أحمد ولي الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي
شاه ولي الله أبي عبد العزيز
تاريخ الولادة | 1114 هـ |
تاريخ الوفاة | 1176 هـ |
العمر | 62 سنة |
مكان الوفاة | دهلي - الهند |
أماكن الإقامة |
|
- أبي سعيد بن محمد ضياء بن آية الله البريلوي
- مرتضى بن محمد بن قادري بن ضياء الله البلكرامي "الزبيدي"
- نور الله بن معين الدين البرهانوي
- رفيع الدين بن فريد الدين بن عظمة الله اللكهنوي المراد آبادي
- عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي العمري "سراج الهند"
- محمد عاشق بن عبيد الله البهلتي
- نعمان بن نور بن هدى بن علم الله النصير آبادي
- ثناء الله السنبهلي
- محمد سعيد بن محمد ظريف بن خان محمد الدهلوي
- أهل الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري البهلتي
- محمد واضح بن محمد صابر بن آية الله البريلوي
- محمد معين بن محمد أمين السندي
- محمد بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي
- نعيم الله بن غلام قطب الدين بن غلام محمد البهرائجي
- نثار علي بن محمد صادق الظفر آبادي
- شعيب الحق البهاري "مولانا مسافر"
- غلام حسين بن نور علي الرضوي الصمدني
- شرف الدين محمد الدهلوي "سيد بودهن"
- أحمد بن أبي أحمد الدهلوي
- ثناء الله العثماني الباني بتي
نبذة
الترجمة
شيخ الإسلام ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي
الشيخ الإمام الهمام حجة الله بين الأنام إمام الأئمة قدوة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء آخر المجتهدين أوحد علماء الدين زعيم المتضلعين بحمل أعباء الشرع المتين محيي السنة وعظمت به لله علينا المنة شيخ الإسلام قطب الدين أحمد ولي الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي. العالم الفاضل النحرير أفضل من بث العلوم فأروى كل ظمآن كان السلف من آبائه من حفدة السيد ناصر الدين الشهيد ومشهده ببلدة سوني بت معروف يزار ويتبرك به، وجده الشيخ وجيه الدين العمري الشهيد حفيد للسيد نور الجبار المشهدي ونسبه يتصل بالإمام موسى الكاظم عليه وعلى آبائه السلام، وكان أبوه الشيخ عبد الرحيم من وجوه مشايخ دهلي ومن أعيانهم، له حظ وافر من العلوم الظاهرة والباطنة مع علو كعبه في طريقة الصوفية وهو بشر بولده في رؤيا صالحة بشره بذلك الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي وقال له أن يسميه باسمه إذا ولد فلذلك قيل له قطب الدين، وهو ولد يوم الأربعاء لأربع عشرة خلون من شوال سنة أربع عشرة ومائة وألف في أيام عالمكير، فلما بلغ من عمره ما يندفع فيه الموفق من السعداء إلى طريق العلم وطلبه وينسك فيه بين نظام طلابه أخذ العلوم عن والده الشيخ عبد الرحيم المذكور وقرأ عليه الرسائل المختصرة بالفارسية والعربية وشرع في شرح الكافية للعارف الجامي وهو ابن عشر سنين وتزوج وهو ابن أربع عشرة سنة وبايع والده واشتغل عليه بأشغال المشايخ النقشبندية وقرأ تفسير البيضاوي وأجيز بالدرس وفرغ من التحصيل وهو في الخامس عشر من سنه، وكان قرأ طرفاً من المشكاة وصحيح البخاري وشمائل الترمذي والمدارك ومن علم الفقه شرح الوقاية والهداية بتمامهما إلا طرفاً يسيراً، ومن أصول الفقه الحسامي وطرفاً صالحاً من التوضيح والتلويح ومن المنطق شرح الشمسية وقسطاً من شرح المطالع، ومن الكلام شرح العقائد وجملة من الخيالي وشرح المواقف، ومن التصوف قطعة من العوارف، ومن الطب موجز القانون، ومن الحكمة شرح هداية الحكمة، ومن المعاني المختصر والمطول، وبعض الرسائل في الهيئة والحساب، إلى غير ذلك، وكلها على أبيه، وكان يختلف في أثناء الدرس إلى إمام الحديث في زمانه الشيخ محمد أفضل السيالكوثي فانتفع به في الحديث، واشتغل بالدرس نحواً من اثنتي عشرة سنة، وحصل له الفتح العظيم في التوحيد والجانب الواسع في السلوك ونزل على قلبه العلوم الوجدانية فوجاً فوجاً، وخاض في بحار المذاهب الأربعة وأصول فقههم خوضاً بليغاً ونظر في الأحاديث التي هي متمسكاتهم في الأحكام وارتضى من بينها بامداد