مرتضى بن محمد بن قادري بن ضياء الله البلكرامي
الزبيدي
تاريخ الولادة | 1145 هـ |
تاريخ الوفاة | 1205 هـ |
العمر | 60 سنة |
مكان الولادة | بلكرام - الهند |
أماكن الإقامة |
|
- علي بن أحمد بن مكرم الله المنسفيسي العدوي "الصعيدي أبي الحسن"
- أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف الملوي المجيري أبي العباس شهاب الدين
- عبد الخالق بن علي بن محمد المزجاجي الزبيدي
- محمد بن سالم بن أحمد نجم الدين أبي المكارم "الحفني شمس الدين"
- أحمد ولي الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي "شاه ولي الله أبي عبد العزيز"
- عمر بن علاء الدين النابلسي "الجوهري"
- خير الدين بن محمد زاهد بن حسن محمد الزبيري السورتي
- محمد البليدي ابن محمد بن محمد الحسني
- حسن بن علي بن أحمد المنطاوي الأزهري "المدابغي حسن"
نبذة
الترجمة
السيد مرتضى بن محمد البلكرامي
الشيخ الإمام العالم المحدث مرتضى بن محمد بن قادري بن ضياء الله الحسيني الواسطي البلكرامي نزيل مصر ودفينها المشهور بالزبيدي وهو صاحب تاج العروس شرح القاموس، ولد بمحروسة بلكرام سنة خمس وأربعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته زماناً، ثم خرج منها فجاء إلى سنديله وخير آباد وقرأ على أساتذتها، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، ثم ذهب إلى سورت وأخذ عن الشيخ خير الدين بن زاهد السورتي، وأقام عنده سنة، ثم سافر إلى الحجاز سنة أربع وستين وأقام بزبيد بفتح الزاي دارة علم معروفة باليمن، وأخذ عن السيد أحمد بن محمد مقبول الأهدل ومن في طبقته كالشيخ عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي والشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي، وأجازه مشايخ المذاهب الأربعة، وعلماء البلاد الشاسعة، وحج مراراً واجتمع بالسيد عبد الرحمن العيدروس بمكة المشرفة، وقرأ عليه مختصر السعد ولازمه ملازمة كلية، وهو الذي شوقه إلى مصر، فذهب إليها ودخل في تاسع صفر سنة سبع وستين، وسكن بخان الصاغة، وحضر دروس أشياخ الوقت، كالشيخ أحمد الملوي والجوهري والحفني والبليدي والصعيدي والمدابغي وغيرهم، وتلقى عنهم وأجازوه وشهدوا بعلمه وفضله وجودة حفظه، وسافر إلى الجهات البحرية مثل رشيد ودمياط وسمع الحديث من علمائها، وكذلك سافر إلى أسيوط وبلاد الصعيد وتلقى عن علمائها، ثم تزوج وسكن بعطفة الغسال، وشرع في تصنيف الكتاب الذي شاع ذكره وطار في سائر الأقطار والأمصار، الدال على علو كعبه ورسوخ قدمه في علم اللغة المسمى بتاج العروس، حتى أتمه عشر مجلدات كوامل في أربعة عشر عاماً وشهرين، وعند إتمامه أولم وليمة حافلة جمع فيها طلبة العلم وأشياخ الوقت، وأطلعهم عليه فشهدوا بفضله وسعة إطلاعه ورسوخه في علم اللغة، ثم انتقل إلى منزل بسويقة اللالا، وذلك في أوائل سنة تسع وثمانين فأقبل عليه أكابر تلك الخطة وأعيانها، ورغبوا في معاشرته لأنه كان لطيف الشكل والذات، حسن الصفات، بشوشاً بسوماً وقوراً محتشماً، وكان يعتم مثل أهل مكة عمامة منحرفة بشاش أبيض ولها عذبة مرخاة على قفاه ولها حبكة وشراريب حرير طولها قريب من متر، وكان ربعة نحيف البدن، ذهبي اللون، متناسب الأعضاء، معتدل اللحية، قد وخطه الشيب في أكثرها، مترفاً في ملبسه، مستحضراً للنوادر والمناسبات، ذكياً فطناً، واسع