محمد أكمل
1280 - 1343ه
هو محمد أكمل بن عبد الغني بك فكري ابن لطف الله بن حسين الشاعر الأديب الظريف، ولد بالقاهرة ونشأ بها، واعتنى والده بتعليمه وتهذيبه، ثم أدخله في مدة الخديوي إسماعيل الديوان الخديوي للتعلم كتلميذ، وكان من كبار كتاب هذا الديوان، فجود الخط به وألم باللغة التركية.
وعرف مدة طلبه بالأزهر كثيرا من أدبائه وشعرائه المجيدين: كالشيخ عبد الرحمن قراعة، والشيخ أحمد مفتاح، وحفني «بك» ناصف، وغيرهم، فاستفاد منهم أيضا، ونظم الشعر والزجل وأدوار الغناء، واشتهر بحسن المحاضرة وملاحة التندير وسرعة الجواب وخفة الروح. وكان كثيرا ما يجعل محور تنديره دائرا على حدبته فيأتي بما يضحك الثكلى، بل كان لا يأنف من ذكرها في شعره
وكان رحمه الله مجيدا في الزجل، متقنا لصياغة الأدوار التي يتغنى بها، وأكثر ما كان متداولا منها بين المغنين في عصره كان من نظمه، وأما شعره فالإجادة فيه قليلة، إلا ما ضمنه النكت والتنديرات العامية، فمن أحسن ما وقفت عليه منه قوله من مرثية في صاحبه علي رفاعة «باشا»:
وله عجائب مما ذهب عن الذهن الآن، ولكثرة ممارسته للتواريخ الشعرية كان يأتي فيها أحيانا بغرائب في إبراز المقصود بدون حشو.
مقتطفات من كتاب: أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، تأليف: أحمد تيمور باشا.