صالح بن عبد الله بن محمد الزغيبي

تاريخ الولادة1297 هـ
تاريخ الوفاة1372 هـ
العمر75 سنة
مكان الولادةالحجاز - الحجاز
مكان الوفاةالمدينة المنورة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • الحجاز - الحجاز
  • المدينة المنورة - الحجاز

نبذة

الشيخ صالح بن عبدالله الزغيبي إمام المسجد النبوي الشريف منفرداً قرابة خمسة وعشرين سنة مولده: ولد الشيخ صالح بن عبدالله الزغيبي رحمه الله عام1297هـ وقيل عام1300هـ في مدينة عنيزة بالقصيم في بداية القرن الرابع عشر الهجري، ونشأ فيها وطلب العلم على علمائها .

الترجمة

الشيخ صالح بن عبدالله الزغيبي

إمام المسجد النبوي الشريف منفرداً

قرابة خمسة وعشرين سنة

مولده :

ولد الشيخ صالح بن عبدالله الزغيبي رحمه الله عام1297هـ وقيل عام1300هـ في مدينة عنيزة بالقصيم في بداية القرن الرابع عشر الهجري، ونشأ فيها وطلب العلم على علمائها .

نسبه:

الشيخ صالح بن عبد الله بن محمد بن حمد  بن محمد بن حمد بن محمد الملقب بالزغيبي بن عميرة بن سبع بن حوارس بن سلوفي بن هدف بن كبش بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داؤد بن قاسم بن عبيدالله بن طاهر بن يحي بن حسن بن جعفر بن عبيدالله بن حسين بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

دراسته :

نشأ نشأة حسنة في عبادة الله وتربى على يد والده الشيخ عبدالله الزغيبي وكان رجلاً صالحاً فدرس في بداية أمره وقرآته على الشيخ محمد بن عبدالكريم الشبل والشيخ إبراهيم بن جاسر وحفظ القرآن الكريم تجويداً ثم حفظه عن ظهر قلب وهو ابن خمسة عشر سنة .

شرع في طلب العلم بمثابرة وهمه عاليه ، ودرس على جمع من العلماء منهم الشيخ صالح بن عثمان القاضي ولازمه سنين طوال في دراسته والشيخ عبد الرحمن بن سعدي والشيخ علي الناصر أبو وادي حيث أجازه بسند متصل والشيخ علي المحمد والشيخ إبراهيم بن صالح آل عيسى في العلوم العربية كلها ولازمهم ملازمة تامة وكان له جلسة في الليل للمذاكرة على الشيخ صالح القاضي وإبنه الشيخ عثمان ويقول أنني استفيد من هذه المراجعة مع الزميلين فوائد جمة وكثيرة .

رحلته إلى المدينة المنورة لطلب العلم:

رحل إلى المدينة المنورة لطلب العلم وكان وصوله لها عام 1334هـ وفتح دكانا لبيع الأقمشة ويطلب العلم على علماء المسجد النبوي فقرأ على الشيخ محمد الشنقيطي وعلى غيره من علماء الحديث والفقه ومصطلحه والتفسير والعلوم العربية.

قصة تركه المدينة وعودته إلى بلدته عنيزة:

لما قام الشريف الحسين بالثورة العربية الكبرى على الدولة العثمانية، أيام الحرب العالمية الأولى وأخرج الأتراك من المدينة عندها قام فخري باشا بإجلاء أهالي نجد من المدينة فعاد حينها الشيخ صالح إلى بلدته عنيزة مع جملة من الناس الذين خرجوا معه، وبعد إجلائه لازم الشيخ صالح القاضي وتعلم أصول الدين وفروعه وفي الحديث والتفسير وأصول الفقه .

عودته إلى المدينة المنورة:

حينما وحد الملك عبد العزيز البلاد تحت حكمه عاد إلى المدينة المنورة، فعرف بعلمه وأكرمه الله تعالى بإمامة الحرم النبوي الشريف منفرداً، فمكث فيها ما يقرب من خمسة وعشرين سنة.