النور الغيبي طريق الفقهاء المحدثين، واشتاق إلى زيارة الحرمين الشريفين فرحل إليها سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف ومعه خاله الشيخ عبيد الله البارهوي وابن خاله محمد عاشق وغيرهما من أصحابه فأقام بالحرمين عامين كاملين، وصحب علماء الحرمين صحبة شريفة وتتلمذ على الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني في المدينة المنورة فتلقى منه جميع صحيح البخاري ما بين قراءة وسماع وشيئاً من صحيح مسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه وموطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد والرسالة للشافعي والجامع الكبير، وسمع منه مسند الحافظ الدارمي من أوله إلى آخره في عشرة مجالس كلها بالمجلس النبوي عند المحراب العثماني تجاه القبر الشريف وشيئاً من الأدب المفرد للبخاري وشيئاً من أوله الشفاء للقاضي عياض، وسمع عليه الأمم فهرس الشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني مع التذئيل، فأجازه الشيخ أبو طاهر إجازة عامة بما تجوز له وعنه روايته من مقروء ومسموع وأصول وفروع وحديث وقديم ومحفوظ ورقيم، وذلك في سنة أربع وأربعين ومائة وألف، ثم ورد بمكة المباركة وأخذ موطأ مالك عن الشيخ وفد الله المالكي المكي، وحضر دروس الشيخ تاج الدين القلعي المكي أياماً حين كان يدرس صحيح البخاري وسمع عليه أطراف الكتب الستة وموطأ مالك ومسند الدارمي وكتاب الآثار لمحمد وأخذ الإجازة عنه لسائر الكتب وأخذ عنه الحديث المسلسل بالأولية عن الشيخ إبراهيم بن الحسن المدني وهو أول حديث سمع منه بعد عوده من زيارة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعاد إلى الهند سنة خمس وأربعين ومائة وألف.
ومن نعم الله تعالى عليه:
أنه خصه بعلوم لم يشرك معه فيها غيره والتي أشرك فيها معه غيره من سائر الأئمة كثيرة لا يحصيها البيان ونحن نذكر قليلاً من ذلك الكثير حسبما ذكرها محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني.
منها ما أكرمه الله تعالى به من الفصاحة في اللغة العربية والربط الخاص بالفنون الأدبية في النظم والنثر كأنما الإعجاز أو السحر من رقة اللفظ ومعناه وصفاء المورد ومغناه.
ومنها علوم الفقه على المذاهب الأربعة وأصحابهم والاطلاع على مأخذ المسائل ومنازع الحجج والدلائل.
ومنها علم الحديث والأثر مع حفظ المتون وضبط الأسانيد والنظر في دواوين المجاميع والمسانيد ولم يتفق لأحد قبله ممن كان يعتني بهذا العلم من أهل قطره ما اتفق له من رواية الأثر وإشاعته في الأكناف البعيدة.
ومنها علم تفسير القرآن وتأويل كتاب الله العزيز فمن نظر في كتبه شهد بتوفر حظه منه.
ومنها أصول هذه العلوم ومبادئها التي هذبها تهذيباً بليغاً وأكثر من التصرف فيها حتى يكاد يصح أن يقال: إنه باني أسها وباري قوسها، فأما أصول التفسير فكتابه الفوز الكبير فيها شاهد صدق على براعته على كثير من أهلها، والحق أنه متفرد بتحقيق هذا الفن وتدقيقه، وأما أصول الحديث فله فيها باع رحيب، وقد أشار ابنه عبد العزيز أن له فيها تحقيقات مستظرفة لم يسبق إليها، وأما أصول الفقه فإنه شرح أصول المذاهب المختلفة وجمعها وبين الفرق بين الأمور الجدلية والأصول الفقهية ورد وجوه الاستنباط على كثرتها إلى عشرة وأسس قواعد الجمع بين مختلف الأدلة وبين قوانين الترجيع. ومنها علم العقائد وأصول الدين فإنه أتى بأسرار غامضة في تطبيق بالمأثور مما لا يهتدي إليها في الأعصار إلا واحد بعد واحد ممن يجتبيه الله سبحانه، وذلك لأن المتكلم في هذا العلم إما أن يكون صاحب حديث يتهافت على ظواهره أو صاحب كلام يتعمق في الرأي أو صاحب فقه يتوسط الفريقين أو صاحب ذوق يطمئن إلى ما يتجلى له، وقد جمع الله تعالى في صدره ما شتته بين هؤلاء.
ومنها آداب السلوك وعلم الحقائق فإنه أفاض من ذوارف المعارف على أهلها سجالاً لأنه كان جامعاً بين الطرق الثلاثة من السمع والفكرة والذوق فلا يتجلى له شيء من السر الغامض فيقبله إلا بعد ما شهد بصحته شاهداً صدق من المعقول والمنقول.
