مصطفى بن أحمد بن منصور الدمشقي المحبي أبي الجود
تاريخ الولادة | 973 هـ |
تاريخ الوفاة | 1061 هـ |
العمر | 88 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مصطفى بن أَحْمد بن مَنْصُور بن ابراهيم بن مُحَمَّد سَلَامه أَبُو الْجُود بن محب الدّين الدمشقى الْفَاضِل الاديب الْمَشْهُور كَانَ من أجلاء الْفُضَلَاء الَّذين جدوا فى الِاكْتِسَاب وأفادوا من الْفَضَائِل مَا يعز اليه الانتساب قَرَأَ بِدِمَشْق على الْحسن البورينى وَغَيره وسافر الى مصر مرَّتَيْنِ الاولى فى سنة أَربع وَعشْرين بعد الالف وَأقَام بهَا خَمْسَة أشهر وَانْقطع مُدَّة اقامته فى الطّلب غَالِبا الى الْبُرْهَان اللقانى وَخَصه بدرس فى ألفية الحَدِيث على خلاف عَادَته من الِامْتِنَاع عَن التَّخْصِيص لفرد على الْخُصُوص ثمَّ أجَازه بِمَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ وَمَا سَمعه مِنْهُ فى اجازة خَتمهَا ببيتين من نظمه وهما
(مذ حل فى مصر ركاب الْمُصْطَفى ... فاقت وأشرق أَزْهَر بِالنورِ)
(من آل فرفور ونخبة خيضر ... كحلول مُوسَى لاقتباس النُّور)
قَالَ الْمُصْطَفى فَقلت مادحا لَهُ مضمنا لهَذَا الْبَيْت مَعَ تَعْبِير بديع من التَّجْنِيس حصل للبيت الْمَذْكُور مِنْهُ التحسين والتأنيس وأضفت اليه بَيْتا آخر وكتبت الْبَيْتَيْنِ بخطى وأعطيتهما للشَّيْخ من يدى وهما
(ان اللقانى الْهمام انتاشنى ... من بعد مَا قد كنت كالشئ اللقى)
(حل من العلياء فى أَعلَى الذرى ... فقصر اللَّاحِق عَن طول المدى)
قَالَ ثمَّ بعد رجوعى الى الوطن وَسُكُون الْقلب بالقرار فى السكن بعثنى لاعج الحنين الى الاحباب وتذكر التأنس من تِلْكَ الْمعَاهد الرحاب أَن صغت أبيانا بديعة المطلع والختام مفصلة السمط مطبوعة النظام فى مدح الشَّيْخ الْمَذْكُور بنيت الْبَيْتَيْنِ الْمَذْكُورين بواسطتها وبينت انهما كواسطتها بِحَيْثُ جَاءَت مَقْصُورَة مَقْصُورا عَلَيْهَا البديع أَيّمَا قصر رافلة فى غلائل البلاغة تفوق دمنة الْقصر حملهَا اليه قاضى مصر صاحبنا الشريف وَقد اجتاز على دمشق مُتَوَجها الى مصر لمباشرة قَضَائهَا وَذَلِكَ فى آخر شهر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين بعد الالف والمقصورة الْمَذْكُورَة هى هَذِه
(قد عَن للقلب حنين للسرى ... لمصر وهى الشَّام فى وَجه الْقرى)
(والازهر الْجَامِع فِيهِ سادة ... غر ميامين غَدا كل رضى)
(لَا سِيمَا فَخر اللقان من لَهُ ... برهَان فضل لَيْسَ يَغْشَاهُ الخفا)
(حبر لتحقيق وتدقيق حوى ... أهاب بِالْعلمِ فلبى وسعى)
(ان اللقانى الْهمام انتاشنى ... )
الى آخر الْبَيْتَيْنِ الْمُتَقَدِّمين وبعدهما
(قداقتنى الْعلم فَقِيه يقْتَدى ... بِهِ لنعم المقتدى والمقتنى)