الحفظ، عارفاً باللغة التركية والفارسية، فاستأنس به أهل تلك الخطة وأحبوه، وصار يعطيهم ويفيدهم بفوائد، ويجيزهم بقراءة أوراد وأحزاب، فتناقلوا خبره وحديثه، فأقبل عليه الناس منكل جهة فشرع في إملاء الحديث على طريق السلف في ذكر الأسانيد والرواة والمخرجين من حفظه على طرق مختلفة، وكل من قدم عليه يملي عليه الحديث المسلسل بالأولية برواته ومخرجيه ويكتب له سنداً بذلك، وأجازه بسماع الحاضرين فيعجبون من ذلك، ثم إن بعضاً من أفاضل علماء الأزهر ذهبوا إليه وطلبوا منه إجازة فقال لهم: لا بد من قراءة أوائل الكتب، واتفقوا على الاجتماع بجامع شيخون بالصليبة كل يوم اثنتين وخميس من كل جمعة، فشرع في صحيح البخاري، وصار يملئ عليهم بعد قراءة شيء من الصحيح حديث المسلسلات أو فضائل الأعمال ويسرد رجال سنده ورواته من حفظه، ويتبعه بأبيات من الشعر كذلكن فيتعجبون من ذلك فازداد شأنه وعظم قدره واجتمع عليه أهل تلك النواحي وغيرها من العامة والأكابر والأعيان، والتمسوا منه تبيين المعاني، فانتقل من الرواية إلى الدراية، وصار درساً عظيماً، وازدادت شهرته، وأقبل الناس من كل ناحية لسماعه ومشاهدة ذاته، ودعاه كثير من الأعيان إلى بيوتهم وعملوا من أجله ولائم فاخرة، فيذهب إليهم ع خواص الطلبة والمقرئ والمستملي وكاتب الأسماء، فيقرأ لهم شيئاً من الأجزاء الحديثية كثلاثيات البخاري أو الدارمي أو بعض المسلسلات بحضور الجماعة، وصاحب المنزل وأصحابه وأحبابه وأولاده، وبناته ونسائه من خلف الستائر، وبين أيديهم مجامر البخور بالعنبر والعود مدة القراءة، ثم يجتمعون كذلك بالصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النسق المعتاد، ويكتب الكاتب أسماء الحاضرين والسامعين حتى النساء والصبيان والبنات واليوم والتاريخ، ويكتب تحت ذلك صح ذلك وهذه كانت طريقة المحدثين في الزمن السابق، وطلب إلى الدولة العلية في سنة أربع وتسعين، فأجاب ثم امتنع وطار صيته في الآفاق، وكاتبه ملوك النواحي من تركيا والحجاز والهند واليمن والشام والبصرة والعراق وملوك المغرب والسودان وقزان والجزائر والبلاد البعيدة، وكثرت عليه الوفود من كل ناحية يستجيزونه فيجيزهم، وقد استجازه السلطان عبد الحميد الأول ملك قسطنطينية، فأجازه بكتب الحديث، وكتب له الإجازة، وكتب إجازة أيضاً لمحمد باشا راغب صدر الوزارة ونظام الملك، وكتب إجازة إلى غزة ودمشق وحلب وآذربيجان وتونس ونادلا وحران وديار بكر وسنار ودارفور ومدراس وغيرها من البلدان على يد جماعة من أهلها الذين وفدوا عليه وسمعوا منه وتوقفوا لديه واستجازوا لمن هناك من هناك من أفاضل العلماء، فأرسل إليهم مطلوبهم من تلك الأسانيد العليا. وأما أسانيده فهي كثيرة متشعبة طرقها لا يكاد يحصيها أحد بالبيان إلا ما ذكر مرتضى بن محمد البلكرامي المترجم له في إجازته التي كتبها لبعض أهل اليمن فقال: أخبرني ما بين قراءة وسماع وإجازة خاصة وعامة مشايخنا الأئمة الأعلام السيد نجم الدين أبو حفص عمر بن أحمد بن عقيل الحسيني والشهابان أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف بن عمر المجري الملوي وأحمد بن حسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف الخالدي وعبد الله بن محمد الشبراوي والسيد عبد الحي بن الحسن بن زين العابدين البهنسي خمستهم عن مسند الحجاز عطاء بن سالم البصري