- أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد بن علي بن سعيد بن أحمد السكتاني السوسي: كان من العلماء الأعلام كأنما هو ضياء في جبين الإِسلام وبدر علم لا يفارقه التمام جيد المعرفة بالنحو والبيان وبعلم الفقه والحديث والكلام خزانة تحقيق ومعدن تدقيق، قدم لتونس من المغرب وأخذ عن الشيخ الصفار وغيره من مشاهير العصر ثم رحل للمشرق عاكفاً على العلم ساهراً ولقي الشيخ إبراهيم الجمني والشيخ أحمد بن ناصر وأخذ عنهما وغيرهما ثم رجع بعلم جم للقيروان ولازم بها التدريس ثم فارقها تحت عناية علي باشا متولياً مشيخة المدرسة العاشورية وأخذ عنه أعلام منهم ابناه محمَّد وأحمد والشيخ مقديش والشيخ الحسين الورتيلاتي. توفي في تونس في حدود سنة 1169 هـ[1755 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف
السوسي ( ... - في حدود 1169 هـ) ( ... - 1752 م)
عبد الله بن محمد بن علي بن سعيد بن أحمد بن علي بن سعيد بن أحمد السوسي (نسبة إلى أقليم السوس بالمغرب الأقصى والد أحمد المتقدمة ترجمته) السكتاني نسبا، المسكناني دارا ومنشأ التونسي اقامة ومدفنا، المالكي مذهبا، أبو محمد، الفقيه المشارك في علوم من نحو وبيان وحديث وكلام، الاديب الشاعر.
قدم تونس وقرأ بالزاوية الجمنية بجربة على ابراهيم بن عبد الله الجمنيّ، وقرأ بجامع الزيتونة على محمد الصفار القيرواني (ت 1127/ 1715)، وعلى غيره، ثم رحل إلى مصر، ودخل الحجاز فحج، وقرأ بالأزهر على إبراهيم الفيّومي، ومنصور المنوفي الضرير، ومحمد بن أبي العز العجمي، وغيرهم.
وسمع بمكة من عبد الله بن سالم البصري، ومحمد الوليدي المكي مدرس دار الخيزران سمع منه «دلائل الخيرات»، وروى الطريقة الناصرية عن شيخها أبي العباس أحمد بن محمد ناصر الدرعي، والغالب على الظن أنه لقيه بالمغرب الأقصى، وقرأ النحو والصرف والفقه في احواز مراكش وفاس.
وصفه حسين خوجة بأنه رجل أسمر، حسن القامة، مليح الوجه، صاحب سكينة ووقار، عفيف ديّن ذو مهابة، وله ميل إلى الخمول.
ويستفاد منه أنه بعد رجوعه من المشرق «مكث بجزيرة جربة واستقر بمدرستها، وأخذ عن الشيخ الفاضل البركة ... ابراهيم الجمني: وهذا عجيب لأنه نزل جربة قبل ارتحاله إلى المشرق ولكنه بعد رجوعه زارها زيارة مجاملة لشيخه ابراهيم الجمني.
وانتقل إلى القيروان ودرس بزاوية الولي الصالح سعيد الوحيشي، وممن قرأ عليه هناك علي الأومي الصفاقسي، واجازه بما تضمنه ثبته وصادق على ذلك بخط يده، وعمدته على عبد الله بن سالم البصري، ثم انتقل إلى مدينة تونس يطلب من أميرها حسين بن علي باي، وقيل من أميرها علي باشا الأول، وتولى بها مشيخة المدرسة العاشورية، وأخذ عنه أعلام منهم ابناؤه أحمد ومحمد السنوسي ومحمد الأوسط، وأبو بكر بن ناصر القابسي، والحسين الورتيلاني الجزائري، ومحمود مقديش الصفاقسي، وغيرهم. ولما حضرته الوفاة أحضر أولاده الثلاثة: أحمد، ومحمد السنوسي، ومحمد الأوسط، وقال لهم: من ترك أولادا - والشكر لله - مثلكم أتنفذ وصيته؟
- فقالوا: لك علينا السمع والطاعة.
- فقال لهم: إذا مت فاغسلوني على مقتضى السنة، واحملوني إلى قبري من غير جهر بالذكر امام النعش. ونفذوا وصيته وحمل إلى قبره وجميع من شهد الجنازة سكوت يذكرون الله سرا وهذا يدل على أن بدعة رفع الصوت في الجنائز كانت شائعة في عصره بتونس.
مؤلفاته:
ثبت في مروياته عن شيوخه المشارقة. منه نسخة بخط الشيخ علي الأومي لأنه أجازه عند تدريسه بالقيروان، موجودة بالمكتبة الوطنية وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري.
نظم في سند الطريقة الناصرية.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - صفحة 86 - للكاتب محمد محفوظ