(يُعِيد مَكْنُون الخفايا وَاضحا ... كالصبح عَنهُ حِين ينجاب الدجى)
(مَتى يحاول حل اشكال عرا ... رعاه توفيق فأجدى وَهدى)
(أجرد طرف الْبَحْث مِنْهُ مَا كبا ... وَلَا حسام الْفضل فى بَاب نبا)
(يشتاقه قلب اليه قد صفا ... والاذن قبل الْعين راقتها الحلى)
(جسمى نأى وَالْقلب مِنْهُ قد دنا ... وثيق عهدى لَيْسَ مفصوم العرى)
(لَا زَالَ فى صهوة عز يمتطى ... لَا يجد السوء اليه مختطى)
ثمَّ سَافر الثَّانِيَة فى سنة تسع وَثَلَاثِينَ قَالَ وَاجْتمعت بشيخنا الْمَذْكُور وَحَضَرت درسه فى صَحِيح البخارى برواق المغاربة من الْجَامِع الازهر بِمصْر ثمَّ تَوَجَّهت على الطَّرِيق المصرى لقَضَاء فَرِيضَة الْحَج فاجتمعت بِهِ بِمَكَّة فى موسم عَام أَرْبَعِينَ ثمَّ ودعته وداعا لَا تلاقى بعده فَتوجه صُحْبَة الركب المصرى وتوجهت صُحْبَة الركب الشامى فوافاه أَجله فى عقبَة أيله انْتهى ثمَّ اسْتَقر بِدِمَشْق مُدَّة متفرغا للافادة واشتغل عَلَيْهِ جمَاعَة بالجامع الاموى وَولى النّظر على دَار الْقُرْآن الخيضرية والتربة الَّتِى بمحلة مَسْجِد الذبان وهما انشاء جده من قبل الامهات القطب مُحَمَّد بن عبد الله بن خيضر بِكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة الشافعى البلقاوى الْمَشْهُور بالقطب الخيضرى وَكَانَ فى رحلته الى مصر وقف على مدرستين لَهُ بالقرافة الصُّغْرَى فأظهر مسطور وَقفهَا وَولى النّظر عَلَيْهِمَا أَيْضا وسافر الى حلب مرَّتَيْنِ أَيْضا الاولى فى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَالثَّانيِة فى نَيف وَخمسين وَدخل ثغر صيدا وبيروت فى أَيَّام الامير فَخر الدّين بن معن وَولده الامير على وَله من التآليف شرح الملحة وَهَذَا الشَّرْح فِيمَا أدْركْت من معزاه لَيْسَ الا فهرست تَارِيخ أجداده وطالما حدثت عَن صَاحب التَّرْجَمَة بِأَنَّهُ كَانَ غَالب عَلَيْهِ السَّوْدَاء الْمُحْتَرِقَة فحقق عندى شَرحه هَذَا انه بلغ الْغَايَة فى التَّخْلِيط وَكَثِيرًا مَا وقفت على كتب من متملكاته وعَلى غَالب هوامشها خطه وَكَانَ يكْتب الْخط الثُّلُث الجلى وكل مَا يَكْتُبهُ لَا مُنَاسبَة لَهُ بِمَا كتب عَلَيْهِ بل ثَمَرَته تبشيع الْكتاب الذى يدْخل تَحت يَده وَهَكَذَا كَانَ يفعل فى الْكتب الَّتِى لغيره يستعيرها للمطالعة فيملؤها بخلطياته وأحسب هَذَا الامر طَرَأَ عَلَيْهِ فى أَوسط عمره فتغلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء حَتَّى كَانَ يطلع الى مَنَارَة الْمَسْجِد الذى بمحلتهم وينادى بِأَعْلَى صَوته بسب بعض الْعلمَاء الْكِبَار وَيُصَرح بِأَسْمَائِهِمْ وَقد وقفت لَهُ على تَرْجَمَة بِخَط شَيخنَا الشَّيْخ رَمَضَان العطبقى ذكر لَهُ فِيهَا مناظيم كَثِيرَة اخْتَرْت مِنْهَا هَذَا الْقدر الذى أوردهُ فَمن ذَلِك مَا كتبه إلى شيخ الاسلام أسعد بن سعد الدّين لما قدم من الْحَج وزيارة بَيت الْمُقَدّس فى سنة أَربع وَعشْرين وَألف