أعماله :

رشح للقضاء فامتنع منه تورعاً وعينه الملك عبد العزيز إماماً وخطيباً ومدرساً ومرشداً وواعظاً في المسجد النبوي وذلك عام 1344هـ، حيث كان يدرس الطلبة ويرشد الناس في المواسم ويعظهم أدبار الصلوات ولمواعظه وقع في القلوب، وتولى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة المنورة، وكان زاهداً عفيفاً تقياً، محبوباً بين الناس حريصاً على الابتعاد عن المناصب الكبيرة واستمر في عمله حتى وفاته رحمه الله تعالى.

قال عنه الشيخ محمد بن عثمان القاضي: هو العالم الجليل والورع الزاهد ووصفه بأنه كان ربعة من الرجال كثيف اللحية يخضبها بالحناء قمحي اللون طلق الوجه متواضعاً .

وقال كان ملهماً قوي الحفظ سريع الفهم آية في الورع والزهد والتقى والإستقامة في الدين وكان يصوم الإثنين والخميس وأيام البيض من كل شهر ومن أهل قيام الليل لا يفتر لسانه من ذكر الله وكان الذكر له ألفه لا عن كلفه ولا يحب الشهرة عفيفاً متعففاً سخياً عزيز النفس محادثاته شيقة ومجالسه مجالس علم ممتعة للجليس ومحباً للمساكين يحنو على الفقراء مع قلة ذات يده وعمدة في التوثيقات في عنيزة والمدينة، وصوت تلاوته رخيم عذب يستحلي سماعه وله مكانه مرموقة عند الناس ومحبة في قلوبهم فقد زرع في قلوبهم مودته فكان لسان ذكر في العالمين بينهم فكلما تذكروه جعلوا يترحمون عليه لما خلفه من مآثر خالدة تتجدد كل وقت، ولم يخرج من المدينة المنورة إلا مرة واحدة للحج وله في ذلك غرائب ونوادر، فمن ذلك: أنه دخل في الصلاة مرة، فاحتاج للوضوء فأشار للناس أن مكانكم، ثم ذهب فتطهر وعاد للصلاة ولم يستخلف.

بعض أقوال العلماء عنه :

يقول الشيخ عبدالله البسام :

عرف علمه وقدره حتى عين في إمامة المسجد النبوي الشريف وخطابته والتدريس فيه فقام بذلك، وكان حافظاً لكتاب الله تعالى مجوداً له، حسن القراءة جميل الصوت، وقد كنت في مدة إقامتي في المدينة المنورة عام 1364هـ أصلي خلفه، واستمتع بحسن قراءته وحلاوة أدائه ، وأحضر درسه بعد المغرب في المسجد النبوي الشريف .

وكان متواضعاً جداً ويقضي حوائجه بنفسه، وإذا أراد أحد أن يحمل عنه الحاجات التي معه لا يمكنه من ذلك، وينقلها إلى بيته بنفسه، وقد أخبرني بعض خواصه أنه كان من العباد المنقطعين للعبادة وأنه كثير التلاوة، وسمع مرة في صلاة الليل يقرأ في أول الليل سورة البقرة، ثم عاد هذا المستمع في آخر الليل إلى المسجد فوجده يقرأ في سورة النحل، وأخبرت أيضاَ أنه في مدة إمامته في المسجد النبوي التي تجاوزت عشرين سنة لم يتخلف أبدا وكان لا ينيب أحداً .

يقول الشيخ عطية سالم :

كتب الله للشيخ صالح الزغيبي المحبة والقبول لدى جميع أهالي المدينة المنورة على حسن سيرته وغاية زهده وعلو منزلته في عبادته وورعه، ودقة حفظه ومحافظته على الجماعة للصلوات الخمس واعتداله دون إفراط ولا تفريط مع حسن تلاوة ولطف أداء، وكان له في إمامته سيرة حميدة لم تزل ألسنة أهل المدينة تلهج بالثناء عليه فيها ومجملها : أولها:  حسن الترتيل للقراءة وثانيها : تخشعه وحسن مواقفه أي حسن اختياره مواضع الوقف والوصل في القراءة في الصلاة وثالثها  إتقان الحفظ.

