محمد بن الحسين بن عبد الرحمن الأنصاري
أبي الطاهر المحلي
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ
الشَّيْخ الْفَقِيه الصَّالح الْوَرع الزَّاهِد أَبُو الطَّاهِر الْمحلي خطيب جَامع مصر الْعَتِيق وَهُوَ جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ
قدم من الْمحلة إِلَى مصر وتفقه بهَا على الشَّيْخ تَاج الدّين مُحَمَّد بن هبة الله الْحَمَوِيّ واختص بِصُحْبَتِهِ وعَلى أبي إِسْحَاق الْعِرَاقِيّ شَارِح الْمُهَذّب وعَلى ابْن زين التُّجَّار هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة أشياخه فِي الْفِقْه
وَسمع الحَدِيث من إِبْرَاهِيم بن عمر الإسعردي وَغَيره وَحجَّة على من عِنْد عَن طَاعَته وألحد فِي دينه {ليهلك من هلك عَن بَيِّنَة وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} فَلهُ الْحَمد لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ذُو الْحجَّة الْبَالِغَة والعز القاهر والطول الباهر وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة وَرَسُول الْهدى وَعَلِيهِ وعَلى آله الطاهرين السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته
وَإِن مِمَّا أدركناه عيَانًا وشاهدناه فِي زَمَاننَا وأحطنا علما بِهِ فزادنا يَقِينا فِي ديننَا وَتَصْدِيقًا لما جَاءَ بِهِ نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعا إِلَيْهِ من الْحق فَرغب فِيهِ من الْجِهَاد من فَضِيلَة الشُّهَدَاء وَبلغ عَن الله عز وَجل فيهم إِذْ يَقُول جلّ ثَنَاؤُهُ {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ فرحين} أَنِّي وَردت فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ مَدِينَة من مَدَائِن خوارزم تدعى هزاراسب وَهِي فِي غربي وَادي جيحون وَمِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة الْعُظْمَى مَسَافَة نصف يَوْم فخبرت أَن بهَا امْرَأَة من نسَاء الشُّهَدَاء رَأَتْ رُؤْيا كَأَنَّهَا أطعمت فِي منامها شَيْئا فَهِيَ لَا تَأْكُل شَيْئا وَلَا تشرب شَيْئا مُنْذُ عهد أبي الْعَبَّاس بن طَاهِر وَالِي خُرَاسَان وَكَانَ توفّي قبل ذَلِك بثمان سِنِين رَضِي الله عَنهُ ثمَّ مَرَرْت بِتِلْكَ الْمَدِينَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ فرأيتها وحدثتني بحديثها فَلم أستقص عَلَيْهَا لحداثة سني ثمَّ إِنِّي عدت إِلَى خوارزم فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ فرأيتها بَاقِيَة وَوجدت حَدِيثهَا شَائِعا مستفيضا وَهَذِه الْمَدِينَة على مدرجة القوافل وَكَانَ الْكثير مِمَّن نزلها إِذا بَلغهُمْ قصَّتهَا أَحبُّوا أَن ينْظرُوا إِلَيْهَا فَلَا يسْأَلُون عَنْهَا رجلا وَلَا امْرَأَة وَلَا غُلَاما إِلَّا عرفهَا وَدلّ عَلَيْهَا فَلَمَّا وافيت النَّاحِيَة طلبتها فَوَجَدتهَا غَائِبَة على عدَّة فراسخ فمضيت فِي أَثَرهَا من قَرْيَة إِلَى قَرْيَة فأدركتها بَين قريتين تمشي مشْيَة قَوِيَّة وَإِذا هِيَ امْرَأَة نصف جَيِّدَة الْقَامَة حَسَنَة الْبدن ظَاهِرَة الدَّم متوردة الْخَدين ذكية الْفُؤَاد فسايرتني وَأَنا رَاكب فعرضت عَلَيْهَا مركبا فَلم تركبه وَأَقْبَلت تمشي معي بِقُوَّة وَحضر مجلسي قوم من التُّجَّار