والشهاب أحمد بن محمد النخلي ح وشيخنا النجم أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني بالفاء عن المسند عبد العزيز بن إبراهيم الزيادي ح وشيخنا المتفنن أحمد بن عبد المنعم بن صيام الدمنهوري عن الشمس محمد بن منصور الإطفيحي ح وشيخنا أبو المعالي الحسن بن علي المدابغي عن عبد الجواد بن القاسم المحلي ح وشيخنا المعمر السيد محمد بن محمد التليدي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني ح وشيخنا الشهاب أحمد بن شعبان بن غرام الزعبلي الشهير بالسابق قال هو وهو أعلى بدرجة والزرقاني والمحلي والإطفيحي والزيادي والنخلي والبصري. أخبرنا الحافظ شمس الدين محمد بن علاء الدين البابلي وزاد الزرقاني والإطفيحي والزيادي فقالوا:
وأبو الضياء علي بن علي الشبراملسي ح وأخبرنا شيخنا أبو عبد الله محمد بن أحمد العشماوي عن أبي العز محمد بن أحمد بن العجمي عن أبيه محدث القاهرة الشهاب أحمد بن محمد العجمي، قال هو والبابلي: أخبرنا المسند نور الدين علي بن يحيى الزيادي عن كل من المسندين يوسف بن زكريا ويوسف بن عبد الله الأرميوني كلاهما عن الحافظ شمس الدين أبي الخير محمد ابن عبد الرحمن السخاوي ح وبرواية البابلي والشبراملسي عن الشهاب أحمد ابن خليل السبكي وبراوية البابلي خاصة عن خاله سليمان بن عبد الدائم البابلي وأبي النجا سالم بن محمد السنهوري وعبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي والشهاب أحمد بن محمد بن يونس الحنفي والمعمر محمد بن محمد بن عبد الله القلقشندي الواعظ خمستهم عن نجم السنة محمد بن أحمد بن علي الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري.
وبرواية السنهوري عن الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي عن شيخ الإسلام وعن عبد الحق بن محمد السنباطي.
وبرواية الواعظ أيضاً عن أحمد بن محمد السبكي عن الجمال إبراهيم بن أحمد ابن إسماعيل القلقشندي.
وبرواية شيخ مشايخنا البصري عن علي بن عبد القادر الطبري عن عبد الواحد بن إبراهيم الخطيب عن الشمس محمد بن إبراهيم العمري هو والجمال القلقشندي والسنباطي وشيخ الإسلام والسخاوي عن حافظ الأمة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي محمد العسقلاني الشهير بابن حجر قدس الله سره بأسانيده المتفرعة إلى أئمة الكتب الستة وغيرهم مما أوردها في كتاب المعجم المفهرس وهو في جزء حافل.
وبرواية عبد الواحد الخطيب أيضاً عن الجلال عبد الرحيم بن عبد الرحمن العباسي هو والأرميوني وأبو زكريا أيضاً عن الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي بأسانيده المذكورة في معجمه.
ومن مشايخي الإمامان الفقيهان محمد بن عيسى بن يوسف الدنجاوي ومصطفى بن عبد السلام المنزلي أخذت عنهما بثغر دمياط وهما يرويان عن الإمام أبي حامد محمد بن محمد البديري عن الشيخ إبراهيم الكوراني وقريش بنت عبد القادر الطبري ومحمد بن عمر الشوبري ومحمد بن داود العناني والمقرئ محمد بن قاسم البقري وأحمد بن عبد اللطيف البشيشي بأسانيدهم. ومن مشايخي سالم بن أحمد النفراوي وسليمان بن مصطفى المنصوري وأبو السعود محمد بن علي الحسني وعبد الله بن عبد الرزاق الحريري ومحمد بن الطيب الفاسي ومحمد بن عبد الله بن العرب التلمساني بالمنور وعلي بن العربي السقاط وعمر بن يحيى الطحلاوي وغيرهم.
