أحمد بن عرفان بن نور الشريف الحسني البريلوي
تاريخ الولادة | 1201 هـ |
تاريخ الوفاة | 1246 هـ |
العمر | 45 سنة |
مكان الولادة | بريلي - الهند |
أماكن الإقامة |
|
- وحيد الدين بن معين الدين البهلتي الدهلوي
- ولاية علي بن فتح علي بن وارث علي الصادق بوري العظيم آبادي
- فرحة حسين بن فتح علي بن وارث علي العظيم آبادي
- عناية علي بن فتح علي بن وارث علي العظيم آبادي
- عبد الحي بن هبة الله بن نور الله البرهانوي
- سخاوة علي بن رعاية علي بن درويش علي الجونبوري
- عبد الجليل بن محمد بن أبي الليث بن أبي سعيد البريلوي
- فصيح بن غلام رضا بن بديع الدين الإله آبادي الغازيبوري
- فتح علي الجونبوري
- جعفر علي بن قطب علي الحسيني النقوي البستوي
- حسن بن أحمد علي بن عبد السبحان النصير آبادي البريلوي "حسن مثنى"
- رجب علي بن إمام بخش بن جار الله الجونبوري
- سراج الدين بن مهدي بن الحسين الهسوي الفتحبوري
- عبد الرحيم الحسيني الأفغاني السهارنبوري
- حيدر علي بن عناية علي الحسيني الطوكي
- عبد العلي بن علي محمد بن أكبر شاه النصير آبادي
- إسماعيل بن عبد الغني بن ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي
- عبد الصمد الأفغاني
- محمد بن الأعلى بن محمد بن تقي النصير آبادي
- نور محمد الجشتي الجهنجهانوي
- محمد علي بن عناية علي بن فضل علي النقوي الدهلوي الرامبوري
- كرامة علي بن إمام بخش بن جار الله الصديقي الجونبوري
- إلهي بخش بن شيخ الاسلام بن قطب الدين بن عبد القادر الكاندهلوي
- أحمد علي بن عبد السبحان بن عثمان بن نور الحسني الحسيني النصير آبادي
- أولاد حسن بن أولاد علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي
- حميد الدين بن عبد السبحان بن عثمان الشريف الحسني النصير آبادي
- مغيث الدين السهارنبوري
- إبراهيم بن مدين الله بن أمين الله النكرنهسوي
- عبد الله بن قاسم علي العلوي
- مظفر حسين بن محمود بخش الكاندهلوي
- عبد الجليل بن رياض الدين الكوئلي
- خرم علي البلهوري
- عبد القيوم بن عبد الحي بن هبة الله البرهانوي
نبذة
الترجمة
السيد الإمام أحمد بن عرفان البريلوي
السيد الامام الهمام حجة الله بين الأنام، موضح محجة الملة والاسلام، قامع الكفرة والمبتدعين، وأنموذج الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، مولانا الامام المجاهد الشهيد السعيد، أحمد بن عرفان بن نور الشريف الحسني البريلوي، كان من ذرية الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الاسلام قطب الدين محمد بن أحمد المدني.
ولد في صفر سنة إحدى ومائتين وألف ببلدة رائي بريلي في زاوية جدة السيد علم الله النقشبندي البريلوي، ونشأ في تصون تام وتأله، واقتصاد في الملبس والمأكل، ولم يزل على ذلك خلفاً صالحاً، براً تقياً، ورعاً عابداً ناسكاً، صواماً قواماً، ذاكراً لله تعالى في كل أمر، رجاعاً إليه في سائر الأحوال، وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه، لا تكاد نفسه تقنع من خدمة الأرامل والأيتام، كان يذهب إلى بيوتهم ويتفحص عن حوائجهم، ويجتهد في الاستقاء والاحتطاب واجتلاب الأمتعة من السوق، ولكنه مع ذلك كان لا يرغب إلى تلقي العلوم المتعارفة، فإن لم يحفظ من القرآن الكريم إلا سوراً عديدة، ومن الكتابة إلا نقش المفردات والمركبات، وذلك في ثلاث سنين، وكان صنوه الكبير إسحاق بن عرفان البريلوي يحزن لذلك، وكان بصدد تعليمه، فقال والده: دعوه وشأنه وكلوه إلى الله سبحانه فأعرض عنه، فلم يزل كذلك حتى شد عضده، فرحل إلى لكهنؤ مع سبعة رجال من عشيرته، وكان الفرس واحداً يركبونه متناوبين، وهو ترك نوبته لهم، فلما قطعوا مرحلة واحتاجوا إلى حمال يحمل أثقالهم، وجدوا في البحث عنه فما وجدوه وهو يرى ذلك، فقال لهم: إن لي حاجة إليكم أرجوكم أن تفضلوا علي بإسعافها، فقالوا له: على الرأس والعين، فقال لهم: أكدوا قولكم بالأيمان، فأكدوها، فقال: اجمعوا أثقالكم وضعوها على رأسي، فإني أقدر أن أحتملها، فحملها ودخل لكهنؤ، فلقيه أحد رجال السياسة وأكرمه، وكان مأموراً من الدولة أن يجمع مائة رجل من الفرسان للعسكر، ففوض إليه خدمتين