عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد أبي الفلاح العكري الصالحي الحنبلي
ابن العماد أبي الفلاح العكري
تاريخ الولادة | 1032 هـ |
تاريخ الوفاة | 1089 هـ |
العمر | 57 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | مكة المكرمة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد الْحَيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْعِمَاد أَبُو الْفَلاح العكري الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ شَيخنَا الْعَالم الْهمام المُصَنّف الأديب المفنن الطرفة الإخباري العجيب الشَّأْن فِي التَّحَوُّل فِي المذاكرة ومداخلة الْأَعْيَان والتمتع بالخزائن العلمية وَتَقْيِيد الشوارد من كل فن وَكَانَ من آدب النَّاس وأعرفهم بالفنون المتكاثرة وأغزرهم إحاطة بالآثار وأجودهم مساجلة وأقدرهم على الْكِتَابَة والتحرير وَله من التصانيف شَرحه على متن الْمُنْتَهى فِي فقه الْحَنَابِلَة حَرَّره تحريراً أنيقاً وَله التَّارِيخ الَّذِي صنفه وَسَماهُ شذرات الذَّهَب فِي أَخْبَار من ذهب وَله غير ذَلِك من رسائل وتحريرات وَكَانَ أَخذ عَن الْأَعْلَام الْأَشْيَاخ بِدِمَشْق من أَجلهم الْأُسْتَاذ الشَّيْخ أَيُّوب وَالشَّيْخ عبد الْبَاقِي الْحَنْبَلِيّ وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن بدر الدّين البلباني الصَّالِحِي وأجازوه ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة للأخذ عَن علمائها وَأخذ بهَا عَن الشَّيْخ سُلْطَان المزاحي والنور الشبراملسي وَالشَّمْس البابلي والشهاب القليوبي وَغَيرهم ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَلزِمَ الإفادة والتدريس وانتفع بِهِ كثير من أهل الْعَصْر وَكَانَ لَا يمل وَلَا يفتر عَن المذاكرة والاشتغال وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانَ خطه حسنا بَين الضَّبْط حُلْو الأسلوب وَكَانَ مَعَ كَثْرَة امتزاجه بالأدب وأربابه مائل الطَّبْع إِلَى نظم الشّعْر إِلَّا أَنه لم يتَّفق لَهُ نظم شَيْء فِيمَا عَلمته مِنْهُ ثمَّ أَخْبرنِي بعض الإخوان أَنه ذكر لَهُ أَنه رأى فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ ينشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ قَالَ وأظن أَنَّهُمَا لَهُ وهما
(كنت فِي لجة الْمعاصِي غريقاً ... لم تصلني يَد تروم خلاصي)
(أنقذتني يَد الْعِنَايَة مِنْهَا ... بعد ظَنِّي أَن لات حِين مناص)
ثمَّ وقفت لَهُ على أَبْيَات بناها على لغز فِي طَرِيق وَهِي
(مَا اسْم رباعي الْحُرُوف تخاله ... لمناط أَمر المنزلين سَبِيلا)
(وتراه متضحاً جلياً ظَاهرا ... ولطالما حاولت فِيهِ دَلِيلا)
(وَله صِفَات تبَاين وتناقض ... فَيرى قَصِيرا تَارَة وطويلا)
(ومقوّماً ومعوّجاً ومسهلا ... ومصعداً ومحزناً وسهولا)
(وَالْخَيْر وَالشَّر الْقَبِيح كِلَاهُمَا ... لَا تلق عَنهُ فيهمَا تحويلا)
(سعدت بِهِ أهل التصوّف إِذْ بِهِ امتازوا ... فَلَا يبغوا بِهِ تبديلا)
(تصحيفه وصف لطيف إِن بِهِ ... جملت أوصافاً تنَال قبولا)
(وَإِذا تصحف بعد حذف الرّبع مِنْهُ ... تَجدهُ حرفا فابغه تَأْوِيلا)
(أَو ظرفا أَو فعلا لشخص قد غَدا ... فِي وَجهه بَاب الرجا مقفولا)
(وبقلبه وَزِيَادَة فِي قلبه ... لبَيَان قدر النَّقْص صَار كَفِيلا)
(وبحذف ثالثه وقلب حُرُوفه ... كم راقت الحسنا بِهِ تجميلا)
(فَأَبِنْ معماه بقيت مُعظما ... تزداد بَين أولى الحجى تكميلا)
وَكنت فِي عنفوان عمري تلمذت لَهُ وَأخذت عَنهُ وَكنت أرى لَقيته فَائِدَة اكتسبها وَجُمْلَة فَخر لَا أتعداها فَلَزِمته حَتَّى قَرَأت عَلَيْهِ الصّرْف والحساب وَكَانَ يتحفني بفوائد جليلة ويلقيها عَليّ وحباني الدَّهْر مُدَّة بمجالسته فَلم يزل يتَرَدَّد إِلَيّ تردد الآسي إِلَى الْمَرِيض حَتَّى قدر الله تَعَالَى لي الرحلة عَن وطني إِلَى ديار الرّوم وطالت مُدَّة غيبتي وَأَنا أشوق إِلَيْهِ من كل شيق حَتَّى ورد عَليّ خبر مَوته وَأَنا بهَا فتجددت لوعتي أسفا على ماضي عهوده وحزناً على فقد فضائله وآدابه وَكَانَ قد حج فَمَاتَ بِمَكَّة وَكَانَت وَفَاته سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَألف وَدفن بالمعلاة وَكَانَ عمره ثَمَانِي وَخمسين سنة فَإِنِّي قَرَأت بِخَط بعض الْأَصْحَاب أَن وِلَادَته كَانَت نَهَار الْأَرْبَعَاء ثامن رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَألف
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العكري الحنبلي، أبو الفلاح:
مؤرخ، فقيه، عالم بالأدب.
ولد في صالحية دمشق، وأقام في القاهرة مدة طويلة، ومات بمكة حاجا. له (شذرات الذهب في أخبار من ذهب - ط) ثمانية أجزاء، و (شرح متن المنتهى) في فقه الحنابلة، و (شرح بديعية ابن حجة - خ) في قطر، ورسائل، منها (معطية الأمان من حنث الأيمان - خ) بخطه، عندي .
-الاعلام للزركلي-