الشيخ أحمد الدمهوجي
هو الإمام الشيخ أحمد زين علي بن أحمد الدمهوجي الشافعي، ويعود نسبه إلى قرية دمهوج القريبة من بنها والقرية تابعة لمحافظة المنوفية ويعود نسب الشيخ إلى هذه القرية - وكانت محل إقامة أسرته - رغم أنه ولد بالقاهرة عام1176هـ.
وقد تلقى الشيخ العلوم الأزهرية على أيدي علماء الأزهر وشيوخه، وأثبت في تحصيل العلوم درجة عالية، وشغفاً عظيماً؛ فقد كان ذكاؤه باهرا، وكان حسن الصورة، هادئ الطبع زاهداً منقطعاً للعبادة، والتدريس، وتحصيل العلم.
ولم يأخذ الشيخ حقه من الشهرة والذيوع رغم تلاميذه الكثيرين لانقطاعه للعبادة، وحبه في عدم الظهور وإلقاء الضوء على شخصه.
وبعد وفاة الشيخ العروسي ظل منصب مشيخة الأزهر خالياً إلى أن جاء قرار الوالي - بعد إجماع العلماء - بتكليف الشيخ الدمهوجي لتحمل أعباء هذا المنصب، وعين الشيخين المهدي والأمير وكيلين للشيخ الدمهوجي نظراً لكبر سنه، واحتياجه لمن يساعده في القيام بمهام هذا المنصب.
لم ينل الشيخ الدمهوجي حقه في التعريف والترجمة، وربما يعود ذلك إلى الفترة القصيرة التي ولي فيها منصب مشيخة الأزهر، وأيضاً لكون الشيخ وطبيعته في الإحجام عن الظهور والتعريف بشخصه رغم علمه الواسع، وثقافاته المتعددة.
وظل الشيخ طيلة حياته يدرس العلوم الفقهية واللغوية لطلابه في الجامع الأزهر، وانكب على فعل ذلك لدرجة أنه لم يجد الوقت للتأليف والتصنيف فرحل دون أن يترك مؤلفاً، يحمل اسمه، أو ربما لم تأتنا الكتب التي ترجمت له بشيء من مؤلفاته، لأنه - كما ذكرنا - لم يأخذ حقه من الشهرة، ولم يعطه المترجمون في كتبهم كثير عناية، واستمر الشيخ في القيام بمهمة مشيخة الأزهر، وجعل نقش خاتمة (الشكر للموجود، ويحمده عبده الدمهوجي أحمد).
فاضت روحه إلى بارئها، ولقى ربه ليلة عيد الأضحى عام 1246هـ، وقد ناهز السبعين من العمر، رحم الله الإمام ذا الخلق الطيب والنفس العفيفة، والعلم الواسع، فقد آثر الحياة الآخرة الباقية على الحياة الدنيا الفانية وعاش للعلم والعبادة.
شيوخ الأزهر تأليف أشرف فوزي صالح ج/2 – ص 31-32.