السيد أسعد أفندي بن نسيب أفندي حمزة الدمشقي رحمه الله
ذو جاه ومقام، ورفعة بين الخاص والعام، نشأ على الترفه والترفع وكان يهوى مجالس النزاهة والخلاعة من غير تمنع، وحضر دروس الشيوخ مع الطلاب، وكان له في العلوم نصيب غير أنه برع في الفرائض وعلم الحساب، وكان رفيع المقام، نافذ الكلمة لدى الولاة والحكام، وكان ينتقل في مجالس الحكومة من مجلس إلى آخر عضواً من الأعضاء، وإن الناس تقصده لجلب نفعهم ودفع البلاء، ويقدمون له جانباً من الدراهم والدنانير. ليساعدهم فيقبلها على طريق الهدية من غير تأخير، ويساعد الإنسان مساعدة موصلة إلى مطلوبه وافية بمرامه ومرغوبه، وكان له مخالطة كثيرة مع الأهالي، مع عدم الترفع عما لا يليق بمقامه العالي، من حضوره محلات الاجتماع، للنزهة والسماع، فكان الناس يعيب عليه ذلك لشرفه وسيادته وهو لا يلتفت إلى تأنيب ولا إلى ملام تقديماً لجانب سروره على جلالته. ولما توفي أخوه محمود أفندي مفتي الشام، تحزب له الأعيان والوجوه في وضعه مكانه للإفتاء العام. ولم يقدر الله ذلك له بل كان لمحمد أفندي المنيني العالم الهمام، وحصل بينهما منافرة، ومقاطعة ومدابرة، بعد الاتصال التام ودامت المنافرة باطناً بينهما إلى أن مرض المترجم مدة جزئية وتوفي في شهر ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وسبع ودفن في مرج الدحداح رحمه الله.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.
اسعد حمزة
1238-1307هـ=1822-1889م
عالم ، فاضل .
أسعد بن نسیب بن حسين بن يحيى بن حسن بن عبد الكريم ، المشهور بابن حمزة الحنفي .
ولد بدمشق سنة 1238هـ ، ونشأ في رعاية والده ، وقرأ عليه مبادی العربية والفقه ، ثم حضر على الشيخ سعيد الحلبي ، والشيخ هاشم التاجي في الفقه وغيره ، وقرأ على الشيخ حسن الشطي في الفرائض والحساب والجبر والهندسة حتى برع فيها ، وتلقى التجويد عن الشيخ أحمد الحلواني الكبير.
أخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ الترشيحي ، وأقام الأذكار في بعض مساجد دمشق .
انتخب في بعض اللجان الإدارية في فتنة النصارى سنة 1277 هـ. 1860 م فكان مثال الحزم والذكاء والحنكة ، كما تولى بعض الوظائف الحكومية ، وصار عضو المجلس الدعاوي في لواء دمشق سنة 1286هـ ، ثم رئيسا له سنة 1289هـ ، ثم عضوا لديوان التمييز في ولاية سورية سنة 1294هـ إلى سنة 1296هـ ، واستمر عضوا في محاكم الاستئناف الحقوقية والجزائية منذ سنة 1297هـ إلى سنة 1206هـ ، وبالجملة فقد كان من صدور دمشق وأعيانها يرجع إليه وينتفع به .
حسن الهيئة ، منور الشيبة ، يتعمم بعمامة خضراء . يحب حضور مجالس السماع والتنزه . رفيع المقام ، نافذ الكلمة عند الحكام ، مدحه الشاعر محمد الهلالي الحموي بعدة قصائد غراء .
توفي في شهر شوال سنة 1307هـ ، ودفن بمدفن آل حمزة من مقبرة الدحداح ، ورثاه كثيرون من الأفاضل .
من كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.
يوجد له ترجمة أوسع في الكتاب.