الجودي (1278 - 1362 هـ) (1861 - 1943 م)
محمد بن محمد صالح بن قاسم ابن الحاج علي الجودي التميمي القيرواني، المسند المحدث، الفقيه، المؤرخ، المشارك في كثير من العلوم العقلية والنقلية، من كبار الاعلام الذين ازدان بهم القطر التونسي.
نشأ بالقيروان، وقرأ بها على الشيخ القاضي محمد العلاّني، وغيره، ثم رحل إلى تونس، وقرأ بجامع الزيتونة على المشايخ سالم بو حاجب، وعمر بن الشيخ، ومحمد جعيط، ومحمد النجار، ومحمد الطيب النيفر، ومحمد المختار شويخة وكان له تضلع من التاريخ والتراجم، واعتناء بالغ بالرواية والاسناد والبحث عن الكتب النادرة، وقد جمع مكتبة نفيسة، أوقفها على الجامع الكبير جامع عقبة بن نافع بالقيروان، وقد استفاد من سعة اطلاعه المراقب المدني المستشرق شارل منشيكور في بحثه عن الطريقة الشابية بالقيروان.
حج ثلاث مرات سنة 33، 34، 35/ 1913، 15، 16، واجتمع باعلام أخذ عنهم وأجازوه وهم: أحمد البرزنجي المدني، ومحمد معصوم الهندي، وعبد الباقي الهندي، وياسين الخياري، وبدر الدين المغربي، وجمال الدين القاسمي، وأبو الخير بن عابدين، وهؤلاء الثلاثة لقيهم بدمشق، وأجازه السيد أحمد بن أحمد بن عبد القادر الجزائري مفتي المالكية بالمدينة المنورة بروايته لحصر الشارد عن مفتي الحنفية بالمدينة المنورة محمد أمين بن عمر بالي زاده عن مؤلفه محمد عابد السندي، قال الشيخ عبد الحي الكتاني «الثاني والعشرون - مفتي الحنفية بالمدينة المنورة المعمّر محمد أمين بن عمر بالي زاده الحنفي المدني، رأيت في اجازة تلميذه مفتي المالكية بالمدينة المنورة السيد أحمد بن أحمد بن عبد القادر الجزائري المدني المالكي لصديقنا مفتي القيروان، الفقيه المؤرخ المسند، الرواية، الجمّاعة للكتب الشمس محمد بن صالح الجودي المالكي، وهي بتاريخ 1332 رواية لحصر الشارد عن مؤلفه ولم أرد ذلك لغيره»
ولي التدريس بالجامع الكبير بالقيروان في 8 صفر 1312/ 1895، والتدريس بالمدرسة القرآنية، وتخرج عليه كثيرون، واسندت إليه خطة الفتوى بالقيروان في رجب سنة 1329/ 1911، ثم أسندت خطة رئاسة الفتوى بها.
مؤلفاته:
تاريخ قضاة القيروان، من الفتح الإسلامي إلى عهده اختتمه بترجمة الشيخ القاضي محمد العلاّني المتوفى ليلة السبت غرة ربيع الأنور 1352/ 1933، منه نسخة مصورة بالمكتبة الوطنية بتونس.
مورد الظمآن بأخبار المتأخرين من علماء وصلحاء القيروان، جعله ذيلا لتكميل الصلحاء والأعيان لمحمد بن صالح عيسى الكتاني القيرواني الذي جعل كتابه ذيلا لمعالم الايمان، والكتاب في جزءين الجزء الأول منه بمكتبة الأستاذ إبراهيم شبّوح وربما كان بخط المؤلف، والجزء الثاني في حكم المفقود.
فتاوى كثيرة
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 70 - للكاتب محمد محفوظ