رمضان بن موسى بن محمد بن أحمد الدمشقي

ابن عطيف

تاريخ الولادة1019 هـ
تاريخ الوفاة1095 هـ
العمر76 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

رَمَضَان بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن عطيف الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ شَيخنَا الْأَجَل صَاحب الْفُنُون والآداب الْفَقِيه النَّحْوِيّ الْفَائِق البارع أحد أجلاء الْمَشَايِخ بِدِمَشْق فِي عصره كَانَ لطيف الطَّبْع حسن المعاشرة منطر حاوله منادمة تَأْخُذ بِمَجَامِع الْقُلُوب يتَصَرَّف فِيهَا تَصرفا عجيبا.

الترجمة

رَمَضَان بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن عطيف الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ شَيخنَا الْأَجَل صَاحب الْفُنُون والآداب الْفَقِيه النَّحْوِيّ الْفَائِق البارع أحد أجلاء الْمَشَايِخ بِدِمَشْق فِي عصره كَانَ لطيف الطَّبْع حسن المعاشرة منطر حاوله منادمة تَأْخُذ بِمَجَامِع الْقُلُوب يتَصَرَّف فِيهَا تَصرفا عجيبا وَله رِوَايَة فِي الشّعْر وَأَيَّام الْعَرَب وأخبار الْمُلُوك وَالشعرَاء قل أَن تُوجد فِي أحد من أَبنَاء الْعَصْر قَرَأَ بِدِمَشْق عَن الجلة من الْمَشَايِخ مِنْهُم العكارى الْمَذْكُور قبله والعمادي الْمُفْتِي وَالشَّيْخ مصطفى بن محب الدّين وَغَيرهم وَأخذ الحَدِيث عَن النَّجْم الْغَزِّي وَالشَّيْخ غرس الدّين الخليلي الْمدنِي وَله مَشَايِخ كَثِيرُونَ غَيرهم وتصدر للأقراء مُدَّة حَيَاته فِي جَامع السنانية والدرويشية وانتفع بِهِ خلق كثير وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَجمع نفائس الْكتب من كل فن وَرَأَيْت لَهُ تعليقات ورسائل كَثِيرَة وَذكره شَيخنَا الخياري الْمدنِي فِي رحلته وَقَالَ فِي تَرْجَمته كَانَ بيني وَبَينه قبل اللِّقَاء مكاتبات فائقة ومراسلات شائقة تدل على غزارة علمه وفضله وتقضي للظمآن بورود نهله فَكنت أتعشقه على السماع ورؤيا الْآثَار وَأَرْجُو من الله حُصُول الإجتماع وتملى الْأَبْصَار حَتَّى كَانَ بِالشَّام وَكنت أتمناه بِمَدِينَة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فأنشدني من لَفظه أول مَا لَقِيَنِي للسلام وَأخْبر أَنه بديهة قَالَه فِي ذَلِك الْمقَام
(أودّ زَمَانا أَن أَرَاكُم بمقلتي ... وأقضي فروضاً قد تعلقن ذِمَّتِي)
(إِلَى أَن قضى الله اجتماعاً بوصلكم ... وَقد كَانَ هَذَا الْوَصْل فِي يَوْم جُمُعَة)
قَالَ فأجبته بعد أَيَّام بِقَوْلِي
(أيا سيدا سرّ الْفُؤَاد بِأَنَّهُ ... يُلَاحظ عبدا فِي حُضُور وغيبة)
(وَقد علم الْمولى تَأَكد شوقنا ... فيسره بِالشَّام أنزه بقْعَة)
(على أَنَّهَا فاقت بِمَا انْفَرَدت بِهِ ... من الْحسن من مَاء معِين وربوة)
قَالَ وَكَانَ كتب إِلَى الْمشَار إِلَيْهِ من الشَّام وَأَنا بِالْمَدِينَةِ يطْلب مني تَرْجَمَة السَّيِّد مُحَمَّد جمال الدّين الْمَشْهُور بكبريت الْمدنِي
(يَا خَطِيبًا بِأَرْض طيبَة أضحى ... أفْصح الْعَرَب عِنْده سكيتاً)
(جد على العَبْد سَيِّدي بمناه ... وَهُوَ مَا ترجموا بِهِ كبريتاً)
فأجبته وَقد رقمت لَهُ من تَرْجَمته مَا سمح بِهِ الخاطر
(عين أهل الشَّام يَا وَاحِد الْعَصْر ... وَمن حَاز فِي الْمَعَالِي صيتًا)
(دمت فِينَا زناد فضلك وار ... لست تحْتَاج للذكا كبريتاً)
قَالَ وَكتب إِلَيّ
(أشيخ الْوَقْت إِبْرَاهِيم يَا من ... عَلَوْت على الورى هام الدراري)
(لأَنْت بِطيبَة من خير قوم ... خِيَار من خِيَار من خِيَار)
وَلما رَأَيْت العطيفي تلاعب وتداعب باللقب أَجَبْته بذلك مراعيا فِي القافية لقبه أَيْضا غائصا بحره فَقلت
(أيا مولى سَمَّاهُ شهر صَوْم ... يجل الْوَصْف عَن كم وَكَيف)