لا أقول: إنه لم يشاركه فيها من علماء أرضه ممن عاصرهم أو تأخر زمانه بقليل عن زمانهم إلا أنه فضلهم بعلوم وهيبة ضمها إلى علوم وهي كثيرة لا تضبط، فمنها فنون من علم التفسير كبيان العلوم الخمسة القرآنية وتأويل الحروف المقطعات في أوائل السور وتوجيه قصص الأنبياء عليهم السلام وبيان مباديها التي نشأت من استعداد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وقابلية قومه ومن التدبير الذي دبرته الحكمة الإلهية في زمانه فقد ألف لذلك رسالة جيدة سماها تأويل الأحاديث ومنها ترجمة القرآن بالفارسية على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام وخصوص اللفظ وعمومه وغير ذلك وسماها فتح الرحمن في ترجمة القرآن ومنها ما ألقى الله في قلبه وقتاً من الأوقات ميزاناً يعرف ما هو الحق عند الله وعند رسوله، وقد ذكر نموذجاً من ذلك حين سئل عن الاختلاف في الانصاف وعقد الجيد والهمعات وغير ذلك من مصنفاته، ومنها ما صب الله تعالى في صدره من نور كشف له وجوه أسرار الشريعة ثم شرح صدره لبيانها فبينها على أحسن وجه في حجة الله البالغة وقد قال ولده عبد العزيز في كتابه إلى أمير حيدر البلكرامي: وكتاب حجة الله البالغة التي هي عمدة تصانيفه في علم أسرار الحديث ولم يتكلم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه من تأصيل الأصول وتفريع الفروع وتمهيد المقدمات والمبادىء واستنتاج المقاصد منها إلى المجلس والنادي وإنما يستنشم نفحات قليلة من هذا العلم في كتاب إحياء العلوم للغزالي وكتاب القواعد الكبرى للشيخ عز الدين بن عبد السلام المقدسي وربما يوجد بعض فوائد هذا العلم في مواضع من الفتوحات المكية للشيخ الأكبر والكبريت الأحمر للشيخ ابن عربي وكذا مؤلفات تلميذه الشيخ الكبير الشيخ صدر الدين القونوي - قدس سرهما - وقد جمعهما الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتاب الميزان انتهى.
وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد ومن نعم الله تعالى عليه أن أولاه خلعة الفاتحية وألهمه الجمع بين الفقي والحديث وأسرار السنن ومصالح الأحكام وسائر ما جاء به النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - من ربه عز وجل حتى أثبت عقائد أهل السنة بالأدلة والحجج وطهرها من قذى أهل المعقول وأعطى علم الإبداع والخلق والتدبير والتدلي مع طول وعرض وعلم استعداد النفوس الانسانية لجمعيها وأفيض عليه الحكمة العملية وتوفيق تشييدها بالكتاب والسنة وتمييز العلم المنقول من المحرف المدخول وفرق السنة السنية من البدعة غير المرضية، كما قال في التفهيمات الإلهية:
ومن نعم الله علي ولا فخر أن جعلني ناطق هذه الدورة وحكيمها وقائد هذه الطبقة وزعيمها فنطق على لساني ونفث في نفسي فإن نطقت بأذكار القوم وأشغالهم نطقت بجوامعها وأتيت على مذاهبهم جميعها، وإن تكلمت على نسب القوم فيما بينهم وبين ربهم زويت لي مناكبها وبسطت في جوانبها ووافيت ذروة سنامها وقبضت على مجامع خطامها، وإن خطبت بأسرار اللطائف الانسانية تعوضت قاموسها وتلمست باغوسها وقبضت على جلابيبها وأخذت بتلابيبها، وإن تمطيت ظهر علوم النفوس ومبالغها فأنا أبو عذرتها آتيهم بعجائب لا تحصى وغرائب لا تكتنهه ولا اكتناهها يرجى، وإن بحثت عن علم الشرائع والنبوات فأنا ليث عرينها وحافظ جرينها ووارث خزائنها وباحث مغانيها.
وكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: لما تمت بي دورة الحكمة ألبسني الله خلعة المجددية فعلمت علم الجميع بين المختلفات، انتهى.
وقد أثنى عليه الأجلة من العلماء ومنهم شيخه أبو طاهر محمد بن إبراهيم المدني قال: إنه يسند عني اللفظ وكنت أصحح منه المعنى، أو كلمة تشبه ذلك، وكتبها فيما كتب له وهذا يقرب من قول البخاري في أبي عيسى حين قال له: ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي، وليس وراءه مفخرة ترام ولا فوقها منقبة تتمنى.