من الخدمات العسكرية، فتبرع بهما لرجلين من رفقائه، وسار مع العساكر السلطانية، فلما وصل إلى بادية محمد ورغب السلطان إلى التنزه والصيد، غاب ذات يوم عن رفقائه، فاغتموا وظنوا أنه كان فريسة سباع، حتى لقيهم رجل من أهل البادية، وقص عليهم أني رأيت رجلاً وضيئاً يلوح على جبينه علائم الرشد والسعادة وعلى رأسه جرة ملآنة يحملها ويذهب فرحان نشيطاً مع فارس من فرسان العسكر، وكان العسكري يقول: إنه وجدني في أثناء الطريق، وكان معي حمال ضعيف، لا يستطيع أن يحمل إلا بشق النفس، إلا أنه حملها خوفاً مني، فكان يبكي فتقدم إلى هذا الرجل وشفع له فقلت له: إني لا أستطيع أن أن أحملها فوق رأسي، فإذا رق له قلبك ورثيت لضعفه فتقدم وأحمل، فرضي بذلك وحملها وكانت رفقته يعلمون عادته فعلموا أنه هو.
قال السيد محمد علي بن عبد السبحان البريلوي صاحب المخزن: إنه كان قبل غيبته يحرضني على الترك والتجريد والاقبال على الآخرة، ويقول: اذهبوا إلى دهلي ولازموا صحبة الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي واغتنموه، فلما ظن أني لا ألازمه في السفر ذلك ولا أرضي أن يذهب ويلقى نفسه في الخطر، غاب عني وذهب بنفسه حتى دخل دهلي، فلما سمع الشيخ عبد العزيز المذكور أنه سبط الشيخ أبي سعيد وابن أخ السيد نعمان، تلقاه ببر وترحيب، وأسكنه في المسجد الأكبر آبادي عند صنوه عبد القادر وأوصاه به، فتلقى منه شيئاً نزراً من العلم، وبايع الشيخ عبد العزيز وأخذ عنه الطريقة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وفاق الأقران، وأتى بما يتحير منه أعيان البلدة في العلم والمعرفة، وكان ذلك في سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف.
ثم غلب عليه شوق الجهاد في سبيل الله، فذهب إلى معسكر الأمير المجاهد نواب مير خان، ولبث عنده بضع سنين، وكان يحرضه على الجهاد، فلما رأى أنه يضيع وقته في الاغارة ويقنع بحصول المغنم، وعلم أنه عزم على مسالمة الانجليز والهدنة تركه ورجع إلى دهلي وشد المئزر بنصرة السنة المحضة والطريقة السلفية، واحتج ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا وجسر هو عليها، حتى أعلى الله مناره وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له، وكبت أعداءه وهدى رجالاً من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الأمراء على الانقياد له غالباً وعلى طاعته، وأول من دخل في بيعته الشيخ عبد الحي ابن هبة الله البرهانوي والشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي وناس كثيرون من عشيرة الشيخ عبد العزيز، وكل ذلك في حياة شيخه، فنهض من دهلي مع جماعة من الأنصار إلى بهلت ولوهاري وسهارنبور وكده مكتيسر ورامبور وبريلي وشاهجهانبور، وشاه آباد وغيرها من القرى والبلاد، فانتفع بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنه وموافقة قوله بعمله والانابة إلى الله سبحانه خلق كثير لا يحصون بحد وعد، بل قام عليه جمع من المشايخ قياماً لا مزيد عليه، بدعوه وناظروه وكابروه وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي، وله إقدام وشهامة وقوة نفس، توقعه في أمور صعبة، فيدفع الله عنه، وكان دائم الابتهال، كثير الاستعانة، قوي التوكل، ثابت الجأش، له أشغال وأذكار يداوم عليها بكيفية وجمعية في الظعن والاقامة، حتى دخل بلدته رائي بريلي وتزوج بها بحليلة صنوه المرحوم إسحاق بن عرفان، وهو أول نكاح بأيم في السادة والأشراف بأرض الهند ثم توارث فيهم، وكان الشيخ إسماعيل بن عبد الغني والشيخ عبد الحي ابن هبة الله المذكوران وخلق آخرون من العلماء والمشايخ في ركابه يأخذون عنه الطريقة، فلبث ببلدة رائي بريلي مدة، ثم سافر إلى لكهنؤ، وأقام بها على تل الشيخ بير محمد اللكهنوي على شاطئ نهر كومتي مع أصحابه، فبايعه ألوف من الرجال وتلقاه الوزير معتمد الدولة بالترحيب والإكرام وضيفه، وعرض عليه خمسة آلاف من النقود، وكاد أن يلقاه السلطان غازي الدين حيجر ملك لكهنؤ فخاف مجتهد الشيعة أن يبدل مذهبه، فاحتال في المنع، فنهض السيد الامام وخرج من لكهنؤ ودار البلاد، فنفع الله به خلقاً كثيراً من عباده.
