صَاحِبُ إِفْرِيْقِيَةَ، المُعِزُّ بنُ بَادِيسِ بنِ مَنْصُوْرِ بن بلكين بن زيري ابن مَنَادٍ الحِمْيَرِيُّ، الصُّنْهَاجِيُّ، المَغْرِبِيُّ، شَرَفُ الدَّوْلَةِ ابْنُ أَمِيْرِ المَغْرِبِ.
نَفَّذ إِلَيْهِ الحَاكِمُ مِنْ مِصْرَ التقليدَ وَالخِلَع فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَة، وَعلاَ شَأْنُه.
وَكَانَ ملكاً مَهِيْباً سَرِيّاً شُجَاعاً عَالِي الهِمَّة مُحِباً لِلْعِلْمِ كَثِيْرَ البذلِ مدحته الشُّعَرَاءُ. وَكَانَ مَذْهَب الإِمَام أَبِي حَنِيْفَةَ قَدْ كَثُرَ بِإِفْرِيْقِيَةَ فَحَمَلَ أَهْلَ بِلاَده عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ حسماً لمَادَة الخلاَف وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى إِسْلاَم فَخلع طَاعَة العُبَيْدِيَّة وَخَطَبَ لِلقَائِم بِأَمْرِ اللهِ العَبَّاسِيّ فَبَعَثَ إِلَيْهِ المُسْتنصر يَتهددُه فَلَمْ يَخَفْهُ فَجَهَّزَ لمُحَارِبته مِنْ مِصْرَ العَرَب فَخربُوا حصُوْنَ بَرْقَة وَإِفْرِيْقِيَة وَأَخَذُوا أَمَاكن وَاسْتوطنُوا تِلْكَ الدِّيَار مِنْ هَذَا الزَّمَان وَلَمْ يُخْطَب لِبَنِي عُبيدٍ بَعْدَهَا بِالقَيْرَوَان.
قِيْلَ: كَانَ مولد المُعِزِّ في سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَمَرِضَ بِالبرص، وَرثَاهُ شَاعِره الحَسَنُ بنُ رَشِيق القَيْرَوَانِيّ، وَكَانَ مَوْتُه بِالمَهْدِيَّة.
وَقَام بَعْدَهُ ولده تميم بن المعز.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
المُعِزّ بن بادِيس
(398 - 454 هـ = 1008 - 1062 م)
المعز بن باديس بن المنصور الصنهاجي:
من ملوك الدولة الصنهاجية بإفريقية. ولد بالمنصورية (من أعمال إفريقية) وولي بعد وفاة أبيه (سنة 406 هـ وأقره الحاكم الفاطمي (صاحب مصر والمغرب) ولقبه بشرف الدولة. وساد الأمن في أيامه. وبنى بنايات ومساجد أنفق عليها أموالا وافرة، وقرب العلماء وأكرمهم. ونشبت بينه وبين قبائل زناتة حروب انتصر في جميعها. وكانت خطبته للفاطميين، فقطعها (سنة 440) وجعلها للعباسيين، فوجه إليه المستنصر الفاطمي أعراب بني هلال وبني سليم من قبائل الحجاز، وأباح لهم الغارة على المغرب، فاحتلوا القيروان.
وحاربهم المعتز فتغلبوا عليه، فتقهقر إلى المهدية. واستمر وادعا إلى أن توفي فيها من ضعف الكبد. وهو أول من حمل الناس بإفريقية على مذهب مالك وكان الأغلب عليهم مذهب أبي حنيفة .
-الاعلام للزركلي-
ابن باديس (398 - 454 هـ) (1008 - 1062 م)
المعز بن باديس بن منصور الزيري الصنهاجي، من أشهر أمراء الدولة الزيرية الصنهاجية بافريقية. ولد بالمنصورية (قرب القيروان) وتولى الإمارة بعد وفاة أبيه سنة 406/ 1016 ونشأ نشأة علمية صالحة بين علماء المالكية فانطبع في ذهنه منذ صغره نعض مذهب الفاطميين الباطني الإسماعيلي إلى أن جرفه التيار الشعبي للإيقاع بصنائع الفاطميين وأتباع مذهبهم وإعلان الانفصال عن الخلافة الفاطمية وإعلان التبعية للخلافة العباسية، فدبرت الدولة الفاطمية الوسيلة المجرمة لتأديبه بإرسال فلتاء أعراب الصعيد من بني هلال وسليم الذين أتوا على الأخضر واليابس، وخرّبوا معالم الحضارة والعمران، وارتكبوا من الفظائع ما تكفلت كتب التاريخ بتفصيله، ولا مزية لهؤلاء الأعراب إلا أنهم أشاعوا اللسان العربي على نطاق واسع بالبلاد حتى أن القبائل البربرية تعربت. يعزى للمعز بن باديس تأليف «عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب» نسبه له بروكلمان وهو تأليف في صفة الحبر والأقلام والخط، يوجد بدار الكتب المصرية ومكتبة غوطا بألمانيا.
ونسب له البغدادي منظومة سينية تسمى «النفحات القدسية في تراجم مشايخ الصوفية» ويرد هذا أن المعز لم يعرف بعطفه على الصوفية، والصحيح أن النفحات القدسية من نظم أبي علي حسن بن أبي القاسم بن باديس القسنطيني (ت سنة 787/ 1385) نظّمها بعد اتصاله بالحافظ صلاح الدين العلائي في القدس وإعارته له كتاب «روض المناظر في مناقب الشيخ عبد القادر» كما صرح بذلك في خطبة «النفحات الأنسية» ولمح له في «النفحات القدسية» ونظم القصيدة بعد مبارحته للقدس الشريف ورحلته إلى مصر.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 71 - للكاتب محمد محفوظ