محيي الدين جرجان

جرجان

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 867 و 967 هـ
أماكن الإقامة
  • أماسية - تركيا
  • بروسة - تركيا

نبذة

لْمولى محيي الدّين الشهير بجرجان: نَشأ رَحمَه الله فِي قَصَبَة اق يازي وَطلب الْعلم وَخرج من هَذِه الْبِلَاد فَاجْتمع بافاضل عصره واستفاد مِنْهُم الْمولى مصلح الدّين المشتهر بطاشكبري زَاده وَالْمولى مُحَمَّد شاه الشهير بداية ثمَّ صَار ملازما للْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان ففاز بحظ الظُّهُور من بَين الاقران.

الترجمة

وَمن عُلَمَاء هَذَا الاوان الْمولى محيي الدّين الشهير بجرجان
نَشأ رَحمَه الله فِي قَصَبَة اق يازي وَطلب الْعلم وَخرج من هَذِه الْبِلَاد فَاجْتمع بافاضل عصره واستفاد مِنْهُم الْمولى مصلح الدّين المشتهر بطاشكبري زَاده وَالْمولى مُحَمَّد شاه الشهير بداية ثمَّ صَار ملازما للْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان ففاز بحظ الظُّهُور من بَين الاقران ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ القزازية فِي بروسه بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ مدرسة امير سُلْطَان بِثَلَاثِينَ ثمَّ قره كوز باشا بقصبة فلبه باربعين ثمَّ مدرسة عَليّ باشا بقسطنطينية بالوظيفة المسفورة ثمَّ مدرسة كيزة بِخَمْسِينَ ثمَّ نقل الى مدرسة السُّلْطَان مُحَمَّد بجوار مرقد ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الْعَزِيز الْبَارِي ثمَّ الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ ولي الافتاء والتدريس باماسيه وَعين لَهُ كل يَوْم سَبْعُونَ درهما ثمَّ زيد عَلَيْهَا عشرَة ثمَّ عزل بكائنة خُرُوج السُّلْطَان بايزيد ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ عين لَهُ كل يَوْم سَبْعُونَ درهما وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَكَانَ رَحمَه الله رجلا سليما مَأْمُون الصُّحْبَة مطرح التَّكَلُّف كثير التَّوَاضُع لَا يضمر السوء لَاحَدَّ وخلاصة الامر الْمَذْكُور ان بايزيدخان المزبوركان اميرا فِي قَصَبَة كوتاهية فقلده ابوه  السُّلْطَان سُلَيْمَان امارة اماسيه وَنصب مَكَانَهُ اخاه الاكبر سلطاننا السُّلْطَان سليم خَان المظفر فاستشعر بايزيدخان الْمَزْبُور من الامير المسفور ميلًا من ابيه الى جَانب اخيه بِسَبَب ان كوتاهية قريبَة الى قسطنطينية من اماسيه فامتلأت من ذَلِك نَفسه حسدا وغيظا تاليا قَوْله تَعَالَى تِلْكَ اذا قسْمَة ضيزى فصمم فِي الْخُرُوج عَن طَاعَة ابيه السُّلْطَان والاغارة على اخيه سليم خَان فَاجْتمع عَلَيْهِ اصحاب الْبَغي وَالْفساد من الَّذين طغوا فِي الْبِلَاد من لصوص الاتراك وأشرار الاكراد وجند الْجنُود وحشد الحشود وعزم على التقال مغترا بِمن عِنْده من أَرْبَاب الْبَغي والضلال وَلم يدر ان حافر الْبِئْر لاخيه سَاقِط لَا محَالة فِيهِ فَلَمَّا وصل هَذَا الْخَبَر الى ابيه السُّلْطَان ارسل اليه ينصحه ويعاتبه على هَذَا الْبَغي والعدوان وَلم يزده النصح الا الْبَغي والنفور والرعونة والغرور وَلم ينحرف عَن جادة خسرانه وَلم يرتدع عَن طَريقَة طغيانه وَأبي عَن قبُول النصح واستكبر وَكَانَ بغاثا فِي ارضه فاستنسر فداس الْبِلَاد بِمن التف عَلَيْهِ من ارباب الْفساد وَقصد الى قتال اخيه مُعْلنا بِالْخرُوجِ عَن طَاعَة ابيه فَلَمَّا استيقنه السُّلْطَان اشار الى من عِنْده من الابطال والفرسان ليلتحقوا الى ابْنه سيلم خَان ويتفقوا على تدمير الفئة الباغية واستئصال الْفرْقَة الطاغية افاجابوه بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وتقلدوا بجرائز التباعة فَلَمَّا وصل الفئة الباغية الى ظَاهر قونية كالقضاء المبرم عارضهم السُّلْطَان سليم خَان بِجَيْش جرار عَرَمْرَم فَلَمَّا اجْتمع بِهِ الفتئان وتقابل الْفَرِيقَانِ ودارت رحى الْحَرْب وحمي الْوَطِيس وتصادم الخيمس بالخميس قَامَت معركة كلت

