أحمد بن إسحاق بن أيوب النيسأبيري أبي بكر

الصبغي

تاريخ الولادة258 هـ
تاريخ الوفاة342 هـ
العمر84 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةنيسابور - إيران
أماكن الإقامة
  • الري - إيران
  • خراسان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • الحجاز - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • البصرة - العراق
  • العراق - العراق
  • بغداد - العراق

نبذة

الصِّبْغِيّ : الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي المُحَدِّثُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ يَزِيْدَ النَّيْسَأبيرِيُّ الشَّافِعِيُّ, المَعْرُوفُ بِالصِّبْغِيِّ. مَوْلِدُهُ فِي سنة ثمان وخمسين ومائتين. رَأَى يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ الذُّهلي, وَأَبَا حَاتِم الرَّازِيّ.

الترجمة

الصِّبْغِيّ : الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي المُحَدِّثُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ يَزِيْدَ النَّيْسَأبيرِيُّ الشَّافِعِيُّ, المَعْرُوفُ بِالصِّبْغِيِّ.
مَوْلِدُهُ فِي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
رَأَى يَحْيَى بنَ مُحَمَّدٍ الذُّهلي, وَأَبَا حَاتِم الرَّازِيّ.
وَسَمِعَ الفَضْل بنَ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِي, وَإِسْمَاعِيْل بنَ قُتَيْبَةَ, وَيُوْسُفَ بنَ يَعْقُوْبَ القَزْوِيْنِيّ، وَالحَارِثَ بنَ أَبِي أُسَامَةَ، وَهِشَام بنَ عَلِيٍّ السِّيْرَافِي، وَعَلِيَّ بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ البَغَوِيّ، وَإِسْمَاعِيْلَ القَاضِي, وَمُحَمَّدَ بنَ أَيُّوْبَ البَجَلِيّ، وَطَبَقَتهُم بِنَيْسَأبيرَ وَالحِجَاز وَالبَصْرَة وَبغدَاد وَالرَّيّ.
وَجمع وصنَّف، وَبَرَعَ فِي الفِقْه, وتميِّزَ فِي عِلْم الحَدِيْث.
حَجَّ فِي سَنَةِ 283, فَقَرَأَ لَهُ أبي القَاسِمِ البَغَوِيُّ عَلَى عَمِّه "مُنْتَقَى المُسْنَد".
حدَّث عَنْهُ: حَمْزَة بن مُحَمَّدٍ الزَّيْدِيُّ, وَأبي عَلِيٍّ الحَافِظ، وَأبي أَحْمَدَ الحَاكِم, وَأبي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، وَمُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الجُرْجَانِيّ, وَأبي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لمَّا تَرَعْرَعْتُ اشتغَلْتُ بتعلُّم الفُروسيَّة, وَلَمْ أَسْمَعْ حَرْفاً, وحُمِلْتُ إِلَى الرَّيّ وَأبي حَاتِمٍ حَيّ, وَسأَلتُه عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي مِيرَاث أَبِي, ثُمَّ رجَعْنَا إِلَى نَيْسَأبيرَ فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, فَبَيْنَا أَنَا عَلَى بَاب دَارِنَا وَأبي حَامِد بنُ الشَّرْقِيّ, وَأبي حامد بن حَسْنُويه جَالسَيْن, فَقَالاَ لِي: اشتغلْ بسَمَاع الحَدِيْث, قُلْتُ: مَمَّن؟ قَالاَ: مِنْ إِسْمَاعِيْل بنِ قُتَيْبَةَ, فَذَهَبتُ إِلَيْهِ، وَسَمِعْتُ, فرغِبْتُ فِي الحَدِيْثِ, ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى العِرَاقِ بَعْدُ بِسَنَةٍ.