(بحلية فضل الاوحد الْفضل أسعدا ... تجملت الدُّنْيَا وكللها الندى)
(وقرت بِهِ عينا وقرت لانه ... غَدا فَوْقهَا ركنا ركينا مشيدا)
(امام لنَحْو الْفضل قد مد بَاعه ... فقصر عَن أدنى معاركه المدى)
(حوى الْعلم عَن جد وجد وراثة ... فيا حبذا تأسيس أصل تأكدا)
(وَحل ذرى العلياء مذ كَانَ يافعا ... فاكرم بِهِ فخرا ومجدا وسوددا)
(عَلَيْهِ من الْمجد الاثيل شعاره ... وبالعلم وَالتَّقوى تأزر وارتدى)
(وَقد تمّ فى أفق السَّعَادَة سعده ... وَلَا غرو سعد من سعيد تولدا)
(سرى قَاصِدا نَحْو الْمَدِينَة طيبَة ... فحج وَقد زار النبى مُحَمَّدًا)
(وَعَاد الى الْقُدس الشريف مبادرا ... فزار من الاقصى الْمُبَارك مَسْجِدا)
(وَأم دمشق الشَّام عودا لبدئه ... فزادت بِهِ حسنا أخيرا ومبتدا)
(وَيَا ليته لَو دَامَ فِيهَا مقَامه ... لينقع من ريا خليقته الصدى)
(وَلَكِن بِظهْر الْغَيْب أحفظ وده ... وهيهات أَن أنسى لَدَيْهِ توددا)
(وداد لَهُ فى الْقلب أزكى مغارس ... وعهد وثيق بالمحبة قد بدا)
(فدام لَهُ الْعَيْش المهنأ أرغدا ... وطالعه السيار أسعى وأسعدا)
قَالَ وأنشدنى من لَفظه لنَفسِهِ وَقَالَ انه أول نظم نظمته وَهُوَ
(يَا مليحا حوى جمالا وظرفا ... وغزالا قد فاق جيدا وطرفا)
(كلما ازْدَادَ فى الملاحة ضعفا ... زادنى فى الوجد فى الصبابة ضعفا)
وأنشدنى من لَفظه لنَفسِهِ وَقَالَ انه لم ينظم هذَيْن الْبَيْتَيْنِ على طَريقَة النّظم من الْفِكر والروية بل نفحة ربانية وَذَلِكَ بِمصْر
(لَا أشهد الْفضل لكنى شهِدت بِهِ ... للنَّفس اذ دأبت فى الْعلم تحصيلا)
(وَذَاكَ من بَاب تحديث لخالقها ... بِنِعْمَة مِنْهُ تحصيلا وتنويلا)
وأنشدنى قَوْله مادحا للنور الزيادى عَالم مصر قبل التَّوَجُّه فَلَمَّا توجه وجد الشَّيْخ قد مَاتَ فزاره قَبره وأنشدهما
(عجبت عمرى لزيد نيل ... قد زَاد نيلا لكل زَاد)
(فَقَالَ لى لَيْسَ ذَا عجيبا ... ففضل فيضى من الزيادى)
وأنشدنى من لَفظه لنَفسِهِ ارتجالا فَقَالَ
(من رام ظلا وريفا يستظل بِهِ ... وينثنى بثناء طيب الْخَبَر)
(فليطلب الْعلم بالاخلاص مُجْتَهدا ... يفز بِمَا شَاءَ من عز وَمن خطر)
وَكتب اليه الشَّيْخ عبد الباقى الحنبلى فى ذى الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وَألف مسائلا فَقَالَ
(أيا عَالما أَحْيَا مَدِينَة جلق ... وتحرير هَذَا الْعَصْر كشاف بلواه)
(دهتنى هموم أَنْت ترجى لكشفها ... فَمِنْهَا سُؤال أَنْت بِالْحَقِّ مقضاه)
(وَذَاكَ حوالينا لقد جَاءَ مُسْندًا ... وفى السّنة الغراء حَقًا روينَاهُ)
