محمد بن أحمد بن يوسف الولوي السفطي

تاريخ الولادة796 هـ
تاريخ الوفاة854 هـ
العمر58 سنة
مكان الولادةالقاهرة - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • الشرقية - مصر
  • القاهرة - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج الولوي السفطي بِسُكُون الْفَاء بَين مهملتين نِسْبَة لسفط الْحِنَّاء من الشرقية القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقيل سنة تسعين وَهُوَ أقرب بالصليبة من الْقَاهِرَة، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وتلا لأبي عَمْرو وَنَافِع على الشّرف يَعْقُوب الجوشني وَالشَّمْس النشوي وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ والبيجوري وَفِي النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي وَفتح الدّين الباهي وَغَيرهم فِي ذَلِك كُله

الترجمة

مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج الولوي السفطي بِسُكُون الْفَاء بَين مهملتين نِسْبَة لسفط الْحِنَّاء من الشرقية القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقيل سنة تسعين وَهُوَ أقرب بالصليبة من الْقَاهِرَة، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وتلا لأبي عَمْرو وَنَافِع على الشّرف يَعْقُوب الجوشني وَالشَّمْس النشوي وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ والبيجوري وَفِي النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي وَفتح الدّين الباهي وَغَيرهم فِي ذَلِك كُله ثمَّ لَازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا مِمَّا كَانَ يقرا عِنْده، وَبحث الْحَاوِي عِنْد الْهمام العجمي شيخ الجمالية بل أَخذ عَنهُ فِي الْكَشَّاف وَغَيره وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي كثير من العقليات وَكَانَ يبر الْعِزّ بِطَعَام الشيخونية أول مَا قدم فانه كَانَ من صوفيتها، وَرَأَيْت شَيخنَا وَصفه بذلك فِي طبقَة سنة أَربع وَعشْرين، وَرُبمَا حضر عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ وَمَعَ ذَلِك فَامْتنعَ من إِعْطَائِهِ الشاشات الْوَاصِلَة إِلَيْهِ من الْهِنْد مَعَ سُؤَاله لَهُ فِيهِ وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَغَيره بل سمع قبل ذَلِك على الحافظين الهيثمي والتقي الدجوي وَسعد الدّين مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القمني والحلاوي والشهاب بن الناصح والعز بن جمَاعَة وَبَعض ذَلِك بِقِرَاءَة شَيخنَا، وَحدث بالبخاري عَن الزين الْعِرَاقِيّ سَمَاعا وبالشفا عَن التنوخي سَمَاعا والشرف بن الكويك اجازة وَبِغير ذَلِك، وَخرج لَهُ أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي شَيْئا، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَرُبمَا نَاب عَن بعض الْحَنَفِيَّة لاختصاصه بالصدر بن العجمي وَلم ينب لمن بعد الْجلَال بِالْقَاهِرَةِ بل قَالَ حِينَئِذٍ فِيمَا بَلغنِي وَالله لَا أليه إِلَّا اسْتِقْلَالا، وَحج غير مرّة وجاور. وَسمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة جمَاعَة وَعرف بمداخلة الْكِبَار والحرص على الادخار والاستكثار ونال مِنْهُم حظا لقدرته على جلبهم وَأَن تكلفوا فِي ميلهم إِلَيْهِ وحبهم، ولي تدريس التَّفْسِير بالجمالية فِي سنة سبع وَعشْرين ثمَّ مشيخة التصوف بهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَكَانَت لَهُ بِالظَّاهِرِ جقمق قبل سلطنته خُصُوصِيَّة بِحَيْثُ أَنه كَانَ وَهُوَ أَمِير آخور يَجِيئهُ إِلَى بَيته وَيَأْكُل عِنْده فَلَمَّا تسلطن لَازمه جدا وَانْقطع إِلَيْهِ فولاه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وكَالَة بَيت المَال ثمَّ فِي الَّتِي تَلِيهَا نظر الْكسْوَة وَحِينَئِذٍ هرع النَّاس إِلَيْهِ للتوسل بِهِ عِنْده وَدخل فِي قضايا فانهاها حَتَّى أَنه كَانَ يصمم على الْمَنْع ثمَّ يسهله بسفارته ويلتزم الْفِعْل ثمَّ ينْقضه بِشَفَاعَتِهِ، وَصَارَ لَهُ عِنْد من دونه الْكَلِمَة النافذة والشفاعة المقبولة فتزايدات ضخامته وَارْتَفَعت مكانته وانثالت عَلَيْهِ الدِّينَا بِسَبَب ذَلِك من كل جَانب من الْقُضَاة والمباشرين وَالتّرْك فضلا عَمَّن دونهم فأثرى جدا وَكَثُرت أَمْوَاله خُصُوصا وَهُوَ غير متبسط فِي معيشته وَلَا سمح الْبَذْل بِالَّذِي فِي حوزته لجماعته ورعيته فضلا عَمَّن لَيْسَ من أهل مودته وَقصد بالانتماء لولائه والحلول بساحته وفنائه حَتَّى أَن الْمُحب بن الشّحْنَة الْحَنَفِيّ رَئِيس مَمْلَكَته صاهره على ابْنَته وَقَررهُ السُّلْطَان أَيْضا فِي نظر البيمارستان المنصوري فِي ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين فازداد وجاهة وَعزا اجْتهد فِي عِمَارَته وَعمارَة أوقافه والحث على تنمية مستأجراته وَسَائِر جهاته حَتَّى الاحكار وَمَا ينْسب إِلَيْهِ من الْآثَار مَعَ التَّضْيِيق على مباشريه والتحري فِي الْمَرِيض الْمنزل فِيهِ بِحَيْثُ زَاد على الْحَد وَقل من المرضى فِيهِ الْعد وتحامى النَّاس الْمَجِيء إِلَيْهِ بِأَنْفسِهِم أَو بمرضاهم فَصَارَ لذَلِك مكنوسا ممسوحا وَمنع النَّاس من الْمَشْي فِيهِ إِلَّا حُفَاة وَحجر فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ غَايَة التحجير فَاجْتمع فِي الْوَقْف بِسَبَب هَذَا كُله من الْأَمْوَال مايفوق الْوَصْف وَكَذَا اجْتهد فِي عمَارَة الجمالية وأوقافها وتحسين خبزها وَالزِّيَادَة فِي معاليم صوفيتها ومستأجراتها لَكِن مَعَ التحجير عَلَيْهِم فِي الْحُضُور وقفل الْبَاب بِحَيْثُ أَن من تخلف لَا يُمكن الْفَتْح لَهُ، ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ حَيْثُ وليه مَعَ النّظر بعد القاياتي، بل اسْتَقر فِي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد الْعلم البُلْقِينِيّ وباشره بحرمه مهابة وصولة زَائِدَة وشدد فِي أَمر النواب وابتكر جمَاعَة من الْفُضَلَاء مِمَّن كَانَ شَيخنَا ينزه الْكثير مِنْهُم عَن استنابته واجتهد فِي ضبط الْمُودع الْحكمِي وَعمارَة أوقاف الْحَرَمَيْنِ وَالصَّدقَات وَنَحْوهَا وتنمية دلّت بِزِيَادَة المستأجرات والمسقفات والاحتكار على عَادَته المشروحة وتحري بِالصرْفِ من يعرف اسْتِحْقَاقه وارتدع بِهِ المباشرون والجباة وَنَحْوهم، كل ذَلِك بالعنف والشدة والبطش الْمخْرج عَن حيّز الِاعْتِدَال والملجئ إِلَى التَّصْرِيح بِمَا ل لَا يُنَاسب منصبه حَتَّى فِي الطرقات وَالرُّكُوب بِدُونِ شعار الْقُضَاة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أنزه قلمي عَن إثْبَاته هُنَا مَخَافَة الْكَبِير وَالصَّغِير والشريف والحقير وَلم يسْتَطع أحد مُرَاجعَته وتعدى حَتَّى تعرض لولد شَيخنَا بالترسيم وَغَيره قصدا لابعاده عَن المنصب لينفرد بِهِ بعد أَن كَانَ من أعظم المنكرين