قَالَ الحَاكِمُ: بَقِيَ الإِمَامُ أبي بَكْرٍ يُفْتِي بِنَيْسَأبيرَ نَيِّفاً وَخَمْسِيْنَ سَنَةً, وَلَمْ يُؤْخذ عَلَيْهِ فِي فَتَاويه مَسْأَلَة وَهِمَ فِيْهَا, وَلَهُ الكُتُب المبسوطَة مِثْل الطهارة والصلاة والزكاة, ثُمَّ إِلَى آخر كتَاب الْمَبْسُوط.
سَمِعْتُ أَبَا الفَضْل بنَ إِبْرَاهِيْمَ يَقُوْلُ: كَانَ أبي بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ يخلُفُ إِمَامَ الأَئِمَة ابْنَ خُزَيْمَةَ فِي الفَتْوَى بِضْع عَشْرَة سَنَةً فِي الجَامع وَغَيْرِه.
ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا بَكْرٍ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كأنِّي فِي دَارٍ فِيْهَا عُمَر, وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ يسأَلونه المَسَائِل, فَأَشَار إليَّ أَنْ أُجِيبَهُم, فَمَا زِلْت أُسأَل وَأُجيب, وَهُوَ يَقُوْلُ لِي: أَصَبْتَ, إِمضِ, أَصبتَ, إِمضِ, فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ, مَا النَّجَاةَ مِنَ الدُّنْيَا أَوِ الْمخْرج مِنْهَا? فَقَالَ لِي بِإِصْبَعه: الدُّعَاء, فَأَعدت عَلَيْهِ السُّؤَال, فجمَعَ نَفْسَه كأنَّه سَاجِدٌ لخضوعه, ثُمَّ قَالَ: الدُّعَاء.
قَالَ الحَاكِمُ: وَمن تَصَانِيْفه كتَابُ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَات، وكتَابُ الإِيْمَان, وكتَاب القَدر, وكتَاب الخُلَفَاء الأَرْبَعَة, وكتَاب الرُّؤْيَة, وكتَاب الأَحْكَام، وَحُمِلَ إِلَى بَغْدَادَ, فكَثُرَ الثَّنَاء عَلَيْهِ -يَعْنِي: هَذَا التَأْلِيْف، وكتَاب الإِمَامَة.
وَقَدْ سمِعْتُه يخَاطب كَهْلاً مِنْ أَهْلِ فَقَالَ: حدّثونَا عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ حَرْب فَقَالَ لَهُ: دَعْنَا مِنْ حَدَّثَنَا إِلَى مَتَى حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا? فَقَالَ: يَا هَذَا, لَسْت أَشمُّ مِنْ كَلاَمك رَائِحَةَ الإِيْمَان، وَلاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَدْخُل هَذِهِ الدَّار, ثُمَّ هَجَره حَتَّى مَاتَ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ حَمْدُوْنَ يَقُوْلُ: صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ إِسْحَاقَ سِنِيْنَ, فَمَا رَأَيْتهُ قَطُّ تَرَكَ قيَام اللَّيْل, لاَ في سفر ولا حضر.
رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ غَيْرَ مَرَّةٍ عقِيب الأَذَان يدعُو وَيَبْكِي، وَرُبَّمَا كَانَ يَضْرب بِرَأْسِهِ الحَائِط, حَتَّى خَشِيْتُ يَوْماً أَنْ يدمَى رَأْسه, وَمَا رَأَيْتُ فِي جَمَاعَةِ مَشَايِخنَا أَحسن صَلاَةً مِنْهُ، وَكَانَ لاَ يَدَع أَحداً يغتَاب فِي مَجْلِسه.
وسمِعته غَيْرَ مَرَّةٍ إِذَا أَنشد بيتاً يُفْسِده ويغيِّره حَتَّى يُذْهِبَ الوَزْن، وَكَانَ يُضْرَب المَثَل بعَقْله وَرأَيه.
وسُئِلَ عَمَّن يُدرك الرُّكُوْع وَلَمْ يقرأَ الفَاتحَة, فَقَالَ: يعيدُ الرَّكْعَة.

ثُمَّ قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أبي بَكْرٍ بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بنُ يَعْقُوْبَ القَزْوِيْنِيّ, حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ يَحْيَى الأَصْبَهَانِيّ, حَدَّثَنَا سُعَيْر بنُ الخِمْس, عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَنْ أحبَّ أَنْ يلقَى اللهَ غَداً مُسْلِماً فليحَافِظ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوات الخَمْس حَيْثُ ينادَى بِهن.

