محمد خير الدين بن مصطفى أسبير

تاريخ الولادة1309 هـ
تاريخ الوفاة1390 هـ
العمر81 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا

نبذة

الشيخ محمد خير الدين بن الشيخ مصطفى أسبير الحنفي. فقيه، محدث، أديب، شاعر، صوفي، عالم بالحساب و(الدوبيا). ولد بمدينة حلب في محلة (الملندي)، سنة: تسع وثلاثمئة وألف للهجرة، وتربى في بيت علم وصلاح، وتلقى مبادئ علومه على والده الشيخ مصطفى، فحفظ القرآن الكريم.

الترجمة

محمد خير الدين أسبير
1309 ـ 1390هـ
1891 ـ 1971م

الشيخ محمد خير الدين بن الشيخ مصطفى أسبير الحنفي.
فقيه، محدث، أديب، شاعر، صوفي، عالم بالحساب و(الدوبيا).
ولد بمدينة حلب في محلة (الملندي)، سنة: تسع وثلاثمئة وألف للهجرة، وتربى في بيت علم وصلاح، وتلقى مبادئ علومه على والده الشيخ مصطفى، فحفظ القرآن الكريم، وأخذ مبادئ العلوم الشرعية والعربية عليه، واشتغل بعلم الحساب، وعلم (الدوبيا) خاصة وبرع فيه حتى أصبح وحيد عصره في هذا الفن.
نشأ محباً للعلم والعلماء، يطلب مجالسهم، ويزاحم عليها، ويجلس أمام شيوخه على ركبتيه، وهو يصف لنا نشأته بقوله: " وإنني بعناية الله وتوفيقه ورضاء الوالدين مولع منذ نشأتي بحب أهل الفضل...، وانتهاج سبيلهم السوي، والشرب من منهلهم العذب الصافي النقي، راجياً منه تعالى أن يحشرنا مع من يحب ونحب..."، ولهذا فقد لزم مجالس شيخه الشيخ محمد نجيب سراج الدين، وأخذ عنه علوم الحديث والتفسير والفقه الحنفي، وغدا مرجعه في العلم والحياة، يستشيره ويأخذ برأيه ونصائحه، وقد خصه بكثير من قصائد المديح في شعره .
كما لازم الشيخ يوسف بن الشيخ مصطفى دادا شيخ الطريقة (المولوية) بحلب، وأخذ عنه الحديث الشريف، وحصل على إجازته بحديث المسلسل بالأولية، وحديث المصافحة، ولقي الشيخ بدر الدين الحسني، وأخذ عنه الحديث الشريف في دار الحديث بدمشق، ودعاه لزيارته بحلب، نيابة عن إخوانه العلماء وطلاب العلم، ولبى الشيخ بدر الدين دعوته، وقدم حلب فاستقبله المترجم له بقصيدة مطلعها:
بقدومكم تتشرف الشهباء
وبفضلكم تتفاخر العلماء

أشرقت بدر الدين في علياءه
وقد استضاءت منكم الفضلاء

فلقاؤكم يجلو لنا إذ إنه
لقلوبنا كالشهد فيه شفاء

لازال فيض الفضل منكم هاطلاً
ما في الوجود كواكب وسماء

وقد أحب الشيخ الطرق الصوفية، وصحب كثيراً من شيوخها، ولازم مجالسهم، وقد بادلوه حباً بحب، وقربوه في مجالسهم، فهذا الشيخ مصطفى الهلالي الدرعزاني، يقدمه في حلقة الذكر، ويستحسن كل ما يسمع منه ويقول له: " أنت ولدي في الروح "، فيزداد منه قرباً، ويأخذ عنه الطريقة (القادرية) ويخصه بقصائد المديح، يقول في ديوانه (نسمات الصفاء)
" قلت هذه الأبيات في سيدي وشيخي الولي العارف الرباني مصطفى الدرعزاني الهلالي، أغدق الله عليه من سحائب رحمته ورضوانه وقد لازمته أكثر من خمسة عشرة عاماً...":

هبت رياحين السعادة والصفا
من طيب أنفاس الولي المصطفى

القادري طريقة وشريعة
شيخ المشايخ عين أرباب الوفا

كما أخذ الطريق (الرشيدية) على شيخها الشيخ موسى الصومالي والتقى شيخها الشيخ أبا العباس الرشيدي، عند قدومه حلب، سنة: 1350هـ وألقى بين يديه قصيدة، أعجب بها فناوله كأس الشاي الذي يشرب منه قائلاً (خذ أنت حسان أسيادنا)، وقد ألبسه شيخه الشيخ موسى جبة شيخ هذه الطريقة؛ الشيخ: محمد الدندراوي في مجلس من مجالس الذكر، فأثر ذلك في نفسه راحة وانشراحا، ً فارتجل هذين البيتين:
ألبستموني جبة للقطب تاج الواصلين
نسجت بأنوار الهدى
خيطت بمصباح اليقين

كان الشيخ محمد خير شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صرف معظم شعره في المدائح النبوية، حتى حظي برؤيا المصطفى صلى الله عليه وسلم في منامه، وفرح بهذه الرؤيا فرحاً عظيماً، ونظم هذه الرؤيا قصيدة شعر أثبتها في ديوانه:(نفحات مسك في روضات نسك)، يقول في مطلعها:
بليلة العشرين من شوال
جاد الحبيب بها بطيب وصال

هي ليلة الاثنين قد فاقت على
أيام عمري في أعز منال

إلى أن يقول:
فوصاله هدفي وغاية مأربي
ورضاؤه هو منتهى آمالي

عمل الشيخ مطلع حياته بالتجارة، وبذل فيها وسعه، وكأن الله سبحانه أراد له أن يسير في غير هذه الطريق ، فما ربحت تجارته الدنيوية وخسر فيها الكثير من أمواله، فتركها عام: 1334هـ، وعاد إلى عمله في التعليم والدعوة إلى الله، وتعليم الحساب ومسك الدفتر التجارية، وعين إماماً في جامع (السلطانية)، ثم استشار شيخه الشيخ محمد نجيب سراج الدين أن يفتتح في هذا الجامع مدرسة لتعليم القرآن الكريم، وأصول المحاسبة التجارية فأذن له بذلك يقول: (...كما استشرته في افتتاح معهد لتعليم أصول المحاسبة، بالإضافة إلى تعليم القرآن الكريم، والعلوم الأخرى في جامع (السلطانية) الذي عينت فيه إماماً كذلك، فأذن لي، وشجعني، ودعا لي، ثم توكلت على الله وافتتحته عام: 1344هـ 1925م، حيث ضم عدة صفوف مع أساتذة علماء، وبقيت فيه حتى عام: 1388هـ 1968م، وكان مكللاً بالنجاح والتوفيق خلال هذه الفترة الطويلة....)، وقد أطلق الشيخ على معهده هذا اسم: (دار الفلاح الإسلامية)، وتخرج فيه عدد كبير من العلماء وطلاب العلم الشرعي والمهندسون والمحاسبون والتجار، ولعل أهم هؤلاء المتخرجين في هذا المعهد، شيخنا الشيخ عبد الله سراج الدين، وأخوه الشيخ محمد سراج الدين.

ترك الشيخ بالإضافة إلى طلابه الذين لا يحصيهم العدّ، عدداً من الدواوين الشعرية هي:
1- الحقائق الجلية في القلائد الهمزية.
2- نسمات الصفاء في ذكريات الأخلاء.
3- نفحات مسك في روضات نسك.
4- المحفوظات الأخلاقية للنائشة الإسلامية.
5- ذكريات البقاع المقدسة.
6- إنه السفور والصهيونية.

وهذه الدواوين كلها مطبوعة، وشعر الشيخ شعر رقيق عذب يغلب عليه النظم، طرق فيه شتى الأغراض من مديح نبوي وإخوانيات وقصائد روحانية صوفية، بالإضافة إلى الرثاء والحكمة والأخلاق وغيرها.
ظل الشيخ على عمله وعطاءه المتواصل، إلى أن أدركته المنية في حلب، سنة: تسعين وثلاثمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة، وقد أوصى أن تنقش على ألواح قبره هذه الأبيات:
بمحمد خير الورى مستشفع
يوم النشور من الخطايا والذنوب

فعسى بتسميتي ومحض محبتي
أحظى بما برضاه علام الغيوب

وأفوز في غرف الجنان بفضله
بين النعيم وبين أصحاب القلوب

- رحمه الله -

المراجع والمصدر
1-إعلام الطلبة الناجحين فيما علا من أسانيد الشيخ عبد الله سراج الدين للشيخ أحمد سردار.
2ـ جريدة الجماهير الحلبية، العدد9774 تاريخ: 23/3/1998م.
3ـ دواوين المترجم له.
4ـ مقابلة شفهية مع نجل المترجم الأستاذ محمد.
5-مقابلة شفهية مع حفيد المترجم الأستاذ المحامي محمد شافع.
6ـ مقابلة شفهية مع شيخنا الشيخ محمد سردار.

من صفحة الاستاذ: محمد عدنان كاتبي