محمد طيب بن محمد صالح المكي الهندي الرامبوري
تاريخ الوفاة | 1334 هـ |
مكان الولادة | مكة المكرمة - الحجاز |
مكان الوفاة | رامبور - الهند |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ محمد طيب المكي
الشيخ الفاضل العلامة محمد طيب بن حمد صالح الكاتب المكي ثم الهندي الرامبوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية والمعارف الحكمية، قرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، وقدم الهند في شبابه، فاشتغل مدة على مولانا إرشاد حسين العمري الرامبوري، ثم لازم العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي ببلدة رامبور وأخذ عنه العلوم الحكمية، ثم أخذ الحديث عن شيخنا المحدث حسين بن محسن الأنصاري اليماني بمدينة بهوبال، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية برامبور، فدرس وأفاد بها مدة عمره وأقام بعض الوقت مدرساً في دار العلوم التابعة لندوة العلماء بلكهنؤ.
وكانت له يد بيضاء في العلوم الأدبية والمعارف الحكمية، وكان يحفظ جملة من أخبار العرب وأنسابها وأشعارها لا يحفظها غيره، وكان سليم الطبع حاضر الذهن ذكياً يتوقد ذكاء غير أن فيه شدة، وله إنصاف في العلم بحيث لا يصر على أمر إذا عرف الدليل على خلافه، بل يذعن للحجة وينقاد للحق أينما كان.
له رياض الأدب، والنفحة الأجملية في الصلاة الفعلية، وكتاب الملاطفة في الرد على المولوي أحمد رضا في التقليد، وكتاب الانتقاد على العلامة محمد محمود الشنقيطي التركزي في رده على عاكش اليمني شارح لامية العرب للشنفري، وهذا الكتاب أدبي لطيف في بابه، وكتاب القبسة في الفنون الخمسة: المعاني والبيان والبديع والعروض والقوافي، وكتاب المكالمة في اللغة الدارجة، وكتاب الأحاجي الحامدية، وكتاب ما جرى من الفضول، وكتاب الحسن والأحسن، وكتاب في القراءة خلف الإمام، وكتاب في معنى لا إله إلا الله، ورسالة في معنى أولي الأمر في قوله تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" وله رسائل كثيرة في المعقول، وحواش على شرح السعد على القطبية، وحواش على المفصل.
ومن شعره ما كتب إلى الشيخ محمد بن الحسين اليماني:
ماس الجبين والاجزعة الحدق أبهى من الورد لولا لؤلؤ العرق
ومزنة الريق في برق سحائبه من العقيق يحاكي العقد في نسق
والسحر مقلتها والشعر ريقتها والسيمياء لجفر دق عن خلق
وفضة الكف فيها القوس من ذهب كالشمس فيها هلال صيغ عن شفق
جاءت إلي وعيني قط ما نظرت شخصاً سواها ولم ترحل عن الأرق
في روضة وقفت أغصانها عجباً من ميلها واجتماع الصبح والغسق
فالقد يرقص بين البان من فرح والفرع يلثم خد الروض من شبق
بتنا وللراح حكم في جوانحنا وللعناق أياد طلن عن حدق
لمست ياقوت حق العاج من غصن وقلت للصدر داو الصدر من حرق
وبت أشكر صنع الدهر منبسطاً كما فرحت بمكتوب من الرشق
كتبت يا شمس بل والشمس دونكم وإن وضعتك فوق الرأس من شفق
آمنت أنك قطب الشعر بل قمر لكل علم ومحي الفضل من رمق
فلم بعثت بأبيات ومعجزة وجيش فهمي لكم منقاد بالخلق
أنا الممد لأن الاسم اسمكم فالفضل منكم ومن علياكم سبق
وما أتيت بهذا الشعر ممتدحاً بل جئت ممتثلاً بالطوع متسق
فكيف أمدح من جلت مدائحه عن البديع وعن شعري وعن لبقي
فأجابه الشيخ محمد المذكور:
فيروزج الحسن أم ذا فيلق الفلق أم بدر تم يحاكي طلعة الأفق