يقول الشيخ صالح بن عواد المغامسي :

في محاضرة له بعنوان علماء المدينة الشيخ صالح الزغيبي كان إماماً في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويضرب به المثل في قضية المحافظة على الإمامة، صلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرين سنة لم يغب فرضاً واحداً وكان يصلي الفروض الخمسة كلها ولم يسهو في صلاته قط.

يقول الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي:

كان أحد الأئمة الشيخ صالح الزغيبي - رحمه الله - كان إمام المسجد النبوي، وكان من أصلح عباد الله- رحمه الله - برحمته الواسعة - هذا الإمام كان آية في الصلاح والعبادة والتواضع، وكان يصلي بالناس في السبعينات الهجرية وكان من تواضعه إذا صلى الفجر مضى إلى السوق بعد طلوع الشمس وكان لا يبرح مكانه حتى تطلع الشمس فيمضي إلى السوق ويشتري البرسيم لغنمه فيضع البرسيم على رأسه تواضعاً لله - عز وجل -فذات مرة أراد أحد العظماء في المدينة أن يؤخره عن الصلاة وهو الأمير عبد الرحمن- رحمه الله- فأراد أن يختبره كيف حرصه على الصلاة فدعاه إلى عزومة بالخندق، والخندق يبعد عن المسجد مسافة ليست بالسهلة فأمر أعوانه أن يؤخروا الغداء وجاء قبل العصر بقليل فصار يصيح عليهم قال : إذا صحت عليكم فتظاهروا أنكم تهيئون الغداء وأنه قريب حتى أنظر إلى حال الشيخ هل يجامل أو لا يجامل وتفوته الصلاة أو لا؟ ما كان من الشيخ صالح- رحمه الله - والقصة مشهورة إلا أن بقي على الأذان الشيء القليل وغلب على ظنه أنه لو جلس تفوته الصلاة فاستأذن من الأمير وقال له: أريد أن أقضي حاجتي فالصلاة حاجة من الحوائج يريد أن يقضي فريضة الله- عز وجل- وهذا من تورية الفقهاء والعلماء، فالخندق كان أدركناه كان فيها طعوس من الرمل- فرحمه الله- خلع نعليه ومشى في الشمس حتى يحدث عندهم أمان أنه سيعود فخلع النعلين على رأس الطعس فخرج اثنين من الخاصة يراقبونه فوجدوا الحذاء على الطرف فباغتهم وفر إلى المسجد-رحمه الله- وما أقيمت الصلاة إلا وهو داخل المحراب إماماً بالناس، يقال عنه أنه ما تأخر عن صلاة وأم أكثر من عشرين سنة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -وكان-رحمه الله- آية في الحرص على الإمامة وعلى الإتقان هكذا وإلا فلا، وما من أحد في المدينة إلا وهو يحبه صغاراً وكباراً  كلهم، وُضع له من القبول ما الله به عليم وما عرف عنه أنه استسقى للناس إلا نزل الغيث بعد استسقائه-رحمه الله برحمته الواسعة- كان آية من آيات الله، لم يفته فرض كان يصلي فيلزم المسجد حتى يصلي العشاء ما يخرج إلا لغدائه أو أمر لازم، ومعروف عنه ذلك حتى ضرب به المثل، ومما يذكر عنه أنه لم يسهو في صلاته مدة أدائه للإمامة مع أنها مدة تقارب ربع قرن وهذا مما يستنكره البعض وليكن على سبيل المبالغة وأنه لم يقع منه إلا سهو نادراً، وقد يساعده على ذلك ما هو معروف عنه من تفرغه التفرغ التام للإمامة ومداومته لتلاوة القرآن، ولم يعرف عنه رحمه الله أن تأخر عن إحدى الصلوات الخمس إلا لمرض يقعده، وذكر له حادثة تشهد بذلك أن قام كعادته عند الأذان الأول للفجر يتوضأ، وأراد لبس الحذاء لدغته عقرب في قدمه، ولم يجد من يسعفه أو يخبر نائبه، فتجلد ونزل إلى الحرم كعادته، وانتظر موعد الإقامة ـ وهي بعد ثلث ساعة من الأذان ـ ولم يقدمها حرصاً على إدراك الناس للجماعة ـ وكل ذلك ولم يعلم بحالته أحد ـ وبعد الإنتهاء من الصلاة تراخت أعصابه وعجز عن القيام والعودة إلى بيته، فأخبر بعض الحاضرين فقرأ عليه بعضهم وسارعوا في إسعافه، وسأل : لماذا لم تعجل بالإقامة وأنت بهذه الحالة ؟ فقال : لأن كثيراً من الناس يحرص على إدراك الصبح في المسجد النبوي ويأتون من آخر المدينة من ( زقاق الطيار ) أي كان ذلك هو أقصى بيوت المدينة حين ذاك، قال : فكرهت تفويت الجماعة عليهم وهذا الحدث لا تعليق عليه إلا قوة تحمله وتصبره في سبيل أداء هذا الواجب الجليل الذي ظل في خدمته وكان الشيخ رحمه الله إذا أتى لصلاة العصر لا يخرج حتى يصلي العشاء، وإذا أتى لصلاة الفجر لا يخرج حتى تطلع الشمس لأنه كان حريصاً أن لا تفوته جماعة الحرم النبوي ما دام بالمدينة، ومن القصص طلب منه إمام الحرم المكي في وقته ربما يطلق على نفسه: إمام الحرمين، وقد حاول جاهداً أن يصلي بالمسجد النبوي ولو مرة واحدة حتى يتحقق بهذا اللقب فلم يمكنه الشيخ من ذلك وبالله تعالى التوفيق .

