، ويعبر عنه بابن الخطيب، وعن ابن نخيل كما تقدم، وأحمد بن محمد الغرناطي نزيل تونس.
فإذا خرج من النقل عن هؤلاء قصرت عبارته، واعتورتها العامية، وفي النسخة المطبوعة من الكتاب تنتهي حوادثه في سنة 882/ 1478 وفي نسخة باريس تنتهي حوادثه سنة 1/ 526 - 932.
وذكر ابن أبي دينار في «المؤنس» عند الكلام عن مبدأ ولاية الحسن بن محمد المسعود بن أبي عمرو عثمان الحفصي الذي بويع يوم وفاة والده يوم الخميس 25 ربيع الثاني سنة 932 «وهنا انتهى النقل الذي قيده الزركشي».
وقد يكون ما في نسخة باريس وما ذكره ابن أبي دينار ناشئا في الأصل عن الحاقات للحوادث بهامش النسخة الأصلية، واعتمد صاحب الالحاقات على مسايرة اسلوب المؤلف، وجاء ناسخ قليل الخبرة والمعرفة فأدرجها في صلب الكتاب، وتنوقلت مثل هذه النسخة التي ظفر بها ابن أبي دينار والتي وصلت منها نسخة إلى باريس. وهذا غير عزيز في الكتب العربية القديمة، لذلك كان اعتماد تعدد النسخ في التحقيق لا سيما في كتب التاريخ يكشف عن زغل الزيادة والالحاق، ولأن هذه الزيادة تستغرق أحداث نصف قرن، وهو قدر ليس باليسير، ولأن المؤلف يكون قد عمّر أكثر من قرن وهو أمر مستبعد.
طبع الكتاب بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1289/ 1872 - 73 في 155 ص، ويليه ذيل يشتمل على أسماء ملوك الدولتين المذكورتين (الموحدية والحفصية) وتاريخ ولاية كل واحد منهم مع تاريخ وفاته، وذكر بعض مآثرهم (دليل مؤرخ المغرب الأقصى).
وطبع مرة ثانية بتونس سنة 1965 نشر المكتبة العتيقة اعتمادا على الطبعة الأولى، مع مقدمة في التعريف بالمؤلف والكتاب وتعليقات وفهارس بقلم الشيخ محمد ماضور.
والكتاب ترجمه إلى الفرنسية م. أ. فانيان M.E.Fagnan
Chronique des Almohades et des Hafsides، Constantine 1895 VI + 298.
وذكر جرجي زيدان أن هاته الترجمة طبعت بالاستانة، والذي غلّطه هو ظنه أن قسنطينة (بالجزائر) هي القسطنطينية (الآستانة).
شرح على الدمامينية وهي قصيدة في مدح السلطان أبي العباس أحمد الحفصي بعثها إليه من مصر سنة 793/ 1390 ناظمها بدر الدين محمد بن أبي بكر الدماميني المخزومي الاسكندري وطالعها:
تجنّى فأخفى الجسم والوجد يظهر … ولا ينكر الاخفاء فاللحظ يسحر
وعدد أبياتها 99 بيتا.
والشرح يميل إلى الاختصار، وفيه فوائد تاريخية، توجد منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة الأحمدية)
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 413 - للكاتب محمد محفوظ