عَن وصفهَا السّنة الاسنة واحست بشدائدها فِي الارحام الاجنة وتراءت الْغَلَبَة فِي الْيَوْم الاول من جَانب الْبُغَاة على زمرة المهتدين السراة فَلَمَّا اصبحوا فِي الْيَوْم الثَّانِي وتعاطوا الْحَرْب والنزال نَادَى مُنَادِي الْحَال الا ان الْحَرْب سِجَال وَنصر الله جُنُوده وَرفع اعلامه وبنوده فهزموهم باذن الله وَمَا رميت اذ رميت وَلَكِن الله رَمَاه وقصموا اصلابهم ثمَّ قسموا اسلابهم وهيهات الظفر من جانبهم والغدر عاجله الْعَار وآجله الدُّخُول فِي النَّار وَمَا اصدق ابْن دُرَيْد حَيْثُ يَقُول ... من ملك الْحِرْص القياد لم يزل ... يكرع فِي مَاء من الَّذِي جرى
من لم يقف عندانتهاء قدره
تقاصرت عَنهُ فسيحات الخطى
من ضيع الحزم جنى لنَفسِهِ
ندامة ألذع من سفع الذكا ...
وَيُقَال ان عدد من قتل فِي المعركة من الْفَرِيقَيْنِ يزِيد على عشرَة آلَاف سوى من هلك فِي الطّرق والاطراف وَلما تفرق عَسْكَر السُّلْطَان بايزيد الْمَزْبُور كرّ رَاجعا ورد الى اماسيه هَارِبا نَادِما على فعله الْقَبِيح ومعترفا بخفته وطيشه الصَّرِيح فَاحْضُرْ الشَّيْخ خير الدّين الايجادي وَالْمولى جرجان وَتَابَ على يدالشيخ الْمَزْبُور عَمَّا صدر عَنهُ من الْبَغي والعدوان وأشهدهما على الرُّجُوع والارتداع وأرسلهما الى السُّلْطَان للشَّهَادَة بذلك ولااستشفاع وَقبل وصولهما الى السُّلْطَان تحول عَن رَأْيه وَعَاد الى غيه وَأخذ اولاده الثَّلَاثَة الْكِبَار وَتوجه الى بلادالعجم بِمن بَقِي عِنْده من الاشرار فَقبل وصولهما الى عتبَة السُّلْطَان ظهر خلاف مَا جاآ بِهِ من خبر ترك الْعِصْيَان فكره السُّلْطَان مجيئهما وتغيرو حبسهما فِي بَيت فِي قسطنطينية حَتَّى يظْهر جلية الْخَبَر من انهما لم يقصدا النِّفَاق وَلم يتَّفقَا على الاختلاق وَأطلقهُمَا وعزل الْمولى الْمَزْبُور عَن منصب الْفتيا ثمَّ عين لَهُ سبعين درهما علم 