قَالَ الحَاكِمُ: كتب عَنِّي الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا وَقَالَ: مَا كتبتُه عَنْ أَحدٍ قَطُّ. وَرَوَاهُ الخَلِيْلِيّ عَنِ الحَاكِم، وَقَالَ الخَلِيْلِيّ: وَرَوَاهُ ابْنُ مَنْدَة عَنِ الصِّبْغِي. وَقَالَ ابْنُ مَنْدَة: كتبه عَنِّي أبي الشَّيْخ الحَافِظ. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الهَجَرِيِّ، وَمَا جَاءَ عَنْ سُعَير إلَّا مِنْ هَذَا الوَجْه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَهُوَ إِبْرَاهِيْم الهَجَرِيُّ لاَ السَّبِيْعِيّ, ثم بالغ الخليلي في تعظيمه.

قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: خَرَجْنَا مِنْ مَجْلِسِ إِبْرَاهِيْم الحَرْبِيّ، وَمَعَنَا رَجُل كَثِيْرُ المجُوْنَ, فَرَأَى أَمردَ فتقدَّم فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ، وَصَافحهُ وقَبَّل عَيْنَيْهِ وخدَّه, ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّبَرِي بصَنْعَاء بِإِسنَاده قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إذا أحبَّ أَحدُكُم أَخَاهُ فليُعْلِمه" فَقُلْتُ: لَهُ: ألَا تَسْتحِي, تلُوْطُ وَتكذِب فِي الحَدِيْثِ؟ يَعْنِي: أَنَّهُ رَكَّب إِسْنَاداً للمَتْن.
توفِّي الصِّبْغِي فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ مُسنِد هَمَذَان أبي جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدٍ الأَسَدِيّ، وَشيخ الصُّوْفِيَّة إِبْرَاهِيْمُ بنُ الْمولد, وَالمُسْنِدُ أبي الفَضْلِ الحَسَنُ بنُ يَعْقُوْبَ البُخَارِيّ، وَالمُسْنِدُ عَبْد الرَّحْمَنِ بنُ حَمْدَان الجَلاَّب بهمذَان، وَالقَاضِي العلامة أبي القاسم علي بن محمد بن أَبِي الفَهْمِ التُّنُوخِي، وَشيخُ مَرْو الإِمَامُ أبي العَبَّاسِ القَاسِمُ بنُ القَاسِمِ بنِ مَهْدِيّ السَّيَّارِي, سبط أحمد بن سيار الحَافِظ، وَالمُسْنِد أبي الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيّ الأَسْوَارِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ, وَشيخُ المُحَدِّثِيْنَ والزهَّاد بِنَيْسَأبيرَ أبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ داود بن سليمان النيسأبيري.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المعَالِي أَحْمَد بنِ المُؤَيَّد, أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المأْمونِي, أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ جَعْفَرٍ اليَزْدِيُّ إِمْلاَءً, أَخْبَرَنَا أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ الصِّبْغِي, حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَالِب بن حَرْب, حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الجَعْفَرِيُّ, حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرُ, أنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَرْفَع يَدَيْهِ إِذَا كَبَّر وَإِذَا رَفَعَ.

وَبِهِ: أَخْبَرَنَا الصِّبْغِي, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بن أَبِي مُسَاوِر, حَدَّثَنَا أبي مَعْمر إِسْمَاعِيْل بنُ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: أَملَى عليّ بنُ وَهْب مِنْ حِفْظه, عَنْ يُوْنُس, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ أَنَسٍ, أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ عَلَى مُنتَهِب وَلاَ مُختلس ولا خائن قطع" .
غَرِيْبٌ جِدّاً مَعَ عدَالَة رُوَاته, فَلاَ تَنْبَغِي الرِّوَايَة إلَّا مِنْ كِتَاب, فَإِنِّي أَرَى ابْنَ وَهْبٍ مَعَ حِفْظه وَهِمَ فِيْهِ, وَللمَتْن إِسْنَادٌ غير هذا.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

 

أَحْمد بن إِسْحَاق بن أَيُّوب بن يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن نوح النيسابورى الإِمَام الْجَلِيل أَبِي بكر بن إِسْحَاق الصبغى أحد الْأَئِمَّة الجامعين بَين الْفِقْه والْحَدِيث