شرف ينطح النجوم بروقيه وعز يقلقل الأجبالا وقال الشيخ شرف الدين محمد الحسيني الدهلوي في كتابه الوسيلة إلى الله: ثم لما دونت علوم الولاية وقواعدها وقوانينها وتحققت النفوس الكاملة بأصولها وفروعها وغلبت على الاستعدادات المختلفة نتائجها وثمراتها ومر الدهور والأعصار وتطاولت إليها أيدي الأفكار اختلطت علوم الولاية بعلوم النبوة لشدة غموضها اختلاطاً صعب التميز بينها بل اختلطت العلوم كلها من النافعة والضارة لاختلاط الناس عربهم وعجمهم ولاختلاف استعداداتهم وأمزجتهم ولتمارس العلوم وتداول الكتب بينهم فتيسر لكل أحد من الناس أن يحمل أي عبارة من أي علم شاء على وفق ذوقه بطريق فن الاعتبار ويستدل بها على مدعاه وهو لا يدري أن حملها بطريق الاعتبار وأن فن الاعتبار لا يتأتى به الاستدلال فاشتبه الأمر على نفوس المستعدين وتعسر التحقق لها بالعلوم على حيالها فأصيبت المصيبة واستطارت البلية كل الجهات حتى إن الزنادقة والملاحدة تستروا في زي الصوفية وتطاولت أيديهم بعبارات القرآن العظيم والأحاديث النبوية صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكلمات المشايخ الكبار وحملوها على غير المراد فضلوا وأضلوا فكاد الزمان أن يكون شبيهاً بزمان الجاهلية فاقتضى التدبير الكلي والحكمة الأزلية أن تظهر حقيقة الحقائق بالقدر المشترك الجامع بين علوم النبوة والولاية بل الجامع بين العلوم كلها مرة أخرى في مظهرها الثالث ليكون منصة لظهور حقائقها الجامعة المميزة بين العلوم ومراتبها فهو يقنن قوانين ويدون قواعد يحصل بها الامتياز التام بين علوم النبوة والولاية بل بين العلوم المعتدة كلها من التفسير والحديث والفقه والكلام والتصوف والسلوك فينزل كل علم منزلته ويبلغ كل عبارة وإشارة مبلغه وهو الكامل المكمل زبدة المتقدمين قدوة المتأخرين قطب المدققين غوث المحققين الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي - سلمه الله سبحانه - ومن كان له لطف قريحة وطالع مصنفاته الشريفة وتحقق بقواعدها وقوانينها خصوصاً كتاب حجة الله البالغة واللمحات وألطاف القدس والهمعات والمكتوب المرسل إلى المدينة والكتاب المسوي في شرح المؤطا لم يبق له ريبة في تصديق هذا المطلب الأهنى والمقصد الأقصى - قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - فمثل مصنفاته الشريفة بالنسبة إلى التصنيفات السابقة في العلوم مثل رجل ماهر باللغات بأسرها إلى جماعة وجدوا ديناراً يطلب به كل واحد بلغته العنب فوقع خصام وخلاف بينهم بسبب اختلاف ألفاظهم فأخذ هذا الرجل الدينار من أيديهم واشترى عنباً وأعطاهم فلما رأوا ذلك شكروا له ورضوا بينهم وتعانقوا، فافهم، انتهى.
وذكر الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في المقامات أن شيخه مرزا جانجانان العلوي الدهلوي كان يقول: إن الشيخ ولي الله قد بين طريقة جديدة وله أسلوب خاص في تحقيق أسرار المعارف وغوامض العلوم، وإنه رباني من العلماء، ولعله لم يوجد مثله في الصوفية المحققين الذين جمعوا بين علمي الظاهر والباطن وتكلموا بعلوم جديدة إلا رجال معدودون، انتهى.
وذكر محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني أنه سمع شيخه العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي مرتين يثني عليه فيحسن الثناء، من ذلك ما سمعه حين كان ببلدة الور وكانت وقعت في يده نسخة من كتاب إزالة الخفاء فكان أولع بها ويكثر النظر فيها أوان فراغه من دروسه وسائر ما يشغله من شأنه فلما وقف على كثير منها قال بمحضر من الناس: إن الذي صنف هذا الكتاب لبحر زخار لا يرى له ساحل، هذا وليس يقع فيه إلا جاهل غبي من من الجهال لا يرجى أن يستطب ما به من دائه العضال أو حاسد يحسده على ما أكرمه الله تعالى به من علية الخصال وجلية سجايا الشرف والكمال:
حسدوك إذ رأوك آثرك الله بما قد فضلت النجباء وقد حكى عن المفتي عناية أحمد الكاكوروي أنه كان يقول: إن الشيخ ولي الله مثله كمثل شجرة طوبى أصلها في بيته وفرعها في كل بيت من بيوت المسلمين، فما من بيت ولا مكان من بيوت المسلمين وأمكنتهم إلا وفيه فرع من تلك الشجرة لا يعرف غالب الناس أين أصلها.
