محمد بن يوسف بن محمد السورتي
أبي عبد الله
تاريخ الوفاة | 1361 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ محمد بن يوسف السورتي
الشيخ الفاضل أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن أحمد بن علي اللونتي السامرودي السورتي، أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة وسائر الفنون الأدبية.
ولد في شهر شعبان سنة سبع وثلاثمائة وألف بسامرود ونشأ بها، وقرأ المختصرات على الشيخ محمد بن عبد الله الجوناكدهي والمولوي محمد جعفر البمبوي، ثم سافر إلى دهلي سنة إحدى وعشرين وقرأ بعض الكتب على المولوي عبد السلام الدهلوي والمولوي عبد الوهاب الملتاني والمولوي شرف الدين، ثم قرأ الأدب والعروض والقافية واللغة على المولوي يوسف حسين الخانبوري، ثم سافر إلى حيدر آباد سنة سبع وعشرين ولازم الشيخ محمد طيب بن محمد صالح الكاتب المكي، وقرأ عليه المنطق والحكمة والأدب، وصحبه مدة من الزمان.
وكان نادرة عصره في قوة الحفظ وكثرة المحفوظات، وسعة المطالعة، والتضلع من العلوم الأدبية ومقالات القدماء، كان له باع طويل وقدم راسخة في الصرف والنحو، واللغة والأدب، والأخبار والأنساب والرجال، قلما يدانيه أحد في ذلك، وكان صاحب إتقان وتحقيق في المسائل النحوية والعلوم اللغوية، يحفظ الآلاف من الأبيات، ويروي الشيء الكثير من الشعر والأدب والمتون والنصوص، وقد انصرف في آخر عمره إلى علم الحديث، وكان عصبي المزاج تعتريه حدة، ويثور في كثير من الأحيان، وقد أدركته صناعة الأدب، وعاش ككثير من أصحاب النبوغ والتفوق متنقلاً من بلد إلى بلد، لم ينتفع الناس بعلمه كما كان ينبغي، لفضل ذكائه وكثرة اعتداده بنفسه، فأقام في الجامعة الملية الإسلامية بدهلي مدرساً، ثم انتقل إلى الجامعة الرحمانية ببنارس، ثم تحول إلى بمبىء ودرس في مدرسة لأهل الحديث، وكان كثير التردد إلى طوك وقد تزوج بها، وكان له غرام بجمع الكتب النادرة، ينتسخها ويبيعها، وكان عاملاً بالحديث، شديداً في مذهبه، شديد النكير على الحنفية والمقلدين، وكان قليل التكلف كثير المؤاساة بالأصدقاء، سخياً كريم النفس، له جسم ممتلي وهامة كبيرة، وكان ضخم القوائم.
ومن مصنفاته مقدمة في الصرف، ومقرب في النحو، والزيادات الوافية على الكافية الشافية، وشرح ديوان حسان، والإنصاف فيما جرى في نحو أبي هريرة من الخلاف، وكتاب ذكاة الصيد في أن ما أصابه الرصاص ونحوه بحيوان محرمة وشق جلده حلال.
ومن أبياته ما كتب إلى من جرول يشكو فيها فتية من الأنصار:
أقول لنفسي في الخلاء ألومها لك الويل ما هذا التخشع والذكر
ومن أجل أن خانت عهودك عصبة يهمهم الدنيا وما إن لهم عذر
هم بسطوا تلك الأماني حقبة فلما اطمأن الأمر واستحصد الأمر
وبانت بنات الشوق يحنن نزعا وضم الحشا منها الحباب فلا صبر
وكانوا طويلاً يأملون خيانتي فما خنت يوماً لا ولا غالهم مكر
على غير شيء قلبوا لي مجنهم وضحوا بقلبي ضحية ما لها نكر
ولم يرقبوا ولا الدين راعهم ولا سطوة الله العزيز ولا العذر
ولا رحموني إذ منيت بشقوة ولا حفظوا في الوداد فما دروا
أتشكو فما الشكوى تفيد ولا البكا بمغن فتيلاً لا ولا شأنك الختر
ولا أنت ممن يكثر القيل في الخنى ولا دأبك التملاق يوماً ولا الهجر
أم السلو والهجران من غير بغضة أحب بلى إن السلو له أصر
وكم قد منيت من زمان بغصة وفجع ونقض فاصطبرت لها صخر
فلا تشمتي الأعداء يا نفس إنني صبور على العسراء إن غرني دهر
وله يذم قثاء الطوك ويمدح خربزه وهو البطيخ:
لا تأكلن إما مررت التوكا قثاءه فإن فيه النوكا
اقبح به من منظر يدهوكا يظل في الإعياء منه فوكا
واخضم من البطيخ ما يزهيكا فإنه السردي الذي يدعوكا
للأكل والتطراب قد يندوكا
مات في الخامس عشر من رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف بعليكره ودفن بها.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)