طلابه :

كان يدرس في المسجد النبوي وفي منزله العامر رحمه الله تعالى، الحديث والفرائض والنحو والفقه وغير ذلك وكان له ميزة وتخصص في الفرائض والمناسك وكان واسع الإطلاع في الفقه ومن طلابه:

الشيخ محمد بن إبراهيم القاضي رئيس هيئه الأمر بالمعروف في المدينة سابقاً.

الشيخ عبدالرحمن بن محيميد ، عضو ديوان المظالم والمشايخ .

الشيخ عبد المجيد بن حسن الجبرتي نائب رئيس محاكم المدينة وعضو مجلس كبار العلماء.

الشيخ محمد الحافظ القاضي بالمحكمة الكبرى في المدينة.

الشيخ صالح الطرابلسي القاضي بالمحكمة المستعجلة بالمدينة.

الشيخ عبد الله بن حمد الخربوش الإمام والمدرس بالمسجد النبوي.

الشيخ عبدالله بن محمد اليماني.

الشيخ عبدالعزيز بن علي الغفيلي إمام مسجد المهد وخطيبه.

الشيخ حماد المطيري المدرس بالمسجد النبوي.

الشيخ محمد أول السوداني.

الشيخ محمد بن نعمان شيخ المؤذنين بالمسجد النبوي .

الشيخ حامد بن عبد الحفيظ المدرس بالمسجد النبوي .

الشيخ سيف بن سعيد اليماني رئيس هيئة المدينة .

الشيخ محمد بن عبدالمحسن الكُتبي .

أبناؤه :

أنجب الشيخ صالح الزغيبي إبنه الوحيد عبدالرحمن الذي أقام في المدينة حتى توفى ولم يعقب وله أحفادا من بناته يقيمون في المدينة المنورة وقال الشيخ البسام له أسباط من ابنته المشهورة بالشريفة وهم آل عيسى .

وفاته :

مرض في أواخر حياته وكان ينيب عنه الشيخ عبد العزيز بن صالح في الإمامة فاشتد عليه المرض ووافته المنية بالمدينة المنورة في 7 / 2 / 1372هـ عن عمر يناهز 73 سنة ودفن في البقيع وخرج الناس في جنازته وبكته العيون وحضر للصلاة عليه جمعٌ غفيرٌ وسألوا الله له الرحمة وشهدوا له بالفضل رحمه الله برحمته الواسعة.

https://abutamim4800.blogspot.com/2014/06/blog-post_5.html