وقال السيد صديق حسن القنوجي في الحطة بذكر الصحاح الستة في ذكر من جاء بعلم الحديث في الهند: ثم جاء الله - سبحانه وتعالى - من بعدهم بالشيخ الأجل والمحدث الأكمل ناطق هذه الدورة وحكيمها وفائق تلك الطبقة وزعيمها الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي المتوفي سنة ست وسبعين ومائة وألف وكذا بأولاده الأمجاد وأولاد أولاده أولى الإرشاد المشمرين هذا العلم عن ساق الجد والاجتهاد فعاد لهم علم الحديث غضاً طرياً بعد ما كان شيئاً فرياً وقد نفع الله بهم وبعلومهم كثيراً من عباده المؤمنين ونفى بسعيهم المشكور من فتن الإشراك والبدع ومحدثات الأمور في الدين ما ليس يخاف على أحد من العالمين فهؤلاء الكرام قد رجحوا علم السنة على غيرها من العلوم وجعلوا الفقه كالتابع له والمحكوم وجاء تحديثهم حيث يرتضيه أهل الرواية ويبغيه أصحاب الدراية، شهدت بذلك كتبهم وفتاويهم ونطقت به زبرهم ووصاياهم ومن يرتاب في ذلك فليرجع إلى ما هنالك فعلى الهند وأهلها شكرهم ما دامت الهند وأهلها:
من زار بابك لم تبرح جوارحه تروي أحاديث ما أوليت من منن فالعين عن قرة والكف عن صلة والقلب عن جابر والسمع عن حسن وقال القنوجي المذكور في أبجد العلوم: كان بيته في الهند بيت علم الدين وهم كانوا مشايخ الهند في العلوم النقلية بل والعقلية، أصحاب الأعمال الصالحات وأرباب الفضائل الباقيات، لم يعهد مثل علمهم بالدين علم بيت واحد من بيوت المسلمين في قطر من أقطار الهند وإن كان بعضهم قد عرف بعض علم المعقول وعد على غير بصيرة من الفحول ولكن لم يكن علم الحديث والتفسير والفقه والأصول وما يليها إلا في هذا البيت لا يختلف في ذلك من موافق ولا مخالف إلا من أعماه الله عن الإنصاف ومسته العصبية والاعتساف، وأين الثرى من الثريا والنبيذ من الحميا؟ والله يختص برحمته من يشاء، انتهى.
وأما مصنفاته الجيدة الحسان الطيبة فكثيرة، منها ما تدل على سعة نظره وغزارة علمه فتح الرحمن في ترجمة القرآن بالفارسية وهي
على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام وخصوص اللفظ وعمومه وغير ذلك.
ومنها الزهراوين في تفسير سورة البقرة وآل عمران.
ومنها الفوز الكبير في أصول التفسير ذكر فيه العلوم الخمسة القرآنية وتأويل الحروف المقطعات وحقائق أخرى.
ومنها تأويل الأحاديث رسالة نفيسة له بالعربية في توجيه قصص الأنبياء عليهم السلام وبيان مباديها التي نشأت من استعداد النبي وقابلية قومه ومن التدبير الذي دبرته الحكمة الإلهية في زمانه.
منها فتح الخيبر وهو الجزء الخامس من الفوز الكبير اقتصر فيه على غريب القرآن وتفسيره مما روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
ومنها رسالة نفيسة له بالفارسية في قواعد ترجمة القرآن وحل مشكلاتها.
ومنها منهيانه على فتح الرحمن جمعها في رسالة مفردة له.
ومن مصنفاته في الحديث وما يتعلق به:
المصفي شرح الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي مع حذف أقوال الإمام وبعض بلاغياته تكلم فيه ككلام المجتهدين.
ومنها المسوي شرح الموطأ فيه على ذكر اختلاف المذاهب وعلى قدر من شرح الغريب.
ومنها شرح تراجم الأبواب للبخاري أتى فيه بتحقيقات عجيبة وتدقيقات غريبة.
ومنها النوادر من أحاديث سيد الأوائل والأواخر.
ومنها الأربعين جمع فيه أربعين حديثاً قليلة المباني وكثيرة المعاني، رواها من شيخه أبي طاهر
بسنه المتصل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنها الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين.
ومنها الإرشاد في مهمات الإسناد.
ومنها إنسان العين في مشايخ الحرمين.
ومنها رسالة بسيطة له في الأسانيد الفارسية مشتملة على تحقيقات غريبة وتدقيقات عجيبة.