والدهاقين وَفِيهِمْ فَقِيه يُسمى مُحَمَّد بن حَمْدَوَيْه الْحَارِثِيّ وَقد كتب عَنهُ مُوسَى بن هَارُون الْبَزَّار بِمَكَّة وكمل لَهُ عبَادَة وَرِوَايَة للْحَدِيث وشاب حسن يُسمى عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَكَانَ يخلف أَصْحَاب الْمَظَالِم بناحيته فسألتهم عَنْهَا فَأحْسنُوا الثَّنَاء عَلَيْهَا وَقَالُوا عَنْهَا خيرا وَقَالُوا إِن أمرهَا ظَاهر عندنَا فَلَيْسَ فِيهَا من يخْتَلف فِيهَا
قَالَ الْمُسَمّى عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَنا أسمع حَدِيثهَا مُنْذُ أَيَّام الحداثة ونشأت وَالنَّاس يتفاوضون فِي خَبَرهَا وَقد فرغت بالي لَهَا وشغلت نَفسِي للاستقصاء عَلَيْهَا فَلم أر إِلَّا سترا وعفافا وَلم أعثر مِنْهَا على كذب فِي دَعْوَاهَا وَلَا حِيلَة فِي التلبيس وَذكر أَن من كَانَ يَلِي خوارزم من الْعمَّال كَانُوا فِيمَا خلا يستخصونها ويحضرونها الشَّهْر والشهرين وَالْأَكْثَر فِي بَيت يغلقونه عَلَيْهَا ويوكلون بهَا من يراعيها فَلَا يرونها تَأْكُل وَلَا تشرب وَلَا يَجدونَ لَهَا أثر بَوْل وَلَا غَائِط فيبرونها ويكسونها ويخلون سَبِيلهَا
فَلَمَّا تواطأ أهل النَّاحِيَة على تصديقها استقصصتها عَن حَدِيثهَا وسألتها عَن اسْمهَا وشأنها كُله فَذكرت أَن اسْمهَا رَحْمَة بنت إِبْرَاهِيم وَأَنه كَانَ لَهَا زوج نجار فَقير معيشته من عمل يَده يَأْتِيهِ رزقه يَوْمًا وَيَوْما لَا فضل فِي كَسبه عَن قوت أَهله وَأَنَّهَا ولدت مِنْهُ عدَّة أَوْلَاد وَجَاء الأقطع ملك التّرْك إِلَى الْقرْيَة فَعبر الْوَادي عِنْد جموده إِلَيْنَا فِي زهاء ثَلَاثَة آلَاف فَارس وَأهل خوارزم يَدعُونَهُ كسرة
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس والأقطع هَذَا فَإِنَّهُ كَانَ كَافِرًا عاتيا شَدِيد الْعَدَاوَة للْمُسلمين قد أثر على أهل الثغور والح على أهل خوارزم بِالسَّبْيِ وَالْقَتْل والغارات وَكَانَت وُلَاة خُرَاسَان يتألفونه وأنسابه من عُظَمَاء الْأَعَاجِم ليكفوا غارتهم عَن الرّعية ويحقنوا دِمَاء الْمُسلمين فيبعثون إِلَى كل وَاحِد مِنْهُم بأموال وألطاف كَثِيرَة وأنواع من فاخر الثِّيَاب وَأَن هَذَا الْكَافِر انساب فِي بعض السنين على السُّلْطَان وَلَا أَدْرِي لم ذَاك أستبطأ المبار عَن وَقتهَا أم اسْتَقل مَا بعث إِلَيْهِ فِي جنب مَا بعث إِلَى نظرائه من مُلُوك الجريجية والثغرغدية فَأقبل فِي جُنُوده وتورد الثغر واستعرض الطّرق فعاث وأفسد وَقتل وَمثل فعجزت عَنهُ خُيُول خوارزم وَبلغ خَبره أَبَا الْعَبَّاس عبد الله بن طَاهِر رَحمَه الله فأنهض إِلَيْهِم أَرْبَعَة من القواد طَاهِر بن إِبْرَاهِيم بن مدرك وَيَعْقُوب بن مَنْصُور بن طَلْحَة وميكال مولى طَاهِر وَهَارُون القباض وشحن الْبَلَد بالعساكر والأسلحة ورتبهم فِي أَربَاع الْبَلَد كل فِي ربع فحموا الْحَرِيم بِإِذن الله تَعَالَى ثمَّ إِن وَادي جيحون وَهُوَ الَّذِي فِي نهر بَلخ جمد لما اشْتَدَّ الْبرد وَهُوَ وَاد عَظِيم شَدِيد الطغيان كثير الْآفَات وَإِذا امْتَدَّ كَانَ عرضه نَحوا من فَرسَخ وَإِذا جمد انطبق فَلم يُوصل مِنْهُ إِلَى شَيْء حَتَّى يحْفر فِيهِ كَمَا تحفر الْآبَار فِي الصخور وَقد رَأَيْت كثيف الجمد عشرَة أشبار وأخبرت أَنه كَانَ فِيمَا مضى يزِيد على عشْرين شبْرًا وَإِذا هُوَ انطبق صَار الجمد جِسْرًا لأهل الْبَلَد تسير عَلَيْهِ العساكر والعجل والقوافل فينطم مَا بَين الشاطئين وَرُبمَا دَامَ الجمد مائَة وَعشْرين يَوْمًا وَإِذا قل الْبرد فِي عَام بَقِي سبعين يَوْمًا إِلَى نَحْو ثَلَاثَة أشهر
