عبد القادر بن محمد الدمشقي العاتكي
ابن سوار شيخ المحيا
تاريخ الولادة | 922 هـ |
تاريخ الوفاة | 1014 هـ |
العمر | 92 سنة |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن سوار الدِّمَشْقِي العاتكي شيخ الْمحيا بِالشَّام وَأحد الكبراء الصلحاء أَصْحَاب الشان كَانَ فِي مبدأ أمره يُسَافر إِلَى الْقَاهِرَة للتِّجَارَة فَحَضَرَ مجْلِس النَّبِي وَشَيْخه إذ ذاك الشَّيْخ شهَاب الدّين البُلْقِينِيّ فَوَقع عمله فِي خاطره ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فابتدأ بِعَمَل الْمحيا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة بِجَامِع الْبزورِي بمحلة قبر عَاتِكَة فِي رَجَب سنة سبعين وَتِسْعمِائَة وَكَانَ يحضر مَعَه رجلَانِ أَو ثَلَاثَة من جِيرَانه أَنه لَا يزِيدُونَ فحضرهم ذَات لَيْلَة الشهَاب بن الْبَدْر الْغَزِّي فَاسْتحْسن فعلهم وَكَانَ يعاودهم كثيرا واعتنى بهم جدا وَمن لطائفه مَا قَالَه فِي مدح الْمحيا
(أَمَانَة تفسي فِي مطالعة الأحيا ... وَأَحْيَاء روحي فِي مُشَاهدَة الْمحيا)
(فيارب هَذَا دأب عَبدك دَائِما ... وديدنه مَا دَامَ فِي هَذِه الدِّينَا)
وَلما طَال تردده إِلَيْهِم ذكر ذَلِك لوالده الْبَدْر فَاسْتَحْسَنَهُ وَأمره أَن يَأْتِي بالشيخ عبد الْقَادِر إِلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ أَشَارَ لَهُ بِعَمَل الْمحيا فِي الْجَامِع الْأمَوِي بالمشهد الْمَعْرُوف بزين العابدين فامتثل أمره وقوى قلبه وابتدأه فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين لرؤيا رَآهَا هُوَ وَرجل يُقَال لَهُ بَرَكَات العقرباني موافقين لإشارة الْبَدْر وَحدث الشَّيْخ عبد الْقَادِر أَنه فِي أَوَائِل عمل المحياد دخل عَلَيْهِ الشَّيْخ صَالح خير الدّين الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ فَقَالَ رَأَيْت رَسُول الله وَمَعَهُ الشَّيْخ عَليّ الشوني وَهُوَ أول من عمل مجْلِس الصَّلَاة على رَسُول الله بِمصْر وَالشَّيْخ شهَاب الدّين البُلْقِينِيّ وَهُوَ خَلِيفَته فِي الْمجْلس فَقَالَ لي رَسُول الله تعرف الشَّيْخ عبد الْقَادِر إِمَام الْجَامِع الْبزورِي فَقلت لَهُ نعم فَقَالَ اذْهَبْ إِلَيْهِ وَقل لَهُ يعْمل الْمحيا على طَريقَة الشَّيْخَيْنِ وَأَشَارَ إِلَى الشوني والبلقيني ثمَّ رأى الشَّيْخ عبد الْقَادِر نَفسه رَسُول الله فِي النّوم فَقَالَ لَهُ اسْتَعِنْ عَن مجلسي بِأَصْحَابِك ثمَّ التمس بعد مُدَّة من الرُّؤْيَا من أَصْحَابه مساعدته فَلم يطعه مِنْهُم أحد وَقَالُوا لَا قدرَة لنا على سهر اللَّيْل فَرَأى رَسُول الله مرّة ثَانِيَة فَقَالَ لَهُ أما قلت لَك اسْتَعِنْ على الْمجْلس بِأَصْحَابِك قَالَ فَقلت لَهُ مَا أَطَاعَنِي أحد فَقَالَ لَهُ أرسل إِلَيْك جمَاعَة يعاونونك قَالَ فَبعد أَن رَأَيْت ذَلِك يسر الله لي جمَاعَة وَكَانَ يرى النَّبِي فِي الْمَنَام كثيرا وَيحدث عَن رُؤْيَاهُ فَرُبمَا وَقع بعض النَّاس الضُّعَفَاء فِيهِ حَتَّى اتّفق للشَّيْخ الْفَاضِل الْبَدْر حسن بن عبد الْقَادِر محيي الدّين الْبكْرِيّ الصديقي وَكَانَ مِمَّن يُنكر ذَلِك عَلَيْهِ فَرَأى فِي مَنَامه أَن الْجَامِع الْأمَوِي ملآن من النَّاس وهم ينتظرون قَالَ فَقلت مَا تنتظرون قَالُوا نَنْتَظِر رَسُول الله فَبعد ذَلِك دخل النَّبِي فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ يقبلُونَ يَدَيْهِ وَكنت مِمَّن قبل يَده وَقلت لَهُ من أَنْت يَا سَيِّدي قَالَ أَنا رَسُول الله الَّذِي يَقُول الشَّيْخ عبد الْقَادِر ابْن سوار كثيرا أَنه يراني فِي مَنَامه وَقد جِئْت لحضور مَجْلِسه فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ تَابَ عَن الْإِنْكَار وَصَارَ يلازم مجْلِس ابْن سوار ويعتقده وَيقبل يَده وَكَانَ للشَّيْخ عبد الْقَادِر فَضِيلَة وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن مجوداً وَكَانَ من أحسن النَّاس قِرَاءَة وَله رِوَايَة عَن الْبَدْر الْغَزِّي وَالشَّيْخ أبي الْحسن الْبكْرِيّ والشهاب أَحْمد الطَّيِّبِيّ الْكَبِير قَالَ النَّجْم وَرَأَيْت فِي تَارِيخ ابْن طولون بِخَطِّهِ هَذِه الأبيات منسوبة للشَّيْخ عبد الْقَادِر بن سوار وَهِي هَذِه
(لَوْلَا ثَلَاث لم أرد عيشة ... أعيش فِيهَا مدّة الْعُمر)
(محيا رَسُول الله ذخر الورى ... من نوره أَسْنَى من الْبَدْر)
(وصحبة الإخوان لي دَائِما ... بِالصّدقِ وَالْإِخْلَاص وَالذكر)
(وتوبة تمحو الَّذِي قد مضى ... فِي الزَّمن الْمَاضِي من الْوزر)
(فأسأل الرَّحْمَن تيسيرها ... فَهُوَ إلهي مَالك الْأَمر)
وَكنت أستبعد أَن تكون لَهُ فَقلت لَهُ رَأَيْت بِخَط ابْن طولون هَذِه الأبيات منسوبة لكم فَهَل أَنْتُم قُلْتُمُوهَا فَقَالَ لي وَإِنَّمَا هِيَ لأخيك الشَّيْخ شهَاب الدّين وَكنت أتفرس ذَلِك حَتَّى أَخْبرنِي الشَّيْخ عبد الْقَادِر أَنه كَانَ يتَمَثَّل بهَا فَظن الشَّيْخ شمس الدّين بن طولون أَنَّهَا نظمه ونقلها النَّاس من خطّ ابْن طولون منسوبة إِلَى الشَّيْخ عبد الْقَادِر حَتَّى رَأَيْتهَا بِخَط الدَّاودِيّ وَغَيره وَكَانَت ولادَة ابْن سوار لَيْلَة دُخُول السُّلْطَان سليم إِلَى دمشق وَهِي لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي سحر لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع عشرَة بعد الْألف عَن أحد وَتِسْعين سنة وَسِتَّة أشهر وَعشْرين يَوْمًا وَصلى عَلَيْهِ فِي التوريزية وَدفن بمقبرة الدقاقين شرقيها من جِهَة الْقبْلَة بمحلة قبر عَاتِكَة وَقيل فِي تَارِيخ مَوته
(قَالُوا قضى قطب الورى نحبه ... وَذَاكَ عبد الْقَادِر المرتضى)
(فَهَل قضى الله لَهُ بِالرِّضَا ... فَقلت فِي تَارِيخه قد قضى).
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.