لصنيع القاياتي فِيهِ وَعمل شَيخنَا حِينَئِذٍ جُزْءا سَمَّاهُ ردع المجرم، وانتزع مِنْهُ تدريس الصالحية ونظرها إِلَى أَن حاق فِيهِ السم الْقَاتِل وذاق مرَارَة حَنْظَلَة فِي الْمقَاتل فَكَانَ أول مبادئ انحطاط قدره وارتباط المحن بِجَانِب قدره فِي أول بيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَاسْتمرّ حَتَّى عزل شَيخنَا عَن الْقَضَاء وبالشرف الْمَنَاوِيّ عَن تدريس الصلاحية ونظرها وبأبي الْخَيْر النّحاس غَرِيمه عَن البيمارستان وبالواوي الاسيوطي عَن الجمالية وَوضع السُّلْطَان يَده على أَكثر مَا نماه من متحصل المرستان وَغَيره بل وَأدْخلهُ المقشرة، وَآل أمره إِلَى أَن اختفى فَلم يظْهر إِلَّا بعد نكبه النّحاس وَمضى ثَمَانِيَة أشهر وأياما فِي الاختفاء، سمعته يَقُول إِنَّه أُتِي على متونه الَّتِي كَانَ أنسيبا حفظا وطلع حِينَئِذٍ إِلَى السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى وأكرمه وَأعَاد لَهُ فِي الْمرة الثَّانِيَة وَذَلِكَ فِي ثَالِث شَوَّال سنة أَربع وَخمسين)
الجمالية وباشر حُضُورهَا على الْعَادة مَاشِيا فِي الْأَغْلَب من درب الأتراك إِلَيْهَا قَاصِدا تواضعه بذلك ويصعد إِلَى السُّلْطَان فِي كلك شهر للتهنئة كآحاد النَّاس، وَلم يلبث أَن مرض فِي آخر يَوْم الِاثْنَيْنِ، وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ فِي الْأَزْهَر وَدفن بتربة أَقَاربه الاسيوطيين فِي نَاحيَة بَاب الْوَزير رَحمَه الله عَفا عَنهُ وأيانا وَأَرْجُو لَهُ الِانْتِفَاع بِمَا حل بِهِ من المحن والرزايا سِيمَا وَقد نَدم على صَنِيعه مَعَ شَيخنَا وتوسل إِلَيْهِ بكشف رَأسه وَنَحْوه وعزم على الْأَسْبَاب المخففة عَنهُ مَعَ كَونه كَانَ مديما للتلاوة حَرِيصًا على المداومة على التَّعَبُّد وَالصِّيَام والتجهد رَاغِبًا فِي إحْيَاء ليَالِي رَمَضَان بِجَامِع الْأَزْهَر بِرَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فيهمَا كل الْقُرْآن فِي كل لَيْلَة مَعَ التضرع إِلَى الله وَكَثْرَة الْبكاء وَالتَّعَفُّف عَن كثير من الْمُنْكَرَات محبا فِي إغاثة الملهوف والميل لمساعدة الْفُقَهَاء والطلبة وبجاهه بِحَيْثُ جرت على يَده مبرات مِنْهَا تجهيز خمس من العميان فِي كل سنة لقَضَاء فَرِيضَة الْحَج بِمِائَة دِينَار، كل ذَلِك مَعَ الفصاحة فِي الْكَلَام وجهورية الصَّوْت وطلاقة الْعبارَة وَقُوَّة الحافظة وبقصد الِانْتِفَاع بجاهه تزاحم الْفُضَلَاء فِي حُضُور درسه ببيته وَغَيره وَقَرَأَ عِنْده فِي الْكَشَّاف وَنَحْوه وقرأت عَلَيْهِ لَا بِهَذَا الْقَصْد جُزْءا من الغيلا نَبَات وسر بذلك وَكَذَا حدث بالكثير مِمَّا كَانَ الْقَارئ عِنْده فِي أَكْثَره الْجلَال بن الْأَمَانَة وَلذَلِك قَرَّرَهُ فِي الْقِرَاءَة بالقلعة بعد عزل البقاعي وقدحه بِكَلِمَات حَسْبَمَا شرحته فِي مَكَان آخر وَاقْتضى ذَلِك مُبَالغَة البقاعي وتعديه لما أَكْثَره مختلق بل وَلَو كَانَ صَحِيحا كَانَ الزَّائِد على الْقدر الْحَاجة مِنْهُ غير جَائِز وَصرح بتكذيبه قَالَ: وَكَانَ الله دَابَّة سوء وَقد كَانَ الْجلَال الوجيزي ينشد فِيهِ نظما أَوله:
(لحاك الله يَا سفطي فكم تجني ... وَكم تخطي وَكم تمنع وَمَا تُعْطِي)
وَقد أطلت تَرْجَمته فِي ذيل الْقُضَاة وَفِي المعجم والوفيات وَغير ذَلِك من تعاليقي.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.