ضِيَاء بن سعد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان القرمي ابْن قَاضِي القرم العفيفي الشَّيْخ ضِيَاء الدّين الْقزْوِينِي الْفَقِيه الشَّافِعِي أَخذ عَن أَبِيه وشمس الدّين الخلخالي والبدر التسترِي وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث لما حج من الْعَفِيف المطري وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة وحظي عِنْد الْأَشْرَف شعْبَان وَولي مشيخة البيبرسية بعد الرضي فِي سنة 67 وتدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية وَغير ذَلِك وولاه الْأَشْرَف مشيخة مدرسته ودرس فِيهَا قبل أَن تكمل وَسَماهُ شيخ الشُّيُوخ وَأمر باسقاط هَذَا الِاسْم عَن شيخ سرياقوس وَكَانَ ماهراً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان ملازماً للاشغال لَا يمل من ذَلِك وَكَانَ من ذَوي المروآت كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة سليم الْبَاطِن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 780 عَن خَمْسَة وَخمسين سنة قَالَ شَيخنَا طَاهِر ابْن حسن بن حبيب كتبت إِلَيْهِ
(قل لرب الْعلي وَمن طلب الْعلم مجداً إِلَى سَبِيل السوَاء)
(إِن أردْت الْخَلَاص من ظلمَة الْجَهْل فَمَا تهتدي بِغَيْر الضياء) قَالَ فَأجَاب
(قل لمن يطْلب الْهِدَايَة مني ... خلت لمع السراب بركَة مَاء)
(لَيْسَ عِنْدِي من الضياء شُعَاع ... كَيفَ تبغي الْهدى من اسْم ضِيَاء)
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-
عبد الله بن سعد الله الشَّيْخ ضِيَاء الدّين القرمي تقدم فِي ضِيَاء وَيُقَال كَانَ أَبوهُ سَمَّاهُ عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ فَلَمَّا ترعرع واشتغل بِالْعلمِ غير اسْمه فَقَالَ عبد الله نفرة من مُوَافقَة اسْم عبيد الله بن زِيَاد قلت وَمَا كَانَ يكْتب بِخَطِّهِ إِلَّا ضِيَاء العفيفي فَلذَلِك ذكرت تَرْجَمته فِي حرف الضَّاد
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-