علي بن علي بن محمد الأومي الصفاقسي (1204 هـ / 1789 م)
الاسم الكامل والنسب والمولد والوفاة
علي بن علي بن محمد الأومي الصفاقسي
ينتسب إلى الشيخ عبيد الأومي
أصل الأسرة من رقود الأومة المجاهدين المدفونين بأرض المسعودة شمالي نقطة قرب صفاقس
استوطنوا صفاقس وأخذوا عن علمائها، ثم عن علماء تونس ومصر
توفي في جمادى الأولى سنة 1204 هـ / 1789 م
النشأة العلمية والتعليم
قرأ بصفاقس
رحل إلى القيروان وأخذ عن الشيخ عبد الله السوسي السكتاني المغربي
أجازه السكتاني في أوائل ذي الحجة سنة 1143 هـ / 1730 برواية الكتب الستة وغيرها
أخذ عنه الفقه، التوحيد، الفرائض، الحديث، الأصول، التفسير، الحساب، والمنطق
إجازته بالسند تنتهي إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني
شملت رواية كتب مثل: رياض الصالحين، الموطأ، الشفا، الجامع الكبير، الروض الأنف، تفسير البغوي، تفسير الرازي، تفسير الجلالين، الإحياء، التذكرة، الحكم لابن عطاء الله
ثم ارتحل إلى تونس وأخذ عن علماء الزيتونة
ثم ارتحل إلى مصر، وجاور بالأزهر خمس سنوات، وقرأ وأقرأ فيه، وجمع ثبتًا فيه إجازات شيوخ الأزهر
المشايخ والأساتذة الذين أخذ عنهم، مع تحديد البلدان
عبد الله السوسي السكتاني (القيروان)
محمد بن أحمد الرشيدي المالكي (مصر)
محمد البليدي الحسني الأندلسي (مصر)
سالم بن محمد النفراوي (مصر)
محمد بن سالم الحفناوي الخلوتي (مصر)
علي بن أحمد الصعيدي العدوي (مصر)
حسن بن علي المدابغي (مصر)
أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري المذاهبي (مصر)
حسين بن محمد المحلي (مصر)
سليمان العزيزي الشافعي الزيّات (مصر)
ومن شيوخه الذين لم يمنحوه إجازة: علي بن الخضر العمروسي، والعالم الرياضي حسن الجبرتي
الطلاب الذين تخرّجوا على يديه أو تأثروا به، بأسمائهم وبلدانهم
الشيخ محمود بن سعيد مقديش
الطيب الشرفي
عبد الرحمن بكار
محمد الزواري
محمد المصمودي
إبراهيم الخراط
علي ديب
علي الغراب وابنه أحمد
كما أثنى عليه تلامذته، ومنهم محمد البنداري المصري الذي قال في مدحه:
له ذهن يغوص ببحر علم
فيأتي منه بالدر النظيم
معانيه الضيا ولأجل هذا
سرت ألفاظه مثل النسيم
النشاط الدعوي والتربوي
أقرأ بالأزهر خلال مدة جواره
عند عودته إلى صفاقس، انتصب للتدريس في الجامع الكبير
أقرأ الفقه، اللغة، الرياضيات، والبلاغة
كان لا يقرئ إلا بتحقيق ومراجعة دقيقة
أثر في تلاميذه علميًا وروحيًا
وكان اعتمادُه على مكتبته الخاصة التي اصطحبها معه من مصر
أخلاقه وسلوكه مع الطلاب والعامة والمحتاجين
كان عفيفًا، ديِّنًا، زاهدًا
امتنع عن القضاء ورفض الوثيقة التي زكّته
رفض الأجور المخزنية والمجابي، وقَبِل العيش مما أحلّه الله
كان يصلي إمامًا فقط في مسجد مهجور، احتسابًا
لم يعرف للأمراء بابًا ولا للشفاعات وجاهًا
كان كثير الصمت والانزواء، لا يخرج إلا لدرس أو لزيارة
قال عنه الشيخ محمود مقديش:
«كان رحمه الله إمامًا، في المعقول والمنقول، حاملاً من العلوم الشرعية الأصول وفروعها، والأحاديث وعلومها والتفاسير وفنونها، وطرق القراءات والتجويد، والعلوم الأدبية، وعلوم الرياضة منطقًا وحسابًا وهندسة وهيئة وميقاتًا، ومن دقائق الحكمة مفتاح كنوزها.»
كما مدحه تلميذه علي الغراب بقصيدة قال فيها:
خذ من فنون العلم كل عويص
فالعلم يعلي قدر كل رخيص
سيما البيان فإنه لأجلّها
قدرا وأشرفها على التخصيص
إذ كان إيضاحا لها وملخصا
مفتاح باب السعد في التلخيص
لكن إذا ما كنت آخذه على
تاج الأئمة كامل التخويص
أعني أبا الحسن علي من غدا
يعزى إلى الأومي لدى التخصيص
هو من بمضمار البلاغة قد حوى
حلب السباق لدى ذوي التفريص
أما العلوم فإنه لرميمها
أحيا، ومنها حل كل عويص
وملخص المعنى إذا أبدى الخفا
منها يلخص أيما تلخيص
ومتى أراد الوصل معنى معرض
أفكاره وصلت بلا تربيص
جمع الفضائل كلها فأكرم به
من طود علم نال كل قنيص
ما عيب شيء منه إلا أنه
عند السؤال مشتت التنقيص
فذوو الفضائل حين يُذكر فضله
تُكسى من الأرداء كل قميص
لا خير فيمن راح ينكر فضله
لكنه من معشر التنقيص
بيت العفاف منزه ذو همة
عليًا، وصلب الدين غير شكيص
لا زال من بحر الجزالة والهدى
خلال زائره وعذب قريص
وفي علوم الدين والدنيا اغتدى
نورًا مبينًا ساطع التمحيص
وكفاه في الدارين ما من شأنه
أن يهتدى بالعلم كل حريص
مواقفه السياسية وخطبه
رفض القضاء رغم ترشيح أهل بلدته له
أبطل وثيقة تزكيته، واعتذر عن المنصب
نبذ مخالطة الأمراء، وصرّح ببطلان شفاعاتهم
المؤلفات والرسائل
تقييد وجيز على مقامات الحريري (حتى المقامة 24 – نسختان بالمكتبة الوطنية بتونس)
رسائل في التجويد
رسائل في التوحيد
رسائل في الفقه
رسائل في الحساب والهيئة
حاشية على رجز أبي مقرع في الفلك
شرح على "فرائد الفوائد في نظم العقائد" لقريبه عبيد الأومي – بخطه
الوفاة والتفاصيل الأخيرة قبلها
استمر مثابرًا على التدريس والإفادة
توفي في جمادى الأولى سنة 1204 هـ / 1789 م
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 61 - للكاتب محمد محفوظ