الخراط - (1151 - 1251 هـ) (1739 - 1836 م)
إبراهيم بن الشيخ أحمد الخراط الصفاقسي، الأديب الشاعر، قرأ ببلدة صفاقس على الطيب الشرفي، وعلى الأومي، ومحمد بن علي الفراتي.
وهو من رفقاء الشاعرين علي ذويب، وعلي الغراب في الدراسة، ومن معاصري الشيخ محمود بن سعيد مقديش المؤرخ.
كان والده من علماء عصره الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فسعي به إلى الأمير علي بن حسين باي فأمر بسجنه والتشديد عليه في السجن، فبلغ والده صاحب الترجمة أن عليا ابن الأمير محمد ابن الأمير الشهير إسماعيل سلطان فاس قادم إلى قابس في طريقه إلى الحج فلقيه في قابس مادحا له بقصيدة بليغة مستشفعا له في والده لدى أمير تونس علي باي، فقبله مولاي علي وأكرمه، وكتب كتابا إلى الأمير علي باي شافعا، وقدم صاحب الترجمة على الأمير علي باي بالمكتوب، فقبل الشفاعة، وأطلق سراح الوالد، وأحسن إليه، والقصيدة طويلة طالعها:
إذا رمت إدراك العلى فاسلك الصّعبا … وبالنفس خاطر بالخطير ودع الرّهبا
مؤلفاته:
زهر الربيع في محاسن البديع في 630 ص من القطع الكبير، رتبه على مقدمة و 51 نوعا من فن البديع، وخاتمة، وذكر في المقدمة تشجيع عامل صفاقس محمود بن فرحات الجلولي وابنه محمد على اتمامه، والمقدمة تشتمل على ثلاثة فصول، الفصل الأول في الكلام على فن الأدب وتقسيمه، وما يليق بمتعاطيه، والفصل الثاني في فضل الشعر، وما يجب على الشاعر اتباعه، والفصل الثالث فيما يجوز للشاعر ارتكابه، ثم انتقل للحديث عن أنواع البديع نوعا نوعا، وهو مع توسعه في فنه مجموعة أدب وطرائف، ففيه مختارات نادرة بارعة من شعر القدماء ونوادرهم، ومن شعر المحدثين، وفيه القواعد العلمية من شتى الفنون وفيه النقد البارع المفيد، وفيه مختارات من شعر القدامى ونثرهم، ومن شعر ونثر معاصريه، وفيه مجموعة من شعره ورسائله ومقاماته، وما دار بينه وبين علي الغراب، وعبد اللطيف الطوير مفتي القيروان وشاعرها من مراسلات ومساجلات، وختم الكتاب بقصيدة من نظمه في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وتحدث عن شعراء صفاقس في القديم مما هو موجود غالبه في رحلة التجاني «الحلل السندسية» ثم انتقل للكلام عن شعراء عصره، ولم يكد يشرع في الترجمة الأولى حتى جاء البياض بباقي الصفحة والصفحتين المواليتين، والنسخة خطها جميل تارة ورديء اخرى، وبها كثير من التحريف وصفحات بيضاء، وهي في مكتبة المرحوم السيد محمد العزيز الجلولي.
وبعد إتمام التأليف رفعت نسخة إلى الأمير حمودة باشا ابن علي باي، الذي عرضه على علماء تونس، فقرظه الشيخ عمر المحجوب بقصيدة، أجاب عنها المؤلف بقصيدة من نفس البحر والروي، وقرظه مفتي صفاقس الشيخ أحمد الشرفي نثرا ونظما.
ديوان شعر.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 189 - للكاتب محمد محفوظ