ومن مصنفاته في أصول الدين وأسرار الشريعة وغيرها:
حجة الله البالغة في علم أسرار الشريعة، ولم يتكلم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه من تأصيل
الأصول وتفريع الفروع وتمهيد المقدمات والمبادىء واستنتاج المقاصد.
ومنها إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء كتاب عديم النظير في بابه، لم يؤلف مثله قبله ولا بعده يدل
على أن صاحبه لبحر زخار لا يرى له ساحل.
ومنها قرة العينين في تفضيل الشيخين بالفارسي.
ومنها حسن العقيدة رسالة مختصرة له في العقائد العربية.
ومنها الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف بين الفقهاء والمجتهدين.
ومنها عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد.
ومنها البدور البازغة في الكلام.
ومنها المقدمة السنية في انتصار الفرقة السنية.
ومن مصنفاته في الحقائق والمعارف والسلوك وغيرها:
المكتوب المدني المرسل إلى إسماعيل بن عبد الله الرومي في حقائق التوحيد.
ومنها ألطاف القدس في لطائف النفس.
ومنها القول الجميل في بيان سواء السبيل في سلوك الطرق الثلاثة المشهورة القادرية والجشتية
والنقشبندية.
ومنها الانتباه في سلاسل أولياء الله كتاب مبسوط في شرح السلاسل المشهورة وغير المشهورة.
ومنها الهمعات رسالة نفيسة بالفارسية يحق أن تكتب بمداد النور على خدود الحور وهي في بيان النسبة إلى الله.
ومنها اللمحات.
ومنها السطعات في بعض ما أفاض الله على قلبه.
ومنها الهوامع في شرح حزب البحر على لسان الحقائق والمعارف.
ومنها شفاء القلوب في الحقائق والمعارف.
ومنها الخير الكثير.
ومنها التفهيمات الإلهية.
ومنها فيوض الحرمين.
ومنها رسالة له بالعربية في جواب مسائل الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي على الوجه الذي اقتضاه كشفه.
ومن مصنفاته في السير والأدب:
سرور المحزون مختصر بالفارسي ملخص من نور العيون في تلخيص سير الأمين المأمون لابن سيد الناس، صنفه بأمر الشيخ الكبير جان جانان العلوي الدهلوي.
ومنها أنفاس العارفين رسالة بسيطة له تشتمل على تراجم آبائه والكبار من أسرته وعلى سيرهم وبعض وقائعهم وأذواقهم ومعارفهم.
ومنها أطيب النغم في مدح سيد العرب والعجم شرح فيه بائيته.
ومنها رسالة له شرح فيها رباعياته بالفارسية.
ومنها ديوان الشعر العربي جمعه ولده الشيخ عبد العزيز ورتبه الشيخ رفيع الدين. وأما شعره
بالعربي فكأنما الإعجاز أو السحر في رقة اللفظ ومعناه وصفاء المورد ومغناه:
كأن نجوماً أومضت في الغياهب عيون الأفاعي أو رؤوس العقارب
إذا كان قلب المرء في الأمر خاثراً فأضيق من تسعين رحب السباسب
وتشغلني عني وعن كل راحتي مصائب تقفو مثلها في المصائب
إذا ما أتتني أزمة مدلهمة تحيط بنفسي من جميع جوانب
تطلبت هل من ناصر أو مساعد ألوذ به من خوف سوء العواقب
فلست أرى إلا الحبيب محمداً رسول إله الخلق جم المناقب
ومعتصم المكروب في كل غمرة ومنتجع الغفران من كل هائب
ملاذ عباد الله ملجأ خوفهم إذا جاء يوم فيه شيب الذوائب
إذا ما أتوا نوحاً وموسى وآدماً وقد هالهم إبصار تلك الصعائب
فما كان يغني عنهم عند هذه نبي ولم يظفرهم بالمآرب
هناك رسول الله ينجو لربه شفيعاً وفتاحاً لباب المواهب
فيرجع مسروراً بنيل طلابه أصاب من الرحمن أعلى المراتب
سلالة إسماعيل والعرق نازع وأشرف بيت من لؤي بن غالب
بشارة عيسى والذي عنه عبروا بشدة بأس بالضحوك المحارب
ومن أخبروا عنه بأن ليس خلقه بفظ وفي الأسواق ليس بصاخب
ودعوة إبراهيم عند بنائه بمكة بيتاً فيه نيل الرغائب
جميل المحيا أبيض الوجه ربعة جليل كراديس أزج الحواجب
صبيح مليح أدعج العين أشكل فصيح له الإعجام ليس بشائب
