عبد الجواد بن عبد الرحمن بن عمر بوادقجي

تاريخ الولادة1320 هـ
تاريخ الوفاة1404 هـ
العمر84 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • الرقة - سوريا
  • حلب - سوريا

نبذة

الشيخ عبد الجواد بوادقجي هو العالم الفاضل، الزاهد الورع، التقي المتواضع، العارف بالله تعالی، مولانا الشيخ عبد الجواد بوادقجي ابن الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن بكري بن محمد.

الترجمة

الشيخ عبد الجواد بوادقجي

1320ه – 1404ه.

1902م – 1948م.

هو العالم الفاضل، الزاهد الورع، التقي المتواضع، العارف بالله تعالی، مولانا الشيخ عبد الجواد بوادقجي ابن الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن بكري بن محمد.

ولد - رحمه الله - سنة 1320 للهجرة في مدينة حلب الشهباء في الثالث عشر من شهر محرم يوم الجمعة، وكانت وفاته أيضا يوم الجمعة في الحادي عشر من شهر شعبان سنة 1404ه.

رحل مع والده وإخوته إلى الرقة، وهو لا يتجاوز السادسة من عمره. نشأ في حجر والده الذي اهتم به ورعاه وعلمه، فحفظه بعض المتون الأولية مثل الأجرومية في النحو، وأبي شجاع في الفقه الشافعي، والجزرية في التجويد؛ ولما أتم السابعة من عمره استظهر حفظ القرآن الكريم عند مفتي الرقة الشيخ محمد رشيد، ثم توفي والده ودفن في الرقة بين قبري سیدنا عمار بن یاسر وأويس القرني.

ولما بلغ الثالثة عشرة من عمره، عاد مع والدته وأخواته إلى مسقط رأسه حلب، فعمل عند ابن عمه في محل للعطارة فترة يسيرة لا تتجاوز الأشهر، ثم أقاله من عمله لأنه كان لا يكترث بالزبائن، ولا يهتم بهم، فهو منكب على كتبه قراءة ومطالعة وتلخيصة، ففاق أهل زمانه، وسما على أقرانه.

وكان قد أدرك الأفاضل الأعلام المعروفين بجلالة القدر بين الأنام، منهم العالم الجهبذ العارف بالله سيدي الشيخ محمد نجيب سراج - رحمه الله - وقد لازمه ملازمة الفرقدين، فكان يحضر حلقاته العامة والخاصة، ينهل من معین علمه وصفاء نفسه وأنوار قلبه، معتقد به اعتقاد جازمة، وكان هائما بشيخه، وكانت له عند شيخه المكانة الخاصة والمحبة المتميزة، فقد أذن له بالقراءة للمرضى، وكان يحصل على يديه الشفاء بإذن الله، وشکا مرة بعض زملائه إلى شيخه، فقالوا له: «إن الشيخ عبد الجواد يقرأ بالفتوحات المكية»، فقال لهم: «إنه مسموح له أن يقرأ، لأنه يفهم ما يقرأ أما أنتم فلا أسمح لكم الآن»، ثم قال: «الشيخ إذا قرأ الطبيعيات فلست بخائف عليه، فليقرأ الطبیعیات، إنه قميصي، ثم بعد فترة أرسل له سبحته، وجبته، والجلد الذي كان يجلس عليه؛ وكان إذا ما سافر أمره أن ينوب بالتدريس عنه، وكان على مستوى عظيم من الفهم، وكان يقول: «من فضل الله علي أن فهمي يسبق حفظي»؛ وكان ولوعا بكتب الشيخ الأكبر سيدي محي الدين بن عربي - رضي الله عنه - وبسائر كتب السادة الصوفية، كما أنه كان شغوفا بمطالعة جميع العلوم الدينية ؛ كان مرة عند شيخه الشيخ محمد نجيب - رحمه الله - وكان المجلس حافلا بإخوانه، وإذا بأحد تلامذة الشيخ - وهو الشيخ محمد خير الدين أسبير - الأديب والشاعر - صاحب دیوان القلائد الهمزية - قد ألف قصيدة تشتمل على ثمانين بيتا - فأحب أن يسمعها لشيخه، فأخرجها من جيبه، وقال: «سيدي، أحب أن أسمعكم هذه القصيدة»، وأخذ يقرؤها، وكان الشيخ عبد الجواد بجانبه، وبعد أن انتهى من قراءتها، وأراد أن يطوي القصيدة، قال له الشيخ: عبد الجواد، اسمعها لي»، فأخذ يقرؤها حتى أتي عليها بدون توقف أو تلعثم، فأخذه الحال، وقام يصيح: «سيدي ! سيدي الشيخ عبد الجواد حفظها من أول مرة! حفظها وأنا الذي ألفتها لم أحفظها !!».

. وفي بداية طلب العلم، حفظ متن السلم في المنطق، ثم ذكر اختلاف العلماء في تعلم المنطق، حيث يقول في مقدمة المتن:

فابن الصلاح والنواوي حرما           وقال قوم ينبغي أن يعلما

 فقال: «حيث أنهم اختلفوا في تعلمه، سأجعل كفارة لنفسي»، فحفظ جوهرة التوحيد في نفس الوقت الذي حفظ فيه متن التم!!

وقد حضر الشيخ عبد الجواد على عدد من أهل التقوى والصلاح، ومنهم شيخنا الشيخ ياسين موقت، فقرأ عليه شرح ألفية ابن مالك وبعض العلوم الفلكية والروحانية، وحضر على شيخنا الشيخ سعيد الإدلبي، والشيخ إبراهيم السلقيني والد الشيخ محمد السلقيني، والشيخ أحمد المكتبي، والشيخ محمود السنكري - رحمهم الله تعالی. شهادة العلماء فيه :

- كان الشيخ ياسين موقت يقبض على لحيته ويقول: «إن لحية الشيخ عبد الجواد مثل لحيتي»..

- حين وفاة الشيخ عبد الجواد جاء الشيخ عبد الله سراج ليصلي عليه، فقال لابنه الشيخ عبد الرحمن: «أتأذن لي بالصلاة عليه، فوالدك من الأولياء والأصفياء والأتقياء، وأسأل الله أن يرحمه، وأن يجعلكم خير خلف لخير سلف».

- وكنت أسمع أن الشيخ عبد الله سراج - رحمه الله - كان يقول: «إن الذين بلغوا مرتبة العبدية ثلاثة هم الشيخ عبد الجواد، والشيخ ياسين موقت، والشيخ عمر بوشي».

- ومرة كان الشيخ شهيد - وهو من كبار الأولياء وأهل الصلاح – كان مع تلامذته خارجا من الزاوية الهلالية، فأراد المرور من أمام بيت الشيخ عبد الجواد، فخلع حذاءه، وأمر تلامذته أن يفعلوا كذلك، وقال: «إنكم ستمرون أمام بيت قطب هو الشيخ عبد الجواد بوادقجي"».

رحم الله الشيخ عبد الجواد بوادقجي رحمة واسعة.

مقتطفات من كتاب: موسوعة الدعاة والأئمة والخطباء في حلب العصر الحديث.