وممن كتب بالإجازة إلى جماعة أجلهم: الشهاب أحمد بن علي الميني الحنفي من دمشق وعلي بن محمد السلمي من صالحيتها وأبو المواهب محمد بن صالح بن رجب القادري ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي النقيب ومحمد بن طه العقاد وأحمد بن محمد الحلوي أربعتهم من حلب والمسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابن سالم السفاريني الحنبلي من نابلس وأحمد بن عبد الله السنوسي ومحمد بن علي بن خليفة الفريابي كلاهما من تونس ولي غيرهم من الشيوخ ذوي الرسوخ الموصوفين بالصلاح المنتظمين في سلك ذوي الفلاح تغمدهم الله بعفوه وزادهم من سلسبيل الجنة بصفوه وأسانيدهم مشهورة وفي صحف السماعات مسطورة، انتهى.
وقد ذكر مرتضى بن محمد المترجم له في برنامجه الذي كتبه للسيد باسط علي ابن علي بن محمد بن قادري البلكرامي بمصر نحواً من ثلاثمائة شيخ له الذين أخذ عنهم العلم وسمي منهم من علماء الهند: الشيخ فاخر ابن يحيى العباسي الإله آبادي والشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، قال: وحضرت بمنزله في دهلي، وذكر أنه لقي الشيخ أبا الحسن بن محمد صادق السندي المدني والشيخ خير الدين بن زاهد الحنفي السورتي وغيرهما. وأما مصنفاته فأحسنها وأشهرها تاج العروس شرح القاموس في عشرة مجلدات كبار، اشتهر أمره في حياته جداً فاستكتب منه ملك الروم نسخة وسلطان دار فور نسخة وملك الغرب نسخة وطلب منه أمير اللواء محمد بيك أبو الذهب نسخة، وجعلها في خزانة كتب مسجده الذي أنشأه بالقرب من الأزهر وبذل في تحصيله ألف ريال.
وللمترجم له تآليف غير هذا الشرح تزيد على مائة كتاب منها: إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين في عشرين مجلداً وتكملة القاموس مما فاته من اللغة وشرح حديث أم زرع ورفع الكلل عن العلل وتخريج حديث شيبتني هود وتخريج حديث نعم الإدام الخل والمواهب الجلية فيما يتعلق بحديث الأولية والمرقاة العلية بشرح الحديث المسلسل بالأولية والعروس المجلية في طرق حديث الأولية وشرح الحزب الكبير للشاذلي المسمى بتنبيه العارف البصير على أسرار الحزب الكبير وإنالة المحاضرة في آداب البحث والمناظرة ورسالة في أصول الحديث ورسالة في أصول المعمي وكشف الغطا عن الصلاة الوسطى والاحتفال بصوم الست من شوال وإيضاح المدارك عن نسب العواتك وإقرار العين بذكر من نسب إلى الحسن والحسين والابتهاج بذكر أمر الحاج والفيوضات العلية بما في سورة الرحمن من أسرار الصيغة الإلهية والتعريف بضرورة علم التصريف والعقد الثمين في طرق الإلباس والتلقين وإتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء وإتحاف بني الزمن في حكم قهوة اليمن وإتحاف الإخوان في حكم الدخان والمقاعد العندية في المشاهد النقشبندية مائة وخمسون بيتاً والدرة المضيئة في الوصية المرضية مائتان وعشرون بيتاً وإرشاد الإخوان إلى الأخلاق الحسان مائة وعشرون بيتاً وألفية السند في ألف وخمسمائة بيت، وشرحها في عشرة كراريس وشرح صيغة ابن مشيش وشرح صيغة البدوي وشرح ثلاث صيغ لأبي الحسن البكري، وشرح سبع صيغ المسمى بدلائل القرب للسيد مصطفى البكري والأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة وتحفة