قَالَت الْمَرْأَة فَعبر الْكَافِر فِي خيله إِلَى بَاب الْحصن وَقد تحصن النَّاس وضموا أمتعتهم فضجوا بِالْمُسْلِمين وخربوهم فحصر من ذَلِك أهل النَّاحِيَة وَأَرَادُوا الْخُرُوج فَمَنعهُمْ الْعَامِل دون أَن تتوافى عَسَاكِر السُّلْطَان وتتلاحق المطوعة فَشد طَائِفَة من شُبَّان النَّاس وأحداثهم فتقاربوا من السُّور بِمَا أطاقوا حمله من السِّلَاح وحملوا على الْكَفَرَة فتهارج الْكَفَرَة واستجروهم من بَين الْأَبْنِيَة والحيطان فَلَمَّا أصحروا كرّ التّرْك عَلَيْهِم وَصَارَ الْمُسلمُونَ فِي مثل الحرجة فتخلصوا وَاتَّخذُوا دارة يُحَاربُونَ من وَرَائِهَا وَانْقطع مَا بَينهم وَبَين الْخصم وبعدت الْمُؤْنَة عَنْهُم فحاربوا كأشد حَرْب وثبتوا حَتَّى تقطعت الأوتار والقسي وأدركهم التَّعَب ومسهم الْجُوع والعطش وَقتل عامتهم وأثخن الْبَاقُونَ بالجراحات وَلما جن عَلَيْهِم اللَّيْل تحاجز الْفَرِيقَانِ
قَالَت الْمَرْأَة وَرفعت النَّار على المناظر سَاعَة عبور الْكَافِر فاتصلت بالجرجانية وَهِي مَدِينَة عَظِيمَة فِي قاصية خوارزم وَكَانَ ميكال مولى طَاهِر من أبياتها فِي عَسْكَر فَحَث فِي الطّلب هَيْبَة للأمير أبي الْعَبَّاس عبد الله بن طَاهِر رَحمَه الله وركض إِلَى هزاراسب فِي يَوْم وَلَيْلَة أَرْبَعِينَ فرسخا بفراسخ خوارزم وفيهَا فضل كثير على فراسخ خُرَاسَان وعد التّرْك الْفَرَاغ من أَمر أُولَئِكَ النَّفر فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ ارْتَفَعت لَهُم الْأَعْلَام السود وسمعوا أصوات الطبول فأفرجوا عَن الْقَوْم ووافى ميكال مَوضِع المعركة فوارى الْقَتْلَى وَحمل الْجَرْحى
قَالَت الْمَرْأَة وَأدْخل الْحصن علينا عَشِيَّة ذَلِك أَرْبَعمِائَة جَنَازَة فَلم تبْق دَار إِلَّا حمل إِلَيْهَا قَتِيل وعمت الْمُصِيبَة وارتجت النَّاحِيَة بالبكاء
قَالَت وَوضع زَوجي بَين يَدي قَتِيلا فأدركني من الْجزع والهلع علية مَا يدْرك الْمَرْأَة الشَّابَّة على زوج أبي الْأَوْلَاد وَكَانَت لنا عِيَال
قَالَت فَاجْتمع النِّسَاء من قراباتي وَالْجِيرَان يسعدنني على الْبكاء وَجَاء الصّبيان وهم أَطْفَال لَا يعْقلُونَ من الْأَمر شَيْئا يطْلبُونَ الْخبز وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أعطيهم فضقت صَدرا بأَمْري ثمَّ إِنِّي سَمِعت أَذَان الْمغرب فَفَزِعت إِلَى الصَّلَاة فَصليت مَا قضى لي رَبِّي ثمَّ سجدت أَدْعُو وأتضرع إِلَى الله وأسأله الصَّبْر بِأَن يجْبر يتم صبياني