(فمفرده حول كَذَا قَالَ شَارِح ... وللمجد فى الْقَامُوس يفرد مَعْنَاهُ)
(وفى الْفَتْح أنصبه بِفعل مُقَدّر ... أى امطر حوالينا من القفر حَيَّاهُ)
(وَلكنه مبْنى أَو هُوَ مُعرب ... فان قلت بالثانى فَبين لمبناه)
(فَكيف يُفِيد الْفَرد هَل هُوَ مُفْرد ... وَهل هُوَ مَجْمُوع فأوضح لمعزاه)
(واعرابه بَين على كل حَالَة ... فَأَنت لهَذَا الْخطب وضاح منشاه)
(وَهل ظَاهر الاعراب أَو هُوَ مُقَدّر ... أرحنى من الاشكال مَا صرت أَلْقَاهُ)
فَكتب الشَّيْخ مصطفى اليه الْجَواب وَهُوَ
(أيا من حوى علما تقاصر عِنْده ... عُلُوم ذوى التَّحْقِيق عَن بعد مسراه)
(وَيَا فَاضلا عَمت فواضل جوده ... فَمَا طَالب الا وَقد حَاز جدواه)
(وَيَا من لَهُ غوص بِفضل فطانة ... على كل معتاص على الْفَهم مَعْنَاهُ)
(أتيت بِلَفْظ فى سُؤال منضد ... كعقد بجيد الغادة الخود خلناه)
(وَذَاكَ حوالينا الذى جَاءَ واردا ... بِلَفْظ حَدِيث يجتلى الْقلب مرآه)
(واعرابه نصب على الظّرْف ظرفه ... مَكَان والزمانى يُنَافِيهِ مبناه)
(وَلكنه جمع أَتَى وَهُوَ نَادِر ... على صُورَة الِاثْنَيْنِ حَقًا روينَاهُ)
(وَلكنه لما أضيق لمزد ... غَدَتْ نونه حذفا لما قد أضفناه)
(وَهَذَا الذى يَبْدُو لعبد مقصر ... مقرّ بتقصير وذنب جنيناه)
(وعذرا فان الْعذر عنْدك سَائِغ ... فَأَنت امام شاع فى النَّاس تقواه)
(فَلَا زلت للاشكال توضح بهجة ... تزيل عَن الْفَهم الذى مِنْهُ يَغْشَاهُ)
(ودمت معافى فى سرُور ونعمة ... تقر عُيُون المستفيدين نعماه)
(وَخص اله الْعَرْش أفضل خلقه ... نَبيا عُلُوم الْخلق من فيض علياه)
(مُحَمَّد الْمُخْتَار مفزع أمننا ... بدنيا وَأُخْرَى فَهُوَ ركن عهدناه)
(بِأَفْضَل تَسْلِيم وأزكى تَحِيَّة ... وَآل وَصَحب مَا حَدِيث روينَاهُ)
وَمن خطه نقلت لَهُ أَيْضا قَوْله
(لَا تسأ من بِحمْل الْعلم من كتب ... فالعلم أنفس شئ أَنْت حامله)
فَأَجَابَهُ مجيزا لهَذَا الْبَيْت الشَّمْس مُحَمَّد الفرفورى فَقَالَ
(وانقل لصدرك مَا أودعت من كتب ... يرحك عَن حملهَا مَا أَنْت ناقله)
وَكتب من خطه أَيْضا قَوْله
(أحسن برأى امْرِئ عد الكفاف غنى ... مُجَردا لَهُم فى دَار يعادلها)
(طُوبَى لمن بَات فى أَمن وفى دعة ... فراحة الْقلب لَا شئ يعادلها)
قَالَ وَسَأَلته عَن مولده فَأخْبر أَن وَالِده كتبه على ظهر كتاب وَأَنه ضَاعَ لَكِن فى غَالب ظَنّه أَنه فى نَيف وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَحصل لَهُ مرض فى أَوَائِل سنة احدى وَسِتِّينَ وَألف وَانْقطع فى دَاره الَّتِى هى دَاخل بَاب توما وتعرف بِبَيْت محب الدّين جوَار دَار شيخ الاسلام ابْن عماد الدّين فعدته فى أثْنَاء الْمَرَض فرأيته مترقبا للعافية وآثار الْمَوْت عَلَيْهِ غير خافيه