رأى يحيى الذهلى وَأَبا حَاتِم الرازى
وَسمع الْفضل بن مُحَمَّد الشعرانى وَإِسْمَاعِيل بن قُتَيْبَة وَيَعْقُوب بن يُوسُف القزوينى وَمُحَمّد بن أَيُّوب
وببغداد الْحَارِث بن أَبى أُسَامَة وَإِسْمَاعِيل القاضى
وبالبصرة هِشَام بن على
وبمكة على بن عبد الْعَزِيز
وَاخْتلف إِلَى مُحَمَّد بن نصر وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا

روى عَنهُ أَبُو على الْحَافِظ وَأَبُو بكر الإسماعيلى وَأَبُو أَحْمد الْحَاكِم وَأَبُو عبد الله الْحَاكِم وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم الجرجانى وَخلق
ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
وَكَانَ قد اشْتغل فى صباه بِعلم الفروسية فَلم يسمع إِلَى سنة ثَمَانِينَ
قَالَ الْحَاكِم أَقَامَ يعْنى بنيسابور سبعا وَخمسين سنة لم يُؤْخَذ عَلَيْهِ فى فَتَاوِيهِ مَسْأَلَة وهم فِيهَا
قَالَ وَسمعت مُحَمَّد بن حمدون يَقُول صَحِبت أَبَا بكر بن إِسْحَاق سِنِين فَمَا رَأَيْته قطّ ترك قيام اللَّيْل فى سفر وَلَا حضر
قَالَ وسمعته يعْنى الصبغى يَقُول وَهُوَ يُخَاطب فَقِيها فَقَالَ حدثونا عَن سُلَيْمَان بن حَرْب فَقَالَ دَعْنَا من حَدثنَا إِلَى مَتى حَدثنَا وَأخْبرنَا فَقَالَ مَا هَذَا لست أَشمّ من كلامك رَائِحَة الْإِيمَان وَلَا يحل لَك أَن تدخل دارى ثمَّ هجره حَتَّى مَاتَ
قَالَ وسمعته غير مرّة إِذا أنْشد بَيْتا يُفْسِدهُ ويغيره يقْصد ذَلِك وَكَانَ يضْرب الْمثل بعقله ورأيه ورأيته غير مرّة إِذا أذن الْمُؤَذّن يَدْعُو بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة ثمَّ يبكى وَرُبمَا كَانَ يضْرب بِرَأْسِهِ الْحَائِط حَتَّى خشيت يَوْمًا أَن تدمى رَأسه وَمَا رَأَيْت فِي مَشَايِخنَا أحسن صَلَاة مِنْهُ وَكَانَ لَا يدع أحدا يغتاب فى مَجْلِسه قَالَ وَله الْكتب المطولة
قَالَ وسمعته يَقُول رَأَيْت فى منامى كأنى فى دَار وَأَنا أَظن أَن أَبَا بكر الصّديق رضى الله عَنهُ فِيهَا فَدخلت وفى الدَّار بُسْتَان أردْت دُخُوله فاستقبلنى أَبُو بكر الصّديق رضى الله عَنهُ فعانقنى وَقبل وَجْهي ودعا لى وَهَذَا عِنْد ابتدائى فى تصنيف كتاب الْفَضَائِل
قَالَ وسمعته يَقُول لما فرغت من تصنيف كتاب الْفَضَائِل رَأَيْت فى الْمَنَام كأنى خَارج من منزل شخص ذكره واستقبلنى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان أَو على رضى الله عَنْهُم أَحدهمَا فإنى شَككت وَلم أَشك فى أَنهم كَانُوا أَرْبَعَة فتقدمت فَسلمت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرد على السَّلَام ثمَّ تقدم إِلَى أَبُو بكر رضى الله عَنهُ فَقبل بَين عينى وَقَالَ جَزَاك الله عَن نبيه خيرا وعنا خيرا
قَالَ أَبُو بكر فأخرجت خاتمى هَذَا من أصبعى وَجَعَلته فى أصْبع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ نَزَعته فَجَعَلته فى أصْبع أَبى بكر ثمَّ إِلَى آخر الْأَرْبَعَة ثمَّ قلت يَا رَسُول الله قد عظمت بركَة هَذَا الْخَاتم إِذْ دخل أصابعكم ثمَّ انْتَبَهت
قَالَ الْحَاكِم وَقد كَانَ الشَّيْخ أوصى أَن يدْفن ذَلِك الْخَاتم مَعَه
قلت وَهَذَا مِنْهُ فِيهِ اسْتِحْسَان لما يفعل من دفن الْمَرْء مَعَه مَا يتبرك بِهِ أَو دَفنه فِيمَا يتبرك بِهِ وسيأتى إِن شَاءَ الله تَعَالَى نَظِير هَذِه فى تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن أَبى حَاتِم ضمن حِكَايَة عَنهُ وَيشْهد لَهُ قَول ...
وَذكر الْحَاكِم أَن أَبَا على بن أَبى هُرَيْرَة كتب إِلَى نيسابور ليكتب لَهُ فَضَائِل الْأَرْبَعَة وَكتاب الْأَحْكَام اللَّذَان للصبغى
قَالَ فَكتب وَحمل إِلَى مَدِينَة السَّلَام فَأكْثر الثَّنَاء عَلَيْهِ
قَالَ الْحَاكِم ومصنفاته يعْنى الصبغى فى الْفِقْه من أدل الدَّلِيل على علمه ومصنفاته فى الْكَلَام لم يسْبقهُ إِلَى مثلهَا أحد من مَشَايِخ أهل الحَدِيث
توفى الصبغى فى شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة
وَمن الْفَوَائِد عَنهُ
كَانَ يرى أَن الْمَأْمُوم إِذا لم يقْرَأ الْفَاتِحَة وَأدْركَ الإِمَام وَهُوَ رَاكِع لَا يكون مدْركا للركعة وَهُوَ اخْتِيَار ابْن خُزَيْمَة وَابْن أَبى هُرَيْرَة وأبى رَحمَه الله
وَيذْهب إِلَى أَن تُرَاب الولوغ يجوز أَن يكون نجسا وَهُوَ وَجه غَرِيب حَكَاهُ الرافعى