وأحسن خلق الله خلقاً وخلقة وأنفسهم للناس عند النوائب
وأجود خلق الله صدراً ونائلاً وأبسطهم كفاً على كل طالب
وأعظم حر للمعالي نهوضه إلى المجد سام للعظائم خاطب
ترى أشجع الفرسان لاذ بظهره إذا احمر باس في بئيس المواجب
وآذاه قوم من سفاهة عقلهم ولم يذهبوا من دينه بمذاهب
فما زال يدعو ربه لهداهم وإن كان قد قاسى أشد المتاعب
وما زال يعفو قادراً من مسيئهم كما كان منه عنده جبذة جاذب
وما زال طول العمر لله معرضاً عن البسط في الدنيا وعيش المزارب
بديع كمال في المعالي فلا امرؤ يكون له مثلاً ولا بمقارب
أتانا مقيم الدين من بعد فترة وتحريف أديان وطول مشاغب
فيا ويل قوم يشركون بربهم وفيهم صنوف من وخيم المثالب
ودينهم ما يفترون برأيهم كتحريم حام واختراع السوائب
ويا ويل قوم حرفوا دين ربهم وأفتوا بمصنوع لحفظ المناصب
ويا ويل من أطرى بوصف نبيه فسماه رب الخلق اطراء خائب
ويا ويل قوم قد أبار نفوسهم تكلف تزويق وحب الملاعب
ويا ويل قوم قد أخف عقولهم تجبر كسرى واصطلام الضرائب
فأدركهم في ذاك رحمة ربنا وقد أوجبوا منه أشد المعائب
فأرسل من عليا قريش نبيه ولم يك فيما قد بلوه بكاذب
ومن قبل هذا لم يخالط مدارس ال يهود ولم يقرأ لهم خط كاتب
فأوضح منهاج الهدى لمن اهتدى ومن بتعليم على كل راغب
وأخبر عن بدء السماء لهم وعن مقام مخوف بين أيدي المحاسب
وعن حكم رب العرش فيما يعينهم وعن حكم تروى بحكم التجارب
وأبطل أصناف الخنى وأبادها وأصناف بغي للعقوبة جالب
وبشر من أعطى الرسول قياده بجنة تنعيم وحور كواعب
وأوعد من يأبى عبادة ربه عقوبة ميزان وعيشة قاطب
فأنجى به من شاء منا نجابه ومن خالب فلتندبه شر النوادب
فأشهد أن الله أرسل عبده بحق ولا شيء هناك برائب
وقد كان نور الله فينا لمهتد وصمصام تدمير على كل ناب
وأقوى دليل عند من تم عقله على أن شرب الشرع أصفى المشارب
تواطى عقول في سلامة فكره على كل ما يأتي به من مطالب
سماحة شرع في رزانة شرعة وتحقيق حق في إشارة حاجب
مكارم أخلاق وإتمام نعمة نبوة تأليف وسلطان غالب
نصدق دين المصطفى بقلوبنا على بينات فهمها من غرائب
براهين حق أوضحت صدق قوله رواها ويروي كل شب وشائب
من الغيب كم أعطى الطعام لجائع وكم مرة أسقى الشراب لشارب
وكم من مريض قد شفاه دعاؤه وإن كان قد أشفى لوجبة واجب
ودرت له شاة لدى أم معبد حليباً ولا تسطاع حلبة حالب
وقد ساخ في أرض حصان سراقة وفيه حديث عن براء بن عازب
وقد فاح طيباً كف من مسه كفه وما حل رأساً جس شيب الذوائب
وألقى شقي القوم فرث جزورهم على ظهره والله ليس بعازب
فألقوا ببدر في قليب مخبث وعم جميع القوم شؤم المداعب
وأخبر أن أعطاه مولاه نصرة ورعباً إلى شهر مسيرة سارب
فأوفاه وعد الرعب والنصر عاجلاً وأعطى له فتح التبوك ومارب
وأخبر عنه أن سيبلغ ملكه إلى ما أرى من مشرق ومغارب
فأسبل رب الأرض بعد نبيه فتوحاً توارى ما لها من مناكب
وكلمه الأحجار والعجم والحصى وتكليم هذا النوع ليس برائب
وحن له الجذع القديم تحزناً فإن فراق الحب أدهى المصائب
وأعجب تلك البدر ينشق عنده وما هو في إعجازه من عجائب
وشق له جبريل باطن صدره لغسل سواد بالسويداء لازب
وأسرى على متن البراق إلى السماء فيا خير مركوب ويا خير راكب
وشاهد أرواح النبيين جملة لدى الصخرة العظمى وفوق الكواكب
وشاهد فوق الفوق أنوار ربه كمثل فراش وافر متراكب
وراعت بليغ الآي كل مجادل خصيم تمادى في مراء المطالب
براعة أسلوب وعجز معارض بلاغة أقوال وأخبار غائب
وسماه رب الخلق أسماء مدحة تبين ما أعطى له من مناقب
رؤف رحيم أحمد ومحمد مقفي ومفضال يسمى بعاقب
إذا ما أثاروا فتنة جاهلية يقود ببحر زاخر من كتائب
يقوم لدفع البأس أسرع قومه بجيش من الأبطال غر السلاهب