فتكالمنا مَعَه فأبدى لنا من فضائله مَا يسحر الْعُقُول من مَعْقُول ومنقول وَمن كل معنى فائق ونظم رائق ثمَّ بعد ذَلِك فارقته فِرَاق وداع متأسفا على طى فضائله الَّتِى انْعَقَد على حسنها الاجماع فَكَانَ بعد ذَلِك يراسلنى بالرسل والاوراق الى أَن كتبت لَهُ جَوَاب رِسَالَة فى لَيْلَة السبت ثَالِث عشر صفر من السّنة الْمَذْكُورَة وفى ضمنهَا هَذِه الابيات
(أسأَل الله من أتم غلاكا ... خَالق الْخلق أَن يتم شفاكا)
(فَلَقَد زَاد سقم صبك هَذَا ... ودواه محققا رؤياكا)
(وَهُوَ حيران فى غياهب شكّ ... لَيْسَ يبدى لنورها الاكا)
(عِشْت صَدرا لطَالب الْعلم بَدْرًا ... زِدْت قدرا تسمو بِهِ الافلاكا)
(لتنال الطلاب مِنْك مُنَاهُمْ ... ومناهم وَالله أقْصَى مناكا)
ثمَّ قصدت أَن أَسِيرهَا فى الْيَوْم الْمَذْكُور فَلم يتَّفق لِكَثْرَة الامطار حَتَّى صَارَت طرقات الْمَدِينَة كالانهار فاذا هُوَ انْتقل بعد الظّهْر فى الْيَوْم الْمَذْكُور الى رَحْمَة رب الْعَالمين وَلم يُمكن فى ذَلِك الْيَوْم التَّجْهِيز والتكفين وَاسْتمرّ الْمَطَر مُتَّصِلا لَا يَنْقَطِع الى يَوْم الأحد فَغسل وكفن فى الامطار الغزار وَذهب بِهِ الى جَامع بنى أُميَّة وَصلى عَلَيْهِ الظّهْر وَحمل الى قَرْيَة الشَّيْخ ارسلان فَدفن قبالة الشباك المواجه للضريح عَلَيْهِ رَحْمَة الحنان المنان وَاتفقَ أَن صَار حَالَة الدّفن مطر غزير لم يتَّفق مثله فى الاعوام فَقلت القصيدة الَّتِى أَولهَا
(بَكت السَّمَاء بمدمع هطل ... اذ مَاتَ غيث الْجُود وَالْفضل)
وَلم يذكر مِنْهَا الا بَيت المطلع هَذَا وَأَنا لم أَقف عَلَيْهَا قلت وَمِمَّا يتَعَلَّق بترجمة صَاحب التَّرْجَمَة فى تَسْمِيَته نَفسه بالمصطفى مُعَرفا مَا وجدته بِخَط البورينى تَحت كِتَابَة للمصطفى فَكتب تحتهَا قَاعِدَة فى أل الَّتِى تكون للمح الْوَصْف من زَوَائِد الشَّيْخ الطَّيِّبِيّ الْكَبِير على ألفية ابْن مَالك
(كالفضل والحرث وَالْعَبَّاس ... وَلَيْسَ هَذَا الْبَاب بِالْقِيَاسِ)
قلت وَالْبَيْت فى الاصل هَكَذَا
(كالفضل والحرث والنعمان ... فَذكر ذَا وحذفه سيان)
واذا علمت هَذِه الْقَاعِدَة على هَذَا الاسلوب أَنه لَا يُؤْتى بأل فى مثل هَذِه الْكَلِمَات الا اذا سَمِعت من الْعَرَب واذا لم تسمع فالاتيان بهَا غلط فأل فى الْمُصْطَفى اذا كَانَ مصطفى علما غير وَاقعَة فى موقعها الصَّحِيح لانها لم تسمع فِيهِ فَالْوَاجِب حِينَئِذٍ حذفهَا فاعلمه
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي الحموي.
مصطفى بن أحمد (محب الدين) ابن منصور بن إبراهيم، أبو الجود المحبي:
نحوي دمشقي حنفي. له (الحبر الحريرية - خ) في شرح ملحة الإعراب، في النحو، الجزء الأول منه بخطه .
-الاعلام للزركلي-