إسفنديار بن الموفق بن أبي علي بن محمد البوشنجي الواسطي أبي الفضل
تاريخ الولادة | 538 هـ |
تاريخ الوفاة | 625 هـ |
العمر | 87 سنة |
مكان الولادة | واسط - العراق |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
- محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان البغدادي أبي الفتح "ابن البطي"
- عمر بن بنيمان بن عمر بن نصر البغدادي أبي المعالي
- عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري أبي البركات "كمال الدين الأنباري"
- صدقة بن الحسين بن أحمد بن محمد بن وزير أبي حسن الواعظ
- عبد الله بن أحمد بن أحمد بن نصر البغدادي أبي محمد "ابن الخشاب"
- عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي التميمي الموصلي أبي سعد شرف الدين "ابن أبي عصرون ابن أبي السري"
نبذة
الترجمة
أسفنديار بن الموفق بن أبي علي بن محمد بن يحيى بن علي:
أبو الفضل البوشنجي الأصل، الواسطي مولدا، قدم حلب، وسمع بها أبا سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون، وقرأ القرآن بوجوه القراءات، ودرس الوعظ على أبي المجد علي بن المبارك الواسطي سبط ابن رشادة، وصحب الشيخ صدقة ابن وزير الواسطي الزاهد، وتكلم في الوعظ، ووعظ الناس، وفرأ الأدب ببغداد على أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وبعده على أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري النحوي، وسمع بها أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، ومحمد بن محمود بن حمود، وقاضي القضاة أبا طالب روح بن أحمد الحديثي قاضي بغداد، وأبا المعالي عمر بن بنيمان الهمذاني المستعمل وروى عن أبي طالب الحديثي، وأبي عمران موسى بن يحيى الحصكفي.
روى عنه: أبو عبد الله محمد بن سعيد الدبيثي الواسطي، وذكره في ذيله الذي ذيل به على الذيل لأبي سعد السمعاني .
روى لنا عنه: الشريف أبو علي المظفر بن الفضل بن يحيى بن جعفر الحسيني البغدادي وأبو السعادات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي.
وأخبرني أبو السعادات أن أسفنديار هذا قدم حلب، وكان صاحب فكاهات ومحاضرات، وكان غاليا في التشيع، وله شعر حسن.
قال: وذكر لي ولده أحمد بن أسفنديار أنه من أولاد عبيد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال لي أبو السعادات: وأخبرني أسفنديار أنه ولد بواسط سنة سبع أو ثمان وثلاثين وخمسمائة منتصف رجب، وقيل إن له ستين مصنفا.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الدّبيثي في كتابه إلينا من بغداد قال: قرأت على أبي الفضل أسفنديار بن الموفق، قلت له: أخبركم قاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن أبي قريبة العجلي قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي قال: حدثنا عبد الله بن زيدان البجلي قال: حدثنا حسين بن زيد قال: حدثنا عائذ ابن حبيب عن صالح عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشرف المجالس ما استقبل به القبلة» .