أشداء يوم البأس من كل باسل ومن كل قوم بالأسنة لاعب
توارث أقداماً ونبلاً وجرأة نفوسهم من أمهات نجائب
جزى الله أصحاب النبي محمد جميعاً كما كانوا له خير صاحب
وآل رسول الله لا زال أمرهم قويماً على ارغام أنف النواصب
ثلاث خصال من تعاجيب ربنا نجابة أعقاب لوالد طالب
خلافة عباس ودين نبينا تزايد في الأقطار من كل جانب
يؤيد دين الله في كل دورة عصائب تتلو مثلها من عصائب
فمنهم رجال يدفعون عدوهم بسمر القنا والمرهفات القواضب
ومنهم رجال يغلبون عدوهم بأقوى دليل مفحم للغاضب
ومنهم رجال بينوا شرع ربنا وما كان فيه من حرام وواجب
ومنهم رجال يدرسون كتابه بتجويد ترتيل وحفظ مراتب
ومنهم رجال فسروه بعلمه وهم علمونا ما به من غرائب
ومنهم رجال بالحديث تولعوا وما كان فيه من صحيح وذاهب
ومنهم رجال مخلصون لربهم بأنفاسهم خصب البلاد الأجادب
ومنهم رجال يهتدي بعظاتهم قيام إلى دين من الله واصب
على الله رب الناس حسن جزائهم بما لا يوافي عده ذهن حاسب
فمن شاء فليذكر جمال بثينة ومن شاء فليغزل حب الحبائب
وأذكر وجداً قد تقادم عهده حواه فؤادي قبل كون الكواكب
ويبدو محياه لعيني في الكرى بنفسي أفديه إذاً والأقارب
وتدركني في ذكره قشعريرة من الوجد لا يحويه علم الأجانب
وألفي لروحي عند ذلك هزة وأنساً وروحاً دون وثبة واثب
وصلى عليك الله يا خير خلقه ويا خير مأمول ويا خير واهب
ويا خير من يرجى لكشف رزية ومن جوده قد فاق جود السحائب
فأشهد أن الله راحم خلقه وأنك مفتاح لكنز المواهب
وأنك أعلى المرسلين مكانة وأنت لهم شمس وهم كالثواقب
وأنت شفيع يوم لاذو شفاعة بمغن كما أثنى سواد بن قارب
وأنت مجيري من هجوم ملة إذا أنشبت في القلب شر المخالب
فما أنا أخشى أزمة مدلهمة ولا أنا من ريب الزمان براهب
فإني منكم في قلاع حصينة وحد حديد من سيوف المحارب
وليس ملوماً عي صب أصابه غليل الهوى في الأكرمين الأطائب
توفي إلى رحمة الله سبحانه ظهيرة يوم السبت سلخ شهر الله المحرم سنة ست وسبعين ومائة وألف بمدينة دهلي فدفن عند والده خارج البلدة، وله اثنان وستون سنة، كذا وجدته بخط الشيخ نعمان بن نور الحسني النصير آبادي.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)
أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي الهندي، أبي عبد العزيز، الملقب شاه وَليُّ الله: فقيه حنفي من المحدّثين. من أهل دهلي بالهند. زار الحجاز سنة 1143 - 1145 هـ. قال صاحب فهرس الفهارس: (أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنته وتلاميذهم الحديث والسنة بالهند بعد مواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدار في تلك الديار) وسماه صاحب اليانع الجنى (وليّ الله بن عبد الرحيم) وقيل في وفاته: سنة 1179 هـ من كتبه (الفوز الكبير في أصول التفسير - ط) ألفه بالفارسية، وترجم بعد وفاته إلى العربية والأرديّة ونشر بهما، و (فتح الخبير بما لابد من حفظه في علم التفسير - ط) و (حجة الله البالغة - ط) مجلدان، و (إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء - ط) و (الإرشاد إلى مهمات الأسناد - ط) و (الإنصاف في أسباب الخلاف - ط) و (عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد - ط) و (المسوّى من أحاديث الموطأ - ط) مجلدان و (شرح تراجم أبياب البخاري - ط) و (تأويل الأحاديث - ط) و (الخير الكثير - ط) في الحكمة، و (الاعتقاد الصحيح - ط) و (البدور البازغة - ط) في التصوف والحكمة، و (القول الجميل في بيان سواء السبيل - ط) تصوف وترجم القرآن إلى الفارسية على شاكلة النظم العربيّ، وسمى كتابه (فتح الرحمن في ترجمة القرآن) .
-الاعلام للزركلي-