العيد في كراس، وتفسير سورة يونس على لسان القوم ولقطة العجلان في ليس الإمكان أبدع مما كان والقول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح والتحبير في حديث المسلسل بالتكبير والأمالي الحنفية في مجلد والأمالي الشيخونية في مجلدين، ومعارف الأبرار فيما للكنى والألقاب من الأسرار والعقد المنظم في أمهات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة والجواهر المنيفة في أصول أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة مما وافق عليه الأئمة الستة، والنفحة القدسية بواسطة البضعة العيدروسية وحكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق وشرح الصدر في شرح أسماء أهل بدر والتفتيش في معنى لفظ درويش ورفع نقاب الخفاء عمن انتمى إلى وفاء وأبي وفاء وبلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب وإعلام الأعلام بمناسك حج بيت الله الحرام ورشف سلاف الرحيق في نسب حضرة الصديق والقول المبتوت في تحقيق لفظة ياقوت ولقط اللآلي من الجوهر الغالي وهي في أسانيد الحفني، وهدية الإخوان في شجرة الدخان وإتحاف سيد الحي بسلاسل بني طي وترويح القلوب بذكر ملوك بني أيوب ونشوة الارتياح في بيان حقيقة الميسر والقداح وغير ذلك من الرسائل الكثيرة.
وله أشعار كثيرة منها قوله من قصيدة يمدح بها السيد محمد أبا الأنوار بن وفاء ويذكر فيها نسبه رحمه الله:
مدحت أبا الأنوار أبغى بمدحه وفور حظوظي من جليل المآرب
نجيباً تسامى في المشارق نوره فلاحت هواديه لأهل المغارب
محمد الباني مشيد افتخاره بعز المساعي وابتذال المواهب
ربيب العلا المخضل سيب نواله سماء الندى المنهل صوب السحائب
كريم السجايا الغر واسطة العلا بسيم المحيا الطلق ليس بغاضب
حوى كل حلم واحتوى كل حكمة ففات مرام المستمر الموارب
به ازدهت الدنيا بهاءاً وبهجة وزانت جمالاً من جميع الجوانب
مخايله تنبيك عما وراءها وأنواره تهديك سبل المطالب
له نسب يعلو بأكرم والد تبلح منه عن كريم المناسب
ومن كلامه أيضاً:
توكل على مولاك واخش عقابه ودوم على التقوى وحفظ الجوارح
وقدم من البر الذي تستطيعه ومن عمل يرضاه مولاك صالح
وأقبل على الفعل الجميل وبذله إلى أهله ما اسطعت غير مكالح
ولا تسمع الأقوال من كل جانب فلا بد من مثن عليك وقادح
ولما بلغ ما لا مزيد عليه من الشهرة وعظم الجاه عند الخاص والعام احتجب عن أصحابه، وأغلق الباب، وترك الدروس والإقراء، واستمر على هذه الحالة إلى أن آذنت شمسه بالزوال، وغربت بعد ما طلعت من مشرق الإقبال، فأصيب بالطاعون بعد صلاة الجمعة في مسجد الكردي المواجه لداره، ودخل البيت، واعتقل لسانه تلك الليلة، وتوفي يوم الأحد في شعبان سنة خمس ومائتين وألف ولم يترك ابناً ولا بنتاً ولم يرثه أحد من الشعراء ولم يعلم بموته أهل الأزهر ذلك اليوم لاشتغال الناس بأمر الطاعون فخرجوا بجنازته وصلوا عليه ودفن بقبر أعده لنفسه بالمشهد المعروف بالسيدة رقية، انتهى من بحر زخار ومآثر الكرام وأبجد العلوم والنفس اليماني ونور الأبصار للسيد مؤمن بن حسن الشبلخي وعجائب الآثار في التراجم والأخبار للشيخ عبد الرحمن الجبرتي الحنفي المصري.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)