مَا ذكرنَا وَآخر امْر الامير بايزيد انه سَافر وجد فِي سيره وَلم يقدر اُحْدُ من الامراء العثمانية على مَنعه وضيره وان تتَابع الامر بِهِ اليهم من جَانب السُّلْطَان حَتَّى وصل الى بلادالعجم فِي قَلِيل من الزَّمَان فَاسْتَقْبلهُ رَئِيس الْمُلْحِدِينَ وعمدة المتمردين شاه طهماسب فِي نفر يسير من اصحابه يُمكن

اسئصاله بِمن مَعَه من خُلَاصَة احزابه فَعرض على بايزيدخان بعض من امرائه الشجعان ان يَأْخُذُوا طهماسب ويقتلوا اصحابه ويستأصلوا احزابه فغلب عَلَيْهِ الْجُبْن وَالْخَوْف فَلم يكن بِهِ رَاضِيا وَأَخْطَأ فِي رَأْيه ثَانِيًا فَكَانَ فِي الاخر مصداق لما قَالَه الشَّاعِر ... اذا الْمَرْء لم يعرف مصَالح نَفسه ... وَلَا هُوَ ان قَالَ الاحباء يسمع
فَلَا ترج مِنْهُ الْخَيْر واتركه انه ... بأيدي صروف الحادثات سيصفع ...
وَلما اجْتمعَا اظهر طهماسب فِي وَجه بايزيد توددا عَظِيما ووعد لَهُ جميلا وأتى بِهِ مَعَ اصحابه الى بَلَده ثمَّ فرق اصحابه بانواع الخدع والحيل حَتَّى غدربه فحبسه مَعَ اولاده فَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل وَقتل اكثر اصحابه وخلص بَعضهم نَفسه بِالدُّخُولِ فِي مَذْهَبهم الْبَاطِل واحتال بَعضهم حَتَّى وصل الى ديار الاسلام وَنَجَا من ذَلِك الْخطب الهائل اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِم من يَأْخُذ ثارهم وَيخرب دِيَارهمْ ويمحو آثَارهم واضربهم فِي نحورهم ونج الْمُسلمين من شرورهم وَاجعَل من خبائث وجودهم الارض طَاهِرَة واجعلهم عِبْرَة للْعَالمين فِي الاولى والاخرة وَلما وصل الْخَبَر الى السُّلْطَان ارسل الى طهماسب عدَّة من امرائه مَعَ هَدَايَا سميَّة وتحف سنية وَطلب مِنْهُ اولاده الماسورين فسلمهم اليه مقتولين فَلَمَّا قبضوا اجسادهم دفنوهم فِي بَلْدَة سيواس رب اعْفُ عَنْهُم وارحمهم بِحرْمَة سيدالناس وَكَانَ بايزيدخان الْمَزْبُور مَعْرُوفا بالشجاعة والشهامة والفروسية والسخاء والاستقامة وَكَانَ محبا للْعلم وَالْعُلَمَاء ومترددا الى مجَالِس الْمَشَايِخ والصلحاء وَكَانَ صَاحب فهم وفراسة الا انه أعماه حب السلطنة والرياسة حَتَّى صنع مَا صنع وَوَقع فِيمَا وَقع وَكَانَ لَهُ الْحَظ الوافر من المعارف والمفاخر وَكَانَ ينظم الشّعْر بالتركي والفارسي وَله بِالْفَارِسِيَّةِ ... آن سركه بانياز برين آستانه نيست ... هركز داش زنيل سعادت نشانه نيست
آن قصه راز خسرو وشرين ميكند ... اَوْ حسب حَال مَا سِتّ فسون وفسانه نيست ...

.. رخسار خوب دَاري وموزون قامتي ... هركز تراز سر بقدم بك بهانه نيست
مصرع اواش سَاقِط هست
آنراكه باجنين غزل عاشقانه نسيت ...
وَمن غرائب الِاتِّفَاق انه كَانَ تسمى فِي شعره بشاهي وَقد ذهب فِي آخر عمره الى شاه طهماسب والتجأ اليه وَآل امْرَهْ الى مَا أوقفناك عَلَيْهِ

العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.