(عطفت بوصل أَسبَاب التداني ... وَذَلِكَ لَيْسَ بدعا من عطيف)
انْتهى.
وَمِمَّا رَأَيْته من آثَار قلمه هَذِه الْقطعَة من الْإِنْشَاء والأبيات كتب بهَا إِلَى بعض الْفُضَلَاء جَوَابا عَن لغز كتبه إِلَيْهِ فِي قرنفل يَا من زين سَمَاء الدُّنْيَا بزهر النُّجُوم وزين الأَرْض بزهرها المنثور والمنظوم نحمدك على مَا أبدعت حكمتك فِي هَذِه الْأَعْصَار من زاهي الأزهار وَنُصَلِّي ونسلم على نبيك الْمُخْتَار وَآله الأخيرا مَا اخْتلف اللَّيْل والهار عدد تنوع النَّهَار أما بعد فَإِن رَقِيق الْكَلَام ورشيق النظام مِمَّا يسحر الْأَلْبَاب وينسج مَا بَين الأحباب وَلَا يدع فقد قَالَ سيد الْأَنَام عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَأتم السَّلَام أَن من الْبَيَان سحر أَوَان من الشّعْر حِكْمَة هَذَا وَقد أَخذ رائق كلامكم وفائق نظامكم بِهَذَا الصب أَخذ الأحباب الْأَرْوَاح وَلعب بِهِ وَلَا كتلعاب الراح كَيفَ لَا وَقد كسى حلل إلبها وَالْجمال وانتظم وَلَا كانتظام اللآل رق فاسترق الْأَحْرَار وحلي فتحلي بِهِ أهل الشعار وراق مَعْنَاهُ فأشرق مغناه وَحسن أتساقه فحلا مذاقه وفاج أرج القرنفل من رياضه وهبت نسمات الْجنان من غياضه فَللَّه دَرك ودر مَا ألغزت وَمَا أحسن مَا أبعدت وَقربت فقد أبدعت فاعبدت وأغربت فأرغبت لغز كالغزل فِي نشر طيه حلل من طول فِي مدحه فقد قصر وَمَا عَسى أَن يمدح الْبَحْر والجوهر وَلَكِن نعتذر إِلَيْكُم من هَذِه الشقشقات الَّتِي أوردناها على سَبِيل البديه وكل ينْفق مِمَّا عِنْده ويبديه وَحين ملت طَربا من ميل تِلْكَ اللامات قلت هَذِه الأبيات
(أَتَانِي نظام مِنْك يزري بحسنه ... فقانبك من ذكرى حبيب ومنزل)
(وأشممني مِنْهُ أريجا كَأَنَّهُ ... نسيم الصِّبَا جَاءَت بريا القرنفل)
(فيا وَاحِد الدُّنْيَا وَلَيْسَ مدافع ... وَيَا من غَدا مدحي لَهُ من تغزل)
(بعثت لنا عقدا ثميناً فَلَو رأى ... جواهره النظام ولى بمعزل)
(وَلَو أَن رَآهُ امْرُؤ الْقَيْس لم يقل ... أَلا أَيهَا اللَّيْل الطَّوِيل أَلا انجلى)
(فَمن بك نظاما فمثلك فَلْيَكُن ... فصاحة أَلْفَاظ بِمَعْنى مكمل)
(رَقِيق لطيف رائق متحبب ... إِلَى كل نفس وَهُوَ فِي الْعين كالحلي)
(يفوح عبير الْمسك من طي نشره ... فَكيف وَقد ألغزته فِي القرنفل)
(فَلَا زلت تحبونا بِكُل فَضِيلَة ... وَلَا زلت تحبينا بِعلم مفضل)
(وَلَا زلت للدنيا إِمَامًا وَسَيِّدًا ... وعلمك يرْوى كالحديث المسلسل)
(فيا من غَدا جبرا لكل كسيرة ... وَيَا من غَدا خيرا عَلَيْك معولي)
(وَيَا من غَدا حبرًا لكل دقيقة ... وَيَا من غَدا بحرا لكل مُؤَمل)
(بقيت بِخَير سالما وممتعا ... وقدرك فِي الدُّنْيَا يزِيد ويعتلي)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وِلَادَته فِي شهر رَمَضَان سنة تسع عشرَة والف كَذَا سمعته من لَفظه وكتبته عَنهُ وَتُوفِّي نَهَار الْخَمِيس عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَتِسْعين وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير فِي مَسْجِد النارنج رَحمَه الله
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

 


رمضان بن موسى بن محمود بن أحمد، ابن عطيف:
أديب دمشقي من الحنفية، قرأ الفقه والحديث. قال المحبي: كانت له رواية في الشعر وأيام العرب وأخبار الملوك والشعراء قلّ أن توجد في أحد أبناء العصر. درّس في جامع السنانية والدرويشية مدة حياته وجمع نفائس الكتب وكتب الكثير بخطه. له (ديوان شعر - خ) 56 ورقة في شستربتي و (رحلة إلى طرابلس الشام - خ) ذكرها بروكلمن، ورسالة في المسواك سماها (تنوير العيون) .
-الاعلام للزركلي-