ابن مُلامِس
(000 - 421 هـ = 000 - 1030 م)
يحيى بن عيسى بن ملامس المشيرقي، أبو الفتح:
فقيه شافعيّ، من أهل المشيرق باليمن. وهو ممن انتشر عنهم المذهب في البلاد اليمنية. ونعته الجنَدى بالإمام.
جاور بمكة، وصنف " شرح مختصر المزني " فذكر في أوله أنه شرحه بمكة في أربع سنين، مقابل الكعبة .
-الاعلام للزركلي-
الإمام أبو الفتح يحيى بن عيسى بن ملامس، فإنه تفقه بجماعة منهم: الإمام الحسين بن جعفر المراغي) والإمام محمد بن يحيى بن سراقة وهما تفقها بمن ذكرته من شيوخهما، ثم ارتحل إلى مكة وجاور فيها وشرح «مختصر المزني» شرحه المشهور له في اليمن، وذكر في أوله: أنه شرحه بمكة المشرفة، في أربع سنين مقابلاً للكعبة الشريفة، من كتب القاضي أبي علي بن أبي هريرة، وكتب أبي إسحاق المروزي رحمهما الله، وكتب أبي علي الطبري.
قال القاضي طاهر بن يحيى بن أبي الخير: وأخبرني الفقيه أحمد بن عمرو بن أسعد بن الهيثم، عن أبيه وعن عمه علي بن أسعد، أن هؤلاء أخبروا أن الفقيه الإمام يحيى بن عيسى بن ملامس، كان ذا مالٍ نكاحاً، وأن ابنه خيرُ بن يحيى لما استأذنه في المجاورة بمكة، أمره أن لا يتزوج إلا من هي بكر بالغ في سَنَتِها. قال: فإني تزوجت هنالك في أربع سنين، ستين امراة، ولا آمن عليك أن تتزوج من كنتُ تزوجتها.
قال القاضي الأجل طاهر بن الإمام يحيى بن أبي الخير وأخبرني شيخنا الفقيه الحافظ علي بن أبي بكر بن حِمْيَر بن فضل (وهو صاحب عَرشان) قال: أخبرني الفقيه أسعد بن خير، عن أبيه خير بن يحيى بن عيسى بن ملامس، عن أبيه قال: لقيت الشيخ الإمام أبا حامد الأسفراييني، بمكة في بعض المواسم فرأيت عليه ثياباً مُثْمِنَةً من ثياب الملوك، ورأيته يركب مراكب الملوك، ورأيته في الطواف والناس يعظمونه، فقرأ في الطواف قوله تعالى {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علواً في الأرض ولا فسادا} فبكى الشيخ أبو حامد بكاءً عظيما، وسمعته يقول: يارب أما العلو فقد أردناه، وأما الفساد فلم نرده. قال: وحضرت معه مجلس مذاكرة فألقى عليَّ ستين مسألة، ما أخطأت القولين من الوجهين، ولا وجهين إلى قولين ثم استأذنته في الإلقاء عليه، فأذن لي، فألقيت عليه، فصار يجيبني بأحد القولين، أو بأحد الوجهين، تارة بنص وتارة بنظر، فلما فطن أني استقصرت حفظه، قال لي: ما أنت إلا ذكي فاهم فطن، تصلح لطلب العلم، فهل لك في الرواح معي إلى بغداد، وأجعلك مُلقي مدرستي وأكبر أصحابي عندي؟ فلم أزد على شكره وتحسين قوله، إجلالاً للعلم وأهله، واعتذرت بأني لم أخرج من اليمن على هذه النية. ومات هذا الإمام: أبو الفتوح يحيى بن عيسى بن ملامس، بعد سنة عشرين وأربعمائة.
طبقات فقهاء اليمن، تأليف: عمر بن علي بن سمرة الجعدي ص: 91-92-93