أم تلك شمس بدت في الناس ظاهرة فأشرقت ببهاها ظلمة الأفق
أتلك غانية أمست مداعبة فقد جلت بسناها حندس الغسق
السحر فعلتها والخمر ريقتها والبدر صيغ لها من فضة يقق
تلك العقيق يحاكي في تلونه برق إذا لاح لولا لؤلؤ العرق
رشيقة القد هيفاء القوام على صفحات وجنتها ضرب من الشفق
جاءت تبختر في حلي وفي حلل والليل معتكر والصب في أرق
وشافهتني فخلت الدر متسقاً فقلت وصلاً فأومت لي على الحدق
فعانقتني فخلت الروح قد رجعت وبت ألثم حق العاج من شبقي
بتنا ضجيعين في أنس وفي فرح وفي اجتماع بلا خوف ولا قلق
فبينما نحن في لهو وفي لعب والكوس مرصوصة كالعقد في العنق
جاءت كشمس الضحى في الظهر قائلة في طلعة الشمس ما يغني عن الفلق
فقلت حياً هلا بالوصل يا أملي روحي الفداء لمن وافت على فشق
وقلت من فرحي طوراً بمقدمها وتارة كونها جاءت على وفق
أهذه الدر أم عقد الجمان أم ال تبر المنظم يحلي الدر في النسق
أم البلابل في البانات ساجعة تشدو فهيجت الورقا على الورق
فالورق تسجع والأغصان راقصة والبدر ينفط بالإبريز والورق
في روضة رقصت باناتها طرباً واستمرت فرحاً بالوابل الغدق
وأفصحت بلسان الحال قائلة من عند بدر الدجى والنجم في الأفق
أعني به العالم النحرير حجتنا محمد طيب الأخلاق والخلق
من فاق جل الورى في علمه وزكا أصلاً وطاب فروعاً طيب العرق
هو ابن صالح من طابت عناصره بالفضل والعلم والآداب واللبق
كتبت يا بدر بل والبدر دونكم وإن رفعتك فوق الرأس من شفق
يا بدر دين الهدى رفقاً على دنف أمس طريح الهوى ما فيه من رمق
أهذه معجزات قد بعثت بها لله درك ما أعلاك من لبق
أبقاك ربي في عز وفي دعة تخوض بحراً من الآداب في دفق
فأجابه محمد طيب بهذه الأبيات:
تقنعت بدم شمس بلا شفق فهل لشمس الضحى يا صاح من شفق
فتانة كلما تفتر عن برد تبسم العشق عن نار وعن أرق
وكلما كتبت أقلام بانتها سحراً يحدث حرف العين بالرشق
وعند ما خجلت أزهار وجنتها جاءت وقاحة موج الردف بالشنق
بها لبست ثياب الوحد مذ لبست ثلجاً بجسم لقد هنته بالحرق
فكلما طفل دمعي شد مئزره جسمي استحال وعظمي صار كالعلق
وما استبيح دمي إلا بمبسمها ففيه للدر أكنان وللورق
وفي برق ولكن لاح من شفق وفيه شبه مقال الفاضل الحذق
محمد بن حسين من محاسنه كالجوهر الفرد أو كالقطر في نسق
ماذا أقول وباعي في أنامله يغوص دهراً فظن البحر في الأفق
العلم فيه انتهى والفضل دان له وحلقة الصبح محفوظ من الغسق
توفي في شهر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف بمدينة رامبور فدفن بها.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)
محمد الطيب بن محمد صالح بن محمد عبد الله العَلَوي، المكيّ ثم الهندي:
عالم بالعربية والمنطق، له نظم وتآليف. ولد بمكة، ونشأ في (لامو) بشرقي إفريقية (البريطانية) ورجع إلى مكة فتعلم بها. وقصد الهند، فقرأ على علماء (رامفور) وتولى التدريس في مدرستها الحكومية العالية. وتوفي بها. وكان سلفي العقيدة. اشتهر في الهند بلقب (عرب صاحب)
وألف كتبا، منها (المكالمة في اللغة العربية الدارجة بمكة المكرمة - ط) و (الأحاجي النحوية الحامدية - ط) و (النفحة الأجملية في الصلات الفعلية - ط) في اللغة، و (حاشية على المفصل - ط) و (حاشية على الشمسية - ط) و (الملاطفة - ط) في الرد على المقلدين .
-الاعلام للزركلي-