أنشدنا أبو علي المظفر بن الفضل بن يحيى بن جعفر الحسيني بحلب قال: أنشدنا أسفنديار بن الموفق الواعظ ببغداد قال: أنشدني أبو عمران موسى بن أبي الفضل يحيى الحصكفي بميافارقين لوالده أبي الفضل المذكور في كتاب آمد من جملة قصيدة:
قد ملأوا الدنيا بألقابهم ... ونافسوا فيها السّلاطينا
توزعوا الدولة والملك وال ... حضرة والإسلام والدنيا
شادوا بأقلامهم دورهم ... وأخربوا فيها الدواوينا
عفوا وما عفوا بأقدامهم ... مساكنا تحوي المساكينا
غرّتهم الدنيا بأن أظهرب ... عن غلظة تظهرها لينا
والدّهر كم جرّع في مرّه ... مرّا وحينا ساقه حينا
يا أنفسا ذلت بإتيانهم ... ويك أتأتين الأتاتينا
وكان يجدي القصد لو أنهم ... يدرون شيئا أو يدرّونا
لا تغبني الفضل باطراء من ... ترين فيه الهجو مغبونا
لو رمت شيئا دون أقدارهم ... لهجوهم لم تجد الدونا
أنشدني أبو السعادات الموصلي قال: أنشدني أسفنديار لنفسه:
قد كنت مغرى بالزمان وأهله ... ولم أدر أن الدهر بالغدر دائل
أرى كل من طارحته الودّ صاحبا ... ولكنه مع دولة الدهر مائل
ورب أناس كنت أمحض ودهم ... وما نالني منهم سوى المزق طائل
تعاطوا ولائي ثم حالوا سآمة ... وحال بني الأيام لا شك حائل
وأعدم شيء سامه المرء دهره ... حبيب مصاف أو خليل مواصل
أسادتنا قد كنت أحظى بإنسكم ... وأجني ثمار العيش والدهر غافل
وما خلت أن البين يصدع شملنا ... ولا أنني عنكم مدى الدهر راحل
وتا الله ما فارقتكم عن ملالة ... ولكن نبت بي بالمقام المنازل
قطعت الفلا عنهنّ حتى أضعنني ... فأقفرن عن مثلي وهنّ أواهل
وإني إذا لم يعل جدي ببلدة ... هدتني الى أخرى السرى والعوامل
إذا الحرّ لم يظمأ لورد مكدر ... فلا بدّ يوما أن تروق المناهل
سيعلم قومي قدر ما بان عنهم ... وتذكرني إن عشت تلك المعاقل
قال لي أبو السعادات: وأنشدني أسفنديار لنفسه:
الدّهر بحر والزمان ساحل ... والناس ركب راحل ونازل
كأنهم سيارة في مهمه ... مكاره الدهر لهم مناهل
أنبأنا أبو عبد الله بن الدبيثي قال: أسفنديار بن الموفق بن أبي علي البوشنجي الأصل، الواسطي المولد، البغدادي الدار، أبو الفضل الكاتب الواعظ، قرأ القران الحبيب بواسط بالقراءات الكثيرة على جماعة منهم أبو الفتح المبارك بن أحمد بن رزين الحداد، ثم قدم بغداد واستوطنها، وصحب الشيخ صدقة بن وزير وسمع معه بها من جماعة منهم: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبو المعالي عمر بن بنيمان، وأبو الأزهر محمد بن محمود بن حمود، وقاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد الحديثي وغيرهم، وتكلم في الوعظ مدة، وتولى كتابة ديوان الانشاء في محرم سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وصرف عنه في شهر رمضان من السنة المذكورة، وكان وافر الفضل، حسن الخط، مليح العبارة، جيد الترسل، يقول الشعر الجيد، وينشئ الفصول الحسنة، سمعنا منه.
قال لي أبو السعادات بن حمدان: توفي أسفنديار ببغداد في الليلة التي صبيحتها يوم الخميس تاسع ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة.
وسألت حفيده علي بن علي بن أسفنديار عن وفاة جده فقال: توفي ببغداد بالرباط العتيق المعروف بالقيساوية في ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وستمائة، ودفن بمشهد عبيد الله.
والصحيح هو الأول، وقد أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي قال في ذكر من مات سنة خمس وعشرين وستمائة في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي ليلة التاسع من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الأجل الفاضل أبو الفضل أسفنديار بن موفق بن أبي على البوشنجي الأصل، الواسطي المولد، البغدادي الدار، المقرئ، الواعظ، الكاتب، ببغداد، ودفن من الغد بمشهد عبيد الله.
قرأ القرآن الكريم بواسط على جماعة منهم أبو الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحداد، وقرأ الوعظ على أبي المجد علي بن المبارك، وسمع ببغداد من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد، وأبي المعالي بن بنيمان، وأبي الأزهر محمد ابن محمود بن حمّود، وقاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد الحديثي، وغيرهم.
وحدث وتكلم في الوعظ مدة، وكان وافر الفضل، مليح العبارة حسن الخط، وله شعر جيد، وترسل جيد، ومولده في رجب سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة .
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)