قَالَ العبادى وَذكر أَنه ركب يَوْمًا فَأصَاب ذِرَاعَيْهِ طين من وَحل كلب فَأمر جَارِيَته بِغسْلِهِ وتعفيره فَقَالَت الْجَارِيَة أما فى الطين تُرَاب فَقَالَ أَحْسَنت أَنْت أفقه منى
قَالَ الْحَاكِم سمعته وَسُئِلَ عَن حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن رجلَيْنِ صليا مَعَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهما (أعيدا وضوءكما) قَالَا لم يَا رَسُول الله قَالَ (اغْتَبْتُمَا فلَانا) قَالَ يجوز أَن يكون أَمرهمَا بِالْوضُوءِ ليَكُون كَفَّارَة لمعصيتهما وتطهيرا لذنوبهما لِأَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخبر أَن الْوضُوء يحط الْخَطَايَا
قَالَ وسمعته وَسُئِلَ عَن قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من غسل مَيتا فليغتسل وَمن حمله فَليَتَوَضَّأ قَالَ إِن صَحَّ هَذَا الْخَبَر فَمَعْنَاه أَن يتَوَضَّأ قبل حمله شَفَقَة أَن تفوته الصَّلَاة بعد الْحمل كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من رَاح إِلَى الْجُمُعَة فليغتسل) أى قبل الرواح

طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي

 

 

الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح الصِّبغي النيسابوري الشافعي، الفقيه المحدِّث، المتوفى بها في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، عن أربع وثمانين سنة. تففه وسمع بخراسان والعراق والحجاز فأكثر وبَرَعَ في الحديث. وحدَّث عنه أبو أحمد الحاكم وأفتى بنيسابور نيفًا وخمسين سنة وصنَّف "كتاب فضائل الأربعة" و"كتاب الأحكام" وكان يرى أن المأموم إذا أدرك في الركوع لا يكون مدركًا للركعة، وله في هذه المسألة تصنيف، وقد أطال الحاكم في ترجمته. ذكره الذهبي والسبكي.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.