ثم رجع إلى رائي بريلي وسافر إلى الحجاز، ومعه سبع وخمسون وسبعمائة من أصحابه، فركب الفلك في دلمؤ من أعمال رائي بريلي وهي على شاطئ نهر كنك فركب وبذل ما كان معه من شيء قليل من الدرهم على المساكين وقال: نحن أضياف الله سبحانه لا نلجأ إلى الدينار والدرهم، فانطلق ومر على إله آباد وغازيبور وبنارس وعظيم آباد وغيرها من بلاد الهند، فدخل في بيعته خلق لا يحصون بحد وعد، حتى وصل إلى كلكته وأقام بها أياماً قلائل باذن الحاكم العام للهند، وتاب آلافاً من الناس من البدع والذنوب وشرب الخمر وأقفرت الحانات وانطلقت موجة عن الصلاح والتقوى وأسلم مئات من الناس وحسن إسلامهم.
ثم ركب السفينة وذهب إلى الحجاز سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، وحصلت له الوقائع الغريبة وكشوف وكرامات في ذلك السفر الميمون المبارك وانتفع به خلق كثير من أهل الحرمين الشريفين، وحج وزار وقفل بعد سنة حتى وصل إلى رائي بريلي في سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، فلبث بها نحو سنتين وبعث الشيخ إسماعيل والشيخ عبد الحي المذكورين إلى بلاد شتى للتذكير والإرشاد فدارا البلاد وهدى الله بهما خلقاً كثيراً من العباد.
وكان السيد الامام يجهز للهجرة والجهاد في تلك الفرصة وخرج مع أصحابه في سنة إحدى وأربعين من بلدته وسافر إلى بلاد أفغانستان فلما وصل إلى بنجتار وقف بها، وحرض المؤمنين على الجهاد،وبعث أصحابه إلى كابل وكاشغر وبخارا ليحرضوا ملوكها على المشاركة والإعانة، فبايع الناس للجهاد وولوه عليهم، واجتمع تحت لوائه ألوف من الرجال، وزحف على جيوش رنجيت سنكه ملك بنجاب وهو من قوم طوال الشعور ففتح الله سبحانه على يده بلاداً حتى قرئت باسمه الخطبة في بلدة بشاور فأعلى الله مناره وكبت أعداءه: أعداء الدين وجبل قلوب الأمراء والخوانين على الانقياد له غالباً وعلى طاعته، فأحيا كثيراً من السنن المماتة، وأمات عظيماً من الأشراك والمحدثات، فتعصب أعداء الله ورسوله في شأنه وشأن أتباعه حتى نسبوا طريقته إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، ولقبوهم بالوهابية، ورغبوا إلى الكفار وصاروا أولياءهم في السر، حتى انحازوا عنه في معركة بالاكوث فنال درجة الشهادة العليا، وفاز من بين أقرانهم بالقدح المعلى، وبلغ منتهى أمله وأقصى أجله في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، واستشهد معه كثير من أصحابه، وقد تفرق الناس فيه، فمنهم من يقول: إنه نال درجة الشهادة، ومنهم من يقول: إنه غاب، وسيخرج فيملاء الدنيا قسطاً وعدلاً، ع:
وللناس فيما يعشقون مذاهب وقد صنف كثير من أصحابه كتباً مبسوطة في حالاته ومقاماته، منها الصراط المستقيم بالفارسية للشيخ إسماعيل وللشيخ عبد الحي كليهما، وقد عربه الشيخ عبد الحي المذكور في الحجاز لأهل الحرمين الشريفين، ومنها منظورة السعداء للشيخ جعفر علي البستوي: كتاب بسيط بالفارسي، ومنها مخزن أحمدي للشيخ محمد علي بن عبد السبحان الطوكي، ومنها سوانح أحمدي للشيخ محمد بن جعفر التهانيسري، ومنها الملهمات الأحمدية للمفتي إلهي بخش الكاندهلوي، اقتصر فيه على ما وصل منه إليه من الأذكار والأشغال، ومنها وقائع أحمدي للشيخ محمد علي الصدر بوري في مجلدات كبار.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)