قَالَت فَذهب بِي النّوم فِي سجودي فَرَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَنِّي فِي أَرض حسناء ذَات حِجَارَة وَأَنا أطلب زَوجي فناداني رجل إِلَى أَيْن أيتها الْحرَّة قلت أطلب زَوجي فَقَالَ خذي ذَات الْيَمين قَالَت فَأخذت ذَات الْيَمين فَرفع لي أَرض سهلة طيبَة الرّيّ ظَاهِرَة العشب وَإِذا قُصُور وأبنية لَا أحفظ أَن أصفها أَو لم أر مثلهَا وَإِذا أَنهَار تجْرِي على وَجه الأَرْض عبر أخاديد لَيست لَهَا حافات فانتهيت إِلَى قوم جُلُوس حلقا حلقا عَلَيْهِم ثِيَاب خضر قد علاهم النُّور فَإِذا هم الَّذين قتلوا فِي المعركة يَأْكُلُون على مَوَائِد بَين أَيْديهم فَجعلت أتخللهم وأتصفح وُجُوههم أبغي زَوجي لكَي ينظرني فناداني يَا رَحْمَة يَا رَحْمَة فيممت الصَّوْت فَإِذا أَنا بِهِ فِي مثل حَال من رَأَيْت من الشُّهَدَاء وَجهه مثل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر وَهُوَ يَأْكُل مَعَ رفْقَة لَهُ قتلوا يَوْمئِذٍ مَعَه فَقَالَ لأَصْحَابه إِن هَذِه البائسة جائعة مُنْذُ الْيَوْم أفتأذنون لي أَن أناولها شَيْئا تَأْكُله فأذنوا لَهُ فناولني كسرة خبز قَالَت وَأَنا أعلم حِينَئِذٍ أَنه خبز وَلَكِن لَا أَدْرِي كَيفَ يخبز هُوَ أَشد بَيَاضًا من الثَّلج وَاللَّبن وَأحلى من الْعَسَل وَالسكر وألين من الزّبد وَالسمن فأكلته فَلَمَّا اسْتَقر فِي جوفي قَالَ اذهبي كَفاك الله مُؤنَة الطَّعَام وَالشرَاب مَا حييت الدُّنْيَا فانتبهت من نومي شبعى ريا لَا أحتاج إِلَى طَعَام وَلَا شراب وَمَا ذقتهما مُنْذُ ذَلِك الْيَوْم إِلَى يومي هَذَا وَلَا شَيْئا يَأْكُلهُ النَّاس
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَكَانَت تحضرنا وَكُنَّا نَأْكُل فتتنحى وَتَأْخُذ على أنفها تزْعم أَنَّهَا تتأذى من رَائِحَة الطَّعَام فسألتها هَل تتغذى بِشَيْء أَو تشرب شَيْئا غير المَاء فَقَالَت لَا
فسألتها هَل يخرج مِنْهَا ريح أَو أَذَى كَمَا يخرج من النَّاس فَقَالَت لَا عهد لي بالأذى مُنْذُ ذَلِك الزَّمَان
قلت وَالْحيض وأظنها قَالَت انْقَطع بِانْقِطَاع الطّعْم
قلت فَهَل تحتاجين حَاجَة النِّسَاء إِلَى الرِّجَال قَالَت أما تستحيي مني تَسْأَلنِي عَن مثل هَذَا قلت إِنِّي لعَلي أحدث النَّاس عَنْك وَلَا بُد أَن استقصي قَالَت لَا أحتاج
قلت فتنامين قَالَت نعم أطيب نوم
قلت فَمَا تَرين فِي مَنَامك قَالَت مثل مَا ترَوْنَ
قلت فتجدين لفقد الطَّعَام وَهنا فِي نَفسك قَالَت مَا أحسست بجوع مُنْذُ طعمت ذَلِك الطَّعَام
وَكَانَت تقبل الصَّدَقَة فَقلت لَهَا مَا تصنعين بهَا قَالَت أكتسي وأكسو وَلَدي
قلت فَهَل تجدين الْبرد وتتأذين بِالْحرِّ قَالَت نعم
قلت فَهَل تدرين كلل اللغوب والإعياء إِذا مشيت قَالَت نعم أَلَسْت من الْبشر
قلت فتتوضئين للصَّلَاة قَالَت نعم قلت لم قَالَت أَمرنِي بذلك الْفُقَهَاء فَقلت إِنَّهُم أفتوها على حَدِيث لَا وضوء إِلَّا من حدث أَو نوم وَذكرت لي أَن بَطنهَا لاصق بظهرها فَأمرت امْرَأَة من نسائنا فَنَظَرت فَإِذا بَطنهَا كَمَا وصفت وَإِذا قد اتَّخذت كيسا فضمت الْقطن وشدته على بَطنهَا كي لَا ينقصف ظهرهَا إِذا مشت
ثمَّ لم أزل أختلف إِلَى هزاراسب بَين السنتين وَالثَّلَاث فتحضرني فأعيد مسألتها فَلَا تزيد وَلَا تنقص وَعرضت كَلَامهَا على عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْفَقِيه فَقَالَ أَنا أسمع هَذَا الْكَلَام مُنْذُ نشأت فَلَا أجد من يَدْفَعهُ أَو يزْعم أَنه سمع أَنَّهَا تَأْكُل أَو تشرب أَو تتغوط
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي