الشيخ أحمد السفطي
هو الإمام الشيخ أحمد بن عبد الجواد الشافعي السقطي، ولد بقرية سفط العرفاء مركز الفشن بمحافظة بني سويف، وإلى قريته يرجع نسبه، وكان مولد الشيخ السقطي أوائل القرن الثالث عشر بقريته العرفاء التي نشأ فيها وتعلم القرآن الكريم، ثم رحل إلى القاهرة ليلتحق بالجامع الأزهر فيتلقى علومه على أيدى كبار المشايخ في عصره أمثال الشيخ محمد ابن محمد السنباوي المعروف بالأمير الكبير، والشيخ الشنواني، والشيخ الدمهوجي، وبرع الإمام السفطي في تحصيل العلوم وحفظ كل ما يلقى عليه فأجازه الشيخ الأمير، واشتغل بالتدريس، وكانت حلقة درسه من أكبر حلقات الدرس بالجامع الأزهر وكان تلاميذه من أنبغ التلاميذ، وظل الشيخ يعطي ما لديه لتلاميذه، ولا يكتفي بذلك، بل نشط في تحصيل العلوم والثقافات ليعيد قراءتها وشرحها على تلاميذه، وكان مشهوراً بالعفة والصلاح وغزارة العلم وسعة الاطلاع.
ولي مشيخة الأزهر عام1954 عقب وفاة الشيخ القويسني، وظل في هذا المنصب يقوم بأعبائه، ويعمل لصالح الجامع الأزهر، وتذليل العقبات أمام الدارسين فيه، وأيضاً الوقوف بجانب علمائه ومشايخه.
ظل الشيخ منشغلاً بالجامع الأزهر مما منعه من وضع المؤلفات والشروح ولكونه كان يعطي معظم وقته لتلاميذه ليرد على استفسارهم، ويشرح ما يصعب عليهم ولذلك لم تذكر الكتب مصنفات للشيخ السفطي سوى إجازتين إحداهما منه للشيخ أحمد بن محمد الجرجاوي أجازه فيها بما تجوز له روايته مما تلقاه عن أساتذته ومنهم الشيخ الأمير.
والثانية: إجازة أجاز بها الشيخ حسنين الملط الحنفي قال فيها: وقد أجزت ولدنا المذكور بما يجوز لي وعني روايته، وما تلقيته عن المشايخ بشرط المراجعة وسؤال العالمين ولا يقدم على شيء حتى يعلمه حكم الدين.
وكان الشيخ السفطي ورعاً، تقياً، دقيقاً، أميناً، يخشى ربه في كل ما يقوم به، وقد توفاه الله عام 1263هـ، ودفن بقرافة المجاورين رحم الله الإمام وأسكنه فسيح جناته
شيوخ الأزهر تأليف أشرف فوزي صالح ج/2 – ص 47-48.