عبد الكريم بن محمد الدمشقي
العبادي
تاريخ الولادة | 998 هـ |
تاريخ الوفاة | 1070 هـ |
العمر | 72 سنة |
مكان الوفاة | بني سويف - مصر |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالعبادى الدمشقى الحنفى الاديب الْفَاضِل الذكى كَانَ لَهُ مُشَاركَة تَامَّة فى الْفُنُون وخبرة فى نقد الشّعْر وَله فى المعميات وحلها الْيَد الطُّولى قَرَأَ بِدِمَشْق على الشَّيْخ عمر القارى وَعبد الرَّحْمَن العمادى والشرف الدمشقى وَعبد اللَّطِيف الجالقى وَغَيرهم وَأخذ طَرِيق الرفاعية عَن الشَّيْخ مُحَمَّد العلمى القدسى وَحج فى بعض السنين وينقل لحجة سَبَب عَجِيب وَهُوَ انه كَانَ لَهُ بعض اخوان مِمَّن اخْتَلَط بهم وامتزج فتوجهوا قَاصِدين الْحَج فَسَار لوداعهم وَكَانَ الْفَصْل فصل الصَّيف وَعَلِيهِ الصُّوف وعَلى رَأسه الْعِمَامَة الْكَبِيرَة فَلَمَّا وصلوا الى بَاب الله أبرموا عَلَيْهِ ان يسير مَعَهم الى الْكسْوَة وَمَا برحوا يلحون عَلَيْهِ الحاحا بعد الحاح الى ان أَخَذُوهُ مَعَهم بنية الْمسير الى المزيريب وفى لَيْلَة الْمسير أبرموا عَلَيْهِ بِأَن يتَوَجَّه مَعَهم الى الْحَج فَلم يخالفهم وَتوجه مَعَهم وكل مِنْهُم أعطَاهُ مَا يحْتَاج اليه فحج حجَّة وَمَا زَالَ مُدَّة عمره يذكر مَا وَقع لَهُ فِيهَا من الاكرام والانبساط ثمَّ عَاد الى دمشق ولازم بعد مُدَّة من الْمولى عبد الْعَزِيز بن قره حلبى الْمُقدم ذكره وناب فى الْقَضَاء بمحكمة الميدان ثمَّ سَافر الى الرّوم فى سنة احدى وَخمسين وَألف وسلك طَرِيق الْقَضَاء فولى قَضَاء بيروت ثمَّ سَافر الى الرّوم مرّة ثَانِيَة وانتقل الى اقليم مصر فَصَارَ قاضى أبيار ثمَّ أَتَى الى دمشق وَصَارَ بهَا مُتَوَلِّيًا على أوقاف الْجَامِع الاموى مُدَّة وعزل لاختلال وَقع فى الْوَقْف وَولى قسْمَة الْعَسْكَر ثمَّ سَافر الى الرّوم مرّة ثَالِثَة وَصَارَ قاضى بنى سويف وَتوجه اليها فَمَاتَ بهَا وَكَانَ فى أَوَائِل عمره مائلا لجَانب الصّلاح ثمَّ اخْتلف وَكَانَ مفرط السخاء احسن المعاشرة والمحاورة وَكَانَ بَينه وَبَين مُحَمَّد وأخيه أكمل الكريميين مَوَدَّة وصحبة وَجرى بَينهم مفاكهات ومطارحات كَثِيرَة فَمن ذَلِك مَا اتّفق لَهُم وَقد ضمهم مجْلِس فابتدر مُحَمَّد على طَرِيق المساجلة فَقَالَ
(هواى عذرى وَلَا أعذر ... هَذَا على أهل النهى يُنكر)
(يعذلنى اللؤام فى صبوتى ... جهلا وَمَجْنُون الْهوى يعْذر)
(وجدى بِمن تخجل شمس الضُّحَى ... اذا تبدى وَجههَا الانور)
(قد سل من أجفانها أَبيض ... وهز من أعطافها أسمر)
وَقَالَ أَخُوهُ أكمل
(يُرِيك أَن مَاس قِنَا قدها ... غصنا بنوار البها يُثمر)
(ظَبْيَة أنس كم سبت جؤذرا ... وان سبا ريم الفلا الجؤذر)
(تريش من أجفانها أسهما ... يرْمى بهَا حاجبها الموتر)
(لم يقنى من حربها جوشن ... كلا وَلَا درع وَلَا مغفر)
(ينهانى اللائم فى حبها ... هَل أنْتَهى وَالْحسن لى يَأْمر)
وَقَالَ عبد الْكَرِيم صَاحب التَّرْجَمَة
(غادة دلّ أختشى غدرها ... يَا من رأى الغادة لَا تغدر)
(رحت عَلَيْهَا فى الجفا صَابِرًا ... لَكِن عَنْهَا قطّ لَا أَصْبِر)
(ورد الحيا يقطف من خدها ... وماؤه من وَجههَا يقطر)
وَقَالَ أكمل أَيْضا:
(دموع عينى فى الْهوى ترسل ... عَمَّا يعانيه الحشا تخبر)
(نمام دمع الصب عاداته ... لكل مَا يطوى الحشا ينشر)
وَكَانَت وِلَادَته فى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة وَتوفى فى سنة سبعين وَألف وَبَنُو العبادى فِيمَا يَزْعمُونَ ينتسبون الى سعد بن عبَادَة سيد الْخَزْرَج الصحابى الْجَلِيل فَعَلَيهِ يكون العبادى بِضَم الْعين والعامة تكسرها فَهُوَ غلط مَشْهُور.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.